حمص-سانا

تناولت الجلسة الحوارية التي نظمها فرع حمص لاتحاد الكتاب بالتعاون مع النادي الثقافي الشبابي تجربة الشاعر حسن بعيتي الأدبية والعوامل التي جعلت منه شاعراً وروائياً استحق بفضلهما العديد من الجوائز التكريمية وفي مقدمتها جائزة الدولة التشجيعية لعام 2023.

وأوضح بعيتي في معرض رده على أسئلة المحاورين في الجلسة أن ذاكرته الشعرية نشأت مع طفولته وقراءته لقصائد الشعراء الكبار، وشغفه بالموسيقا من خلال سماعه لأغاني التراث الشرقي وعشقه لآلة العود ليبلور ذلك بدراسة الأدب العربي، ويصبح شاعراً متسلحاً بكل أدوات الشعر التي مكنته وميزت تجربته الشعرية.

ورأى أن الموهبة لا تكفي ليكون الإنسان شاعراً وإنما عليه أن ينميها بالاهتمام والمثابرة فهي كالبذرة تتحول بالاهتمام إلى زهرة أو شجرة باهرة الجمال.

وأضاف: إن الشاعر ليس عليه أن يزيف مشاعره وهو حين يذهب إلى المجاز والخيال ليقينه أن الأشياء يمكن تحقيقها يوما، كما عليه أن يمتاز بقدرته على الرؤية وقراءة مشهد الحياة بعمق أكثر من الآخرين وبفهم الآخر.

وحول تجربته الروائية، لفت بعيتي إلى أن روايته الوحيدة “وجوه مؤقتة” ولدت من رحم الأحداث التي مرت بها سورية فكان الشعر غير كاف لتجسيد تفاصيلها وهو ما دفعه لخوض الكتابة الروائية.

وقدم النادي الثقافي الشبابي ريبورتاجاً عن آراء الشعراء والكتاب والأصدقاء في تجربة بعيتي تخللتها مقتطفات من مشاركاته في المهرجانات الثقافية داخل وخارج سورية وبعض من أشعاره وقصائده التي حصل بفضلها على الكثير من الجوائز.

ووصف المفكر عطية مسوح بعيتي بالشاعر المبدع بقصيدته التي قاربت الكمال، لافتاً إلى أن في شعره سمواً ورفعة أتت من اجتماع ثلاثة عناصر، أولها عمقه الفكري الفلسفي، وثانيها خياله الواسع، وثالثها إجادته فن الصياغة أو الديباجة المتماسكة والجديدة في آن معاً.

بدورها أشادت الشاعرة عبير ديب بتجربة الشاعر بعيتي التي يحرص فيها على تقديم الأفضل.

يذكر أن الشاعر بعيتي من مواليد مدينة حمص عام 1974، حائز إجازة في علوم اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب في جامعة البعث عام 2003، وفاز بعدة جوائز في الشعر على مستوى الوطن العربي، أهمها لقب أمير الشعراء في الموسم الثالث من المسابقة التي تنظمها هيئة الثقافة والتراث بإمارة أبو ظبي، إضافة إلى حصوله على المركز الثاني في جائزة الشارقة للإبداع العربي بدورتها العاشرة عام 2007.

وتقديراً لعطائه الإبداعي والفكري في مجال الآداب حاز جائزة الدولة التشجيعية من وزارة الثقافة في العام المنصرم.

حنان سويد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

جلسة حوارية تستعرض دور النساء في تشكيل الثقافة ورأس المال خلال أسبوع أبوظبي المالي


