عبدالرحمن محمود المحمود
صفات عديدة يُمكن لأي زائر لظفار أن يُطلقها على تلك الديار وأهلها، اخترتُ أنَا البرَّ وهي -حسب فهمي- تجمُّع النُبل وسمو الخلق والكرم وغيرها من صفات نبيلة.
طلبت مني العائلة أن آخذهم إلى بلد يترفَّق فيه الجو ويخفف من غلواء حرارته المُلتهبة إلى درجة يمكن تحمُّلها، راجعت خريطة العالم ووجدت بلدانًا عدة، لكن الوصول إليها فيه من الإرهاق والنصب ما لا طاقة لاحتماله، إضافة إلى اختلاف العادات والتقاليد التي حتمًا ستفرض قيودًا مُتفاوتة.
قرأت إعلاناً عن استعداد صلالة لموسم الخريف السياحي، فبادرت بالاتصال بشركة "مرحبا ظفار" المنظمة لبرنامج سياحي متكامل لمدة ستة أيام وخمس ليالٍ، والحمد لله أنَّ الخطوط القطرية تسيِّر رحلات يومية مُباشرة -وقتها- إلى صلالة تستغرق الرحلة ساعتين فقط وهو وقت يسير مقارنة مع رحلات الدول الأخرى المرهقة.. لم أتردد لحظة في الاتصال بالشركة لإعداد برنامج سياحي عائلي فلي سابق خبرة بصلالة تعود إلى نحو ثلاثين سنة مضت، ورغم أنَّ رحلتنا هذه تمَّت قبل بدء الموسم السياحي الممتد من 15 يوليو إلى نهاية شهر سبتمبر، إلا أنَّ التوفيق حالفنا في لطف الجو بحرارته المعتدلة مقارنة مع ما هي عليه عندنا.
وفَّرت لنا الشركة برنامجا سياحيا متكاملا يبدأ كما قال مرافقنا "الفاضل/ قيس" من بعد صلاة الفجر وحتى موعد ذهابكم إلى النوم وإلى مناطق ومسافات تقرِّرونها حسب رغبتكم! وهذا لعمري عرض لم أسمع به من قبل، عمومًا برنامجنا كان مشحُونًا ويبدأ من التاسعة - العاشرة صباحًا وحتى ما بعد صلاة المغرب حيث يظلم الوقت.
أما المناطق والمناظر التي شاهدتها العائلة -على اعتبار أنَّ لدي سابقَ خبرة بها- فقد أدهشتها إلى درجة لا تصدق! هل كل هذه الجبال الخضراء شاهقة الارتفاع والبحيرات والجداول وغيرها حقاً في عُمان وليس في دولة أوروبية أخرى!
لن أصف لكم جمال الطبيعة وروعة الجبال والوديان وبهجة النظر إلى أشجار اللبان، ولن أتطرق إلى عذوبة وحلاوة حلوى الخروصي بعسل اللبان الذي يُصِر على ضيافتك إن توقفت أمام معمله، لن أحدثكم عن لطف أهل ظفار معنا وترحيبهم بنا رغم عدم سابق معرفة اللهم سجايا البر التي جُبلوا عليها، لن أحدثكم عن إبلهم الرشيقة اللطيفة التي تتوقف مع صغارها لالتقاط الصور معكم وهي تبتسم، لن أحدثكم عن الكثير مما شاهدته هناك، سأترك كل هذا لكم لتستمتعوا بلذة التجربة في بيئة باهرة الجمال مع قوم كرام…. يتبع!
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بلدي ظفار يبحث تطوير المشروعات التنموية والخدمية بالمحافظة
عقد المجلس البلدي بمحافظة ظفار صباح اليوم، بقاعة الاجتماعات الرئيسية بمبنى المحافظة، اجتماعه الدوري السادس لهذا العام، برئاسة صاحب السمو السيد مروان بن تركي بن محمود آل سعيد، محافظ ظفار، رئيس المجلس.
وقدمت بلدية ظفار خلال الاجتماع عرضًا مرئيًا حول سير العمل في مشروع الحزام الأخضر، الذي يهدف إلى مكافحة التصحر، وتحسين جودة الهواء، وتعزيز الغطاء النباتي في مختلف ولايات محافظة ظفار.
وأوضح العرض أن المشروع يُعد أحد المبادرات البيئية الاستراتيجية التي تنفذها البلدية تدريجيًا، بدءًا من المناطق الحضرية والصناعية، ووفقًا للموارد المتاحة.
وقد تم حتى الآن إعداد أنظمة خاصة بالتشجير، إلى جانب تقييم قدرات المشاتل المحلية، والتنسيق مع الجهات المعنية لضمان توفير شبكة فعالة لاستخدام المياه المعالجة في ري المساحات الخضراء. كما يتضمن المشروع بُعدًا اقتصاديًا واجتماعيًا، يتيح مستقبلاً استغلال المساحات الخضراء في أنشطة مجتمعية وسياحية مستدامة، بما يسهم في تعزيز جودة الحياة والاقتصاد المحلي بالمحافظة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقد ناقش المجلس عددًا من الموضوعات التي خرجت بها اجتماعات اللجان الرئيسية مع الجهات المختصة، منها نتائج لقاء لجنة الشؤون القانونية لاستكمال مقترحات اللجنة للحد من تشغيل العمالة الوافدة في مكاتب سند للخدمات، وتعزيز التحول الرقمي والخدمات التي تقدمها، بالإضافة إلى مقترحات لجنة الشؤون الاجتماعية لتفعيل دور مجلس أمناء المساجد.
كما استعرض الاجتماع توصيات لجنة تنمية وتطوير المحافظة لتعزيز فرص الاستثمار في مختلف الأنشطة الصناعية والتجارية والخدمية في مدينة ريسوت الصناعية.
وتطرّق الاجتماع إلى جملة من الإفادات الواردة من الجهات المعنية، ومنها إفادة شركة نماء لخدمات المياه حول الجهود التي تتبعها للتأكد من جودة المياه، والالتزام التام بالمعايير والمقاييس المعتمدة لجودة المياه بمدارس الشريط الجبلي والبادية.