دعموش: قرار المقاومة مواجهة التصعيد بالتصعيد
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش أن" الحفاوة التي استقبل بها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في واشنطن، ومشهد الترحيب به في الكونغرس الأميركي، يؤكدان ما كنا نقوله منذ بداية العدوان على غزة، من أن الادارة الاميركية هي شريك كامل للصهاينة في كل المجازر والجرائم التي يرتكبونها في حق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة".
وقال دعموش في خطبة الجمعة: "إن التصفيق لنتنياهو على جرائمه الوحشية في غزة كشف بشكل فاضح أن الكونغرس الأميركي واحة للقتلة ومجرمي الحرب وليس واحة للديموقراطية، وإن الغالبية السياسية في أميركا هم قتلة ومجرمون كنتنياهو، ومجردون من كل القيم الاخلاقية والانسانية والحقوقية، لان "الراضي بالقتل هو عند الله شريك القاتل".
وأضاف: "أمام هذا العالم المتوحش الذي يعتبر الاجرام والتدمير والتجويع وقتل الاطفال والنساء تحضرا، ليس لدينا ولدى شعوب هذه المنطقة سوى المقاومة للدفاع عن انفسنا واسترداد حقوقنا وحماية بلداننا وثرواتنا والتصدي للتهديدات والتحديات التي يفرضها العدو علينا". وشدد على أن "المقاومة الإسلامية في لبنان ببركة تضحيات وإنجازات الشهداء والمجاهدين قوية وصلبة وعزيزة ومقتدرة، ولذلك فإن أكثر ما يخشاه العدو الصهيوني هو الدخول في مواجهة واسعة مع "حزب الله" في لبنان، لأنه يدرك قوة المقاومة، ويعرف جيدا أن صواريخها ومسيراتها قادرة على الوصول إلى كل المدن والمرافق الإستراتيجية الإسرائيلية، وإلى أي نقطة داخل الكيان الصهيوني".
وتابع: "إذا كان العدو يتصور أنه بالتهديد والتصعيد وتدمير البيوت واغتيال المجاهدين وقتل المدنيين يمكنه أن يدفعنا إلى التراجع والخضوع لشروطه فهو مخطئ، فنحن أهل الميدان ولا شيء يمكنه أن يجعلنا نضعف أو نتخلى عن مسؤوليتنا في الدفاع عن أهلنا ووطننا ومساندة المظلومين في غزة".
وأردف: "يجب أن يفهم العدو أنه مهما تمادى في عدوانه فلن يستطيع أن يغير المعادلات التي ارستها المقاومة، وقرار المقاومة لا يزال مواصلة العمليات في الجنوب والرد بقوة على أي استهداف للمدنيين ومواجهة التصعيد بالتصعيد".
وختم الشيخ دعموش أنه "إذا قام العدو بارتكاب حماقة توسيع الحرب على لبنان فإن المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان ولمواجهة هذا العدو، وهي تملك من الإرادة والعزم والإيمان والقدرات والامكانات التي يعرفها العدو والتي لا يعرفها ما يمكنها من الحاق هزيمة جديدة بالعدو تضاف إلى سلسلة هزائمه السابقة".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
جيل الطوفان
وتأبى الأقدار إلا أن تفضح الجميع وأن تظهر كل متلون وخبيث وخسيس. العدو المتربص بالجميع يحاصر مليوني فلسطيني رجالا ونساء وأطفالا، ويمنع عنهم الطعام والدواء والماء ويموت الأطفال من الجوع بعد أن تظهر عظامهم من الهزال. القانون الدولي الإنساني يجرّم هذا ويجرم من يعين على هذا ويجرم من يستطيع الإغاثة ولا يفعل.
وهنا يظهر خبيث ويقول: مصر لم تخن ولا تخون. وهذا يخلط بين أمرين لا يجوز الخلط بينهما؛ بين مصر التاريخ والحضارة والموقع والتأثير، وبين أشخاص استولوا على مقاليد السلطة بالغدر والخيانة، وجعلوا قرارها ينبع من عاصمة الأعداء بعد أن فرّطوا في تيران وصنافير، وبعد أن فرطوا في رأس الحكمة ورأس جميلة وأغلى المناطق لمشترين مشبوهين، وبعد أن فرطوا في غاز شرق المتوسط وربطوا مصر باتفاقية لاستيراد الغاز من العدو في صفقة قيمتها 30 مليار دولار، وبغض النظر عن القيمة هل يشترى مخلص الطاقة من عدوه؟ وماذا تفعل إذا حبسها عنك؟
ويأتي آخر ليقول مصر قدمت لفلسطين ما لم يقدم لها غيرها، وهنا نتساءل عن قصة الأسلحة الفاسدة ودخول الجيوش أرض فلسطين عام 1948 وتسليمها لليهود، ومن ثم الخروج بعد أن نزعت السلاح البسيط والبدائي من يد الفلسطينيين.
وبمناسبة نزع السلاح، هل يعقل أن تجتمع الوفود في أمريكا لتدين طوفان الأقصى وتطالب بنزع سلاح المقاومة وإخراج حماس من السلطة وتسليم غزة لسلطة محمود عباس؟
وهنا لا بد من عدة أسئلة: من الذي سيدافع عن الفلسطينيين إذا نزعتم سلاح المقاومة؟ هل ستفعلون أنتم؟ ولماذا لم تطالبوا بضمانات عدم اعتداء من الكيان اللقيط؟ ولماذا لا ترى أعينكم إلا سلاح المقاومة وهي لا تملك دبابات ولا طائرات ولا غواصات بل يخرج المقاتل الحافي ليواجه الدبابة ذات ال60 طنا ليفجرها بطاقمها ويعود؟ وهل يحكم محمود عباس الضفة الغربية الآن؟ وأين مناطق (أ) و(ب)؟ ألم يشرع كنيست العدو قبل اسبوع لضم الضفة إلى الكيان؟ وماذا فعلتم حيال ذلك؟
وهل هذا وقت هذا "الرغي" والكلام؛ والأطفال يموتون جوعا؟ وهل نصدقكم وأنتم لا يتحرك منكم أحد للنجدة والإغاثة؟ وإذا كنتم لا تستطيعون فلماذا تتشطرون على المقاومة التي أذلت العدو ولولا ذلك ما ذهب إلى أي مفاوضات؟
أسئلة كثيرة ولكن بقيت ملاحظة: قيام هذا الكيان عام 1948 نتج عنه افتضاح كل الأنظمة وحدث تغيير لكل المنظومة العربية آنذاك، وهذا الطوفان الذي ينذر باندثار هذا الاحتلال تقول بشائره إنه لن يغير الخريطة في هذه المنطقة فقط وإنما سيغيرها على امتداد العالم شرقا وغربا بعد أن بدأ يتشكل جيل يحق لنا أن نسميه: جيل الطوفان، ولعل هذا هو ما يقلق النخب الحاكمة في أوروبا وأمريكا.