الزغاوة.. قبيلة تنتشر بين السودان وتشاد والنيجر وليبيا
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
قبيلة الزغاوة إحدى القبائل الكبيرة التي تنتشر في مناطق واسعة من أفريقيا، ويعود تاريخها إلى القرن السابع، حيث كانت لها مملكة قوية امتدت حتى نهاية القرن العاشر الميلادي. ويشتهر الزغاوة بتنوعهم الثقافي والاجتماعي. كما برزوا في الحياة السياسية والعسكرية في المناطق التي ينتشرون فيها.
التسميةوفقا لما أورده الكاتب هارون سليمان يوسف في كتابه "الزغاوة تاريخ وتراث"، فإن كلمة "زغاوة" لها أصول في اللغة العربية، إذ استخدمها العرب للدلالة على الشعوب التي تعيش في شمال أفريقيا.
ويطلق "الزغاوة" على أنفسهم اسم "بيري"، ويطلق على الشخص منهم لقب "زغاوي" أو "بري".
وتتحدث القبيلة لغة الزغاوة، وهي لغة صحراوية شرقية.
مناطق الانتشار
ينتشر الزغاوة في منطقة جغرافية واسعة من أفريقيا في دول السودان وتشاد والنيجر وليبيا. ويوجدون بشكل أساسي على طول الحدود بين السودان وتشاد، وخاصة في إقليم دارفور غربي السودان وإقليم فزان في ليبيا وفي المناطق الشمالية الشرقية من تشاد.
ويعيش حوالي 171 ألف نسمة منهم على طول الحدود السودانية التشادية، ويتوزعون إلى مجموعات من رعاة الإبل والماشية، إضافة إلى عمل عدد منهم في الزراعة.
عرقيات الزغاوةيشكل الزغاوة مجموعة إثنية كبيرة تنقسم إلى حوالي 3 مجموعات كبيرة، كل منها بمثابة فرع، وتُعرف هذه المجموعات بـ"الوقِي" و"تُوبا" (تسمى أيضا البديات) و"كُوبَرا".
كما ينقسم المجتمع الزغاوي إلى طبقتين اجتماعيتين، الأولى طبقة "ماي"، وتضم النبلاء أو القادة التقليديين، والثانية طبقة "غير ماي"، وتشمل بقية أفراد المجتمع.
وقد أثار موضوع الطبقية جدالا بين أبناء القبيلة حول جدواها ودواعيها داخل مكون إثني واحد لا يختلف كثيرا في العادات والتقاليد والثقافة والتاريخ.
يعود تاريخ الزغاوة إلى القرن السابع، حيث كانوا يعيشون في منطقة جغرافية واسعة. وكانت لهم مملكة قوية امتدت حتى نهاية القرن العاشر الميلادي.
وفي القرن الـ17 اعتنق غالبية الزغاوة الإسلام، وهذا أدى إلى تقليص سلطة الزعماء الحاكمين بشكل كبير.
وكانت للزغاوة مملكتهم الخاصة التي يحكمها زعماء القبيلة، وكانت تنقسم إلى طبقات اجتماعية صارمة وعشائر عائلية. ومع تطور دول السودان وتشاد والنيجر، أدى ذلك إلى إضعاف الزعماء والنظام الاجتماعي العام للزغاوة.
كما أشار الجغرافيون مثل الشريف الإدريسي وأحمد اليعقوبي إلى أن الزغاوة كانوا من مؤسسي دولة كنام التي كانت تقع بالشرق مباشرة من بحيرة تشاد.
عاداتها وتقاليدهاعاش الزغاوة في بداياتهم حياة بدائية واعتمدوا في حياتهم على المنتجات الحيوانية، فكانوا يصنعون ألبستهم وكثيرا من أثاثهم من جلود المواشي والأنعام، وما يزال كثير منهم يحافظون على ارتداء الحذاء التقليدي المصنوع من جلد الأصلة (نوع من الثعابين) والذي يسمونه "المركوب"، ثم طوروا فيما بعد زراعة القطن، وبدأت منتجاته تحل محل الجلود.
كما أن أوانيهم في غالبها تصنع من الخشب وبعضها من الجلود، قبل أن تصلهم في الآونة الأخيرة بعض الأواني البلاستيكية والحديدية نتيجة التطور الصناعي في محيطهم.
يشتهر الزغاوة أيضا بعمامة طويلة يرتدونها ويستخدمونها لثاما يتقون به العواصف الرملية في الصحراء.
ومما يميزهم أيضا جلسات الشاي وطقوسهم الخاصة في إعداده، والتجمعات من أجل شربه والمسامرة حوله.
دورها في الحياة السياسية
على الرغم من أن قبيلة الزغاوة ليست قوية جدا في السودان، إلا أنها تتمتع بنفوذ سياسي كبير في تشاد، حيث ينتمي إليها بعض رؤساء وزراء تشاد السابقين وكذا بعض أعضاء الحكومات.
ولعبت الزغاوة دورا مؤثرا في السياسة الإقليمية من خلال التحالفات الإستراتيجية مع الجماعات العرقية الأخرى مثل الفور.
وشاركت القبيلة أيضا في الحروب المعاصرة في تشاد وليبيا والسودان. فقد شاركت حركة العدل والمساواة السودانية المنتمي بعض قياداتها لقبيلة الزغاوة في حرب ضد الحكومة السودانية عام 2003م في إقليم دارفور.
من أعلامها إدريس ديبيولد إدريس ديبي إتنو (الرئيس التشادي الراحل) عام 1951م في فادا بتشاد، لعائلة من قبيلة الزغاوة، وانضم للجيش في السبعينيات وشارك في حركة تمرد ضد الرئيس الأسبق "كوكوني وادي" عام 1982م، ودعم خصمه "حسن حبري".
