الجزيرة:
2025-07-13@10:00:04 GMT

مخاطر تدريب الرضيع على النوم وحده في سن مبكرة

تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT

مخاطر تدريب الرضيع على النوم وحده في سن مبكرة

قد يكون النوم لليلة كاملة بشكل متواصل من بين أكبر الآمال لدى الآباء والأمهات مع مولودهم الجديد، إذ يُعد الحرمان من النوم أمرا مرهقا وغير ممتع على الإطلاق.

وقد يجد الكثير من الآباء والأمهات أنفسهم يلجؤون إلى تقنيات مختلفة تعد بتدريب أطفالهم على النوم بعمق طوال الليل، وهو ما يُعرف بالتدريب على النوم. ولكن، هل هذه التقنيات آمنة فعلا؟

مدارس التدريب على النوم من خلال "البكاء"

تدريب الطفل على النوم له عدة مدارس، أشهرها وأكثرها تطرفا هو أسلوب "البكاء الحرّ"، أو ما يُعرف بـ(Cry it out).

وهو ينطوي على وضع الطفل في السرير وتجاهل صراخه، وفي بعض الأحيان يمكن التحقق بشكل دوري للتأكد من أن الطفل على ما يرام أو أنه لا يواجه أي مخاطر.

تدريب الطفل على النوم له عدة مدارس، أشهرها وأكثرها تطرفا هو أسلوب "البكاء الحرّ"، أو ما يُعرف بـ(Cry it out) (غيتي)

هناك أيضا نسخة معدلة من هذه المدرسة، والمعروفة غالبًا باسم تدريب النوم بأسلوب "البكاء المُتحكم فيه"، أو (Controlled crying)، تشير إلى أنه يجب على الآباء تجاهل بكاء طفلهم لفترة محددة من الوقت، قبل الاستجابة له لطمأنته، ويتم خلال ذلك زيادة مقدار الوقت المستغرق قبل الاستجابة للطفل بشكل تدريجي. والفكرة هي أن يُدرك الأطفال في النهاية أنه لن يأتي أحد ليساعده على الدخول في النوم، وبالتالي يبدؤون في النوم بشكل مستقل مع الوقت.

وهي مقاربة لطريقة فيربر (Ferber)، التي تعد شكلا من أشكال التدريب على النوم "التدريجي". ويتضمن هذا التكنيك زيادة تدريجية في مقدار الوقت الذي تترك فيه الطفل بمفرده حتى ينام، مع تقليل تدريجي لمقدار الوقت الذي تستغرقه لتهدئة الطفل.

مخاطر عديدة لبكاء الطفل حتى النوم

هناك العديد من المشكلات مع تدريب الطفل على النوم. أولها أنه من الممكن أن يشعر الأطفال بالأسى الشديد أثناء فترات البكاء الطويلة تلك، وهو ما يؤدي لارتفاع مستويات هرمونات التوتر في الجسم، مثل الكورتيزول.

وفي هذه الأعمار الحساسة في تطور الطفل، يمكن للانفعال طويل المدى لنظام الاستجابة العصبي للتوتر أن يعطل جميع عمليات الجسم تقريبًا، ما يعرض الطفل لخطر الإصابة بالعديد من المشاكل العقلية لاحقا في حياته، منها القلق والاكتئاب، علاوة على تبعات صحية مثل:

مشاكل الجهاز الهضمي. توتر العضلات والألم المزمن. أمراض القلب والنوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم. مشاكل النوم المزمنة. زيادة الوزن والسمنة وأمراض السكري. مشاكل الذاكرة والتركيز وتطور الدماغ. عدم الاستجابة لبكاء الطفل يتعارض مع كل ما يُعرف عن بناء علاقات ارتباط إيجابية (غيتي)

بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم الاستجابة لبكاء الطفل يتعارض مع كل ما يُعرف عن بناء علاقات ارتباط إيجابية، وفقا لمتخصصي علم النفس والتربية، كما يعرّض الأبوين أيضا للتوتر والقلق الحاد.

فالأطفال الذين يتعلمون أن شخصًا ما سوف يستجيب لاحتياجاتهم في سنوات عمرهم المبكرة، يطمئنون إلى وجود من يلبي نداءاتهم بطريقة مُحبة ومناسبة وداعمة، عادةً ما يحصلون على نتائج اجتماعية وعاطفية وتعليمية أفضل خلال حياتهم مستقبلاً، ويتعلمون الاستقلالية.

وفي الوقت نفسه، أظهرت مجموعة كبيرة من الأبحاث أن الاستجابة السريعة للأب والأم لطفلهما "ترتبط في أغلب الأحيان بمهارات اللغة والتطور المعرفي والنفسي الاجتماعي"، بما في ذلك ظهور مشاكل سلوكية أقل وعدوانية أقل لاحقا في حياة الطفل، وتمتعه بذكاء أعلى وعلاقات عاطفية أكثر أمانًا.

