“لسحبه والاعتذار عنه”.. فصائل المقاومة تدين وتفنذ تقرير “هيومن رايتس ووتش” التضليلي
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
الجديد برس:
أدانت فصائل المقاومة الفلسطينية تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش”، الذي وجهت فيه المنظمة أصابع الاتهام إلى المقاومة بارتكاب ما أسمته “جرائم حرب” يوم 7 أكتوبر 2023، ضمن رواية تضليلية ومنحازة للاحتلال الإسرائيلي، بينما تستمر حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة لنحو 10 أشهر.
وطالبت حركة المقاومة الإسلامية حماس بسحب التقرير وتقديم المنظمة اعتذاراً عنه، لتضمنه أكاذيب وانحيازه الفاضح للاحتلال، وافتقاده للمهنية والمصداقية.
وأضافت، في هذا السياق، أن التقرير يردد الأكاذيب التي أطلقها جيش الاحتلال وآلته الإعلامية في بداية الأحداث لتبرير جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وضمان الدعم الدولي، لكنه تراجع عنها بعد افتضاحها وبيان زيفها.
وفند بيان حماس تفاصيل التقرير بما يؤكد إزدواجية معايير المنظمة في نقلها الوقائع، إذ أوضحت الحركة أنه بدأ بالحديث بأسلوب درامي عن شخصيات إسرائيلية أصيبت في 7 أكتوبر، فيما لم يتطرق لما أصاب الفلسطينيين في غزة من قتل وتدمير وتجويع وعذاب.
وأوردت أن “هيومن رايتس ووتش”، التي تقع في إطار دعم حقوق الإنسان، تصر على اعتبار يوم 7 أكتوبر بداية القصة، وتهمل ما قبله وكل ما عاناه الشعب الفلسطيني من حروب وقتل وتعذيب وحصار.
ولفتت حماس إلى أن تقرير المنظمة يتجاهل أيضاً عن عمد الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال يوم 7 أكتوبر ضد المستوطنين الذين قصفهم مع المقاتلين الفلسطينيين، مذكرةً بقصف الاحتلال الحفل الموسيقي، وحرقه السيارات بأسلحة لا تمتلكها المقاومة الفلسطينية.
على صعيد الأسرى، أكد التقرير ضرورة الإفراج الفوري عن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، بينما يتجاهل المطالبة بإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين من الرجال والنساء والأطفال الذين يتعرضون للتعذيب والقتل والتجويع والإذلال في سجون الاحتلال، بل يعاملهم التقرير على أنهم “متورطون في 7 أكتوبر”.
كذلك، تجاهل تقرير المنظمة أوضاع الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال ووضعهم المأساوي بعد خروجه من الأسر، بينما زعم أن المقاتلين الفلسطينيين ارتكبوا أعمال تعذيب وسوء معاملة بحق الإسرائيليين الذين أسروهم.
وفي ما وصفته حماس بأكبر أكاذيب “هيومن رايتس ووتش” التي تشير إلى وجود تناقضٍ لدى هذه المنظمة، تطرقت الحركة إلى تهم الاعتداءات الجنسية التي وجهت إلى المقاومين الفلسطينيين، حيث لم يتمكن التقرير من تقديم دليل على ذلك، وذكر التقرير أن المنظمة لم تتمكن من جمع معلومات يمكن التحقق منها من خلال مقابلات، ادعت المنظمة أنها أُجريت مع”ضحايا الاغتصاب أو شهود عليه” في 7 أكتوبر.
الجهاد الإسلامي: معاملتنا للأسرى الإسرائيليين تشهد على قيمنا
حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أكدت أن ما ورد في تقرير “هيومن رايتس ووتش” يتجاهل تقارير لمؤسسات إعلامية وبحثية داخل كيان الاحتلال نفسه، والتي تنفي حوادث قطع الرؤوس والاغتصاب المزعومة، كما ويتجاهل عن عمد تفعيل الكيان لبروتوكول “هنيبال” الذي أوقع العدد الأكبر من الإصابات في صفوف المستوطنين.
وذكرت الحركة، في بيانٍ، أن تقرير المنظمة لا يخفي انحيازه الكامل للاحتلال بتغافله المتعمد عن معاناة الشعب الفلسطيني قبل 7 أكتوبر وحرب الإبادة بحقه بعده، ولا سيما في قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والجرائم التي ترتكب بحقهم.