وقد شغل ديبي منصب القائد العام للقوات المسلحة التشادية عام 1989، وفر إلى السودان بعد توتر العلاقات بينه وبين الرئيس حبري.
في العام 1990م قاد ديبي جيشا من المتمردين واستولى على السلطة وأطاح بحبري بعد هجوم استمر 3 أسابيع.
واستمر إدريس ديبي في السلطة منذ ذلك التاريخ، وفي أبريل/نيسان 2021م أعلنت السلطات التشادية أنه قتل في الخطوط الأمامية أثناء زيارته للقوات التي كانت تقاتل متمردين على الحدود مع ليبيا.
جبريل إبراهيمينحدر من إقليم دارفور السوداني، وهو أستاذ جامعي وحاصل على دكتوراه في الاقتصاد من إحدى الجامعات اليابانية، وينتمي لقبيلة الزغاوة.
أسس مع أخيه "خليل إبراهيم" حركة العدل والمساواة السودانية، وهي حركة قادت تمردا ضد حكومة الرئيس السابق عمر البشير، وكان يشغل منصب مسؤول العلاقات الخارجية بالحركة إلى أن تولى رئاستها في يناير/كانون الثاني 2012م عقب مقتل أخيه خليل.
وفي أعقاب توقيع اتفاقية سلام جوبا في أكتوبر/تشرين الأول 2020م عينه رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك وزيرا للمالية.
مني أركو مناويولد في مدينة كُتم بولاية شمال دارفور السودانية عام 1968م، وينتمي إلى قبيلة الزغاوة.
عمل معلما في منطقة "بوبا" وانتقل للعمل في التجارة بين ليبيا والكاميرون ونيجيريا قبل أن ينضم للعمل السياسي أول مرة عام 2001م تحت راية حركة تحرير السودان مع عبد الواحد محمد نور.
في عام 2003م تولى رئاسة حركة تحرير السودان -جناح مني أركو مناوي- عقب انشقاقه عن عبد الواحد محمد نور.
تولى منصب كبير مساعدي الرئيس السابق عمر البشير بعد اتفاق أبوجا لسلام دارفور في الفترة (2006 – 2010)، وتولى في تلك الفترة منصب رئيس السلطة الانتقالية لإقليم دارفور.
وفي عام 2021م عينه حمدوك حاكما لإقليم دارفور بموجب اتفاق جوبا للسلام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قبیلة الزغاوة السودان وتشاد إقلیم دارفور
إقرأ أيضاً:
منظومة الإفراج الجمركي.. مدبولي: إزالة العوائق التي تعرقل حركة التجارة
كتب- محمد نصار:
التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية؛ لمتابعة جهود تطوير منظومة الإفراج الجمركي، وكذلك نتائج زيارة الوزير الأخيرة إلى اليابان.
وقال رئيس الوزراء، إن الحكومة تواصل جهودها الحثيثة من أجل إزالة العوائق والأعباء التي قد تعرقل حركة التجارة، وتعمل على تيسير الإجراءات بما يتماشى مع المعايير الدولية، ويعزز انسيابية تدفق السلع.
وخلال اللقاء، استعرض وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، عددًا من الإجراءات التي تعمل عليها الوزارة للتيسير على المستثمرين وتسهيل حركة التجارة الخارجية لمصر عبر تطوير منظومة الإفراج الجمركي، وتحسين كفاءة العمل بالمنافذ الجمركية، مؤكدًا أهمية الاعتماد على الرقمنة لتسهيل العمليات التجارية والاستثمارية.
وأشار الوزير، إلى أن وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية تعمل بالتعاون مع عددٍ من الوزارات والجهات المعنية على مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، من المُقرر الانتهاء منها قبل شهر سبتمبر المقبل، والتي من شأنها جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمساهمة في زيادة تنافسية الصادرات المصرية.
واستعرض "الخطيب" نتائج التعاون مع وزارة المالية لتسريع عمليات الإفراج الجمركي عبر تنفيذ مجموعة مهمة من الإجراءات؛ لتحسين كفاءة سلاسل الإمداد وتيسير حركة التجارة.
كما عرض الوزير، نتائج زيارته الأخيرة إلى اليابان، مشيرًا إلى أنه التقى خلال هذه الزيارة بعددٍ من كبريات الشركات اليابانية العاملة في مجالات تكنولوجيا الصناعات الهندسية والزجاج والسيارات والصناعات الإلكترونية والأجهزة المنزلية والبحث والتطوير الصناعي.
وفي هذا الصدد، أوضح وزير الاستثمار والتجارة الخارجية أنه عرض على هذه الشركات الفرص والمشروعات الاستثمارية في مجالات البنية التحتية والصناعة والإسكان والنقل، كما استعرض آفاق التعاون الاستثماري مع صندوق الاستثمار الياباني بمشروعات البنية التحتية في مصر وأفريقيا.
اقرأ أيضًا:
رياح وأمطار وانكسار الموجة الحارة.. توقعات طقس الـ6 أيام المقبلة
بعد زعم سيدة انتسابها لعائلة مبارك.. ما عقوبة انتحال الشخصية؟
أبرزها حجر رشيد ورأس نفرتيتي.. توضيح من وزير السياحة بشأن عودة الآثار المنهوبة
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
منظومة الإفراج الجمركي حركة التجارةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
أخبار
المزيدالثانوية العامة
المزيدإعلان
منظومة الإفراج الجمركي.. "مدبولي": إزالة العوائق التي تعرقل حركة التجارة
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
37 26 الرطوبة: 25% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك