WSJ: أمة أمريكية على حافة الهاوية والانتخابات تتجه نحو نهاية قبيحة
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تقريرًا اعتبرت فيه مشهد دونالد ترامب وهو يندفع من على منصة الحملة الانتخابية، وخده ملطخ بالدماء جراء محاولة اغتياله، هو الصدمة الأكثر إثارة للقلق منذ سنوات بالنسبة للجمهور الأمريكي الذي يعيش بالفعل على حافة الهاوية بسبب سلسلة من المنعطفات السياسية التي تنطوي على تهديد.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إنه لم تتضح وقائع الهجوم على ترامب في إحدى فعاليات الحملة الانتخابية في مدينة بتلر بولاية بنسلفانيا، وأشار ترامب إلى أنه لم يصب بأذى باستثناء رصاصة اخترقت الجزء العلوي من أذنه اليمنى، لكن إطلاق النار الذي استهدف رئيسًا سابقًا وربما رئيسًا مستقبليًا على الأرجح ضاعف من الشعور الذي ينتاب العديد من الأمريكيين بأن الانتخابات الرئاسية لهذا العام تتجه نحو نهاية قبيحة.
وأضافت الصحيفة ان الأمة التي بالكاد تخلصت من النهاية العنيفة لانتخابات 2020، والتي تضمنت العديد من الوفيات المرتبطة بأحداث الشغب التي وقعت في 6 كانون الثاني/ يناير 2021 في الكابيتول، قد تعرضت منذ ذلك الحين لسلسلة من الهزات المتتالية التي أصابت النظام، ومنها: إقالة رئيس مجلس النواب، والرئيس السابق ترامب متهم بتهم جنائية أربع مرات، والذي يحظى بتأييد حزبه لاستعادة البيت الأبيض.
وفي مناظرة رئاسية جرت قبل أسبوعين فقط؛ ظهر أن القائد الأعلى للقوات المسلحة، جو بايدن، يعاني من ضعف كبير في قدرته على التعبير عن أفكاره واسترجاع الكلمات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حين أن دوافع مهاجم ترامب غير معروفة - حيث يقول المسؤولون إنه مات الآن - فإن السؤال الفوري هو ما إذا كان القادة السياسيون أنفسهم قد خلقوا الحماسة لهذه الحادثة وغيرها من الحوادث من خلال تأجيج الاستقطاب السياسي - وما إذا كانوا سيتخذون خطوات لتهدئة الأجواء.
وقد وجد مركز بيو للأبحاث أن النقاش المدني في البلاد، الذي يشار إليه الآن عرضًا باسم القتال السياسي، قد دفع البلاد إلى مستويات جديدة من عدم الثقة الحزبية، حيث يعتقد ما يقرب من الثلثين في كل حزب أن من ينتمون إلى الحزب الآخر غير أخلاقيين وغير صادقين ومنغلقين على أنفسهم.
ونقلت الصحيفة عن تشاك بلاكلي، وهو عامل تركيب الرخام والبلاط البالغ من العمر 60 سنة من مدينة بتلر بولاية بنسلفانيا، والذي سار مع ابنه إلى حاجز الشرطة بالقرب من موقع تجمع ترامب مساء السبت بعد سماعه عن إطلاق النار، قوله: "في حياتي، هذا أكثر ما لم يكن مريحًا على الإطلاق".
وذكرت الصحيفة أن سيث بلاكلي، 25 سنة، تمكن من سماع ترامب وهو يتحدث من الميكروفونات أثناء وجوده في منزل أحد أصدقائه خلال التجمع. وقال الشاب بلاكلي الأصغر سناً، الذي يعمل ميكانيكيًا ويصف نفسه بأنه ناخب مستقل مثل والده: "لا أفهم كيف حدث ذلك. إنها أخبار سيئة للجميع. وسيزداد الأمر سوءًا من هنا".
وعادة ما يستخدم ترامب نفسه خطابًا متضخمًا وعنيفًا في بعض الأحيان لإثارة الغضب على بايدن وتعزيز الولاء بين مؤيديه. وقد حذر من "الموت والدمار المحتمل" في حال اتهامه بارتكاب جرائم، وألمح إلى أنه سيكون مبررًا لمحاكمة خصومه السياسيين إذا عاد إلى السلطة.
