سواليف:
2025-11-01@18:10:20 GMT

وماذا بعد؟

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

#وماذا_بعد؟ د. #هاشم_غرايبه

مع مرور كل يوم على العدوان الهمجي على القطاع الصامد، يزداد إلحاح السؤال: ما الذي يريد ه الغرب من وراء إطالة أمد المعاناة تقتيلا وتدميرا وتجويعا لهذا الشعب، بعد أن ثبت له أنه رغم أنه أشرس عدوان في التاريخ وأشدها تنكيلا، إلا أنه لم يفلح في كسر إرادة هذا الشعب، ولم يضعف عزيمته الصامدة، رغم علمه بعدم قدرته على صد المعتدين، هل ما زال يأمل باستسلامهم؟.


منذ البداية كان المعتدون يشكون في قدرتهم على استئصال روح المقاومة والتحدي للمحتل، لكنهم كانوا يراهنون على أمرين: أولهما أن تشكل المعاناة التي فوق قدرة البشر على التحمل ردة فعل لدى المدنيين، بتحميل المقاومة وزر وتبعات العملية الجريئة الناجحة في السابع من تشرين، مما ينقل النقمة المفترض ان تكون على العدو المعتدي، لتصبح على قيادة المقاومة التي اتخذت القرار بتنفيذ تلك العملية، وبالتالي يحدث الشرخ بين المقاومة والشعب، وعندها يسهل استصالها.
الأمر الآخر كان بافتراض أن الحصار المشدد على القطاع بتضافر جهود العدو وعملائه من الأنظمة العربية المجاورة، إضافة الى الرقابة المتطورة التي تضطلع بها أمريكا وأعوانها الغربيون، لذلك كان افتراضهم بأنه مهما كان مخزون السلاح والعتاد فهو محدود ولن يكفي شهرا أو شهرين، ومهما كانت قدرات المجاهدين التصنيعية المحمية تحت الأرض، فإن لها حدودا، وستنفد بعدها المواد الأولية، فالوقت يمر لصالح المعتدي الذي يملك قدرات أضعافا مضاعفة، كما أن المدد متاح له من جميع الجهات.
وإذا أضفنا الى ذلك المخزون الهائل من الدعم المادي والمعنوي من التظام العربي، المتاح لأمريكا استعماله وقت الحاجة، كون قيادات هذ الأنظمة مرتبطة بمواثيق سرية وبمعاهدات رسمية معها، تصل لدى أغلبها الى درجة التحالف العسكري المعلن، والذي يعني تطبيقيا أن هذا البلد يضع نفسه رهن الطلب لأمريكا، وبالطبع فهذا ليس متبادلا، أي أن أمريكا لن تهب لنجدة هذا البلد إلا ان كان المهدد هو نظام الحكم الموالي لها، مما يعني أن هذا التحالف لصالحها في الحالين.
وفوق ذلك هنالك وفرة في الدعم والتمويل والسيطرة الإعلامية الكاملة على كل وسائل الإعلام والتواصل والمنظمات الدولية، مضافا إليه غياب شبه كامل لكل القوى الدولية التي تشكل مشروع قطب كوني ثان.
لكل ذلك فليس هنالك عنصر ضاغط لإنهاء العدوان.
لكن في حقيقة الأمر هنالك أكثر من عنصر مضاد لاستمراره يحاول المعتدون التعمية عنها، وأهمها هو الخسارة التي تلحق بالكيان اللقيط يوميا، بالطبع فالخسارة العظمى هي في العنصر البشري نتيجة سقوط قتلى وجرحى وما تنتجه الحرب من حالات إعاقة جسدية ونفسية لا إصلاح لها.
العنصر الآخر الذي يليه أهمية هو الخسارة الاقتصادية بسبب التعبئة العسكرية العامة التي استهلكت أكثر من نصف الطاقة الانتاجية لكيان ليس له ارتباط ديموغرافي بالمنطقة، ولا عمق استراتيجي مزود له، لذلك يعاني من ضعف مزمن لتجدد الرصيد السكاني.
ويلي ذلك في الأهمية التآكل المتزايد في الصورة الأخلاقية التي بذل راعو الكيان الكثير في تزويقها وترويجها في المجتمعات الخارجية.
ولأن فشل أي عدوان عسكري في تحقيق أهدافه يعتبر هزيمة معنوية، لا تقل في أثرها عن الهزيمة العسكرية، لذلك رأينا رأس الشر أمريكا وأتباعها يهرولون لأجل إنهاء هذه المغامرة الدموية التي ثبت لكل الأطراف فشلها، لكن يحاولون جهدهم الخروج بأقل الخسائر الممكنة.
لأجل ذلك استثمرت كل قدراتها السياسية، واستخرجت رصيدها من ولاء الأنظمة العربية لأجل الضغط على المجاهدين للقبول بنصف انتصار، أثبته التراجع عن مطلب استئصال العقيدة الجهادية من شعب القطاع بعد ثبت ثبت استحالته ، فهي التي بثت فيهم روح التحدي، وصنعت تلاحما لا مثيل له بين القيادة والشعب، وهذا هو الفشل الأكبر لهذه الحملة الصليبية الأخيرة، لأن ذلك ينبئ بتنامي هذه العقيدة، التي ثبت بالتجريب المر أنها هي صانعة المعجزات في صنع انتصار المستضعف غلى القوي المتجبر. لذلك فهم يحذرون انتشارها وتعمقها في نفوس بقية الأمة الذين طال استضعافهم لهم، وبالتالي ستنتج تحولا جذريا في المنطقة لصالح نهضة الأمة.
إذا فتأخر الوصول الى اتفاق ينهي هذا العدوان سببه محاولة التقليل من نتائج هذه الهزيمة المعنوية، التي تحققت بشائرها يوم أن حضر مدير الاستخبارات الأمريكية الى قطر.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: وماذا بعد

