الأسبوع:
2025-08-03@04:24:40 GMT

انتبه.. الدواء به نقص قاتل

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

انتبه.. الدواء به نقص قاتل

ما من شك أن الغذاء والدواء هما ركنان أساسيان لحياة الناس.. ومؤخرًا ظهرت على السطح بشكل لافت للنظر أزمة نقص العديد من الأدوية الأساسية مثل أدوية الضغط والسكر والقلب وغيرها، وباتت كلمة (ناقص يافندم) على لسان غالبية الصيادلة بمجرد دخولك للصيدلية. وهو الأمر الذي أدى بالكثير من المرضى وأهاليهم لتجنيد الأقارب والمعارف للبحث عن دوائهم في شتى ربوع البلاد، بل وصل الأمر إلى اللجوء للوساطات أملًا في إيجاد الدواء المطلوب.

وعند السؤال عن سبب شح الأدوية تتجه الاتهامات للدولار في أنه سبب نقص تلك الأدوية خاصة المستوردة منها أو المادة الخام نفسها التي تدخل في صناعة الأدوية محليًّا. وواقعيًّا نحن نعلم جيدًا أننا بلد كبير محدود الموارد يزداد عدد سكانه سنويًّا بالملايين، وزاد الأمر قسوةً مع توافد ملايين المهاجرين دفعة واحدة من مختلف الجنسيات نتيجة التوترات والحروب بالمنطقة. ولكن هل التعاطي مع تلك الظروف والتحديات يتم وفق أفضل التدخلات؟ هل نقف عند الاستسلام للظروف دون محاولة إيجاد حلول للتخفيف من الأزمات؟ ففي موضوع نقص الأدوية لا شك أنه أمن قومي لا يمكن التعامل معه بحلول تقليدية مثل الغذاء مثلًا الذي لا يقل أيضًا أهمية ضمن مرتكزات الأمن القومي.. فمن الممكن إيجاد بدائل للغذاء بترشيد الاستهلاك.. ولكن ماذا يفعل المريض حال اختفاء دوائه من السوق؟ وعلى سبيل التجربة العملية بحثًا عن أحد الأدوية الناقصة لأحد أقاربي لجأتُ للتواصل مع هيئة الدواء عبر الخط الساخن عندما علمت بأنها يمكنها المساعدة بتوفير الدواء الناقص عبر الصيدليات الرسمية التابعة لها.. وبالفعل لم يقصروا في الرد سريعًا على الاتصال عن طريق المندوب الذي أخذ بعض البيانات وأكد توافر الدواء الذي أبحث عنه ولكن فقط بمنفذ واحد على مستوى الجمهورية وهو بالقاهرة الذي على المريض أو أقاربه أن يتوجهوا إليه ومعهم روشتة مختومة للحصول عليه!! ولكن ماذا عن المرضى في باقي أنحاء البلاد؟ هل عليهم أن يقطعوا آلاف الأميال للقاهرة والوقوف في الطابور بالساعات من أجل الحصول على الدواء؟!! هل سنظل عاجزين عن تصنيع الدواء محليًّا وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه؟!! وإذا كانتِ المشكلة في المادة الخام للأدوية، فهل نحن أيضًا عاجزون عن تصنيعها محليًّا ونحن نقوم بتخريج آلاف الصيادلة سنويًّا؟!! فلا يوجد بلد في العالم يمتلك كل شيء.. ولكن الموارد الاقتصادية من طبيعتها أنها محدودة فأين مفهوم فن إدارة الندرة الاقتصادية، وهو المفهوم الذي يقوم عليه علم الاقتصاد بالأساس؟!! ومن هذا المنطلق نحلم بأن يتم شحذ الهمم وتجنيد كل الطاقات من باحثين وممولين ومصنِّعين وكل أطراف منظومة تصنيع الدواء بأن يصبح لدينا اكتفاء ذاتي من جميع الأدوية الحيوية على الأقل. وعلى الجانب الآخر لابد من ضبط سوق الأدوية وفق آليات صارمة، وتغليظ عقوبة غش الدواء أو احتكاره أو المتاجرة فيه بالسوق السوداء مثله مثل سلع أخرى.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

إسرائيل انتصرت.. ولكن على شرعيتها!

لوقت مضى كنا عربا ومسلمين نسخر من مقولة "طهارة سلاح جيش الدفاع" وأنه "الأكثر نظافة ومهنية، في العالم"، بل لم نكن نعترف أن هذا الجيش للدفاع بل كنا نقول دائما إنه للعدوان والقتل وارتكاب المذابح، كما سخرنا من فرية "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" كونها محاطة ببحر من "الأعداء العرب" الذين حاولوا "رميها في البحر"، فضلا عن مقولة أنها "واحة الديمقراطية" أو "فيلّا وسط غابة شرق عربي بدوي متوحش". والحقيقة أن كل هذه المصطلحات كانت عماد الرواية والدعاية الإسرائيلية التي صرفت عليها مليارات الدولارات على مدار عقود، وباعتها بسلاسة للرأي العام الغربي، حتى اكتسبت "شرعية وجود" غير قابلة للتساؤل أو التشكيك، وركب قادة ونخب الغرب هذه الأكاذيب التي باتت مسلّمات بين شعوبهم، فوفّروا للكيان أحزمة أمان دولية سياسية واقتصادية وعسكرية غير قابلة للاختراق، وأقنعوا شعوبهم بأن موقفهم "الأخلاقي" يقتضي مد يد المساعدة لليهود المساكين المحاطين بالوحوش العرب المتهيئين لأكلهم.

وكان هذا جسرا عبرت عليه أرتال من العون العسكري والاقتصادي واستثمارات وشراكات علمية، و"وحدة حال" بين مؤسسات الكيان ومؤسسات الغرب على اتساع أنواعها وتخصصاتها. وبالمجمل بنى الكيان بسبب كل هذا اقتصادا مفرط القوة، وصناعات عسكرية وتقنية متقدمة جدا، بل غدا مستأثرا بميزة غير موجودة في أي بلد في المنطقة، وهي حيازته للتكنولوجيا النووية التي مكنته من صناعة القنبلة الذرية بمعونة مباشرة من فرنسا، التي ويا لسخرية الكذب تهدد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية اليوم بعد أن ابتلع الكيان جل أو كل الأرض الفلسطينية!!

لا تقوم الدول بدون شرعية دولية، ولا يمكن لأي كيان أن يصبح عضوا في المجتمع الدولي دون أن تتوفر له هذا الشرعية، وليس مهما هنا أن تكون هذه الشرعية مبنية على الأكاذيب أو ارتكاب الجرائم، المهم أن تجد من "يحملها" على محمل الجد، ويسوّقها للدخول إلى المؤسسات الدولية كهيئة الأمم والمؤسسات والاتفاقات المنبثقة عنها. وهكذا وبناء على كل ما تقدم أصبح كيان العدوان والاغتصاب الذي قام على جسد الشعب الفلسطيني كيانا "محترما!" له وزنه في الساحة الدولية، وله مكانة مرموقة في سوق الإنجازات العلمية والصناعية و"الهاي تك" على نحو الخصوص، ما مكنه من تصدير منتجاته في هذا المجال إلى أكثر دول العالم تقدما، ناهيك عن دول العالم الثالث التي زُرعت بخبراء الكيان ومرتزقته من تجار الموت والحروب، بل "تطلع" كثير من أنظمة العرب للاقتداء(!) بما حققه هذا الكيان من تقدم علمي، وسوّقوا هذه الفرية على شعوبهم لتبرير ما سمي "التطبيع" مع الكيان، وهو في الحقيقة تتبيع له ودخول في مجاله الحيوي لخدمته.

الحدث الكبير المزلزل الذي وقع في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 فجّر هذه الفقاعة، فالجيش الأكثر أخلاقية في العالم خلع هذا القناع وارتدى ملابس القراصنة ورجال عصابات القتل والإجرام، وأشعل حربا مجنونة وعدوانا غير مسبوق على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وإن استأثرت غزة بالجزء الأكثر دموية ودمارا وتوحشا، وبدد الكيان في حربه المنطلقة من أي عقال أخلاقي أو قيمي أو حضاري أو حتى إنساني، كل ما جمعه من "شرعيات" خلال سني عمره التي سبقت معركة طوفان الأقصى، وأطلق النار بشكل مباشر على كل المبررات "الأخلاقية" التي اتكأ عليها لتبرير اغتصاب فلسطين ومحاولة محو آثار الشعب الفلسطيني، إذ خرج هذا الشعب من رماد سبع وسبعين سنة، هي عمر جريمة اغتصاب أرضه، كقوة عملاقة ذات يد طولى وقادرة على ضرب العصب الحي في "كبرياء" الكيان الذي قدم نفسه للعالم نموذجا للدولة العبقرية الناجحة وحتى الأكثر "أخلاقية!" وقوة في وسط عربي همجي دكتاتوري.

