افتتح الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والسفيرة نبيلة مكرم، رئيس الأمانة الفنية و المدير التنفيذي للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي اليوم الأحد، المؤتمر السنوي الثامن عشر اختر كُلِّيتك الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية لطلاب الثانوية العامة، وذلك بحضور النائب أحمد أبو هشيمة، رئيس لجنة الشباب و الرياضة بمجلس الشيوخ.

وقالت الدكتورة مروة الوكيل، رئيس قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية، إن المكتبة تنظم مؤتمر "اختر كُلِّيتك" للعام الثامن عشر على التوالي، وهي رحلة طويلة ومميزة، حرصت خلالها المكتبة على أن تساعد طلاب الثانوية العامة على اختيار الكلية الأنسب لقدراتهم وتفكيرهم وتكوينهم بناء على معلومات موثوقة.

وفي كلمته، أعرب الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، عن سعادته بانطلاق المؤتمر، وبحضور السفيرة نبيلة مكرم والنائب أحمد أبو هشيمة والسادة رؤساء الجامعات والعمداء والأساتذة. وتحدث عن عضوية مكتبة الإسكندرية في التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، معربًا عن أمله في أن يكون هذا التعاون بداية عمل تنموي حقيقي يجمع الشباب ويخدم الإنتاج والابتكار والإبداع والتقدم.

ورحب مدير مكتبة الإسكندرية بالحضور من طلاب الثانوية العامة، مؤكدًا أن اختيار الكلية يجب أن يتم وفقًا لاهتماماتهم وميولهم ومواهبهم، وأن يستند هذا القرار إلى معلومات وفهم لطبيعة المنظومة التعليمية في كل كلية. وشدد على إيمان المكتبة بأن الشباب هم قاطرة التنمية، وأنها تضع كل إمكاناتها لخدمتهم ولتحقيق آمالهم وطموحاتهم لاستكمال مسيرة التقدم.

وأعلن زايد أن مكتبة الإسكندرية بصدد تأسيس مركز للإبداع الرقمي، سيتيح للشباب فرص تدريبية ومهنية مجانية للمساهمة في الإبداع الرقمي من حيث استخدام الأكواد والتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي وجميع الأمور المرتبطة بالتقنيات الرقمية.

كما دعا زايد الشباب للاشتراك في مسابقة «جائزة مكتبة الإسكندرية للقراءة» التي أطلقتها المكتبة خلال معرضها الدولي للكتاب تحت شعار «عش ألف عام مع القراءة»، وهي جائزة سنوية وموجهة لكل أطياف الشعب المصري، لافتًا إلى أن المعرض شهد هذا العام 160 فعالية ثقافية بمشاركة أكثر من 600 مثقف.

من جانبها، أشادت السفيرة نبيلة مكرم بالمكانة التي وصلت لها مكتبة الإسكندرية خلال فترة رئاسة الأستاذ الدكتور أحمد زايد، وأشادت بانعقاد المؤتمر للعام الثامن عشر على التوالي بمشاركة هذا الجمع الكبير من الشباب بالإضافة إلى المتابعين عبر الانترنت. كما رحبت بالنائب أحمد أبو هشيمة عضو مجلس أمناء التحالف الوطني، مؤكدة أنه مثال لرجل الأعمال الشاب الذي بنى نفسه بنفسه.

ووجهت مكرم كلمتها للشباب، مؤكدة أننا نعيش الآن في عهد جديد يتميز بالحرية وتقبل الآخر، كما يتميز بكثرة وتنوع مصادر المعلومات وفرص المشاركة التي يمكن أن يعتمد عليها الشباب للبحث والاستفسار لمعرفة ما يتناسب مع مواهبهم وشغفهم. وأضافت: "يجب أن تتفتح أذهاننا وننمي معارفنا وأن ننظر إلى المستقبل ونعرف كيف سيساهم اختيارنا للتخصص في خدمة وطننا بعد التخرج".

ولفتت مكرم إلى أن الدولة وفرت للشباب فرص تعليمية جديدة منها الجامعات الأهلية والتعليم الفني، مؤكدة أننا يجب أن نغير ثقافتنا عن التعليم الفني، فالعامل المصري محترف ومعروف حول العالم بمهارته وإتقانه للعمل.

وتحدثت مكرم عن أهمية العمل التطوعي لخدمة الوطن، ودعت الشباب للتطوع في التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي من خلال الحملة التي أطلقها أمس بعنوان "إيد واحدة".

