وضعت القوات الجوية الأمريكية صواريخ "مينيوتمان - 3" النووية العابرة للقارات في الخدمة خلال ثلاثينيات القرن الماضي، على رأس قائمة أولوياتها الخاصة بالردع النووي.

ورغم تقادم هذا الصاروخ، الذي من المفترض أن يتم إحالته إلى التقاعد، إلا أنه أصبح الاختيار الوحيد للقوة النووية الأرضية التابعة لـ"ثالوث" الردع النووي الأمريكي، بعدما تبين أن استكمال صاروخ "سينتينال" النووي لن يكون ممكنا في وقت قريب، حسب تقرير لـ"سبوتنك"، النسخة الإنجليزية.

ويواجه برنامج "سينتينال" تحديات كبيرة تتعلق بتكلفة تطويره، التي تجاوزت التقديرات، إضافة إلى تأخير الجدول الزمني لتطويره.

ولفت التقرير إلى قول الجنرال أندرو جبارة، رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية للردع الاستراتيجي والتكامل النووي، خلال تصريحات صحفية له، إن "ضمان استمرار صواريخ "مينيوتمان - 3" في الخدمة يمثل أولوية للقوات الجوية الأمريكية في الوقت الحالي".

ولفت إلى أنه "تم تطوير تلك الصواريخ وخضعت لاختبارات ناجحة بعد تحديثها"، مشيرًا إلى أنها "ستبقى في الخدمة، بعدما أظهرت إحصائيات تكلفة "سينتينال" أن التكلفة حتى الآن نحو 141 مليار دولار"، لافتًا الانتباه إلى أن "هذا المبلغ يمثل زيادة بأكثر من 80 في المئة عن التكلفة التي تم تقديرها للبرنامج عام 2020".

اقرأ أيضاًالجيش الأمريكي: مقتل مسؤول كبير في تنظيم داعش الإرهابي في سوريا

مخالفة جنائية.. الجيش الأمريكي يعلن احتجاز أحد جنوده في روسيا

البنتاجون: الجيش الأمريكي اعترض عددا من المسيرات الإيرانية المتجهة إلى إسرائيل

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الجيش الأمريكي القوات الجوية الأمريكية الردع النووي الأمريكي الجیش الأمریکی

إقرأ أيضاً:

تذكر.. لدينا نووي قصة التراشق بين ميدفيديف وترامب

بشكل سريع ومفاجئ، تصاعدت سخونة الأجواء بين الولايات المتحدة وروسيا على وقع تصريحات حادة صدرت عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جهة والرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف الذي يتولى حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي.

المثير أن لهجة ترامب منذ عودته للبيت الأبيض مطلع العام الجاري في ولاية جديدة، كانت تصالحية وودودة إلى حد كبير تجاه روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، لدرجة أثارت حيرة دول المعسكر الغربي التي تعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تكون على الجانب المضاد لروسيا خصوصا فيما يتعلق بالحرب التي تخوضها الأخيرة ضد أوكرانيا الراغبة في الالتحاق بالركب الغربي بعد أن كانت في السابق جزءا من الاتحاد السوفياتي الذي ورثته روسيا.

لكن الحال انقلب في الأسابيع الماضية وبدأ ترامب في استخدام لهجة حادة تجاه موسكو حيث عبّر عما وصفه بـ"خيبة أمل كبيرة" بسبب استمرارها في ضرب أهداف مدنية في أوكرانيا، مضيفا أنه لم يعد مهتما بالحديث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وسريعا تصاعد التوتر ووصل إلى حد الحديث عن مهلة زمنية، حيث قال ترامب في منتصف يوليو/تموز إنه يمهل روسيا 50 يوما لإيقاف عملياتها العسكرية في أوكرانيا وإلا سيفرض عقوبات اقتصادية قاسية تشمل رسوما جمركية بنسبة 100% على واردات بلاده من روسيا وكذلك على مشتريات النفط منها.

وبعد أسبوعين فقط، إذا بترامب يقول إن مهلته لروسيا ستصبح 10 أيام، مشيرا إلى أنه لم يسمع أي رد من نظيره الروسي على إنذاره السابق واصفا ذلك بأنه "أمر معيب".

لكن الرد الروسي جاء أخيرا وإن لم يكن على لسان الرئيس بوتين، وإنما على لسان ديمتري ميدفيديف الذي كان رئيسا للبلاد بين عامي 2008 و2012، ولا يزال صاحب تأثير مهم في روسيا حيث يتولى حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي.

لسنا إسرائيل أو إيران

ميدفيديف انتقد لهجة الإنذار من جانب ترامب وقال إنها تمثل تهديدا وخطوة نحو الحرب. ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلاده (الولايات المتحدة)، وأضاف في منشور على منصة إكس أن "روسيا ليست إسرائيل أو حتى إيران"، في إشارة إلى الحرب القصيرة التي اندلعت بين البلدين الشهر الماضي، التي شنت خلالها الولايات المتحدة ضربات على إيران لدعم إسرائيل.

إعلان

ترامب بدوره لم يتأخر في الرد، وقال أمس الخميس إن ميدفيديف "يدخل منطقة خطرة جدا عبر تصريحاته التي يدلي بها"، مطالبا إياه بأن ينتبه لكلامه.