وشدّدت الحركة التزامها الكامل بـ “التقيد بقيم ديننا الحنيف، وتشهد على ذلك معاملتنا للأسرى الذين في أيدينا”، محمّلةً منظمة “هيومن رايتس ووتش” مسؤولية ما ورد في تقريرها من أكاذيب وافتراءات.
لجان المقاومة: تشجيع للاحتلال على مزيد من الجرائم
أكدت لجان المقاومة في فلسطين أن تقرير “هيومن رايتس ووتش” يشجع الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب المزيد من المجازر والمذابح واستمرار حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني.
وأضافت أن التقرير يتبنى الرواية الإسرائيلية المضللة والباطلة والتي ثبت أنها كاذبة ولا دليل لصحتها، مشيرةً إلى أنه أيضاً مسيء للشعب الفلسطيني ونضاله.
وطالبت لجان المقاومة في فلسطين “هيومن رايتس ووتش” بسحب هذا التقرير والاعتذار عنه.
حركة المجاهدين: تجنٍ على المقاومة
حركة المجاهدين، أكدت أنّه في الوقت الذي تعجز المنظمات عن وقف جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والتي تُبث عبر شاشات العالم، تقوم “هيومن رايتس ووتش” بالتجني على المقاومة الفلسطينية، وتبرئة ساحة الاحتلال و”جيشه”.
وذكرت الحركة في بيانٍ أن ما أورده تقرير المنظمة يتساوق مع رواية حكومة الاحتلال التي كذبتها حتى التقارير الاستقصائية الإسرائيلية، مُدينةً تجاهل المنظمة لتفعيل الاحتلال قانون “هنيبال” الذي يقضي بقتل الأسرى والآسرين.
من جهتها أيضاً، طالبت الحركة بسحب التقرير.
“لسحب التقرير والاعتذار عنه”
رأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن تقرير “هيومن رايتس ووتش” أساء للمقاومة وجرت صياغته بأيد صهيونية ومنح الغطاء للاحتلال.
وضمت موقفها إلى الفصائل الأخرى، مطالبةً بسحب هذا التقرير والاعتذار عنه.
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اعتبرت بدورها أن تقرير “هيومن رايتس ووتش” منافٍ للحقيقة ويفتقر إلى الموضوعية والمهنية، نافيةً تلقيها كتاباً أو رسالة بشأن دور جناحها العسكري في العملية.
وشدّدت على سحب التقرير وتقديم “هيومن رايتس ووتش” اعتذاراً من الشعب الفلسطيني.
وأكد الأمين العام للمبادرة الوطنية، مصطفى البرغوثي، أنّ منظمة “هيومن رايتس ووتش” رضخت للإرهاب الفكري الإسرائيلي، ولضغوط إسرائيلية وربما أميركية، موضحاً أنها حاولت عبر تقريرها الجديد إرضاء الاحتلال الذي واصل انتقاداته لها بسبب ما أشارت إليه سابقاً من جرائم حرب إسرائيلية.
وتابع أن التقرير سقطة خطيرة، وفاقد للموضوعية والمهنية ويكرر من دون مبرر الأكاذيب الإسرائيلية، مشيراً إلى أن موضوعية ومهنية أي منظمة حقوق إنسان لا تكون بتأدية دور شبه محايد بين القاتل والضحية وبين مرتكب الإبادة الجماعية الإسرائيلي وضحيته الشعب الفلسطيني، بل باتخاذ موقف حازم وثابت ضد مجرمي الحرب المعتدين وجرائمهم.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: هیومن رایتس ووتش الشعب الفلسطینی تقریر المنظمة أن تقریر
إقرأ أيضاً:
الرد الإيراني و”الأسد الصاعد” الحقيقي
في عدوانٍ غادر؛ أراد العدوّ “الإسرائيلي” وراعيه الأمريكي به افتتاح مشهد يهدف إلى تركيع رأس محور المقاومة والتفرغ للإجهاز على القضية المركزية والدخول حثيثًا إلى “الشرق الأوسط الجديد”، فجاء الرد الإيراني بعد ساعات ليقلب الطاولة ويحوّل –كعادة المقاومة– التهديد إلى فرصة لإثبات قوة المقاومة ومصداقيتها وتعميق أزمة الكيان ورعاتها ووضع هذا الكيان الغاصب والغادر على بداية طريق الزوال.