باختصار انتصرت "إسرائيل" على نفسها، وقتلت شرعيتها بنفسها، وبدت على حقيقتها: مشروعا استعماريا ومجتمعا مسموما قاتلا يجوع الأطفال ويقتل النساء ويبيد الحياة بكل مظاهرها بدون رحمة، وداس بقدمين ملطختين بالدماء على كل القيم التي تعارف عليها المجتمع البشري منذ بدء الخليقة وحتى الآن، ولم يعد يشتري روايته السابقة عن مظلوميته وأخلاقيته وتقدمه وديمقراطيته حتى طفل صغير في الغرب، هذا الغرب الذي احتضنه وقوّاه ووفّر له كل ما مكّنه من بناء "إمبراطورية" صغيرة في فلسطين، امتدت تأثيراتها إلى معظم دول العالم..

"إسرائيل" التي "انتصرت" على غزة بتدميرها وتفكيك مجتمعها بشكل كامل وهمجي ومتوحش، مدفوعة بشهية انتقام مجنون مهووس، كانت في الحقيقة وهي ترتكب جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية وجرائم تطهير عرقي وتجويع وتعطيش وتشريد لشعب مدني؛ تنتصر على نفسها وتدمر كل ما اكتسبته من "شرعية وجود" لعقود خلت، "إسرائيل" انتصرت في كل معاركها ضد الشعب الفلسطيني لكنها خسرت الحرب!

كيان العدو في فلسطين كان مجرد كذبة، أو فقاعة، صدقها العالم، ثم جاء هذا الكيان لينهيها بنفسه، ويظهر على حقيقته التي تبرّأ منها غالبية يهود العالم من غير الصهاينة، وهذا أعظم إنجاز في التاريخ الفلسطيني والعربي حققه طوفان الأقصى، رغم الثمن الكارثي الذي دفعه الشعب الفلسطيني ولم يزل يدفعه حتى الآن!

أما الكذبة الأكثر إيلاما في المشهد، فتلك المتعلقة بالمقولة العربية الرسمية "فلسطين قضية العرب الأولى!"، حيث اكتشفت الشعوب ولو متأخرة، أن "إسرائيل هي قضية العرب الرسميين الأولى". نقول هذا ونحن نشعر بغصة خانقة، حيث صرفت شعوب هذه المنطقة قرنا من عمرها وهي تنام وتصحو على أكاذيب، منتظرة الفرج من نفس المصدر الذي صنع الكارثة ومدها بأسباب القوة والمنعة، وهذا هو المنجز الكبير الثاني لطوفان الأقصى، الذي لم يكن ليتحقق لولا هذا الخذلان العربي الرسمي الفاضح والمعلن بكل قاحة من لدن البعض لغزة ومأساتها الكبرى!

إسرائيل كمشروع استعماري انتهت وماتت في بلادنا، وبقيت إجراءات "الدفن" وهي عملية قد تستغرق وقتا يعلم الله متى يطول، لكنه يعتمد في الدرجة الأولى على بقاء روح المقاومة متوهجة كالجمر ليس في أنفاق غزة فقط، بل في "أنفاق" العقل الجمعي العربي والإسلامي أيضا!

مقالات مشابهة

  • عدن تشتعل بالأوجاع.. أسعار الأدوية ترفض الهبوط رغم تحسن الريال والمواطنون يناشدون
  • محافظ بني سويف: استلام 283.8 ألف طن قمح محلي
  • الوزير البشير لـ سانا: هذه الكمية ستمكننا من زيادة إنتاج الطاقة بمقدار 750 ميغا واط مما سينعكس بشكل مباشر على تحسين التغذية الكهربائية بإضافة نحو أربع ساعات تشغيل إضافية يومياً الأمر الذي سيدعم عجلة التنمية ويحرك الصناعة والاقتصاد
  • 4 أنواع من الأدوية لا يجب تناولها مع مكملات فيتامين د.. تفاضيل
  • هل من صلى ركعتي الشروق يجب عليه صلاة الضحى؟.. انتبه لـ7 حقائق
  • انتبه .. النوم على الظهر خطير لهذا السبب
  • إسرائيل انتصرت.. ولكن على شرعيتها!
  • الهلال بعد مونديال الأندية… فريق عالمي في دوري محلي
  • وزارة المالية: باشرنا إجراءات تحويل الرواتب لأهلنا والأخوة العاملين بالقطاع العام في محافظة السويداء، إلا أننا تفاجأنا بتعرض بعض هذه الأموال للسطو المسلح من قبل مجموعات خارجة عن القانون، ومنها السطو على فرع المصرف التجاري السوري في مدينة شهبا، الأمر الذي
  • وزير الخارجية يؤكد على أهمية إيجاد أفق سياسي يفضي إلى تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة