إطلاق بناء مركز اصطياف لفائدة أسرة الأمن الوطني بمارتيل
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
زنقة20ا الرباط
تزامنا مع تخليد الذكرى 25 لعيد العرش، تم بمدينة مرتيل بضواحي تطوان، وضع حجر الأساس لبناء مركز اصطياف لفائدة أسرة الأمن الوطني.
وسيتم على الفور الشروع في بناء هذه البنية الترفيهية الجديدة الممتدة على مساحة 7189 متر مربع، على أن تتكون عند الانتهاء منها من 7 عمارات سكنية تضم 54 شقة من مساحات مختلفة، تتراوح بين 65 و109 متر مربع مجهزة بشكل كامل لاستقبال المستفيدين، بالإضافة إلى توفرها على مجموعة من المحلات التجارية والمرافق الخدماتية والمساحات الخضراء ومسبح مفتوح ومواقف سيارات تحت أرضية.
وسيستفيد من خدمات مركز الاصطياف التابع للأمن الوطني بمدينة مرتيل أسر موظفات وموظفي الشرطة العاملين والمتقاعدين وذوي حقوقهم، من المنخرطين بمؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني، على أن يصل عدد المستفيدين من هذه الخدمات خلال فترة الاصطياف ما مجموعه 756 أسرة، مقسمين على عدة فترات خلال أشهر يونيو ويوليوز وغشت وشتنبر.
ويندرج هذا المشروع في إطار سعي المديرية العامة للأمن الوطني ومؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية للأمن الوطني إلى تعزيز الخدمات الاجتماعية ذات البعد الترفيهي الموجهة إلى منتسبي أسرة الشرطة، من خلال توفير مجموعة من بنيات الاصطياف المجهزة بمجموعة من مناطق المملكة السياحية، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات مع كافة الفاعلين في المجال السياحي على الصعيد الوطني، وفتح الباب أمام متنسبي المؤسسة الأمنية للاستفادة من حزمة متكاملة من خدمات الترفيه.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
الأمن الغذائي: ركيزة السيادة وقوة الصمود الوطني
محمد البادي
ليس في الأمر مبالغة حين نقول إن رغيف الخبز بات سلاحًا، وأن سنبلة القمح تساوي طلقة في معركة البقاء.
فمن يقرأ التاريخ بعين البصيرة، وينظر إلى الواقع بعدسة الحقيقة، يشيب رأسه لا من كِبر، بل من هول ما يرى من تفريط، وغياب، وانشغال عن أخطر القضايا: قضية الجوع والسيادة.
قد تسقط دولة بلا جيوش وتنهض من جديد، لكن إذا سقطت في هاوية الجوع، فلن تنهض إلا بعد أن تدفع الثمن باهظًا: كرامةً، وقرارًا، ومستقبل أجيال.
وفي زمن تُحاصر فيه الشعوب لا بالسلاح وحده، بل بـ"لقمة العيش"، صار لزامًا أن نعيد ترتيب الأولويات: فلا أمن بلا غذاء، ولا سيادة لمن لا يملك قوت يومه.
لقد أُنفقت في العالم العربي مئات المليارات على ناطحات السحاب، والمدن الذكية، والقصور الزجاجية، والسيارات التي تُقاس قيمتها بالأصفار.
لكن كم استُثمر من هذه الأموال في الزراعة؟ كم أرضًا عربية خُصصت لزراعة القمح؟
الأمن الغذائي لا تصنعه المظاهر ولا ترف العواصم. فناطحة السحاب لا تُشبع طفلًا جائعًا، والشارع الفاخر لا يُغني وطنًا عن استيراد خبزه من الخارج.
ومن الحكمة -بل من الواجب- إعادة توجيه جزء من هذه الثروات نحو الأرض، نحو سنابل القمح، نحو الاستثمار في رغيف الخبز قبل أن ينهار الزجاج تحت وطأة الجوع.
لا يقلّ الأمن الغذائي أهمية عن إعداد الجيوش أو بناء المدارس والمستشفيات، بل هو الأساس الذي تقوم عليه كرامة الأوطان واستقرارها.
فالوطن الذي لا يزرع لا يملك قراره، ولا يصمد طويلًا أمام الأزمات.
والقمح -بما يمثله من غذاء استراتيجي- هو حجر الزاوية في منظومة الصمود، وسلاح الشعوب في زمن الحروب والكوارث.
رغم كل الموارد، لم تحقق أي دولة عربية حتى اليوم الاكتفاء الذاتي من القمح، وهو مؤشر خطير على هشاشة الأمن الغذائي.
فكيف لأمة تتحدث عن السيادة، وهي عاجزة عن إنتاج خبزها؟!
الاكتفاء الذاتي ليس وهمًا، بل ممكن بوجود الإرادة واستغلال ما تيسر من الموارد المائية، ولو دون مكملات غذائية أخرى.
ففي زمن الحصار، يكفي ما يسد الرمق ويُبقي على الكرامة، أما من ينتظر المساعدات، فلن يملك يومًا قراره.
وقبل تجهيز الجيوش، يجب تجهيز لقمة العيش.
فهذا من الأولويات التي لا تحتمل التأجيل. الحرب لا تُعلن متى تبدأ، ولا تُمهل حتى تستعد، والعدو لا يرحم حين يُحاصر، ولا يكتفي بالسلاح إن كان الجوع أشد فتكًا.
لهذا، يجب أن نسير في خطين متوازيين: تأمين الغذاء، وتجهيز الجيوش.
فلا نصر في الميدان إن كانت البطون خاوية، ولا صمود في الحصار إن افتقد الشعب خبزه.
من يقرأ التاريخ بعقل مفتوح، يعلم أن الحصار كان قديمًا يُكسر بالحيلة والدهاء والطرق الوعرة.
أما اليوم، فأدوات الحصار تراقبك من الفضاء، وتغلق عليك الهواء والماء واليابسة.
لم يعد الهروب ممكنًا، ولم تعد الخيارات متاحة كما في السابق.
هذا الواقع يفرض علينا وعيًا أكبر، واستعدادًا أعمق، وإرادة صلبة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.
ففي النهاية، الكرامة الوطنية تبدأ من رغيف الخبز.
إن الشعوب التي تُتقن صناعة السلاح، لكنها تُهمل تأمين الغذاء، تُقاتل بنصف قوتها، وتنهار عند أول حصار.
فالسلاح لا يكفي إن لم تُؤمَّن البطون والعقول، ولا نفع لجيوش تُقاتل خلفها شعوب جائعة.
ولهذا، فإن الأمن الغذائي يجب أن يُعامل بوصفه جزءًا لا يتجزأ من منظومة الدفاع الوطني.
فالنصر لا تصنعه البنادق وحدها، بل تسهم فيه الحقول والمزارع وأيدي الفلاحين كما تسهم فيه المصانع والثكنات.
وحين نُدرك أن رغيف الخبز هو خط الدفاع الأول، نكون قد بدأنا فعليًا مسيرة الكرامة والسيادة.