أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونة: “ما حكم الاستفادة من الأجنة المجهضة في التجارب العلمية والعلاج وزراعة الأعضاء”؟.

دار الإفتاء توضح حكم مشاركة الكورسات التعليمية حكم زيارة المقابر يوم الجمعة.. دار الإفتاء تجيب

وقالت دار الإفتاء، إن الانتفاع بالأجنة المجهضة في التجارب العلمية والعلاج وزراعة الأعضاء جائز إذا ما روعي في ذلك جملة من الضوابط، ومنها:

أولًا: أن يكون الإجهاض بسبب معتبر شرعًا، وألا يتعمد حصوله من أجل الانتفاعِ بالأجنة.

ثانيًا: أن يكون استخدام هذه الأجنة بموافقة الوالدين ورضا كليهما أو من يقوم مقامهما عند فقدهما.

ثالثًا: أن لا توجد طريقة أخرى لتحقيق هذه الأغراض والمصالح المبتغاة إلا باستخدام هذه الأجنة المجهضة.

رابعًا: وجود هيئة متخصصة موثوقة تابعة للدولة تقوم بالإشراف على هذه الأغراض وإجراءات تنفيذها.

خامسًا: اتباع الإجراءات والضوابط القانونية والمهنية المرعية في مثل هذه الحالات.

سادسًا: أن تكون التجارِبُ التي يُرادُ الاستفادةُ بالأجنة فيها مبنيةً على أسس علمية معترَفٍ بها، وألَّا يُتجاوَزَ فيها الأصولُ العلميةُ لعلمِ الطب.

سابعًا: اتخاذُ كافة الإجراءات والضوابط التي تُبْعِدُ هذه العمليةَ عن نِطَاقِ التَّلَاعُبِ بالإنسان.

حكم إجهاض الجنين لخطورة الحمل على صحة الأم

من جانبها، قالت دار الإفتاء إن الفقهاء اتفقوا على أنه إذا بلغ عمر الجنين في بطن أمه مائة وعشرين يومًا وهي مدة نفخ الروح فيه فإنه لا يجوز إسقاط الجنين ويحرم الإجهاض قطعًا في هذه الحالة؛ لأنه يعتبر قتلًا للنفس التي حرَّم الله قتلها إلا بالحق؛ لقول الله تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكَمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ" "الأنعام: 151"، ولقوله تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ" الإسراء: 33، أما إذا لم يبلغ عمر الجنين في بطن أمه مائةً وعشرين يومًا فقد اختلف الفقهاء في حكم الإجهاض: فبعضهم قال بالحُرمة، وهو المُعتَمَد عند المالكية والظاهرية. وبعضهم قال بالكراهة مطلقًا، وهو رأي بعض المالكية وبعضهم قال بالإباحة عند وجود العذر، وهو رأي بعض الأحناف والشافعية.

وأضافت الدار، أن الراجح المختار للفتوى في ذلك أنه يَحرُمُ الإجهاضُ مطلقًا؛ سواء قبل نفخ الروح أو بعده، إلَّا لضرورةٍ شرعية؛ بأن يقرر الطبيبُ العدلُ الثقةُ أن بقاء الجنين في بطن أمه فيه خطرٌ على حياتها أو صحتها، فحينئذٍ يجوز إسقاطه؛ مراعاةً لحياة الأم وصحتها المستقرة، وتغليبًا لها على حياة الجنين غير المستقرة.

وتابعت: “بِناءً على ذلك وفي واقعة السؤال، فما دام أن تقرير الطبيب يفيد أن في استمرار الحَمْل خطرًا على صحة الأمِّ الحامِل بحيث يضُر بها ضررًا بالغًا، فإنه يتجه القول بمشروعية الإجهاض في هذه الحالة، ولا مانع مِن ذلك شرعًا”.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء التجارب العلمية دار الافتاء المصرية دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

تقييم رؤساء الجامعات الأردنية.. ضرورة وطنية تستند إلى التجارب الدولية

صراحة نيوز ـ أ. د. اخليف الطراونة :

في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها التعليم العالي في الأردن، تبرز الحاجة الملحة إلى تقييم أداء رؤساء الجامعات بأسلوب منهجي وعلمي يضمن الارتقاء بالمؤسسة الأكاديمية، وتعزيز جودة التعليم والبحث وخدمة المجتمع، إضافة إلى دعم الريادة والابتكار.

لقد غدا تقييم القيادات الجامعية، وفي مقدمتها رئاسة الجامعة، ضرورة لا تقل أهمية عن تقييم البرامج الأكاديمية أو مخرجات الطلبة.

وتشير تجارب الدول الرائدة في التعليم العالي إلى أن فعالية القيادة تؤثر مباشرة على الأداء الجامعي، ولذلك حرصت تلك الدول على تطوير أنظمة لتقييم رؤساء الجامعات، تجمع بين المهنية والموضوعية. وفي هذا السياق، تستعرض هذه المقالة أبرز التجارب العربية والدولية، وصولًا إلى مقترح عملي يمكن تطبيقه في الجامعات الأردنية.

أولًا: لماذا نقيم رؤساء الجامعات؟

يشكّل تقييم رؤساء الجامعات أداة فاعلة لضمان:

* جودة الحوكمة الأكاديمية.

* وضوح الرؤية والتخطيط الاستراتيجي.

* تعزيز الشفافية والمساءلة.

* رفع كفاءة الأداء المالي والإداري.

* تحسين العلاقة مع الطلبة والمجتمع.

* تطوير البرامج الأكاديمية لتواكب الذكاء الاصطناعي ومتطلبات العصر.