جدير بالذكر أن برنامج دراسات التنمية المستدامة وبناء قدرات الشباب ودعم العلاقات الإفريقية بمكتبه الإسكندرية ينظم مؤتمر " اختر كليتك " في إطار اهتمام المكتبة بإرشاد ومساعدة طلاب الثانوية العامة لاختيار الكلية التي تتناسب مع ميولهم وقدراتهم وخلق طالب متميز قادر على الابداع والابتكار وبناء المستقبل وذلك من خلال عروض تقديمية عن الكليات المختلفة و التي ستمتد على مدار أيام المؤتمر.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسكندرية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي مؤتمر اختر ك ل يتك مکتبة الإسکندریة الثانویة العامة

إقرأ أيضاً:

مكتبة الفاتيكان.. صرح تاريخي وإرث معرفي يمتد لقرون

بإرث ثقافي يمتد لأكثر من 500 عام، تواصل مكتبة "الفاتيكان البابوية" أداء دورها كمصدر معرفي ثمين لا غنى عنه للباحثين، بما تضمه من مخطوطات نادرة، وكتب قيمة، إلى جانب عملات وميداليات تعكس تنوع الحضارات والثقافات عبر التاريخ.

وتعد المكتبة واحدة من أقدم المكتبات في العالم، حيث تضم بين رفوفها أكثر من 80 ألف مخطوطة، و300 ألف عملة وميدالية، فضلا عن نحو 150 ألف لوحة وصورة. كما أنها تحتضن نحو مليوني كتاب مطبوع، ما بين قديم وحديث، مما يجعلها مرجعا مهما للمشتغلين بالبحث العلمي.

وتقع المكتبة داخل دولة الفاتيكان، إحدى أصغر دول العالم من حيث المساحة، موفرة للعالم "إرثا عظيما وعميق المعنى"، حسب تصريحات أدلى بها مدير المكتبة الأب ماورو مانتوفاني، لوكالة الأناضول.

وفي وقت سابق من يوليو/تموز الجاري، فتحت المكتبة أبوابها أمام أعضاء رابطة الصحافة الأجنبية في العاصمة الإيطالية روما، وكان من بينهم مراسل وكالة الأناضول.

المكتبة تحتضن بين رفوفها الطويلة، التي يبلغ إجمالي طولها نحو 50 كيلومترا، أعمالا قيمة في مجالات متعددة (الأناضول)أعمال قيمة

عند التمعن في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، يتبين أن مساعي الباباوات لإنشاء مكتبة وأرشيف تعود إلى القرن الرابع الميلادي، إلا أن هذه الجهود تعثرت في القرن الـ13، ورغم محاولات الباباوات خلال القرن ذاته لمواصلة تلك الجهود، فإن انتقال مركز البابوية خارج روما لفترة من الزمن، أدى إلى فقدان عدد كبير من الأعمال.

وفي عام 1475، أصدر البابا سيكستوس الرابع مرسوما بتأسيس المكتبة التي باتت تعرف اليوم بـ"مكتبة الفاتيكان البابوية"، لتغدو أحد أبرز المعالم الثقافية والدينية في العالم.

وفي نظرة على المكتبة ومحتوياتها، فإنها تحتضن بين رفوفها الطويلة، التي يبلغ إجمالي طولها نحو 50 كيلومترا، أعمالا قيمة في مجالات متعددة، مثل التاريخ، والحقوق، والفلسفة، والعلوم، واللاهوت، والأدب، بمختلف اللغات.

إعلان

وتتوزع مجموعاتها بين أكثر من 80 ألف مخطوطة، و8300 كتاب من حقبة الطباعة الأولى (الإنكونابولا)، فضلا عن 150 من الرسوم والطوابع، و150 ألف صورة فوتوغرافية، بالإضافة إلى مليوني كتاب مطبوع، تتنوع بين ما هو قديم وحديث، وما يزيد على 300 ألف عملة وميدالية.

وتبرز في مقتنيات المكتبة إشارات واضحة لتقاطع الحضارات، إذ تضم وثائق وأعمالا تعكس الحضور العثماني والتركي في التاريخ الثقافي والديني الأوروبي. ومن بين أبرز تلك الكنوز خريطة "نهر النيل" التي رسمها الرحالة العثماني درويش محمد زلي، المعروف باسم "أوليا جلبي"، في القرن الـ17، والتي اقتنتها المكتبة منذ أكثر من 200 عام.

وقد خضعت تلك الخريطة مؤخرا للترميم، وعرضت في بينالي الفنون الإسلامية بمدينة جدة في السعودية، الذي أقيم بين يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2025.

المكتبة تحتفظ بإرث عظيم وعميق المعنى، تشكل على مدى قرون طويلة (الأناضول)إرث عظيم

من داخل "قاعة سيستينا" التاريخية، التي تزينها اللوحات الجدارية، أكد مدير مكتبة الفاتيكان البابوية، الأب ماورو مانتوفاني، في تصريح لوكالة الأناضول، أن "المكتبة تحتفظ بإرث عظيم وعميق المعنى، تشكل على مدى قرون طويلة، واليوم تجمعه وتوفره المكتبة للباحثين والمهتمين".

