لقد كان أسبوعا مليئا بتعطل الشاشات عن العمل. استيقظ العالم صباح اليوم الجمعة التاسع عشر من تموز/ يوليو 2024 على تعطل شاشات العالم، والسبب خلل تقني من شركة وظيفتها الأساسية هي الحماية التقنية من أي هجمات سيبرانية.
توقفت المطارات عن العمل، اشتكى الأطباء من عدم استطاعتهم الوصول لسجلات المرضى داخل المستشفيات، تأجلت عمليات جراحية داخل عدد من المستشفيات، ألغيت رحلات جوية كثيرة من وإلى دول مختلفة، أوقفت البنوك معاملاتها البنكية حتى يتم إصلاح الخلل، ظهرت أمام ملايين البشر شاشة زرقاء تحمل رسالة هناك عطل فني، أو بمعنى آخر توقف العالم عن العمل.
بداية القصة تعود لشركة "Crowdstrike"، وهي شركة أمريكية مقرها الرئيسي في أوستن بولاية تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي مسؤولة عن إنتاج برامج حماية لأجهزة الكمبيوتر حول العالم بغرض التأمين من حدوث أي هجمات سيبرانية.
فعلى الشعب المصري أن يشكر السيسي على مجهوداته العظيمة في قطع الكهرباء عنهم وفي إبطاء سرعة الإنترنت لمستويات غير مسبوقة؛ كي لا يعاني المصريون اليوم كما يعاني أبناء أوروبا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية
خرج رئيس الشركة جورج كيرتز في بيان رسمي على حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا) موضحا أنه لا داعي للقلق، فما حدث ليس اختراقا تقنيا أو هجوما سيبرانية، وإنما خلل يتعلق بأحد ملفات التحديث الجديد الذي أنتجته شركته من أجل حماية أفضل للمستخدمين. طالبت الشركة في بيانها المستخدمين بمتابعة الإشعارات الخاصة بالتحديثات والحلول التي تقوم بها، وإعادة تشغيل نظام الويندوز بشكل يدوي مرة أخرى.
الأزمة أضرت بمؤسسات مالية واستثمارية كبرى، شركة ريان إير واحدة من أكبر شركات الطيران في أوروبا تحاول لملمة خسائرها بعد إلغاء وتأجيل عدد لا بأس به من الرحلات الجوية، كما تسعى لإيجاد مخرج قانوني واضح بخصوص دفع التعويضات للمتضررين من هذا الخلل الكبير الذي وصفته بأنه خارج عن السيطرة وغير مسبوق.
بورصة لندن كذلك عانت الأمرّين منذ بداية الأزمة، وسط أنباء بانخفاض كبير في الأسهم وخسائر مالية كبرى، ولكن الخاسر والمتضرر الأكبر ربما كانت شركة مايكروسوفت التي توقفت فيها خدمة الويندوز عن ملايين المستخدمين ورواد الأعمال منذ الصباح، وسط تقديرات صحفية بخسائر مالية لشركة مايكروسوفت قدرت بحوالي 60 مليار دولار حتى لحظة كتابة هذا المقال.
بيانات رسمية صدرت من دول مختلفة تتحدث عن الأزمة وتداعياتها، وما إذا كانت هذه الدولة أو تلك قد تأثرت بهذا الخلل التقني، ولكن دولة واحدة لفتت انتباهي بشدة وهي بلدي الحبيب مصر.
بيانات رسمية على قناة القاهرة الإخبارية المملوكة للشركة المتحدة التابعة للمخابرات العامة المصرية تفيد وتؤكد أن مصر لم تتأثر على الإطلاق بهذه الأزمة، ولم تتعطل أي من خدماتها أو مطاراتها وأن مصر بخير، وتحيا مصر بصوت السيسي.
تأملت هذا البيان بدهشة شديدة ثم زالت كل أسباب الدهشة على الفور؛ عندما تذكرت معاناة المصريين اليومية مع سرعة الإنترنت في مصر وكيف يطالبون منذ سنوات بسرعة غير محدودة للإنترنت في مصر. عندها تخيلت أن ملف التحديث الخاص بشركة "Crowdstrike" ربما لم يصل إلى المستخدمين في مصر لضعف الإنترنت. أو ربما لم تتأثر مصر لسبب آخر وهو الانقطاع المستمر في الكهرباء، مع خطة الحكومة لتخفيف الأحمال والتي بدأتها منتصف العام الماضي لأسباب مختلفة.