إقرأ أيضاً:

المرحلة الثانية ووضع غزّة “تحت الانتداب الأمريكي”

 

 

تتفاوت المفاهيم بين المعسكرات المختلفة مثل مفهوم الإرهاب الذي يحلو لمعسكر الاستعمار وصف المقاومة به، ومفهوم الاستقرار والذي لا يعني لدى الاستعمار إلا تكريس الأوضاع الاستعمارية وبناء المؤسسات التي تكفل بقاء الوضع لاستعماري، وعلى رأسها القوّة المسلحة التي تفرض هذا الأمر الواقع.
ومع الخديعة الكبرى التي تسوق لأمريكا باعتبارها وسيطًا وصانعًا للسلام، تم الحديث عن قوة دولية تحت مسمى قوة الاستقرار الدولية باعتبارها بندًا في خطة ترامب للسلام المزعوم، بينما هي فكرة تم الحديث عنها منذ بدايات حرب الإبادة والحديث عن “اليوم التالي” في غزّة، وتمت صياغتها تفصيليا في خطة توني بلير التي كلفه بها جاريد كوشنير لمراعاة جميع المطالب الصهيونية، وتكريس وشرعنة السيطرة الأمريكية على غزّة، بالإضافة إلى أنها استدعاء لسياسات استعمارية شهيرة مثل سياسة الانتداب والوصاية، مما يمثل عودة صريحة إلى زمن الاستعمار المعلن.
وتتطلب مناقشة هذا الملف ذكرًا لبعض الملاحظات حول فلسفة هذه القوّة وأهدافها الخبيثة بدليل الغموض المحيط بها، وكيف يمكن أن تشكّل عاملًا للتصعيد ونذيرًا لتوسع دائرة الحرب على خلاف المخطّط لها لأن تكون عاملًا لتصفية المقاومة وفرض الاستسلام، وذلك عبر هذه النقاط:
1 – الوجه الاستعماري لهذه القوّة الدولية:
يعلن مخطّطو هذه القوّة أنها قوة أمنية متعددة الجنسيات ستُنشأ بالتعاون مع شركاء عرب ودوليين للمساعدة في توفير الأمن، وتدريب قوة شرطة فلسطينية جديدة، والإشراف على نزع السلاح وإعادة تطوير قطاع غزّة، بهدف إيجاد حل أمني داخلي طويل الأمد، وتسهيل انسحاب “إسرائيل” التدريجي من القطاع.
وبالتالي، فإن هذه القوّة تفترض أن غزّة قطاع معزول عن القضية الفلسطينية التي تمتلك حقوقًا تاريخية وقانونية وأن مجتمعها ضعيف ولا يستطيع حكم نفسه ولا تشكيل مؤسساته وبالتالي تتم معاملته وفقًا للسياسات الاستعمارية الصريحة التي دشنتها عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى مثل نظام الانتداب الذي ينص على تمكين دولة كبرى من مساعدة البلدان الضعيفة المتأخرة على النهوض وتدريبها على الحكم، حتّى تصبح قادرة على أن تستقل وتحكم نفسها بنفسها.
وكذلك على غرار نظام الوصاية الدولية الذي ابتكرته الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية تحت غطاء الأمم المتحدة ليحل مكان نظام الانتداب والذي تدار به المناطق والاقاليم بغرض ظاهري يتعلق بالنهوض والتقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتطورها نحو الحكم الذاتي وتقرير المصير.
