كشف تقرير للأمم المتحدة عن وضع مقترحات لمواجهة قرارات البنك المركزي اليمني في عدن، من بينها نقل كميات من العملة الصعبة لمناطق سيطرة مليشيا الحوثي جواً.

صور التقرير الذي نشره الأكاديمي عبدالقادر الخراز على صحفته في منصة "إكس" تكشف عن مسودة أعدتها الأمم المتحدة لمواجهة تداعيات القرارات التي أصدرتها قيادة البنك المركزي لوقف عبث مليشيا الحوثي بالقطاع المصرفي في اليمن.

مقدمة التقرير الذي اُعد الشهر الماضي، سرد تفاصيل المشهد المصرفي في اليمن والخطوات التي اتخذتها كل من الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي خلال السنوات الماضية، وصولاً إلى قرار البنك المركزي إلغاء تراخيص 6 من البنوك التجارية بعد تخلفها عن تنفيذ قراره بنقل مقراتها إلى عدن.

التقرير الأممي أورد ذات التحذيرات التي أطلقها المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ في إحاطته لمجلس الأمن منتصف شهر يونيو الماضي، من الأزمة المصرفية فقد تؤدي بشكل كبير إلى تجدد الصراع المسلح في اليمن.

ويكشف التقرير جانباً مهماً لموقف الأمم المتحدة المعارض لقرارات البنك المركزي في عدن، وصولاً إلى الرسالة التي وجهها المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ في الـ12 من الشهر الجاري إلى مجلس القيادة الرئاسي لتجميد قرار محافظ البنك المركزي سحب التراخيص عن البنوك المخالفة ومخاطبة نظام "سويفت" العالمي لقطعه عنها.

حيث يكشف التقرير عن أزمة تعاني منها المنظمات الأممية العاملة في اليمن بسبب أزمة السيولة التي يعاني منها بنك اليمن الدولي الذي يصفه التقرير بأنه البنك المصرفي الرئيسي للأمم المتحدة، وتمر عبره أكثر من 70% من أموال هذه المنظمات، التي عجز موظفوها عن استلام رواتبهم عبر البنك خلال الأشهر الماضية.

ونتيجة لأزمة السيولة في بنك اليمن الدولي قامت معظم وكالات الأمم المتحدة بتحويل معاملاتها المالية إلى بنك الكريمي الإسلامي اعتبارًا من أبريل/مايو 2024م لأنه البنك الوحيد الذي يقع مقره الرئيسي حاليًا في عدن وفق التقرير، الذي يضيف إلى قيام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بطلب تقديم عروض للخدمات المصرفية من قبل البنوك التجارية للمنظمات الأممية جراء هذه الأزمة.

ويكشف التقرير أن العروض أفضت إلى توصية بتعامل منظمات الأمم المتحدة مع خمسة بنوك، ثلاثة منها ضمن البنوك التي شملها قرار محافظ البنك المركزي وهي: البنك الدولي، وبنك اليمن والكويت، وبنك الأمل، وبنكين غير مشمولين بالقرار وهما: بنك الكريمي الإسلامي والبنك التجاري اليمني.

وعلى الرغم من إقرار التقرير الأممي بوجود بنوك تجارية تعمل في مناطق الحوثي والمناطق المحررة وغير مشمولة بقرار البنك المركزي، إلا أن التقرير الأممي يشكك ضمنياً في قدرتها  على التعامل مع حجم المعاملات المالية.

وتحت ذريعة إمكانية قطع التحويلات المالية بين المناطق المحررة ومناطق سيطرة مليشيات الحوثي، يشير التقرير إلى أن وكالات الأمم المتحدة ستفكر في شراء العملة الصعبة ونقلها جواً إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي (على غرار التجربة في أفغانستان) بحسب نص التقرير الأممي الذي يُقر بأن الخيار معقد للغاية وسيكون له أيضًا آثار كبيرة من حيث التكلفة. 

ويُقدم التقرير صورة جديدة من التواطؤ المفضوح من قبل الأمم المتحدة ومنظماتها مع مليشيات الحوثي تحت ذريعة الجانب الإنساني، في حين لم تقدم على أي خطوة عملية لمواجهة حملة الاختطافات والتحريض التي تطال موظفيها منذ أسابيع من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية والمدعومة من إيران.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: التقریر الأممی الأمم المتحدة البنک المرکزی فی الیمن

إقرأ أيضاً:

إعلامي سعودي: السعودية ترفض استنساخ نموذج الحوثي في شرق اليمن والانتقالي يتحمل المسؤولية

قال الإعلامي السعودي زيد كمي نائب المدير العام لقناتي العربية والحدث إن التحركات الأحادية التي نفذها المجلس الانتقالي في حضرموت قبل أيام محاولة لخلف واقع يتجاوز المجتمع المحلي وتوازناته ويتجاهل الطبيعة الخاصة بهذه المنطقة، التي طالما حافظت على مسافة سياسية عن مراكز التوتر.