ولطالما وصف مؤيديه بـ"الوطنيين"، كما لو أن خصومه ليسوا كذلك. لقد اعتاد الأمريكيون تقريبًا على المبالغة في تأكيداته بأن "الشيوعيين ذوي الشعر الوردي" يسيطرون على المدارس وأن سياسته الحدودية الأكثر صرامة ضرورية "لإبقاء الشيوعيين الأجانب والماركسيين والاشتراكيين الكارهين للمسيحيين خارج أمريكا".
وقد رفض ترامب في المناظرة الرئاسية التي جرت الشهر الماضي القول بشكل لا لبس فيه بأنه سيقبل بنتائج الانتخابات المقبلة.
ويقول بعض الجمهوريين إن الخطاب الديمقراطي هو السبب في ذلك، فقد ألقى السيناتور ج. د. فانس من ولاية أوهايو، وهو مرشح محتمل ليكون نائب ترامب في منصب نائب الرئيس، باللوم على الرئيس بايدن في حادثة إطلاق النار التي وقعت يوم السبت.
وكتب على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "إن الفرضية الأساسية لحملة بايدن هي أن الرئيس دونالد ترامب فاشي استبدادي يجب إيقافه بأي ثمن. هذا الخطاب أدى مباشرة إلى محاولة اغتيال الرئيس ترامب".
وشددت الصحيفة على أن هناك خطر واضح من انقسامات الأمريكيين، ولهذا فعليهم أن يعودوا إلى سنة 1968، وهي السنة الذي قُتل فيه روبرت كينيدي، الذي كان مرشحًا للرئاسة آنذاك، ومارتن لوثر كينغ الابن، للحصول على أمثلة على العنف السياسي.
في أواخر سنة 2018، وقبل انتخابات التجديد النصفي في تلك السنة، قام رجل من فلوريدا بإرسال قنابل أنبوبية بالبريد إلى منتقدين بارزين للرئيس ترامب آنذاك، من بينهم الرئيس السابق باراك أوباما وهيلاري كلينتون والسيناتور آنذاك كامالا هاريس وآخرين. وبعد ذلك بسنتين، ألقي القبض على ستة رجال بتهمة التآمر لاختطاف حاكمة ولاية ميشيغان الديمقراطية جريتشن ويتمير ومحاكمتها بتهمة الخيانة قبل الانتخابات الرئاسية في تلك السنة.
وقد رصدت شرطة الكابيتول زيادة في التهديدات ضد أعضاء الكونغرس. وفي سنة 2017، فتح مسلح له تاريخ في انتقاد الرئيس ترامب وسياسات الحزب الجمهوري آنذاك النار على أعضاء جمهوريين في الكونغرس في تدريب على لعبة البيسبول، وأطلق النار على أربعة أشخاص وترك النائب الجمهوري ستيف سكاليس من ولاية لويزيانا في حالة حرجة.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد الهجوم الذي استهدف زوج رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي في سنة 2022، عززت شرطة الكابيتول من إجراءات الأمن لقيادات الكونغرس، مشيرة إلى "المناخ السياسي المثير للجدل". كما تم استهداف القضاة والمدعين العامين. فمنذ سنة 2021، تضاعفت التهديدات ضد القضاة الفيدراليين إلى 457 تهديدًا في السنة المالية المنتهية في أيلول/ سبتمبر 2023، وفقًا لدائرة المارشال الأمريكية.
وفي سنة 2022، ألقي القبض على رجل من كاليفورنيا خارج منزل القاضي بريت كافانو وبحوزته حقيبة ظهر تحتوي على مسدس وذخيرة، بالإضافة إلى قضيب حديد وشريط لاصق، وفقًا لسجلات المحكمة.
وتُظهر استطلاعات الرأي الكثيرة أن الأمريكيين يقولون إنهم يشعرون بالإحباط من المسار الأخير للسياسة. وفي استطلاعات بيو، يقول ثلثا المستطلعة آراؤهم إن السياسة تتركهم منهكين، ويقول ما يقرب من تسعة من كل 10 أشخاص إن الجمهوريين والديمقراطيين مهتمون أكثر بالقتال مع بعضهم البعض بدلاً من حل المشاكل. ومن المؤكد أن احتمال العنف السياسي سيجعل الأمريكيين أكثر إحباطًا.
واختتمت الصحيفة تقريرها مشيرة إلى تصريحات بيل بيلي، وهو مؤيد لترامب يبلغ من العمر 62 سنة من غراند هيفن بولاية ميشيغان، والذي كان يبيع البضائع بالقرب من تجمع ترامب يوم السبت، التي قال فيها: "أعتقد أن الكثير من الناس يريدون فقط العودة إلى ما كنا عليه"، مشيرًا إلى الوقت الذي كان فيه التضخم وأسعار الغاز أقل. وقال: "يريد الناس عودة الحياة الطبيعية إلى حياتهم. لقد كان الوضع جنونيًا خلال السنوات الثماني الماضية."
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب الانتخابات امريكا الانتخابات الإحباط ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مخاوف إسرائيلية من لقاء مصيري يجمع ترامب ونتنياهو نهاية الشهر
تبدي أوساط إسرائيلية مخاوفها من "اللقاء المصيري" بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو في واشنطن نهاية الشهر الجاري، على توقع مجموعة واسعة من المطالب الأمريكية بشأن الأوضاع في قطاع غزة، لعل أبرزها الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية.
وقالت المحللة الإسرائيلية في صحيفة "معاريف"، آنا بارسكي، إن شعورا غير سار يتشكل في "إسرائيل" قبل رحلة بنيامين نتنياهو إلى ميامي في نهاية الشهر، فهذه المرة، لن ينتظره ترامب بعناق دافئ وصورة لحديقة متألقة فحسب، بل بحقيبة مليئة بالمطالب.
وشددت على أن ترامب "سيحوّل نتنياهو إلى زيلينسكي" خلال اللقاء الذي سيجمعهما في التاسع والعشرين من الشهر الجاري وجهاً لوجه في منتجع مارالاغو. رسمياً، يتضمن جدول الأعمال: الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب لغزة، إنشاء قوة متعددة الجنسيات، ونزع سلاح حماس، وإعادة إعمار المناطق المدنية.
وقالت بارسكي، إن الاجتماع "سيقرر ما إذا كانت إسرائيل لا تزال تتحكم في سياستها، أو ما إذا كانت الآن مجرد لاعب آخر في عملية دولية تُدار من الدوحة وأنقرة وواشنطن".
وشددت المحللة الإسرائيلية على أن ما يثير القلق الشديد بالنسبة لإسرائيل هو أن الموقف الأمريكي في الشهرين الماضيين بشأن نقطتين أساسيتين، الوجود التركي في قوة الاستقرار، وترتيب العمليات ضد حماس، قد ابتعد عن الخط الإسرائيلي.
في غضون ذلك، يتزايد الضغط على "إسرائيل" للمضي قدمًا في المراحل الأخرى، حتى في غياب جدول زمني واضح لتفكيك الجناح العسكري لحركة حماس بالكامل. وهنا تحديدًا تبرز أهمية الدوحة. فقطر لا تخفي نيتها في دفع إسرائيل إلى المرحلة الثانية، وتستفيد من التفويض الإقليمي الذي حظيت به، فضلًا عن نفوذها الشخصي على ترامب. وفق ما قالته بارسكي.
من جانبها، تسعى تركيا إلى ترسيخ مكانتها كطرف قادر على الحوار مع الجميع، الأمريكيين، وحماس، والمصريين، وفي خضم ذلك، تحجز لنفسها مكاناً على رمال غزة. ترامب يصغي جيداً لكلا الطرفين.
إلى جانب ذلك، يقوم الأمريكيون ببناء آلية تسمح لهم بالضغط على الزر حتى بدون موافقة إسرائيلية كاملة: تعيين جنرال أمريكي برتبة نجمتين لقيادة القوة الدولية، وإنشاء "مجلس سلام" برئاسة ترامب يتولى إدارة الأموال والمشاريع والإشراف، وذلك بدون وجود جندي أمريكي واحد على الأرض، ولكن مع سيطرة أمريكية شبه كاملة على مسار إعادة الإعمار. بعد بناء هذا الإطار، سيكون السؤال الذي ستوجهه لنتنياهو في ميامي بسيطًا: هل تنضم باختيارك، أم أنك تُصنّف كمُعرقِل للتقدم؟ تقول المحللة الإسرائيلية.