أبوظبي (وام)
أشادت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، بالنهج الذي تتبعه أبوظبي في بناء اقتصاد متوازن، يجمع بين القوة واللين، والرؤية والاستدامة، مؤكدة أن القيادة الحديثة تُقاس بقدرتها على الاحتواء لا السيطرة، وعلى التأثير العميق لا مجرد زيادة الأرقام.
وقالت خلال جلسة حوارية تحت عنوان «النساء يشكّلن الثقافة ورأس المال» عُقدت أمس الأول، في إطار فعاليات أسبوع أبوظبي المالي «ADFW»، إن النساء في بيئات العمل متعددة الثقافات يقمن بدور محوري في تفسير السياقات المختلفة وتحويل التباينات إلى طاقة إبداعية، واصفةً النساء بأنهن «مهندسات إعادة تنظيم الفوضى».
واستهدفت الفعالية، استكشاف الدور المتصاعد للنمو الشامل ورأس المال الثقافي في إعادة تشكيل المشهد المالي العالمي، وكيف تقود أبوظبي هذا التحول في المنطقة من خلال رؤية اقتصادية وإنسانية بعيدة المدى.
وأضافت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، أن قيمة رأس المال تتحدّد بيد من يمسكه وكيفية توجيهه، معتبرةً أن مصطلح «تمكين المرأة» لم يعد يعكس الواقع الاقتصادي الحديث، وأن المرأة اليوم ليست بحاجة إلى مقعد على الطاولة، لأنها أصبحت «هي الطاولة التي يُبنى عليها الاقتصاد الجديد».
وأوضحت أن النظام المالي القديم، القائم على المنافسة الحادة والقرارات الأحادية، لم يعد قادراً على مواكبة تعقيد العالم، وأن الاقتصاد الحديث يحتاج إلى منظومات أكثر شمولاً ومرونة، تمثّلها القيادة النسائية، مشيرة إلى أن النظام المالي اليوم يحتاج إلى «الذكاء الأنثوي لكي ينجو».
وبيّنت أن العالم يعيش اليوم عصر اقتصاد المعنى ورأس المال الثقافي، إذ لم يعد المال مجرد أداة ربح، بل حاملاً للهوية والقيمة والمجتمع، مؤكدة أن المرأة تتمتع بقدرة فريدة على دمج رأس المال المادي بالثقافي، وعلى الربط بين الاستراتيجية والعاطفة، وبين التحليل و«الحدس»، معتبرة أن الحدس الذي ينسب غالباً للقيادات النسائية، هو «أعلى درجات معالجة البيانات»، وهي منطقة يعجز الذكاء الاصطناعي عن الوصول إليها.
وأشارت إلى أن الذكاء العاطفي أصبح اليوم «العُملة التي لا تفقد قيمتها أمام الذكاء الاصطناعي»، لأن الروبوت يمكنه حساب المخاطر، لكنه لا يستطيع استشعارها، ويمكنه إدارة محفظة لكنه لا يستطيع إدارة العلاقات.
وأكدت أن المرأة في أبوظبي تمتلك اليوم القلم والورقة والدعم والإرادة لكتابة مستقبل الاقتصاد، وأن دورها لا يقوم على المنافسة، بل على استكمال الصورة الاقتصادية التي كانت ناقصة لقرون، حيث إن النمو الذي تنشده أبوظبي هو نمو رأسي صاعد يتطلب مرونة لا تملكها إلا من تعرف كيف تكون أمّاً وقائدة، ومحاربة ومفاوضة، وحالمة ومنفّذة في آن واحد.
وختمت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، حديثها بالقول إن «رأس المال محايد، لكن قيمة المال تتحدد بمن يمسكه»، مردفة: «عندما يمسك الرجل المال، يبني غالباً برجاً، وعندما تمسك المرأة المال، تبني غالباً جسراً، ونحن اليوم بحاجة إلى الجسور التي تربط مفردات العالم، وفي أبوظبي، وفي هذا العالم المنقسم، نحن بحاجة إلى الجسور التي تربط الأبراج».
وشاركت في الجلسة الحوارية نخبة من القيادات النسائية هن عائشة المنصوري، وكارولين فيني من «PFI»، والدكتورة فيكي واليا، وأدارت الحوار إيميرا سكورّو من «PGIM».

أخبار ذات صلة مشاركون في «أسبوع أبوظبي المالي 2025» لـ«الاتحاد»: أبوظبي أنموذج عالمي في قيادة التحولات المالية أبوظبي تستضيف قمة الهيئات التنظيمية المالية العالمية 2025

مقالات مشابهة

  • الحمزاوي يتأهل.. ولجنة تحكيم "شاعر الراية" تمنح بن هندي كارتها الذهبي
  • البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ينظّم جلسة حوارية ضمن مؤتمر التمويل التنموي
  • جلسة حوارية تبحث أثر الذكاء الاصطناعي على الفنون والأدب
  • جلسة حوارية تستعرض دور النساء في تشكيل الثقافة ورأس المال خلال أسبوع أبوظبي المالي
  • جلسة حوارية تناقش المواطنة الرقمية وتحديات التفاعل في المنصات الاجتماعية
  • قصائد تتغنّى بالإمارات في «بيت الشعر» بالشارقة
  • انطلاق الدورة الثالثة عشرة من مهرجان الشعر العُماني.. الأحد
  • فايزة الغيلانية تقرأ دلالات البحر الفنية والإنسانية في القصيدة العمانية
  • الأحد المقبل انطلاق فعاليات مهرجان الشعر العُماني في دورته الـ 13 بمسقط
  • مهرجان الشعر العماني.. مسيرة الإبداع الطويلة