تجسّد القرية التراثية في ملتقى «أجواء الأشخرة السياحي» الحياة الاجتماعية ذات الطابع البحري وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالبيئة التي يمارسها ويعيشها أهالي المناطق الساحلية بمحافظة جنوب الشرقية، وتتنوع فيها المفردات التراثية التقليدية الجميلة.

وأوضح محمد بن سلطان البطيني عضو لجنة الفعاليات والمشرف على القرية التراثية بملتقى أجواء الأشخرة أن القرية التراثية تضم 21 ركنًا، وتمثل ملامح الحياة الاجتماعية البحرية، ونسعى من خلال هذه القرية إلى الحفاظ على التراث العماني الأصيل، والعناية بالحرف التقليدية، وتعريف الزوار والسياح بملامح الهوية الأصيلة.

وأضاف: إنّ القرية تقدم مجموعة من الحرف والصناعات التقليدية والفنون الشعبية والمسابقات أبرزها: صناعة مجسمات السفن البحرية وصناعة الشِباك البحرية «الليخ» و«الغدافة» وهي أساليب وطرق يستخدمها الصيادون لصيد الأسماك وتعتمد هذه الشِباك على عدة مكونات أهمها: نوع الخيط الذي يستخدم في صناعة شِباك الصيد (النايلون)، وعين الشبكة، وعمق الشبكة والأثقال (الأوزان).

ومن أبرز المسابقات في القرية التراثية مسابقات: صيد الغدافة، وهي نشاط يمارسه رواد البحر؛ حيثُ يقومون برمي شباك الصيد لصيد أسماك السردين وبعض الأسماك الساحلية السطحية، حيث تلف الشبكة على يد الصياد ثم ترمى بسرعة على الأسماك وبعد ذلك يغوص الصياد ليجمع الشبكة من القاع وبداخلها الأسماك، إذ تهدف المسابقة إلى دعم الصيادين وتشجيعهم.

وتعد صناعة الشِباك البحرية «غزل الليخ» من أشهر الحرف اليدوية التقليدية العمانية التي يمارسها الصياد العماني منذ سنوات طويلة لصيد الأسماك وما زالت تمارس حتى الآن في مختلف مناطق الساحل العماني الممتد على طول 3165 كيلومترا.

و«الليخ» من الأدوات الأساسية التي يستخدمها الصياد الحرفي في صيد الأسماك؛ وهو عبارة عن شبكة متعددة الفتحات تصنع بواسطة خيوط من النايلون، وتختلف سعة هذه الفتحات (العيون)، وسُمك الخيط تبعًا لنوع وطريقة الصيد ونوعية الأسماك المراد صيدها، ويتراوح طول شباك الليخ بين 175 و200 ياردة وفترة إنجازها تحتاج إلى 15 يومًا للشباك الواحد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القریة التراثیة

إقرأ أيضاً:

التصعيد العسكري يهدد الموسم السياحي في لبنان

بيروت – يقف الموسم السياحي في لبنان عند مفترق مدّ وجزر، فما قبل عيد الأضحى، كانت المؤشرات تُنذر بصيف واعد، مع عودة قوية للمغتربين العرب، خصوصا من دول الخليج، لكن الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، وما تلاها من تصعيد إقليمي بين إيران وإسرائيل، سرعان ما بدّد هذه التوقعات، فتراجعت الحجوزات وتعثّرت حركة الوافدين.

وإن بدأت بوادر الانتعاش تلوح في الأفق مجدداً، فإن القلق لا يزال مخيّماً على أصحاب القطاع، فبين مؤسسات تصارع للبقاء، وأرقام تتحدث عن نسب إلغاء مرتفعة، يواجه لبنان صيفا سياحيا هشا، تحكمه التقلّبات الأمنية وغلاء التذاكر أكثر مما تحكمه جمالياته الطبيعية وتراثه الثقافي.

عودة مشروطة

يقول نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والحلويات في لبنان خالد نزهة، للجزيرة نت، إن ما قبل عيد الأضحى كان يوحي بصيف واعد، مضيفا: "الحجوزات كانت ممتازة، خصوصا من الأشقاء العرب، لا سيما الإماراتيون، وكان من المفترض أن يلحق بهم السعوديون، إلى جانب وفود من دول عربية أخرى بدأت تصل عشية العيد".

الحرب طالت قطاع السياحة في لبنان بعد أن كان من المتوقع أن ينتعش (غيتي إيميجز)

لكن سرعان ما تغيّر كل شيء، ففي الخامس من يونيو/ حزيران، تعرضت الضاحية الجنوبية إلى 9 ضربات إسرائيلية عنيفة، أعقبها تراجع ملحوظ في الحركة السياحية، وفق نزهة، ولم تكد البلاد تلتقط أنفاسها، حتى اندلعت المواجهة بين إسرائيل وإيران، فزاد القلق وتوقفت بعض الرحلات الجوية مؤقتاً، مما أثّر في حجوزات كانت مرتقبة.

ورغم هذا التراجع، يشير نزهة إلى أن شركات الطيران عادت إلى العمل، والحجوزات بدأت تنتعش مجددا، وإن ببطء، ويضيف: "نأمل بموسم صيفي جيد، حتى وإن لم يكن بمستوى التوقعات الأولى".

