موسكو: توقيت الهجوم على جسر القرم مريب.. وتقدم على محاور عدة
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا توقيت الهجوم على جسر القرم الذي أعلن عنه رئيس جهاز أمن الدولة الأوكراني كيريلو بودانوف، بأنه "مريب".
زاخاروفا: كييف تتعمد الاختباء وراء ظهور المدنيين وجعلهم دروعا بشرية زاخاروفا تعلق على احتمال تعيين روته في منصب الأمين العام لحلف "الناتو"وقالت زاخاروفا - في بيان أوردته وكالة الأنباء الروسية (سبوتنيك)، اليوم السبت "ما يثير الدهشة هو أنه حدد الإطار الزمني.
وكان رئيس مديرية المخابرات في وزارة الدفاع الأوكرانية كيريل بودانوف قد أعلن، في وقت سابق، عن الإعداد لهجوم على جسر القرم.. وكان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي قد أعلن، في أبريل الماضي، عن الإعداد لخطة لهجوم مضاد جديد، بما في ذلك تدمير جسر القرم.. وفي مايو، صنف جهاز الأمن الأوكراني الجسر باعتباره "أحد الأهداف ذات الأولوية".
وميدانيا، قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، "إن القوات الروسية تواصل التقدم في أعماق الدفاعات الأوكرانية وتكبدها خسائر جسيمة على عدة محاور".
وأضافت الدفاع الروسية، في بيان، "أن وحدات من قوات مجموعة المركز واصلت تقدمها في أعماق دفاعات القوات الأوكرانية، واستهدفت القوى العاملة والمعدات الأوكرانية في مناطق في جمهورية دونيتسك الشعبية، وبلغت خسائر القوات الأوكرانية نحو 400 جندي، و3 مركبات قتالية للمشاة، منها 2 من طراز "برادلي"، وناقلتي جند مدرعتين من طراز "إم 113"، ومركبة قتالية مدرعة من طراز "إتش إم إم دبليو في"، ومحطة رادار مضادة للبطارية من طراز "أن/تي بي كيو-36".
وتابعت: "كما قامت وحدات من قوات مجموعة "الشمال" التابعة للقوات الروسية باستهداف القوى العاملة والمعدات الأوكرانية في مناطق بمقاطعة خاركوف"، حيث بلغت خسائر القوات الأوكرانية نحو 200 جندي، و4 شاحنات بيك آب، وعدد من المدافع، ومحطة حرب إلكترونية من طراز "بوكوفيل أد"، إلى جانب استهداف وحدات من قوات مجموعة الغرب على خطوط ومواقع أكثر فائدة، للقوى العاملة والمعدات الأوكرانية في مناطق بمقاطعة خاركوف وجمهوريتي لوجانسك ودونيتسك".
وأوضحت أن وحدات من قوات مجموعة الجنوب قامت بتحسين الوضع التكتيكي على طول الجبهة، واستهدفت القوى العاملة والمعدات الأوكرانية في مناطق بدونيتسك، مشيرة إلى أن خسائر القوات الأوكرانية بلغت نحو 710 جنود ودبابة، و10 مركبات، بالإضافة إلى عدد من المدافع، كما تم تدمير محطتين للحرب الإلكترونية، و3 مستودعات للذخيرة الميدانية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: موسكو جسر القرم الدفاع الروسية ماريا زاخاروفا زاخاروفا وحدات من قوات مجموعة القوات الأوکرانیة على جسر القرم من طراز
إقرأ أيضاً:
إلى أين يقود التصعيد الحالي الحرب الروسية الأوكرانية؟
اتفق محللون سياسيون أن التصعيد الحالي في الحرب الروسية الأوكرانية يهدف إلى تحسين شروط التفاوض، لكنهم اختلفوا حول طبيعة هذه الحرب وما إذا كانت تمثل نموذجا جديدا لحروب الذكاء الاصطناعي أم أنها حرب تقليدية بأدوات حديثة.
وحسب الخبير الإستراتيجي أحمد الشريفي، فإن الصراع الدائر لا يمكن أن تسقط عليه النظريات التقليدية للحروب.
وأوضح الشريفي -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- أن الصراع يدخل ضمن نطاق حروب الذكاء الاصطناعي التي ترتكز على القدرات القتالية، واقتصاد حربي يقوم على قوة الدولة في الاستحواذ على الذهب كبديل عن الدولار أو العملة الورقية.