وحسب موقع روسيا اليوم، فقد وجّه الرئيس الأميركي كلاما أشبه بالتهديد إلى الرئيس الروسي السابق مبديا انزعاجه من تصريحاته، وكتب عبر منصة "تروث سوشيال": "أخبروا ميدفيديف، الرئيس السابق الفاشل لروسيا، الذي يعتقد أنه لا يزال رئيسا، أن يراقب كلماته. إنه يدخل منطقة خطيرة جدا!".

وبعد ساعات قليلة، عاد ميدفيديف بدوره إلى الرد بشكل ساخر معتبرا أن تعليق ترامب الغاضب يؤكد أن روسيا على حق وأنها تسير على الطريق الصحيح.

وطلب ميدفيديف من ترامب أن يتذكر أن موسكو تمتلك قدرات نووية تعود للحقبة السوفياتية والتي تعتبرها كملاذ أخير.

نشر غواصات نووية

وكأن ترامب لم يقبل أن تكون الكلمة الأخيرة صادرة عن المسؤول الروسي الكبير، حيث خرج قبل قليل (ظهر الجمعة بالتوقيت المحلي الأميركي) ليعلن أنه أمر بنشر غواصتين نوويتين في مناطق قريبة من روسيا ردا على تهديدات ميدفيديف.

وكتب ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال "أمرت بنشر غواصتين نوويتين في المناطق المناسبة تحسبا لأن تكون هذه التصريحات الحمقاء والتحريضية أكثر من مجرد تصريحات".

 

صورة تعبيرية عن سلاح اليد المميتة من وزارة الدفاع الروسية (الصحافة الروسية)حرب النجوم واليد المميتة

وحسب موقع "روسيا اليوم" كتب ميدفيديف على "تليغرام": "بصدد التهديدات التي وجهها ترامب إليّ عبر منصته "تروث" التي منعها هو من العمل في بلادنا.. إذا كانت كلمات رئيس روسيا السابق تثير رد فعل عصبيا بهذا الشكل من رئيس الولايات المتحدة "الجبار"، فهذا يعني أن روسيا على حق وتسير على الطريق الصحيح الذي اختارته لنفسها".

وأضاف: "أما بالنسبة لاقتصاد روسيا والهند الميتين واقترابي نحو منطقة خطرة، فليتذكر ترامب أفلامه المفضلة عن الموتى الأحياء، وكيف يمكن لليد المميتة غير الموجودة في الطبيعة أن تكون خطيرة".

ولكن ما هذه اليد المميتة التي استخدمها المسؤول الروسي الكبير في تحذيره لترامب؟

"اليد المميتة" كانت الاسم الرمزي لمبادرة ردت بها روسيا على مبادرة الدفاع الإستراتيجي الأميركية التي أعلنها الرئيس الأميركي رونالد ريغان في مارس/آذار من عام 1983 لإقامة نظام دفاع صاروخي واسع النطاق على الأرض وفي الفضاء قادر على اعتراض وتدمير الصواريخ السوفياتية الباليستية.

وحملت المبادرة اسم "حرب النجوم" على غرار فيلم بهذا الاسم كان قد ظهر على شاشات السينما قبل 6 سنوات من خطاب ريغان الذي أعلن فيه عن المبادرة الجديدة.

أما الرد المضاد من جانب روسيا فتمثل في إقامة ما يعرف بمنظومة "اليد الميتة" التي تضمنت إطلاق الصواريخ النووية السوفياتية حتى لو تمكن العدو من تدمير القيادة العليا للبلاد والاتصالات والقيادة العسكرية بأكملها.

وجاءت هذه المنظومة ضمن اتجاه عام يركز على تحييد التهديد عبر زيادة قدرة القوات النووية الإستراتيجية السوفياتية على التغلب على نظام الدفاع الصاروخي متعدد الطبقات.

كما تضمنت إستراتيجية روسيا للرد على حرب النجوم التخطيط لزيادة أمن منصات إطلاق الصواريخ الباليستية وحاملات الصواريخ النووية الإستراتيجية، علاوة على تعزيز القدرات الشاملة لنظام التحكم في القوات الإستراتيجية السوفياتية.

إعلان

لكن ما يجب الإشارة إليه في النهاية هو أن مبادرة الدفاع الإستراتيجي الأميركية لم تدخل حيز التنفيذ، وتسببت عقبات تقنية وعملية في تقليص البرنامج بعد 10 سنوات من الإعلان عنه.

فهل ينتهي الأمر إلى خفض التوتر بين أكبر قوتين في العالم أم نعود مجددا إلى عصر تسود فيه مصطلحات مثل حرب النجوم واليد المميتة وما إلى ذلك؟

مقالات مشابهة

  • طريقة الاستعلام عن المخالفات المرورية.. رابط مباشر
  • غواصات النووي الأمريكي تتحرك.. تراشق بالتصريحات بين ميدفيديف وترامب يتحول لتهديد نووي
  • الرئيس الأمريكي: علينا الحذر من التهديد النووي
  • تذكر.. لدينا نووي قصة التراشق بين ميدفيديف وترامب
  • الأرصاد الجوية تعلن أخبارا سارة بشأن حالة الطقس.. فيديو
  • عراقجي يضع شرطين على واشنطن لاستئناف محادثات النووي
  • غلق مكتب عمل العلمين وجبران يوجه بتوفير البديل المناسب
  • إيران تطالب ترامب بتعويضات عن خسائر حرب الـ 12 يوما قبل استئناف مفاوضات النووي
  • الأرصاد الجوية تكشف عن موعد انخفاض درجات الحرارة
  • اقتصادي: الذهب ما زال يحتفظ بجاذبيته رغم تراجع الأسعار وتأثيرات قوة الدولار