متلازمة موت الرضع

علاوة على ما سبق، قد يؤدي تشجيع الأطفال الصغار، وخاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، على النوم لفترة أطول وبسرعة أكبر من المعتاد في مرحلة نموهم لخطر متزايد للإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS).

إذ يرتبط النوم العميق أو المطول بشكل غير عادي، والذي لا يستطيع الطفل الضعيف الاستيقاظ منه بسهولة، بزيادة خطر الإصابة بهذه المتلازمة مقارنة بأولئك الذين ينامون في نفس الغرفة مع أحد الوالدين، أثناء النهار والليل.

التأثير على الرضاعة الطبيعية

يمكن أن يقلل النوم لفترة أطول في الليل من فرص الرضاعة الطبيعية، إذ تلتزم بعض أنظمة تدريب النوم على ضرورة الفصل بين الرضاعة والنوم، بالرغم من أن الرضاعة الطبيعية ليلاً محورية في تعزيز استمراريتها والحفاظ عليها بسبب تأثيرها على الهرمونات اللازمة لدعم إنتاج حليب الثدي.

وفي حين أن معظم الرضعات يمكن تأجيلها للنهار عوضا عن الليل، فإن ذلك يمكن أن يمنع فسيولوجية الرضاعة لدى الأم، مما يؤدي إلى تضاؤل ​​إمدادات الحليب.

بالإضافة إلى التأثيرات الأخرى للفطام المبكر على صحة الرضيع، فإن التوقف المبكر عن الرضاعة الطبيعية يعد أيضًا عاملاً يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS).

تدريب الطفل على "الاستسلام"

وفي دراسة أميركية أُجريت على عدد من الرضع الذين تراوحت أعمارهم بين 4 إلى 10 أشهر، وبعد 3 أيام من تدريبهم على النوم عبر "البكاء المتحكم فيه"، توقف الأطفال عن البكاء فعلا أثناء الليل، وانخفضت مستويات هرمون التوتر لدى الأمهات، لكن مستويات هرمونات الأطفال -على الرغم من حقيقة أنهم لم يعودوا يبكون- ظلت مرتفعة. ويشير هذا إلى أن سلوك الأطفال قد تغير، لكن وظائفهم الفسيولوجية لم تتغير.

الأطفال الذين يخضعون للتدريب على النوم هم في الواقع يتعلمون "الاستسلام" بدلاً من "الاستقرار بشكل مستقل" (بيكساباي)

وبالتالي خلصت الدراسة لتأكيد النظرية القائلة إن الأطفال الذين يخضعون للتدريب على النوم هم في الواقع يتعلمون "الاستسلام" بدلاً من "الاستقرار بشكل مستقل".

تقليل التوتر قد يكون هو الحل

وختاما، يمكن أن يؤدي تقليل التوتر الأبوي إلى إحداث فرق كبير في النوم سواء للطفل أو للوالدين أنفسهم. فكلما زاد قلقنا بشأن النوم، أصبح الأمر أكثر سوءا.

فالأشياء الصغيرة مثل قبول ما هو طبيعي بالنسبة لطفل رضيع، وتخصيص الوقت للرعاية الذاتية وقبول المساعدة من المقربين لحصول الأب والأم الجدد على الراحة اللازمة، لا تسهّل تحديات هذه المرحلة الحساسة فحسب، بل يمكن أن تؤثر أيضًا على الطفل. فالأطفال بارعون في قراءة الحالات العاطفية والعقلية لمن حولهم، لذلك ربما يجد الآباء والأمهات أن طفلهم أسهل في النوم عندما يعتنون بسلامتهم العاطفية أولاً.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الرضاعة الطبیعیة تدریب الطفل على على النوم فی النوم ما ی عرف یمکن أن

إقرأ أيضاً:

دعوات لانتخابات مبكرة.. أزمة الحريديم تفجّر خلافات داخل حكومة نتنياهو

تصاعدت حدة الأزمة داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو، بعد تهديد أحزاب "الحريديم" الدينية بالانسحاب ما لم يُقرّ قانون الإعفاء من التجنيد. الارتباك السياسي دفع المعارضة للمطالبة بانتخابات مبكرة، في وقت تواجه فيه الحكومة تحديات ميدانية في غزة وضغوطًا داخلية متزايدة.

