وزير الخارجية الأردني: الحل لأزمة اللاجئين هي بعودتهم إلى بلادهم
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
قال وزير الخارجية الأُرْدُنّيّ أيمن الصفدي إنه تم مناقشة أزمة اللاجئين السوريين وهذا مجال يجب أن نتحدث عنه بانفتاح وبوضوح، مشيرًا إلى أن الحل لأزمة اللاجئين هي بعودتهم إلى بلادهم.
وأضاف أنه ينبغي أن تصب كل جهودنا لخلق الظروف للعودة الطوعية للاجئين السوريين لبلدهم، كما علينا خلق الظروف التي ستصل بنا إلى نهاية الأزمة السورية .
وأشار إلى أنه طالمَا بقي اللاجئون في الأردن كدولة مضيفة يبقى عبء توفير الرعاية لهم، معربًا عن الامتنان لأوروبا على الدعم الذي قدمته لسنوات لخلق حياة كريمة للاجئين السوريين.
وقال الصفدي: "لقد تحدثنا بوضوع عن الكارثة في غزة.. يجب أن ينتهي هذا العدوان ويجب أن تنتهي جرائم الحرب".. وأضاف أن الطريقة الوحيدة التي يمكن للفلسطينيين والإسرائيليين العيش بسلام معها هي حل الدولتين.
وأكد أنه في الوقت الحالي تركيزنا الفوري على إنهاء هذه الحرب وهذه الكارثة الإنسانية ورفع الحصار والتأكد من تطبيق القانون الدُّوَليّ بالتساوي على جميع الأزمات.
وشدد على أن الأردن سيكون دائمًا شريكًا في السلام والى جانب القانون الدُّوَليّ وميثاق الأمم المتحدة والى جانب حق الشعب الفلسطيني في أن يعيش بحرية وكرامة.
ونبه إلى أنه طال أمد هذا الصراع وتم فقدان الكثير من الأرواح البشرية ودمار كبير وهذا يؤثر على مصداقية القانون الدُّوَليّ، داعيا إلى العمل سويا لإنهاء الكارثة في غزة وإنقاذ الأطفال من الموت وسوء التغذية والجوع.
وفي سياق أخر، أكد وزير الخارجية الأُرْدُنّيّ أن الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي تقوم على الثقة والتعاون والعمل الجيد ليس فقط من أجل تقوية العلاقات الثنائية ولكن من أجل المساهمة في الأهداف الأوسع وهي تحقيق السلم والأمن لمنطقتنا المضطربة.
وأضاف أن اجتماع مجلس الشراكة الأُرْدُنّيّ الأوروبي اليوم كان ناجحًا، تم خلاله تعزيز النوايا للوصول بالشراكة إلى مستوى استراتيجي.
وأكد أن الأُرْدُنّ والاتحاد الأوروبي شركاء استراتيجيون من منظور طريقة العمل سويا والالتزام المشترك والقيم المشتركة، ولكن هذا سيذهب بالعلاقة رسميًا إلى مستوى جديد لمزيد من التعاون الاستراتيجي في المجال الاقتصادي والتجارة والأمن والدفاع.
وأشار إلى أنه تم اليوم مناقشة الدعم الأوروبي للأردن، موضحًا أن أوروبا أعلنت عن أكثر من 100 مليون يورو لدعم الاقتصاد الأُرْدُنّيّ.
ولفت إلى أنه تم اليوم مراجعة التقدم المحرز في هذا الاتجاه ، موجهًا الشكر إلى الاتحاد الأوروبي على دعمه للأردن والتزامها الكامل بالبرنامج الإصلاحي اقتصاديًا وسياسيًا وإداريًا.
وقال الصفدي إن الأُرْدُنّيّ ملتزم بالكامل بحرية التعبير وهي متاحة في الأُرْدُنّيّ بموجب القانون، وملتزمون بكل الإصلاحات لتعزيز بيئة حرية التعبير والقيم الديمقراطية.
وأكد أن جهود الأردن تتحدث عن نفسها، مشيرًا إلى أن الأردن لديه سجل واضح حول احترام حقوق الإنسان ووساطة السلام وتعزيز كل القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أيمن الصفدي أزمة اللاجئين السوريين اللاجئين الأ ر د ن ی إلى أنه إلى أن
إقرأ أيضاً:
م عبدالرحيم فتحي البقاعي يكتب: الاستقلالُ التاسعُ والسَّبْعُونَ للمملكةِ الأردنيَّةِ الهاشميَّةِ وَطَنٌ وُلِدَ منَ التَّحدِّي ويَكبُرُ على الثَّوابتِ
صراحة نيوز ـ عبدالرحيم فتحي البقاعي
لا يُمكِنُ أنْ يَمرَّ عيدُ استقلالِنا التَّاسعِ والسَّبْعِينَ مرورَ الكِرامِ، ونحنُ نعيشُ في إقليمٍ يَموجُ بالتَّحوُّلاتِ، وتَتَساقَطُ فيه دولٌ كانتْ تُعدُّ راسخةً، بينما يَبقى الأردنُّ شامخًا بثوابِته، راسخًا بنظامِه، عصيًّا على الفوضى والانكسارِ.
