استخدام المضادات الحيوية عند الرضع يزيد من خطر السمنة
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
الأطفال الصغار الذين يتعرضون للمضادات الحيوية في وقت مبكر من الحياة (من الولادة إلى 12 شهرًا) يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسمنة لدى الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة والمتوسطة.
ونشرت النتائج التي توصل إليها فريق من العلماء من كلية الطب بجامعة سنغافورة الوطنية يونج لو لين (NUS Medicine) في المجلة العلمية International Journal of Obesity.
أكدت الدراسات التي أجريت على الفئران أن التعرض المبكر للمضادات الحيوية يسبب اضطرابات التمثيل الغذائي، بما في ذلك السمنة، بسبب اضطراب الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، على الرغم من أن البيانات من الدراسات البشرية محدودة.
تتراكم الأدلة أيضًا على أن استعمار الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء في وقت مبكر من الحياة يلعب دورًا رئيسيًا في زيادة الوزن وتطور السمنة في وقت لاحق من الحياة (الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 14 عامًا).
خطر السمنة والأطفال
وفي الدراسة، أظهر الفريق أن استخدام المضادات الحيوية في مرحلة الطفولة قد يزيد من خطر السمنة في مرحلة الطفولة المبكرة وقد يؤدي الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية إلى تعطيل تطور الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء لدى الأطفال ويكون بمثابة آلية محتملة تربط التعرض للمضادات الحيوية بالسمنة اللاحقة.
وإن السمنة في مرحلة الطفولة تشكل مصدر قلق متزايد بسبب العديد من العواقب الصحية الضارة التي تحدثها في حياة البالغين، مثل مرض السكري من النوع 2.
وتمثل فترة الرضاعة جزءا من نافذة تنموية حرجة يمكن أن يكون لها آثار دائمة على الصحة اللاحقة والمرض في وقت لاحق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السمنة الولادة مرحلة الطفولة المبكرة مرحلة الطفولة الأمعاء زيادة الوزن تطور السمنة للمضادات الحیویة فی مرحلة الطفولة فی وقت
إقرأ أيضاً:
الصفعة الختامية في الحروب.. كيف تكتب سردية الانتصار في الدقيقة التسعين؟
لا تقاس النتائج العسكرية، في الحروب، فقط بحجم الدمار أو عدد القتلى والأهداف التي ضربت، بل غالبا تختزل في النهاية التي كتبت بها، أو ما يعرف بالضربة الختامية، والتي يوجه عبرها أحد أطراف الحرب، ضربة حاسمة تحمل طابعا رمزيا وعسكريا في آن واحد.
وتكتسب هذه الضربة أهمية كبيرة لإثبات التفوق الميداني، وفرض واقع قبل الدخول في أي ترتيبات سياسية، بعد وقف إطلاق النار.
وتعد الضربة الختامية أداة استراتيجية ذات طابع نفسي وإعلامي لترسيخ صورة المنتصر، وتعزيز موقفه التفاوضي والحصول على مكاسب في اللحظات الختامية من عمر الحرب، قبل سريان وقف إطلاق النار، مثل اغتيال شخصية هامة أو تدمير هدف عال القيمة.
وخلال الحرب التي وقعت بين الاحتلال وإيران، حرصت الختامية على تسجيل لمستها في اللحظة الختامية من الحرب، وأعلنت عن ذلك مرارا منذ اندلاعها، ونجحت في ذلك في الضربة الختامية قبل دقيقتين من بدء سريان وقف إطلاق النار، عبر تدمير مجمع في بئر السبع وقصف أهداف عسكرية وإلحاق قتلى بالاحتلال.
ما هي الضربة الختامية؟
الضربة الختامية في الحروب، هي العملية العسكرية الختامية والحاسمة، والتي ينفذها أحد الأطراف المتحاربة، بقصد فرض نهاية أو وضع حد للحرب بشروطه، أو إحداث صدمة في صفوف خصمه، وربما تسجيل صورة انتصار لا يمكن محوها من الذاكرة.
والضربات الختامية ليست مجرد إجراء عسكري، وربما تتسم بطابع رمزي، أو مجرد التهديد لحظة وقف إطلاق النار، لحرمان الخصم من الإقدام على عمل عسكري يكسب فيه الصورة الختامية ويضع له حدا.
لماذا تحرص عليها أطراف الحرب؟
تحرص أطراف الحرب على الضربة الختامية، لترسيخ صورة النصر، وتمنحه فرصة تسويق نفسه على أنه حقق الإنجاز الأكبر والانتصار للتغطية على صورة الخسائر والانتكاسات التي تكبدها خلال الحرب.
كما تمنح منفذها فرصة لفرض الشروط السياسية، وإعطاء نفسه صورة مالك اليد العليا في نهاية القتال، ومنحه إمكانية فرض شروطه في الاتفاقيات اللاحقة للحرب أو الهدنة.
ويترك الأثر المدوي في اللحظة الختامية للحرب، سواء عن طريق تدمير منشأة استراتيجية أو اغتيال قائد كبير، رسالة قوة وردع للخصم.
وغالبا ما يتحكم صاحب الضربة الختامية في رواية الحرب وسرديتها التاريخية، باعتباره صاحب البصمة الختامية فيها.
كيف انتهت الحروب؟
خلال اللحظات الختامية للحرب العالمية الاولى، وقبل توقيع اتفاق إنهاء الحرب، داخل عربة قطار في غابة كومبيين شمال فرنسا بين ممثلي الحلفاء وألمانيا، والذي سيسري في الساعة 11 بتوقيت باريس، تواصل القصف العنيف على مدار الوقت، وسقط آلاف الجنود في الساعات الختامية دون جدوى عسكرية.
وبرز اسم الجندي الكندي جورج برايس، الذي قتل قبل دقيقتين من سريان وقف إطلاق النار، واعتبر آخر قتيل في الحرب المدمرة.
وكانت القيادات العسكرية، خاصة الامريكان والفرنسيون، تسعى لتحسين الوضع على الأرض، وتعزيز أوراق التفاوض لاحقا.
وفي الحرب العالمية الثانية، ومع انهيار خطوط دفاع الألمان وتفرق القوات، سارعت القوات السوفيتية للتقدم بصورة انتحارية إلى مقر الرايخ الثالث، مقر إقامة هتلر في برلين، والسيطرة عليه رغم المخاطرة الكبيرة بتكبد الخسائر، من أجل اقتناص صورة الانتصار كضربة أخيرة في الحرب لتسجيلها لصالحها.
وبالفعل نجح السوفييت في اقتناص الصورة، وسجلت صورة المقاتل السوفيتي وهو يرفع العلم الأحمر على سطح مقر الرايخ في برلين، وحوله مشهد الدمار الكبير في العاصمة الألمانية، وانتزعت هذه الصورة من الامريكان الذين تأخروا في التقدم.
أما الضربة الختامية التي سجلتها الولايات المتحدة في العالمية الثانية ضد اليابان، فكانت عبر قصف مدينتي ناغازاكي وهيروشيما، بقنبلتين ذريتين، ما تسبب في مقتل مئات الآلاف من اليابانيين وتدمير المدينتين.
ودفعت هذه الضربة اليابان إلى رفع الراية البيضاء، وإعلان الإمبراطور هيروهيتو عبر الإذاعة بعدها بأيام الاستسلام رسميا وخروج بلاده من الحرب، وقبولها الاستسلام المشروط والخضوع الكامل للحلفاء.