لم تُعدّ مهنة، «رسالة»، الصحافة والإعلام من المهن الترفيهية والمكتبية الهادئة بل ثقلها الأكبر، اليوم، يقع في ميادين الحروب والمناطق غير الهادئة؛ ولهذا فهي مهنة مُحاطة بالدم والقتل، والترهيب، والاعتقال، والضياع والدموع!
 
 وسابقا كُنّا نَسمع باستهداف الصحفيين والإعلاميين خلال تغطيتهم للمعارك والأماكن المربكة دون أن نراها بأعيننا، ولكننا شاهدنا بعض جرائم القتل والترهيب، وعلى الهواء مباشرة، خلال عامين من حرب غزة!
 
 وبحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، فقد استشهد 254 صحفيا وصحفية في حصيلة غير مسبوقة!
 
 وآخر ضحايا الإعلام هو الشهيد «محمد المنيراوي» الذي استشهد الثلاثاء الماضي بغزة!
 وقالت المقرّرة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة «فرانشيسكا ألبانيزي»، يوم 2/9/2025، إن «إسرائيل قتلت من الصحفيين منذ 7 أكتوبر 2023 أكثر ممّا قُتل في الحربين العالميتين الأولى والثانية»!
 
 ولاحقا طالب خبراء أمميون بفتح تحقيقات مستقلّة بشأن جرائم قتل الصحفيين في غزة، وأكدوا أن «إسرائيل تمنع دخول وسائل الإعلام الدولية، وتستهدف الصحفيين المحليين الذين ينقلون حقائق الإبادة والمجاعة بالقطاع»!
 
 والسؤال المُلِح هنا: لماذا استهدفت «إسرائيل» رجال الصحافة والإعلام خلال حرب غزة؟
 ويمكن ارجاع ذلك لعشرات الأسباب، وأبرزها:
 
 - سعيّ «إسرائيل» الحثيث لوقف التغطية الصحفية المباشرة لجرائمها بغزة.
                
      
				
- التعتيم على عمليات المقاومة الفلسطينية وقدرتها على مقارعة قوات الاحتلال!
- محاولة التغطية على الرعب والهلع في صفوف الجيش «الإسرائيلي» الذي لا يعرف متى، وكيف سيُسْتَهدف!
- تخدير «المستوطنين الصهاينة» حتى لا يُزْرَع الرعب والخوف داخل المدن المحتلّة!
- حجب الحقائق عن العالم، وإخفاء حجم الجرائم الصهيونية ضد المدنيين الفلسطينيين!
- يُؤمِن قادة «إسرائيل» بأن «الكاميرا» من الأسلحة الميدانية المؤثرة بالجوانب «القانونية والسياسية والنفسية»؛ ولهذا عملوا على تدميرها لأنها «سلاح بتار» إما تنقل جرائم العدو وهذه كارثة، أو تنقل حجم المقاومة وهذه كارثة أكبر!
- محاولة ترهيب بقية الصحفيين والقنوات الفضائية لسحب كوادرها من غزة حتى لا يقع عليهم ذات المصير الذي وقع لزملائهم!
- عمل «إسرائيل»، والوسائل الإعلامية المساندة لها، لاحتكار رواية الوقائع الميدانية وقلب الحقائق، ونقل الصورة من زوايا لا تُثير الرأي العام العالمي ضد الكيان!
أظهرت حرب غزة الجيش «الإسرائيلي» على حقيقته الدموية الكارهة للإنسان
وبهذا فإن «شيطنة» الصحافة والإعلام واحدة من المبررات التي تستخدمها «إسرائيل» وأعوانها لتبرير استهدافهم للصحفيين والإعلاميين!
واقعيا تُفْرِز الحروب أخلاقيات أطراف النزاع، وقد أظهرت حرب غزة الجيش «الإسرائيلي» على حقيقته الدموية الكارهة للإنسان والحقيقة والسلام.
وللتاريخ فإن استهداف رجال الصحافة والإعلام يدخل ضمن حملة «إسرائيلية» مُمنهجة ومدروسة لخلط الأوراق، وتضييع الحقيقة وطمسها، ونحر الوعي الإنساني، واسكات الشهود، والانتقام من المقاومة ومَن يدعمها، وليست حوادث فردية عن طريق الخطأ كما تدعي الماكينة الرسمية الصهيونية!
وهذه دلائل واضحة على استهانة قادة «إسرائيل» بالقوانين الدولية الناظمة لعمل الصحافة والإعلام خلال الحروب، ومنها القانون الدولي الإنساني (اتفاقيات جنيف)!
وهذا الاستهداف «الإسرائيلي» العلني والمتعمّد للإعلام يُعدّ جريمة حرب ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية وفقا للمادة 8 من نظام «روما الأساسي».
وأظهرت تقارير منظمة «مراسلون بلا حدود»، و»اليونسكو» أن حوالي 80٪ من حالات القتل للصحفيين حول العالم لم يُحاسَب عليها أحد منذ العام 2003، أما بالنسبة «لإسرائيل» فإن 100 بالمائة من حالات قتلها المتعمّد للصحفيين والإعلاميين لم تُحاسب عليها!
شهداء الصحافة والإعلام ليسوا مُجرد أرقام بقائمة شهداء الأقصى بل هُمْ رجال المهام العسيرة، الذين أوصلوا للعالم صور القتل والخراب الذي سببته آلة الحرب «الإسرائيلية» في غزة، وكانت كاميراتهم وحناجرهم وصورهم لا تَقلّ رعبا للصهاينة من عمليات المقاومة القاصمة للظهر لأن الكاميرا في الحرب الأخيرة قَلَبت الموازين، ودفعت غالبية الدول الغربية لتغيير مواقفها من المقاومة والقضية الفلسطينية!
تضحيات رجال الصحافة والإعلام الثمينة لم تذهب سدى، وقد أثمرت الكثير، ومنها تلك المواقف السياسية والإنسانية العالمية المساندة للقضية الفلسطينية ولأحرار غزة، وهذا هو النصر الأصيل والثمين والحقيقي!
الشرق القطرية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الصحافة غزة الاحتلال غزة الاحتلال الصحافة استهداف الصحفيين قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة مقالات مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصحافة والإعلام حرب غزة
إقرأ أيضاً:
نقابة الصحفيين تعلن عن تكريم الحاصلين على درجتي الماجستير والدكتوراه
أعلنت نقابة الصحفيين، اليوم الخميس، عن تكريم الحاصلين على درجتي الماجستير والدكتوراه عن عامي (2024م-2025م)، من الذين لم يُكرموا من قبل، وذلك خلال حفل تنظمه النقابة.
وأوضحت النقابة، أنه على الزملاء تقديم صورة من أصل الشهادة مع إحضار الأصل للاطلاع في موعد أقصاه يوم الأحد القادم 9 نوفمبر 2025م.
 نقلة نوعية في منهج البعثة: الباروني يشرح أهداف الحوار المهيكل وضماناته
نقلة نوعية في منهج البعثة: الباروني يشرح أهداف الحوار المهيكل وضماناته