لعلّ الساعات الأولى للعدوان كشفت حجم الانهزامية والأحقاد والشماتة، وتعجّل العديد من أعداء المقاومة في الإفصاح عن أمنياتهم بهزيمة إيران. ولكنّ الرد الإيراني جاء مخيبًا لأمانيهم ورهاناتهم ومزيلًا للقلق والمخاوف التي انتابت جمهور المقاومة، بعد الساعات الأولى العصيبة من بداية الغدر والخديعة التي شاركت فيها أمريكا، حيث دُشّنت سابقة دبلوماسية خطيرة، حين حوّلت الدبلوماسية والتفاوض إلى جزء من الخداع الاستراتيجي، وهو ما يلقي ظلالًا كثيفة من انعدام الثقة بالعلاقات الدولية والحلول الدبلوماسية.
في هذا الصدد؛ لا بدّ من مناقشة الرد الإيراني من عدة أبعاد. وأهمها سرعته وما تعكسه هذه السرعة من قوة واقتدار الجمهورية الإسلامية، ومن حيث استراتيجيته ودلالاتها وانعكاساتها على مستقبل الصراع ونتائج هذه المعركة المصيرية والمفصلية، والتي سيتحدّد على إثرها مستقبل المنطقة.
لمناقشة الرد وأهميته، يجدر بنا تناول عدة عناوين؛ وهي وفقًا للترتيب الآتي:
أولًا – هدف العدوان الغادر وكيف أفشله الرد الإيراني
جاء العدوان الغادر في سياق لا يعبّر عن فائض قوة للعدو بقدر ما يعبر عن فائض خوف ورعب من صمود الجمهورية الإسلامية أمام التهديد والتخويف بالحرب؛ خصوصًا في ما يعكسه هذا الصمود من استناد إلى قوة حقيقية ووحدة شعبية. وبعد أيام من إعلان إيران امتلاك كنز استراتيجي من الوثائق الخاصة بالمشروع النووي والصاروخي الصهيوني وفضح تواطؤ هيئة الطاقة الذرية وأمريكا مع الكيان جاء خيار العدوان، وهو خيار شمشوني، من منطلق أن كلفة الحرب اليوم ستكون أقل من كلفتها في المستقبل الذي يصب في مصلحة إيران وجبهات المقاومة، بما تمتلكه المقاومة من بنك للأهداف وإنجازات علمية يمكن الإفادة منها لتطوير القدرات، وهنا؛ اعتمد العدوان على المباغتة والغدر واستغلال الأجواء الدبلوماسية الكاذبة وعدم توقع العدوان، على الأقل قبل نهاية جولة التفاوض مع أمريكا.
كما اعتمد العدوان المبيّت على أسلوب الصدمة، وهو يماثل ما حدث مع لبنان في جرائم اغتيال القادة ومحاولة بث الفوضى والارتباك في الهياكل التنظيمية، وهو ما حدث بالتعاون مع العملاء في اغتيال القادة الشهداء في الحرس الثوري والجيش الإيراني، وكذلك الشهداء من العلماء، والمراقب لتفاصيل العدوان؛ يدرك جيدًا أن الهدف يتخطّى ضرب المشروع النووي، والذي لا يمكن للصهاينة أو الأمريكيين تدميره لتشعبه ووجود بنيته الرئيسة تحت الأرض بمئات الأمتار، حيث لا تستطيع أعتى القنابل الأمريكية الخارقة للحصون الوصول إليها باتفاق الخبراء جميعهم.
لقد كان الهدف الرئيس هو إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية عبر استهداف مراكز القيادة والسيطرة، استغلالًا للصدمة الأولى والدفع لتحريك بعض العملاء لبث الفوضى وتحريك تظاهرات مأجورة على غرار ما حدث في سوريا، وإذا لم تنجح هذه المؤامرة، فالهدف على الأقل هو إجبار إيران على التنازل والتفاوض تحت شبح السقوط والاستسلام للمطالب الأمريكية والصهيونية، وهذا يعني إسقاط النظام معنويًا حتّى لو فشل الإسقاط العملي. وهنا؛ كان الرد مفشلًا لهذا السيناريو الخطير، حيث مثلت سرعة احتواء الموقف وتعيين القيادات البديلة مصداقًا لقوة الجمهورية وصلابة مؤسساتها ومتانة عقيدتها المقاومة، كما مثّل الالتفاف الشعبي حول النظام ومطالبته بالرد مصداقًا حضارًيا وعقديًا وإفشالًا للرهانات البائسة والأوهام المتخيلة للأعداء.