ويشرح نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم أن القطاع بشكل خاص يعوّل على اللبنانيين المقيمين في الخارج، لا سيما في دول الخليج وأفريقيا، ممن حالت دون عودتهم المتكررة أزمات متراكمة منذ عام 2019، من الانهيار المالي إلى جائحة كورونا، مروراً بانفجار مرفأ بيروت والحرب الأخيرة. كما يراهن نزهة على عودة السياح العرب الذين يمتازون بإقامات أطول وإنفاق سياحي مرتفع، ويملكون منازل صيفية في المناطق الجبلية.

قطاع المطاعم الذي كان يؤمن قبل الأزمة نحو 150 ألف وظيفة، يعمل فيه اليوم خلال الموسم ما بين 40 و50 ألف شخص، بينهم عدد كبير من الطلاب الجامعيين. ورغم غياب الدعم الرسمي، يؤكد نزهة أن المؤسسات صمدت، "واستمرت من اللحم الحي"، في ظل غياب القروض واحتجاز أموال أصحابها في المصارف.

ويضيف أن البلاد باتت تشهد افتتاح مطاعم جديدة، و"روف توبس" على امتداد الساحل، إضافة إلى المشاريع الجبلية، وهو ما يعكس جاهزية كاملة في القطاع. ويرى أن ظروف الحرب ساهمت بطريقة غير مباشرة في تنشيط السياحة الداخلية، مع تعذّر السفر على كثيرين.

إعلان

ومع حلول الأول من يوليو/تموز، وانتهاء العام الدراسي في العديد من الدول، يأمل نزهة بتدفق الزوار خلال الأسابيع المقبلة، "نحتاج إلى استقرار أمني واقتصادي وسياسي، فالسياحة لا تنمو في الفراغ"، مضيفا أن لبنان يتمتع بكل المقومات ليكون وجهة سياحية متكاملة، من الآثار والتاريخ، إلى البحر والجبل، وسياحة الأعراس، والتجميل، والتعليم، والدين.

ويختم نزهة بتفاؤل مشروط: "نطمح إلى موسم مستدام لا يقتصر على الأعياد، والسياحة اللبنانية قادرة على النهوض متى توفرت البيئة الحاضنة".

موسم تحت التهديد

في المقابل، لا تخفي نقابة أصحاب الفنادق في لبنان قلقها من تأثير التصعيد الأمني المتواصل على القطاع السياحي، الذي كان يعوَّل عليه لإحياء الموسم الصيفي. ففي حديثه للجزيرة نت، قال نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر إن "الحجوزات قبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران، وقبل الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت، كانت أفضل بكثير مما نشهده اليوم".

وأشار الأشقر إلى أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت موجة كبيرة من الإلغاءات، "بسبب إقفال الأجواء وتعليق عدد من الرحلات الجوية، إلى جانب الظروف الأمنية غير المستقرة".

ورغم انتهاء المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل، فإن "وتيرة التصعيد الإسرائيلي في لبنان تتصاعد يوميًا"، بحسب الأشقر، مما يثير ترددًا لدى السياح، وخصوصًا الأجانب والعرب، الذين تراجع حضورهم بشكل ملحوظ، وإن لم ينقطع بالكامل.

أما اللبنانيون المغتربون، فبرأي الأشقر، يواجهون عائقين أساسيين: أولًا، تعذّر السفر نتيجة إلغاء الرحلات الجوية، وثانيًا، ارتفاع أسعار التذاكر إلى مستويات مضاعفة، مما يشكل عبئًا ماديًا كبيرًا.

ويختم الأشقر بالقول: "صحيح أن لبنان يتميّز بسرعة في استعادة الحياة، لكن الحركة السياحية هذا الصيف ليست كما كنا نطمح، ونشهد تراجعا واضحا يتراوح بين 20% و30%، سواء في عدد الزوّار أو في حجم المداخيل".

مؤشرات مقلقة

من جهته، يقول رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود إن تداعيات التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران ظهرت سريعا على حركة الوافدين إلى لبنان. ففي بيان حديث له، أكد أن عدد الرحلات القادمة إلى البلاد انخفض بنسبة تقديرية تبلغ 60%، مما يعكس حجم الضربة التي تلقّاها القطاع.

أما في ما يخص السياحة المغادرة، فيقول عبود إن ما بين 30% و40% من الحجوزات إلى الخارج خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب ألغت حتى الآن، مع توقعات بارتفاع هذه النسبة مع اقتراب مواعيد السفر.

مقالات مشابهة

  • القرية التراثية بمنطقة جازان تحتضن “ثَقِّف 3”
  • أسعار الأسماك والمأكولات البحرية اليوم السبت 5 يوليو 2025
  • عرض موسيقي لمواهب إماراتية على مسرح «كارنيغي» في نيويورك
  • أوغلو: التكتلات التقليدية في شرق المتوسط انتهت وتركيا تتحرك بذكاء في ليبيا
  • أيمن سماوي، “تعالوا نُكمل الحكاية”. في حديث مع المدير التنفيذي لمهرجان جرش للثقافة والفنون
  • متابعة ميدانية لمشروعات إنمائية وسياحية واعدة بجنوب الشرقية
  • تعيينات حكومية جديدة في قطاعات الإسكان والتعليم العالي والعدل والصناعة التقليدية
  • جولة تفقدية لوزراء الإسكان والتخطيط والتنمية المحلية في المدينة التراثية بالعلمين
  • برلماني: بيان 3 يوليو تجسيد لإجماع وطني واسع واستجابة للإرادة الشعبية
  • التصعيد العسكري يهدد الموسم السياحي في لبنان