وبالتالي، فإننا أمام سياسة استعمارية صريحة ومعلنة عنوانها وضع غزّة تحت الانتداب الأمريكي أو الوصاية الدولية بمجلس للوصاية ترأسه أمريكا وبغطاء أممي.
2 – القوّة الدولية كجناح عسكري لمجلس السلام “غيتا”:
تتمحور مناقشات المرحلة الثانية من خطة ترامب حول مجلس السلام والإدارة الانتقالية والقوّة الدولية. ورغم طرح رويترز ومراكز الدراسات الاستراتيجية الدولية عدة سيناريوهات لليوم التالي وللمرحلة الثانية، إلا أن هناك اتفاقًا تعززه التصريحات الأمريكية والأوروبية بأن الجوهر التنفيذي هو خطة “الهيئة الدولية الانتقالية لقطاع غزّة” وهو ما تم كشفه في وثيقة سربتها صحيفة “هارتس” الصهيونية تحت عنوان “الهيكل المؤسسي للسلطة الانتقالية الدولية في غزّة (غيتا)”.
ومؤخرًا، لفت تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية إلى أن الولايات المتحدة تدعم مع دول أخرى أوروبية وعربية منح هذه القوّة (غيتا) غطاء من مجلس الأمن، وذلك عبر مشروع قرار دولي يمنح القوّة “صلاحيات كبيرة داخل غزّة”.
وبخصوص ما كشفته الوثيقة، فقد جرى الكشف في الوثيقة المكونة من 21 صفحة عن إنشاء سلطة انتقالية دولية لإدارة قطاع غزّة، وسربت الوثيقة الشعار الدائري الذي يحمل اسم “الهيئة الدولية الانتقالية لقطاع غزّة”، مع رسم لغصني زيتون بالإضافة إلى بحر ومن خلفه شمس، مع طائر باللون الأسود.
وفي ما يتعلق بالقوّة الدولية، فقد نصت الوثيقة على تشكيل القوّة الأمنية الدولية (ISF) بوصفها قوة استقرار دولية متعددة الجنسيات تعمل بتفويض من “غيتا – GITA» لتأمين الحدود والمنافذ ومواقع الإغاثة والإعمار، ومنع عودة الجماعات المسلحة.
ومن المقرر أن تتولى القوّة حماية الحدود والمنافذ البرية والبحرية، ومكافحة “الإرهاب وتهريب السلاح”، وحماية مواقع الإعمار والممرات الإنسانية، ودعم الشرطة الفلسطينية في الأحداث الكبرى دون أن تحل محلها.
وبالتالي نحن أمام جناح عسكري لمجلس حكم غزّة الذي يتخذ من “مجلس السلام” مسمى له، ونحن أمام ما يشبه التحالف الدولي لمحاربة “الإرهاب” على غرار التحالف البحري “حارس الازدهار” الذي شكلته أمريكا لمحاربة اليمن، أو التحالف الدولي في حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت، ولكن بتفويض أممي تجنبًا لغضب الرأي العام ومعالجة آثار الانتقادات الدولية وعدم ارتدادها على أمريكا إلى جانب “إسرائيل”.