ثانيًا: ما الذي نستفيده من التجارب العربية؟

في السعودية، طبقت وزارة التعليم نموذجًا سنويًا لتقييم رؤساء الجامعات يستند إلى مؤشرات أداء تتعلق بالإنجازات الأكاديمية، والاستدامة المالية، والابتكار، ومواءمة مخرجات التعليم مع سوق العمل.

في الإمارات، طُبّق تقييم متعدد المصادر يشمل الجهات الرقابية ومجالس الأمناء، ويرتبط بتقارير الأداء المؤسسي.

الدروس المستفادة:

* ضرورة ربط التقييم بالخطط الوطنية.

* إشراك مجلس الأمناء والهيئة التدريسية.

* اعتماد مؤشرات قياس واضحة وقابلة للتطبيق.

ثالثًا: تجارب دولية رائدة

في بريطانيا، يُقيَّم رئيس الجامعة من قبل مجلس الجامعة على أسس تعاقدية، ويشمل التقييم الأداء المالي، البحث العلمي، الجودة التعليمية، والتواصل المجتمعي.

في فنلندا، يُركّز التقييم على القيادة التشاركية وتحفيز فرق العمل، ويُعتمد فيه تقييم نوعي يشمل آراء الطلبة والأكاديميين.

في الولايات المتحدة، يتضمن التقييم أدوات كمية ونوعية مثل الاستبانات السرية، وتقارير الأداء، والمقابلات مع أصحاب العلاقة.

السمات المشتركة لهذه النماذج:

* استقلالية التقييم عن السلطة التنفيذية.

* دور فاعل لمجالس الأمناء.

* اعتماد مؤشرات أداء رئيسية (KPIs) ومراجعات دورية.

رابعًا: نحو نموذج أردني فعّال

يمكن بناء نموذج وطني يستند إلى أفضل الممارسات، ويراعي خصوصية البيئة الأردنية، وذلك من خلال العناصر التالية:

1. مصادر التقييم:

* مجلس الأمناء.

* أعضاء الهيئة التدريسية (من خلال استبانات سرية).

* الطلبة (عبر أدوات إلكترونية).

* جهة رقابية مستقلة (تقارير ومقابلات).

2. مؤشرات الأداء المقترحة:

في مجال القيادة:

* امتلاك رؤية واضحة ومعلنة.

* القدرة على اتخاذ القرار وحل الأزمات.

* تطوير الخطط الاستراتيجية وتنفيذها.

في مجال البحث العلمي:

* عدد الأبحاث المنشورة والمشاريع المدعومة.

* الشراكات البحثية مع مؤسسات عالمية مرموقة.

* دعم البنية التحتية للبحث.

* إنشاء حاضنات أعمال وبنوك أفكار.

في مجال الحوكمة والشفافية:

* الالتزام بقواعد النزاهة والحوكمة.

* مشاركة المجالس الأكاديمية في صنع القرار.

* وضوح الإجراءات الإدارية وسهولتها.

في خدمة المجتمع والطلبة:

* تنفيذ مبادرات مجتمعية فاعلة.

* مؤشرات رضا الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية.

* تعزيز فرص التوظيف والتدريب العملي.

في مجال الاستدامة المالية:

* تنمية الموارد الذاتية.

* كفاءة الإنفاق المالي.

* ضبط العجز وتوفير التمويل للبرامج النوعية.

* تحفيز صناديق الاستثمار في التعليم العالي.

3. دورية التقييم:

* تقييم سنوي شامل.

* مراجعة مرحلية نصف سنوية لتغذية راجعة مستمرة.

خامسًا: تحديات متوقعة

* مقاومة بعض القيادات لفكرة التقييم الخارجي.

* ضعف البنية التقنية لتحليل البيانات.

* غياب ثقافة التقييم الهادف إلى التحسين لا المحاسبة.

ويتطلب نجاح النموذج الأردني توفير بيئة تشريعية وتنظيمية داعمة، تعزز الاستقلالية الأكاديمية والإجرائية، وترسخ الحريات الجامعية، مع تمكين المجالس من أداء دورها الرقابي بكفاءة.

في الختام إن بناء نظام لتقييم رؤساء الجامعات الأردنية ليس مجرد إجراء إداري، بل خطوة استراتيجية لتحفيز التميز، ومأسسة الشفافية، وتعزيز القيادة الأكاديمية الوطنية. وإذا ما أردنا لجامعاتنا أن ترتقي إلى مصاف الجامعات الإقليمية والعالمية، فإن نقطة الانطلاق تبدأ من قياس أداء من يقودها، استنادًا إلى معايير علمية عادلة، مستنيرة بأفضل التجارب الدولية .

ـ

مقالات مشابهة

  • هل يجوز الجمع بين الهدي والأضحية؟ دار الإفتاء تجيب
  • هل يجوز الحج عن والدي المتوفى؟.. دار الإفتاء تجيب
  • حكم الأضحية عن الميت الذى اعتاد على التضحية.. الإفتاء تجيب
  • ما حكم بيع سجاد الصلاة المكتوب عليه أسماء منها "لفظ الجلالة"؟ الإفتاء تجيب
  • هل الزلازل دليلًا على غضب الله وعقاب لكثرة الذنوب؟.. الإفتاء تجيب
  • قتل زوجته الحامل بعد معرفته بجنس الجنين والقضاء الأمريكي يصدر حكمه
  • تقييم رؤساء الجامعات الأردنية.. ضرورة وطنية تستند إلى التجارب الدولية
  • هل يجوز أداء السنة بعد التسليم من الفريضة مباشرة دون فصل بينهما؟ ..الإفتاء تجيب
  • هل يجوز السلف لشراء الأضحية؟..الإفتاء تجيب
  • ذكاء اصطناعي من مايكروسوفت يقود ثورة الاكتشافات العلمية