هذه ليستْ مصادفةً، بل نتيجةٌ لمسيرةِ وعيٍ وطنيٍّ، وصبرٍ سياسيٍّ، وحكمةٍ مَلَكيَّةٍ بدأتْ منذُ لحظةِ التَّأسيسِ، وما زالتْ مستمرَّةً بثقةٍ وثباتٍ.
لقد وُلِدَ هذا الوطنُ من رَحِمِ التحدِّي، فلم يكنِ الاستقلالُ في الخامسِ والعشرينَ من أيَّارَ عامَ 1946 مجرَّدَ انسحابِ قوَّةٍ استعماريَّةٍ، بل كان تتويجًا لنضالٍ وطنيٍّ طويلٍ، ونتاجًا لفكرةٍ كُبرى حملَها الشَّريفُ الهاشميُّ عبدُالله الأوَّلُ، الذي لم يرضَ يومًا أنْ يكونَ الأردنُّ بَديلًا عن طموحاتِ الثَّورةِ العربيَّةِ الكُبرى، بل رآه نواةً لمشروعٍ قوميٍّ، تتشكَّلُ فيه الهُويَّةُ، وتُبنى فيه الدولةُ التي تحملُ الرِّسالةَ.
خمسَةٌ وعشرونَ عامًا بينَ التأسيسِ والاستقلالِ، كانت كفيلةً بأنْ تتجذَّرَ في الأرضِ بذورُ الدولةِ، وتُبنى أولى مؤسَّساتِها، ويتشكَّلَ عقدٌ اجتماعيٌّ مُبكِّرٌ بين القيادةِ والشَّعبِ.
عقلانيَّةُ الملكِ المؤسِّسِ لم تكنْ تراجعًا، بل كانتْ رؤيةً تتقدَّمُ على زمنِها؛ فالأردنُّ لم يُبنَ على استعجالٍ، بل على حِكمةٍ وتدرُّجٍ وشرعيَّةٍ.
ولأنَّ المشروعَ كانَ كبيرًا، كان لا بدَّ أنْ تُدفَعَ الأثمانُ، فارتقى الملكُ عبدُالله الأوَّلُ شهيدًا على عتباتِ المسجدِ الأقصى، وهو يُجسِّدُ التزامًا لا يتزحزحُ بقضيَّةِ العربِ الأولى: فلسطين.
واستلمَ الرِّايةَ من بعدِه الملكُ طلال، صاحبُ الدُّستورِ الذي شكَّلَ خارطةَ الطَّريقِ لنظامِ حُكمٍ نيابيٍّ ملكيٍّ وراثيٍّ، وأرسى بنيانَ دولةِ المؤسَّساتِ، وأقرَّ إلزاميَّةَ التَّعليمِ ومجَّانيَّتهِ، ومهَّدَ لمرحلةٍ دستوريَّةٍ ناضجةٍ قادرةٍ على تجاوزِ العواصفِ.
ثمَّ جاءَ عهدُ الحسينِ، الذي لا يمكنُ اختصارُهُ بفقرةٍ أو سطرٍ، فقد حَمَلَ الأردنَّ على كَتِفَيه، في وقتٍ كانتْ فيه الخريطةُ السياسيَّةُ للمنطقةِ تَنقلبُ رأسًا على عقبٍ.
صمدَ الأردنُّ في وجهِ الحروبِ، وموجاتِ اللجوءِ، والانقلاباتِ، والمدِّ القوميِّ الجارفِ، وبقيَ ثابتًا لا يَميلُ عن بوصلتِهِ، ولا يَنجرفُ وراء شعاراتٍ زائفةٍ.
الحسينُ، بحكمتِه وعقلِه النيِّرِ، قادَ وطنًا صغيرًا بإمكاناتِه، كبيرًا بدورِه، فبَنى دولةَ المؤسَّساتِ، ورفعَ شأنَ التَّعليمِ، وأرسى منظومةَ الأمنِ والاستقرارِ، حتى صارَ الأردنُّ في عهدِه واحةً للسلامِ، ومنارةً للعقلانيَّةِ في محيطٍ مضطربٍ.
ومع مطلعِ الألفيَّةِ، سلَّمَ الحسينُ الرِّايةَ لوليِّ عهدِه جلالةِ الملكِ عبدالله الثاني ابنِ الحسين، بعد أن أعدَّهُ إعدادَ القادةِ، وربَّاهُ على مبدأِ الخدمةِ لا السُّلطةِ.
ومنذ اللحظةِ الأولى، واجهَ الملكُ المعزَّزُ مشهدًا دوليًّا وإقليميًّا شديدَ التعقيدِ؛ أحداثُ الحادي عشرَ من أيلولَ، واحتلالُ العراقِ، والحربُ على الإرهابِ، ثمّ رياحُ الرَّبيعِ العربيِّ وما أعقبَها من فوضى أطاحت بثوابتٍ وقِيَمٍ وقادةٍ ودُوَلٍ.
لكنَّ الأردنَّ، بفضلِ قيادتِه، لم يتردَّدْ في اتخاذِ القرارِ الصَّعبِ: التقدُّمُ إلى الأمامِ.
فأطلقَ جلالةُ الملكِ التعديلاتِ الدستوريَّةَ الرَّائدةَ عام 2011، سَبقَت حتى المطالباتِ الشعبيَّةِ، ثمّ جاءتْ رؤيةُ التحديثِ الشَّاملةُ بثلاثيَّتِها: السِّياسيِّ، والاقتصاديِّ، والإداريِّ، لتُؤكِّدَ أنَّ الأردنَّ لا يَكتفي بالنَّجاةِ، بل يسعى للنَّهضةِ، رغم قلَّةِ المواردِ، وضيقِ الحالِ، وضغطِ الإقليمِ، ومؤامراتٍ حاكَها الخصمُ والصَّديقُ معًا.
اليومَ، ينظرُ العالمُ إلى الأردنِّ بإعجابٍ: دولةٌ دستوريَّةٌ مستقِرَّةٌ، ذاتُ جيشٍ محترفٍ، وأجهزةٍ أمنيَّةٍ يقظةٍ، ومجتمعٍ متماسكٍ رغم تنوُّعِه، وقيادةٍ شرعيَّتُها من التاريخِ، ومن الإنجازِ، ومن الثقةِ التي لم تهتزَّ يومًا.
هذا الاستقرارُ لم يأتِ بالمصادفةِ، بل هو نتيجةُ عقدٍ اجتماعيٍّ نادرٍ، لم يُكتبْ بالحِبرِ فقط، بل كُتبَ بالدَّمعِ والتَّعبِ والتضحياتِ.
عقدٌ جعلَ منَ الهاشميينَ رموزًا وطنيَّةً جامعةً، ليسوا مجرَّدَ حُكَّامٍ، بل قادةُ أمَّةٍ حقيقيُّونَ، حاضِرونَ في وجدانِ النَّاسِ، وفي تفاصيلِ حياتِهم، وضَربوا أروعَ الأمثلةِ في الاشتباكِ الإيجابيِّ بينَ القيادةِ الحكيمةِ والشَّعبِ الوفيِّ، الذي يصبو إلى دولةٍ ينصهرُ فيها الجميعُ في فسيفساءٍ وطنيَّةٍ فريدةٍ بينَ الأممِ.
إنَّ الحفاظَ على هذا الوطنِ مسؤوليَّةُ كلِّ أردنيٍّ.
فالاستقلالُ لا يُقاسُ بإعلانٍ سياسيٍّ، بل بالقدرةِ على حمايةِ المُنجزِ، والتَّطلُّعِ إلى الأفضلِ.
علينا أن نَخلعَ شوكَنا بأيدينا، وأنْ نُؤمنَ أنَّ الأردنَّ لكلِّ الأردنيينَ، وأنَّ وحدتَنا الوطنيَّةَ هي حِصنُنا الأولُ، وأنَّ العلمَ والعملَ هما سِلاحُنا الحقيقيُّ في وجهِ التحدِّياتِ، لتبقى رايتُنا مرفوعةً في السَّماءِ، يعتزُّ بها الأردنيونَ جميعًا.
ورغمَ كلِّ الضغوطِ، لم تَنْحنِ رايتُنا يومًا.
ظلَّ الأردنُّ في صفِّ الحقِّ، مدافعًا عن القدسِ، وعن فلسطينَ، وعن القيمِ العربيَّةِ التي تتعرضُ للتشويهِ، دون أنْ يُساوِمَ أو يُهادِنَ.
لم نُتاجِرْ بالمبادئِ، ولم نَخُنِ الأشقَّاءَ، وبقينا الحضنَ الدَّافئَ لكلِّ مظلومٍ، والملاذَ الآمنَ لكلِّ من ضاقتْ به الدنيا.
كلُّ عامٍ والوطنُ بألفِ خيرٍ،
كلُّ عامٍ والرايةُ خفَّاقةٌ،
كلُّ عامٍ وملكُنا المعزَّزُ عبدالله الثاني ووليُّ عهدِه الأمينُ الحسينُ بن عبدالله في عزٍّ وثباتٍ،
وكلُّ عامٍ وشعبُنا الأردنيُّ العظيمُ يكتبُ صفحةً جديدةً في كتابِ المجدِ والكرامةِ