تاليًا؛ لقد كان الاحتواء الإيراني ورده في ذاته، بمعزل عن نوعيته واستراتيجيته، عاملًا حاسمًا في إجهاض هذا المخطّط الغادر.
ثانيًا – في استراتيجية الردّ اتضح، جليًا، من قوة الرد الإيراني وبنك أهدافه الأولي أن الجمهورية الإسلامية متماسكة وقوية، وبيدها زمام المبادرة، وأن الهدف الاستراتيجي هو النصر عبر إفشال العدوان وأهدافه، وتلقين العدوّ درسًا قاسيًا، يزيل نشوته المزعومة ويوقفه عند حده، وذلك لعدة أسباب:
1. الرد جاء قويًا، وليس انفعاليًا، فقد حرص الرد على انتقاء الأهداف بعناية تدل على الحكمة، وليس عشوائية وما تعنيه من انفلات الأعصاب، لقد حرص الإيراني على الالتزام بمعادلات؛ من أهمها: المدني بالمدني والعسكري بالعسكري، وتوجيه الصواريخ للقواعد الجوية والصناعات العسكرية، مع الجرأة على استهداف المباني العسكرية الموجودة داخل المناطق السكنية، والتي كانت المقاومة تتجنبها دومًا في إشارة ورسالة للعدو بأنّه لم تعد هناك خطوط حمراء بعد تخطيّه هو لهذه الخطوط.
2. جاء الرد قويًا من حيث قوة النيران، عبر استخدام رؤوس حربية ثقيلة توصل رسالة للعدو بأن إيران تخوض حربّا، وستمضي في الشوط إلى نهايته، وهي ليست جولة تكتفي منها بإرسال رسائل ردع عبر استخدام قوة نيرانية محدودة كافية للردع، بل هي رسالة بأنّ أمن إيران وسيادتها خط أحمر دونه الحرب الواسعة التي لا تراعي أي انزلاقات مهما بلغت.
3. امتلكت إيران، عبر الرد وما يصاحبه من تصريحات، زمام المبادرة؛ حيث أمسكت بمقود التصعيد والأهداف، والعدو إذا ما عمّق من عدوانه نحو البنية التحتية والطاقة والأهداف المدنية، فإيران ستتعامل بالمثل، وذلك بالاستناد إلى المصداقية النابعة من نجاح الدفعات الصاروخية في الوصول إلى أهدافها عبر تطوير تكتيكات إطلاق الصواريخ ونوعيتها ودخول الصواريخ الذكية ونجاحها في عبور طبقات الدفاعات الأمريكية والصهيونية.
4. رسائل القوّة السياسية التي أرسلها السيد القائد علي الخامنئي والرئيس بزشكيان ورسائل التضامن والالتفاف الجماهيري الذي خرج محتفلًا بالرد، وهو ما أبطل رهانات أمريكا والكيان في التهديد والتخويف وما كان مأمولًا أنه سيضعف إيران ويكسر إرادتها، إلى فرصة للتعبير عن مصداقيتها وصلابتها، وأن شعار “هيهات منّا الذّلة” هو صلب عقيدة المقاومة وجبهاتها، وليس شعارًا كاذبًا أو مجرد تعبئة فارغة للجماهير.
ممّا لا شك فيه أن المعركة مستمرة، وهذه الجولة هي جولة مصيرية داخل صراع وجودي. وقد حاول العدو، عبر عدوانه وانتقاء اسم له دلالات توراتية “الأسد الصاعد”، أن يلمّ شمل جبهته الداخلية المفككة بسبب صمود قوى المقاومة، فوجد العدوّ ردًا قويًا وصلبًا ومفسدًا لرهاناته، حيث اختبأ “الأسد” في الملاجئ، وظهرت الأسود المقاومة الحقيقية التي خرجت تحت القصف لتعبّر عن مطالبتها بالرد، وخرجت أسود المقاومة من القيادات لتداوي جراحها وتنتزع المبادرة، وتلقن العدوّ درسًا قاسيًا، وتعلن أنها ماضية في الشوط إلى نهايته، وأن ما أراده العدوّ من إسقاط للمقاومة في المنطقة، سيتحوّل وبالًا عليه، وقد تكون بداية الطريق الفعلية لسقوط الكيان وسقوط نفوذ رعاته في المنطقة.
كاتب مصري