 

واعتبر كمي في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط بعنوان "ماذا يجري في حضرموت" إن تلك التطورات تفسر الحزمَ الذي أظهرته السعودية في بيانها، واعلانها بوضوح رفضها القاطع لسيطرة المجلس الانتقالي على حضرموت، وعدّت ذلك خرقاً مباشراً للمرحلة الانتقالية وتقويضاً لسلطة الحكومة الشرعية، ومحاولة تستدعي مواجهةً سياسية لا تُبنَى على منطق السلاح.

 

وقال الكاتب إن ما يجرِي في حضرموتَ اليومَ لا يمكنُ قراءتُه بمعزلٍ عن تاريخٍ طويلٍ من التشكّل السّياسي والاجتماعي في جنوب اليمن، وأن جنوب اليمن لم يكن يوماً كتلةً سياسية واحدة، بل فضاءٌ واسع من الشَّبكات المحلية والولاءات والمراكزِ المتعددة، معتبرا هذه الخلفية تجعلُ أيَّ محاولةٍ لفرض السَّيطرة عَنْوَةً على محافظةٍ بحجم حضرموتَ مجردَ اصطدامٍ بتاريخ لا يقبل الهيمنةَ المفاجئةَ ولا التحولات القسريَّة.

 

وأكد أن الموقف السعودي وإصراره على إخراج قوات درع الوطن ليس مجرد إجراءٍ عسكري، بل محاولةٌ لقطع الطّريق أمام تكرار نماذجِ انفلاتٍ مشابهة شهدها اليمنُ خلالَ العقد الماضي، ولمنعِ انزلاقِ حضرموتَ إلى فوضَى لا طاقة لها بها.

 

وقال إن اختزالَ القضية الجنوبية في شخصٍ أو فصيل واحد لا ينسجم مع تاريخِ الجنوب ولا مع طموحاتِ شعبه، والقضية ـ كما تراها الرياض ـ تخصُّ أبناءَ الجنوب بكلّ تنوّعهم، ومن غيرِ المقبول تحويلُها إلى ذريعةٍ لفرض السّيطرةِ أو تغيير الوقائعِ بالقوة.

 

وحمل الكاتب السعودي المجلس الانتقالي مسؤوليةَ التجاوزات التي ارتكبتها قواتُه خلالَ الأيام الماضية في حضرموت، وما حدثَ من اعتقالات أو إخفاء قسري ونهبٍ وإخلاء للمنازل بالقوة، وقال بأنها أفعالٌ مقلقة وتتقاطع مع ممارساتِ جماعة الحوثي، ما يجعلُ رفضَ الرياض قاطعاً لأي محاولة لاستنساخِ هذا النموذج في الجنوب أو الشرق.

 

واعتبر كمي ما حدثَ في حضرموتَ ليس مجردَ تنازعٍ على السيطرة، بل اختبارٌ حقيقي لمدى قدرةِ اليمنيين على احترام رواسب تاريخهم، ولقدرتهم على بناءِ استقرار لا يقوم على فرض القوة، والعمل على منع تكرار أخطاء الماضي، وإعادة اليمن إلى مسار سياسي يضمن للجميع شراكةً عادلةً تحفظ الأمنَ، وتعيد رسمَ مستقبلٍ لا مكان فيه للمغامراتِ العسكريةِ ولا لمحاولات إعادةِ هندسةِ الجغرافيا السياسية عَنوَةً.


مقالات مشابهة

  • السعودية تدين وتستنكر الهجوم الذي تعرض له مقر الأمم المتحدة في السودان
  • ميثاق أممي لتعزيز مشاركة «ذوي الإعاقة» في السياسة
  • مزارعو اليمن يواجهون الانهيار وسط تصاعد جبايات الحوثي وتكدّس المحاصيل
  • جوتيريش: الهجمات التي تستهدف قوات حفظ السلام في جنوب كردفان ترقى إلى جرائم حرب
  • وسط انتقادات واشنطن لقرار أممي.. مؤتمر دولي لبحث إنشاء «قوة غزة»
  • تصاعدت بشكل لافت...كيف تستفيد مليشيا الحوثي من قضايا الثأر في اليمن
  • قرار أممي يطالب الاحتلال بالتوقف عن عرقلة دخول المساعدات لغزة
  • إعلامي سعودي: السعودية ترفض استنساخ نموذج الحوثي في شرق اليمن والانتقالي يتحمل المسؤولية
  • المغرب يسجل مستوى قياسيًا في احتياط العملة الصعبة
  • تحذير أممي: حرب السودان وانعدام الأمن في حوض بحيرة تشاد يهدد وسط أفريقيا