الحريديم يُشعلون فتيل الأزمة

أفادت صحيفة لو فيغارو الفرنسية أن أحزاب الحريديم – الحليف الأساسي لنتنياهو – صعّدت مطالبها بسن قانون يعفي شبابها من الخدمة العسكرية، وهددت بالخروج من الحكومة في حال عدم تمريره. هذا التصعيد أدى إلى انسحاب الحكومة من جدول الأعمال التشريعي في الكنيست، بعد أن فقد الائتلاف أغلبيته الفعلية.

الخلفية التاريخية للمطلب تعود إلى تأسيس الدولة الإسرائيلية، حين حصل الحريديم على إعفاءات دائمة من التجنيد. لكن مع تزايد أعدادهم لتصل إلى نحو 13% من السكان، وصدور قرار من المحكمة العليا يُلزمهم بالخدمة، بات الجيش الإسرائيلي مستعدًا لضم الآلاف منهم، ما يعمّق الانقسام الداخلي.

المعارضة تطالب بانتخابات مبكرة

رد الفعل السياسي جاء سريعًا، إذ دعا يائير لابيد، زعيم المعارضة، إلى حل الكنيست وإجراء انتخابات عامة، متهمًا الحكومة بفقدان الشرعية والشلل التشريعي.

وأشار إلى أن الحكومة لم تعد قادرة على تمرير أي قانون أو اتخاذ قرارات استراتيجية، خصوصًا في ظل الانقسامات بين مكوناتها، وتنامي الضغوط من اليمين المتطرف والحريديم في آن واحد.

ضغط من اليمين.. لا تهدئة في غزة

في موازاة أزمة الحريديم، يواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة من شركائه اليمينيين المتطرفين، وعلى رأسهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذان يرفضان أي اتفاق تهدئة في غزة، ويطالبان بمواصلة القتال وفرض سيطرة إسرائيلية كاملة على القطاع، بما في ذلك إعادة المستوطنات.

وفي محاولة للتماهي مع هذا التوجه، أقرّ مجلس الوزراء الأمني خطة لإقامة "مدينة إنسانية" للنازحين الفلسطينيين في رفح، بحجة فصل المدنيين عن مقاتلي حماس، وهو ما قوبل بانتقادات دولية، خاصة من بريطانيا التي أعربت عن مخاوفها من "تداعيات كارثية".

الغضب الشعبي يتصاعد

تزامنًا مع الخلافات الحكومية، تتصاعد في الشارع الإسرائيلي دعوات لفرض التجنيد الإجباري على الحريديم، خاصة بعد مقتل 5 جنود في كمين ببلدة بيت حانون مطلع الأسبوع.

استطلاع أجرته المعهد الإسرائيلي للديمقراطية كشف أن 85% من الإسرائيليين يرفضون إعفاء الحريديم من الخدمة، ما يزيد الضغط الشعبي والسياسي على الحكومة للامتثال لقرار المحكمة.

نتنياهو يراهن على الوقت

رغم شبح الانهيار السياسي، يواصل نتنياهو رهانه على كسب الوقت. ووفق تقارير إسرائيلية، يأمل رئيس الوزراء أن يُبقي ائتلافه قائمًا حتى نهاية الدورة الصيفية للكنيست أواخر يوليو، حيث تُعلّق الجلسات حتى أكتوبر، ما يمنحه فرصة لترتيب أوراقه أو انتظار تحوّلات إقليمية.

لكن في ظل الانقسامات الحادة، وتراجع شعبيته في استطلاعات الرأي، يبدو أن خيارات نتنياهو السياسية تضيق بسرعة، فيما تتجه إسرائيل نحو مرحلة سياسية شديدة الاضطراب.

 

مقالات مشابهة

  • معزب: 100 عضو وافقوا على إجراء انتخابات مبكرة لرئاسة مجلس الدولة 
  • تربوي يوضح لـ"اليوم" كيفية استغلال إجازة الصيف لتعزيز الروابط الأسرية
  • دعوات لانتخابات مبكرة.. أزمة الحريديم تفجّر خلافات داخل حكومة نتنياهو
  • «صحتي في غذائي» و«احلم بمهنتك».. مبادرات لـ الأطفال بجناح الأزهر بـ معرض الكتاب
  • كوميديا الاستشياخ العشائري
  • “مبادرة واعد” تجذب الأطفال وأسرهم في مهرجان جامعة الحدود الشمالية الصيفي
  • الأمم المتحدة: ضرورة إيصال المساعدات بشكل آمن إلى السودان
  • التبول اللا إرادي واضطرابات الأكل والكوابيس الأبرز.. سلوكيات تنذر بتعرض طفلك للتحرش
  • استشارية:الحوار الأسري الدافئ والاحتواء العاطفي خط الدفاع الأول لحماية الطفل
  • استشارية صحة نفسية: البيدوفيليا مرض عصبي سلوكي يستهدف براءة الأطفال