ومؤخرًا، كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن دبلوماسيين قولهم، إن الولايات المتحدة تضغط من أجل أن تحظى هذه القوّة بتفويض من الأمم المتحدة دون أن تكون قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة بشكل كامل، وستعمل بنفس نوع الصلاحيات الممنوحة للقوات الدولية العاملة في هايتي لمحاربة العصابات المسلحة، وهو تكريس للأطروحة الأمريكية والصهيونية التي تصف المقاومات بالعصابات المسلحة والإرهابية وهذه المرة بمشاركة عربية وتفويض أممي.
3 – نذر التصعيد
من الواضح أن هناك دولًا حسمت امرها بالمشاركة، وهي الدول المستفيدة والمتعاقدة على تقاسم أرباح احتلال غزّة وانشاء مشروع “ريفييرا غزّة”، وهناك دول متردّدة وتسعى لتطمينات وضمانات بأن لا تكون قواتها في وضع اشتباك مع المقاومة بديلًا عن جيش الاحتلال الصهيوني.
والثابت أن فصائل المقاومة تجاوبت مع مبادرات وقف الحرب بمرونة وقدمت بعض التنازلات التكتيكية حماية للشعب الفلسطيني، ولكنها غير مستعدة لتقديم تنازلات إستراتيجية من نوع تصفية البنية التحتية وتجريد المقاومة من سلاحها وثوابتها، أو وضع غزّة تحت وصاية دولية أو احتلالها أمريكيا وتدشين أوضاع تهدر الحقوق التاريخية وتحرف القضية عن مجراها القانوني والتاريخي.
وهنا نحن أمام معركة صفرية ستقود حتمًا لمواجهات وخاصة مع تزامن الإعلان عن التمهيد لضم الضفّة، وهذه المواجهات قد تحدث مع القوات الدولية الغامضة من حيث التشكيل والتسليح والمهام والصلاحيات.
والخلاصة، أننا أمام وضع مريب وأهم عوامل الريبة به هو الحرص على ألا تكون القوّة الدولية تابعة لنمط قوات حفظ السلام الأممية بشكل رسمي بما يشكّل قيدًا على جيش الحرب الصهيوني وجرائمه، مع الحرص على وجود غطاء أممي لشرعنة تصفية المقاومة باسم “الإرهاب”، وهو ما يعني تحول القوّة لقوات رديفة ومساعدة للكيان ولأمريكا التي تلوح بالتدخل الصريح عسكريًّا إذا لم تنزع المقاومة سلاحها.
كاتب مصري

مقالات مشابهة

  • الفلسطينيون أعادوا تأكيد فاعليتهم على الساحة العالمية
  • رعد: خيارنا كمقاومة الثبات والصبر
  • الاحتلال يتسلم 3 جثث من المقاومة ويحيلها للطب العدلي.. كم بقي؟
  • المرحلة الثانية ووضع غزّة “تحت الانتداب الأمريكي”
  • خفايا زواج الـ 4 أشهر| المأذون يكشف سر رحمة محسن ورجل الأعمال.. وماذا حدث في 2024؟
  • الاحتلال ينتقم للفشل
  • إعدام الكلمة واغتيال الكاميرا !
  • المقاومة تسلم جثتي أسيرين إسرائيليين بعد تأخير بسبب التصعيد
  • اليمن ونصرة المظلومين والمستضعفين
  • هكذا يُخطط المُجرمون والمطبّعون