وأشار إلى أن العملية الأوكرانية الأخيرة في العمق الروسي نُفذت بقدرات تسليحية لا تتجاوز 170 إلى 200 ألف دولار، وأوقعت خسائر تُقدر بـ7 مليارات دولار.
وأكد أن هذا الاختراق الذي حدث على مسافة 4700 كيلومتر عمقا داخل روسيا يدل على أن مسائل الردع التقليدي ابتداءً من الردع الاستخباري إلى الردع التعبوي لم تعد مجدية.
طبيعة الحرب
في المقابل، اختلف الخبير في الشؤون الروسية محمود حمزة مع هذا التصور، مؤكدا أن هذه الحرب ليست حرب ذكاء اصطناعي، بل حرب تقليدية ذات جبهات.
إعلانوأوضح حمزة أن التصعيد الحالي ليس جديدا ولكنه كبير، مشيرا إلى أنه يمثل حرب استنزاف متواصلة لـ3 سنوات بين الطرفين.
وربط هذا التصعيد بوصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلطة، موضحا أن الروس كانوا متفائلين جدا بترامب ووعده بإنهاء الحرب، لكنه فاجأهم بأن لديه شروطا وأنه لن يقدم هدية لموسكو بدون ثمن.
وفي تقييمه للأهداف الروسية، عبر حمزة عن قناعته الشخصية بأن الروس يريدون إنهاء الحرب في أوكرانيا، لأنهم تضرروا كثيرا من العقوبات الاقتصادية، كما انعكست الأوضاع الداخلية على حياة الناس، إضافة إلى خسائر كبيرة في المعدات والأموال والأرواح.
من جانبه، أكد أستاذ العلاقات الدولية حسني عبيدي، أن أوكرانيا استطاعت من خلال ثقة متزايدة في أجهزة استخباراتها أن تشن عمليات جريئة من داخل روسيا.
وأشار عبيدي إلى أن هذه العمليات استطاعت إقناع أجهزة الأمن والقيادات العسكرية بقدرة أوكرانيا على المقاومة.
وأكد أن أوكرانيا تدرك أن هذه العملية العسكرية واقتناع الأوروبيين بضرورة الاستمرار "سيساعد أيضا في تليين الموقف الأميركي، والحصول على الأقل على ما يُسمى بالضمانات الأمنية التي تطالب بها الدول الأوروبية".
حرب استنزاف
وفيما يتعلق بتقييم طبيعة الصراع كحرب استنزاف، اتفق المحللون على أن كلا الطرفين يسعى لاستنزاف الآخر.
وأوضح حمزة أن هذه الحرب هي حرب استنزاف، مؤكدا أن أوكرانيا لديها من يقدم لها الدعم المالي لصناعة هذه الطائرات والمسيرات، وروسيا أيضا تأخذ من اقتصادها وتصرف وتحاول أن تدافع.
وفي السياق ذاته، أكد عبيدي أنه يمكن تطبيق "نظرية الإعياء المزدوج" على الطرفين، إذ تستفيد واشنطن في النهاية عندما تتمكن من إضعاف روسيا داخل أوكرانيا.
وأشار إلى أن الحليف الأوروبي أصبح يحتاج للدعم الأميركي أكثر مما كان عليه سابقا، لافتا إلى أن روسيا لن تعود في النهاية القوة المهمة إذا كانت أميركا تخطط لحربها المقبلة مع الصين.
إعلانوحول طبيعة التعامل بين الولايات المتحدة وأوروبا مع الملف الأوكراني، أوضح حمزة أن هناك اختلافات بين أميركا والأوروبيين في الرأي حول التعامل مع الملف.
أما عبيدي فأكد أن ترامب يذهب أبعد من هذا ويقول إن أوروبا التي قدمت وعودا ذهبية لأوكرانيا للدخول إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي يجب أن تتحمل تبعات كل هذه الوعود.
وأعرب عن قناعته بأن تفاهمات إسطنبول من المفترض أن تستمر، رغم أنها لم تحقق إلا البعد الإنساني، ووافقه حمزة مؤكدا أنها مقتصرة على الجانب الإنساني لأن الموضوع السياسي معقد والمواقف متباعدة.
لكن حمزة أشار إلى وجود إصرار حتى من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الاستمرار في التفاوض شيء إيجابي، ولكنه نبه في الوقت نفسه إلى أن الروس يريدون ذلك بالرغم من التصعيد العسكري.