«القوى الناعمة والعلاقات العربية».. ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
عقدت مكتبة الإسكندرية جلسة بعنوان "القوى الناعمة والعلاقات العربية" بمشاركة الفنان البصري و الناقد الدكتور سيد هويدي، والإعلامية الدكتورة هبة حمزة، والكاتبة والروائية بسيمة عبد الرسول، والممثل الشاب علاء عمرو الدمرداش، وقدمها الدكتور عمرو الديب، وذلك ضمن فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته التاسعة عشرة.
في مستهل الجلسة، تحدث الدكتور عمرو الديب، عن بداية ظهور مفهوم القوى الناعمة في عام 1990 على يد أستاذ بجامعة هارفارد في ظل المراجعات لسياسة أمريكا الخارجية، والقوى الناعمة هي سياسة الجذب دون اللجوء إلى القوة الصلبة أو العنيفة التي كانت تنتهجها أغلب الدول.
فيما قال الممثل الشاب علاء عمرو الدمرداش: إن القوى الناعمة بالنسبة له تعني التأثير الذي يحدثه الفن في الوجدان، وقد تؤثر بشكل إيجابي أو سلبي، كما يساهم في نقل الأفكار ورسم صورة الدول مثلما حدث مع السينما الأمريكية التي تصور المجتمع الأمريكي بشكل مثالي كما لو كان لا يعاني من أي مشاكل.
بينما شددت الدكتورة هبة حمزة، إن القوى الناعمة موجودة في كل تفاصيل الحياة دون قصد، كالتعليم على سبيل المثال الذي كان أحد نتائج ثورة 23 يوليو، حيث أفرزت مجانبة التعليم أمهر الأطباء والمهندسين، وهذه المنظومة التعليمية جذبت الطلاب من دول عربية وافريقية للدراسة في الجامعات المصرية.
وأضافت "حمزة" إن تأثير مصر كقوى ناعمة ترسخ أكثر مع دخول التليفزيون عام 1960 حيث لعب الفن دورًا كبيرًا وأثر على المنطقة العربية بأكملها، متابعة ومن وسائل القوى الناعمة أيضًا التراث والثقافة الذي تذخر بهما مصر من آلاف السنين، ومؤكدة أنه لا يمكن لأي دولة أن تستخدم قوى على حساب الأخرى.
ومن جانبها، أوضحت الدكتورة بسيمة عبد الرسول، دور الكتابة والأدب في القوى الناعمة، مستدلة على ذلك بفوز الأديب الكبير نجيب محفوظ بجائزة نوبل الذي جعل العالم ينظر إلى المنطقة العربية ويترجم الأعمال الأدبية المصرية والعربية، وكل مصري في مختلف المجالات يمكنه أن يصبح سفيرًا لبلده.
واختتم الدكتور سيد هويدي، إن أغلب التعريفات للقوى الناعمة بأن تأثيرها يأتي من الفنون والآداب، وهذا خاطئ فتأثير السياحة والثقافة والاجتماع يدخل أيضًا في نطاقها، مُشيرًا إلى أن القوى الناعمة المصرية بدأت من بداية القرن مع مصطفى كامل الذي أطلق الشعار الوطني "لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون مصريًا"، ومع ثورة 1919، ووضع دستور 1923 وهو أول دستور في المنطقة، ومع اختيار أحمد شوقي أميرًا للشعراء، وإنشاء جامعة الدول العربية،
وحذر "هويدي" من مخاطر التفريط في قوة مصر الناعمة وهجرة العقول بعدما أصبح منتهى طموح أبنائها الهجرة للخارج.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإسكندرية ندوة القوى الناعمة معرض الدولي للكتاب ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب القوى الناعمة
إقرأ أيضاً:
الدكتور أحمد زايد: الإسكندرية "جسر للتواصل" منذ تأسيسها.. والمكتبة امتداد لرسالتها العالمية
أكد الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، أن اختيار مدينة الإسكندرية التي أسسها الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد جاء لموقعها الاستراتيجي بين البحر المتوسط وبحيرة مريوط، مما جعلها جسرًا للتواصل بين الشرق والغرب ومركزًا للتجارة والعلوم والفنون، وإحدى أعظم مدن العالم القديم ومشروعًا حضاريًا فريدًا سعى إلى توحيد البشرية من خلال الثقافة والمعرفة وهو مفهوم لا يزال قائمًا حتى اليوم.
وأوضح "زايد" أن مكتبة الإسكندرية القديمة كانت تضم مئات الآلاف من المخطوطات التي جذبت إليها العلماء والفلاسفة من شتى أنحاء العالم، وتُعدّ المكتبة الجديدة امتدادًا روحيًا للمكتبة القديمة وتواصل دورها كمركز عالمي للمعرفة وجزيرة ثقافية تمامًا كما أراد الإسكندر الأكبر لمدينته.
وأشار "زايد" إلى استضافة المكتبة لمركز الدراسات الهلنستية انطلاقاً من روح الثقافة الهلنستية التي تأسست في عهد الإسكندر الأكبر، كما يقدم هذا المركز برنامج ماجستير بالتعاون مع جامعة الإسكندرية.
وشدد "زايد" أنه لا شك أن الإسكندر الأكبر يُعدّ من أبرز الشخصيات في التاريخ البشري وأحد أعظم القادة الذين عرفهم التاريخ فهو لم يكن مجرد قائد عسكري بارع بل كان صاحب رؤية ثاقبة ومفهوم شامل للحضارة يدعو إلى دمج الشعوب تحت مظلة التبادل الثقافي والفكري، وقد ساهمت نشأته المزدوجة، العسكرية والفكرية، في تشكيل شخصيته الفريدة القادرة على الجمع بين الحلم والإرادة والسيف والعقل.
جاء ذلك خلال استضافت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "الإسكندر الأكبر.. العودة إلى مصر"، اليوم السبت، بحضور الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، و نيكولاوس باباجورجيو سفير اليونان لدى مصر، وبافلوس تروكوبولوس مدير المختبر التجريبي بفيرجينا، والفريق أحمد خالد محافظ الإسكندرية، قدمتها هبه الرافعي القائم بأعمال رئيس قطاع العلاقات الخارجية والإعلام.
وتأتي الندوة ضمن استضافة المكتبة لمجموعة الأعمال الفنية للفنان والمهندس المعماري اليوناني المغترب ماكيس ﭬارلاميس (1942 - 2016) حول الإسكندر الأكبر، بعد عرضها في أماكن أخرى في رحلتها لنقل رسالة الإسكندر الدائمة رسالة التسامح والتعايش الخلّاق والتعاون بين الشعوب.
وأضاف الدكتور زايد "ومن هذا المنطلق يعكس المعرض والفعاليات المصاحبة له هذه اللحظة التاريخية من خلال أعمال الفنان الراحل العظيم ﭬارلاميس، لا تُعدّ هذه الصور بورتريهات تقليدية لقائد شاب بل هي رؤى فنية متنوعة تدعونا لاكتشاف الإسكندر كقائد وكإنسان وكحالم من زوايا لم نعتد عليها في الروايات التاريخية التقليدية".
واختتم "زايد" أنه يطمح أن يكون المعرض منبرًا للحوار بين الحضارات وجسرًا يربط بين الإسكندر في الماضي والإسكندرية في الحاضر والفنان الذي انطلق في رحلة الحلم، والاحتفاء ليس فقط بذكرى القائد العظيم بل أيضًا بأفكار المدينة التي دفعته لإيجاد مساحة ليظل رمزًا للتنوع الثقافي وليجسد وحدة الإنسانية في مسيرتها الطويلة نحو التفاهم والسلام.