وأوضح مانتوفاني أن المكتبة تولي اهتماما خاصا بعملية الرقمنة لمواكبة متطلبات العصر. وأضاف: "لدينا نحو 80 ألف مخطوطة، وتم تحويل نحو 30 ألفا منها إلى الصيغة الرقمية، وهي متاحة الآن للجميع عبر موقع الإنترنت من خلال صور رقمية".

مقتنيات المكتبة تبرز فيها إشارات واضحة لتقاطع الحضارات (الأناضول)مكتبة وأرشيف

وحول خريطة "نهر النيل" التي رسمها الرحالة العثماني أوليا جلبي، أوضح الأب ماورو مانتوفاني أن "هذه الوثيقة تعد واحدة من الوثائق المثيرة للاهتمام. وتم ترميمها مؤخرا، وعرضت ضمن معرض نظم في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية".

وعند سؤاله عن عدد الوثائق المتعلقة بتركيا داخل المكتبة، أجاب مانتوفاني: "بصراحة، لا أعرف عدد الوثائق المرتبطة بتركيا بشكل مباشر، ويجب أن أتحقق من ذلك لأن من الصعب تحديد رقم دقيق دون إجراء بحث".

لكنه في المقابل، لفت إلى استضافة المكتبة مؤخرا عدة أكاديميين وباحثين من تركيا، مبينا "عملوا هنا وفي أرشيف الفاتيكان البابوي أكثر من مرة".

وفي السياق ذاته، أوضح مانتوفاني أن المكتبة والأرشيف البابوي مؤسستان شقيقتان، تهدفان إلى "توفير الوثائق المناسبة للأكاديميين بحسب موضوعات أبحاثهم".

واستدرك: "نعلم أن هناك وثائق عديدة تتعلق باللغات القديمة بينها اللغة التركية، وكل ما يرتبط بالأدب التركي هو بلا شك ثمين للغاية".

وأكد أن دستور الفاتيكان يمنح المكتبة "مهمة الحفاظ على هذا الإرث العظيم، وتقديمه لكل من يسعى إلى الحقيقة ونشرها". واختتم قائلا: "من خلال العمل والبحث العلمي، يمكن أن يجتمع الناس من خلفيات ثقافية ودينية مختلفة".

دستور الفاتيكان يمنح المكتبة "مهمة الحفاظ على هذا الإرث العظيم (الأناضول)تحديات تواجه المكتبة

وفيما يتعلق بالصعوبات التي تواجه مكتبة الفاتيكان البابوية في الحفاظ على كنوزها الثقافية، أشار مانتوفاني إلى أن التهديدات البيئية تشكل تحديا دائما "فالظروف البيئية، خصوصا المياه والحرائق، تشكل تهديدا كبيرا للمكتبات".

إعلان

وفي ظل هذه التحديات البيئية، اعتبر مانتوفاني أن التهديدات لا تقتصر على هذه العناصر فقط، فقال "هناك أيضا الغبار، والعفن، والحشرات، التي تعيق الحفاظ على الوثائق بالشكل السليم وفي أفضل الظروف".

لكن مانتوفاني لفت إلى أن الخطر لا يقتصر على العوامل الطبيعية فقط، موضحا أن حتى "الإنسان نفسه قد يشكل خطرا، عبر ممارسات السرقة أو الإتلاف أو الإهمال".

مقالات مشابهة

  • منير مكرم يكشف تطورات الحالة الصحية لحمدي إسماعيل |خاص
  • مقطع نادر للملك خالد والأمير سلطان وهما يفتتحان مسجد خارج المملكة في أواخر السبعينات
  • نضال الشافعي في ضيافة مراد مكرم على «CBC سفرة» بهذا الموعد
  • 7 أغسطس.. مكتبة الإسكندرية تطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي بدورته الثانية والعشرين
  • الخميس المقبل.. انطلاق الدورة الـ 22 لمهرجان الصيف الدولي بمكتبة الإسكندرية
  • مكتبة الفاتيكان.. صرح تاريخي وإرث معرفي يمتد لقرون
  • وزيرة التنمية المحلية ومحافظ مطروح يفتتحان مجزر الحمام بتكلفة 35مليون جنيه
  • خطوات الاستعلام عن المخالفات المرورية عبر «بوابة مصر الرقمة» (رابط)
  • في مؤتمر جماهيري حاشد بسوهاج لدعم العادلي.. “الجبهة الوطنية”: مصر درع الأمة
  • الأسعار تبدأ من 5 جنيهات.. تفاصيل افتتاح الدورة العاشرة لمعرض الإسكندرية للكتاب