نصيحتي للسيد جورج كيرتز، رئيس شركة "Crowdstrike" الأمريكية، ألا يضيع وقته كثيرا في البحث عن سبب الخلل التقني وألا يقدم اعتذارات لأحد، فقط فليتعلم من محمود عبد الفتاح السيسي كيف تعامل مع أزمة شاشة فيصل ولينفذ نفس الطريقة والأسلوب لحل أزمة تعطل شاشات العالم
أيا كان السبب، فعلى الشعب المصري أن يشكر السيسي على مجهوداته العظيمة في قطع الكهرباء عنهم وفي إبطاء سرعة الإنترنت لمستويات غير مسبوقة؛ كي لا يعاني المصريون اليوم كما يعاني أبناء أوروبا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
قبل تلك الأزمة بأيام حدثت أزمة أخرى في مصر تتعلق باختراق لوحة الإعلانات في شارع فيصل بمحافظة الجيزة، ونشر عبارات مسيئة لعبد الفتاح السيسي للمرة الأولى منذ توليه السلطة، الأمر الذي استدعي تدخلا أمنيا واستخباراتيا على أعلى مستوى للرد على هذه الإساءة والتعامل معها بشكل حازم.
جاء الرد الرسمي المصري السريع عبر انتشار كثيف لقوات الأمن المصرية في شارع فيصل والقيام بحملة تمشيط أمنية في المنطقة، ثم نشر عبارات مسيئة للإخوان المسلمين في جميع لوحات الإعلانات الكبرى في الشوارع المصرية، أعقبها اتهام الإخوان بأنهم وراء لوحة فيصل ثم اعتقال شخص قالت عنه وزارة الداخلية المصرية إنه فني شاشات الكترونية اعترف بتحريضه من قبل لجان الإخوان في الخارج ليفعل ما فعل.
نصيحتي للسيد جورج كيرتز، رئيس شركة "Crowdstrike" الأمريكية، ألا يضيع وقته كثيرا في البحث عن سبب الخلل التقني وألا يقدم اعتذارات لأحد، فقط فليتعلم من محمود عبد الفتاح السيسي كيف تعامل مع أزمة شاشة فيصل ولينفذ نفس الطريقة والأسلوب لحل أزمة تعطل شاشات العالم.
x.com/osgaweesh
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مايكروسوفت مصر شارع فيصل مصر الانترنت مايكروسوفت شارع فيصل مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شاشات العالم فی مصر
إقرأ أيضاً:
أزمة صلاح وسلوت حديث الصحافة الإنجليزية… وجيرارد يدعو لعودة الهدوء قبل تدهور الموقف
لا تزال تداعيات الأزمة التي نشبت داخل نادي ليفربول بين محمد صلاح والمدرب آرني سلوت تلقي بظلالها على الفريق والصحافة الرياضية الإنجليزية، بعدما خرج النجم المصري بتصريحات قوية قال فيها إن النادي "خذله" وإن علاقة العمل بينه وبين المدرب "انهارت".
هذه التصريحات لم تمر مرور الكرام، وتسببت في استبعاده من قائمة الفريق المسافرة إلى إيطاليا لمواجهة إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا.
الأزمة التي بدأت بقرار جلوس صلاح على دكة البدلاء تحولت إلى كرة ثلج بعد تصريحاته، لتفتح باب الجدل حول مستقبل اللاعب داخل "أنفيلد". ورغم أن ليفربول اعتاد التعامل مع الضغوط الإعلامية، إلا أن خروج نجم بحجم صلاح للحديث بشكل مباشر عن خلافاته أحدث صدمة داخل النادي، وجعل الإدارة والجهاز الفني في موقف حرج.
أسطورة النادي ستيفن جيرارد دخل على خط الأزمة، لكنه اختار زاوية أكثر هدوءًا، محاولًا إرساء قواعد المصالحة، حيث أكد أن التصريحات العلنية لم تكن الخيار الأفضل، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الفريق لا يزال يحتاج صلاح بشدة.
وقال جيرارد: "صلاح لاعب هائل، والجميع يعرف قيمته. غضبه بسبب عدم المشاركة أمر طبيعي، لكنه يجب أن يعالج الموضوع داخليًا مع المدرب. الفريق يمر بمرحلة حساسة، وصوت العقل يجب أن يكون حاضرًا".
وأشارت تقارير صحفية لندنية إلى أن غضب صلاح يعكس توترًا داخل الفريق ربما بدأ منذ مطلع الموسم، خاصة مع التغيير الفني الذي جاء به المدرب الهولندي سلوت. فطريقة اللعب الجديدة واعتماد سلوت على تدوير اللاعبين أحدثت بعض التوتر داخل غرفة الملابس، ويبدو أن صلاح لم يتقبل بعض القرارات الفنية بسهولة.
وواصلت حديثها عن مستجدات الخلاف بين صلاح وسلوت ، موضحة أن قرارات الإدارة باستبعاد اللاعب من بعثة دوري الأبطال أعطت رسالة مفادها أن الانضباط فوق الجميع، لكن في الوقت ذاته لا يمكن تجاهل الوزن الفني والقيادي لصلاح داخل الفريق. بينما تشير مصادر صحفية إلى أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة، وقد تتضمن اجتماعًا بين اللاعب والمدرب لمحاولة إعادة العلاقات.