سخرت الأكاديمية السلطانية للإدارة كافة إمكانياتها في تطوير المنظومة الإدارية المتخصصة لدعم جميع برامجها القيادية، ولتعزيز مجالات البحث العلمي في الدراسات والبحوث، إلى جانب الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات لتطوير موضوعات الإدارة المحلية ودعم المختصين في هذا المجال.

وجاءت " دورية الإداري" التي تصدرها الأكاديمية كأول دورية علمية محكمة متخصصة في العلوم الإدارية في سلطنة عُمان، وواحدة من أوائل الدوريات المتخصصة في الإدارة في العالم العربي، وصدر منها حتى الآن 168 عددًا، وتهدف الدورية إلى دعم البحث العلمي وتعزيز الفكر الإداري، مع التركيز على القضايا والتحديات المعاصرة، وانسجامًا مع رؤية عُمان 2040، وتحديدًا أولوية التعليم والتعلم والبحث العلمي والقدرات الوطنية، قامت الأكاديمية خلال هذا العام بتطوير الدورية، لتشمل إجراء الدراسات والبحوث في شأن التحديات الإدارية الآنية والمستقبلية وإيجاد الحلول المبتكرة للتعامل معها ومعالجتها، وذلك عبر تطوير سياسة النشر لمساعدة متخذي القرار على التغلب على التحديات وتطوير الأعمال.

وقالت الدكتورة فاطمة بنت محمد الزدجالية، محاضرة أولى ومديرة تحرير دورية "الإداري"، تمارس الدورية دورًا رياديًا في نشر المعرفة في مجال العلوم الإدارية على المستوى الإقليمي والعالمي، فمن خلال مشاركة كبار الباحثين، تنشر الدورية دراسات وبحوثًا تجريبية ومفاهيمية ومنهجية تغطي مجموعة كاملة من التخصصات الإدارية، والتي بدورها تمكن الباحثين والممارسين في القطاعين العام والخاص من الوصول إلى أحدث الأبحاث التي تغطي وجهات نظر متنوعة من خلال البحوث البينية ومتعددة التخصصات، وتعالج التحديات متعددة الأوجه التي تواجه المجتمع وتهدف إلى تطوير المعرفة والابتكار في مختلف مجالات الإدارة.

وأضافت: إن الدورية تحقق رؤية عُمان في نشر المعرفة من خلال نشر الأبحاث التطبيقية المتقدمة ورؤى الخبراء التي تتناول أفضل التحليلات والنقاشات في مجال الإدارة المتطورة الحالية والمستقبلية، مما يعزز الفهم العام ويسهم في التطوير المعرفي داخل المنطقة والعالم، كما أنها تعمل كمنصة للباحثين والممارسين لمشاركة اكتشافاتهم وابتكاراتهم من خلال تقديم توصيات لصناع القرار، بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية وتطوير السياسات لسلطنة عمان في شتى المجالات، مضيفةً إلى أن العدد الحالي الجديد سيركز على موضوع الإدارة المحلية، حيث يتناول أفضل الممارسات والتجارب الناجحة في هذا المجال، ويستعرض الأبحاث والدراسات المتعلقة بتطوير القدرات المحلية وتعزيز كفاءة الخدمات المقدمة على مستوى البلديات والمحافظات، بالإضافة إلى أنه يتضمن مقالات تحليلية وحوارات مع خبراء ومسؤولين محليين، تسلط الضوء على التحديات والفرص في مجال الإدارة المحلية، وتقديم توصيات لتحسين الأداء والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وستركز الأعداد القادمة من الدورية على مواضيع الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة، حيث تتمتع الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة بالقدرة على توفير رؤية جديدة لصنع القرار، وبالتالي نمو الأعمال مما يساعد في حل مشكلات العمل المستقبلية والحالية، بالإضافة إلى الكشف عن اتجاهات ومؤشرات النمو المتوقعة، وتطوير المنتجات وتقديم الخدمات بجودة عالية، مؤكدةً أن الحكومات والشركات في جميع أنحاء الشرق الأوسط أدركت أهمية ذلك وبدأ التحول العالمي نحو الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، ومن المتوقع أن يصل الأثر الاقتصادي للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط إلى 320 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، وسلطنة عُمان بدورها خصصت ميزانية بقيمة 39 مليون دولار لمشاريع الذكاء الاصطناعي في عام 2025 وسط طموحات لتسريع نشر الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية الرئيسية، كما تهدف السلطنة إلى تحسين تصنيفها في مؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعي العالمي لتكون ضمن أفضل 40 دولة بحلول العام المقبل. لذا، فإن إصدار عدد خاص حول هذا الموضوع له أهمية، حيث سيستفيد القطاع العام والقطاع الخاص في سلطنة عمان من المنشورات البحثية حول هذا الموضوع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی من خلال فی مجال

إقرأ أيضاً:

فيديو.. مباراة تنس بلا نهاية بين روبوتات غوغل لتدريب الذكاء الاصطناعي

في صيف 2010، خاض لاعبا التنس جون إيسنر ونيكولا ماهو واحدة من أكثر المواجهات استنزافًا في تاريخ ويمبلدون، فقد استمرت المباراة 11 ساعة على مدار 3 أيام. وبعد أكثر من عقد، يخوض خصمان من نوع آخر مباراة لا تقل عنادًا، لكن هذه المرة داخل مختبرات ديب مايند التابعة لغوغل، وبلا جمهور.

فبحسب تقرير لموقع بوبيلار سينس (Popular Science)، تتحرك ذراعان روبوتيتان في مباراة تنس طاولة بلا نهاية في مركز الأبحاث جنوب لندن، ضمن مشروع أطلقته ديب مايند عام 2022 لتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي عبر التنافس الذاتي المستمر. الهدف لا يقتصر على تحسين مهارات اللعب، بل يتعداه إلى تدريب خوارزميات قادرة على التكيف مع بيئات معقدة، مثل تلك التي تواجهها الروبوتات في المصانع أو المنازل.

من مناوشة بلا فائز إلى تدريب بلا توقف

في بدايات المشروع، اقتصر التمرين على ضربات تبادلية بسيطة بين الروبوتين، من دون سعي لتحقيق نقاط. ومع الوقت، وباستخدام تقنيات التعلم المعزز، أصبح كل روبوت يتعلم من خصمه ويطوّر إستراتيجياته.

وعندما أُضيف هدف الفوز بالنقطة، واجه النظام صعوبة في التكيف، إذ كانت الذراعان تفقدان بعض الحركات التي أتقنتاها سابقًا. لكن عند مواجهة لاعبين بشريين، بدأت تظهر بوادر تقدم لافت، بفضل تنوع أساليب اللعب التي وفّرت فرص تعلم أوسع.

ووفق الباحثين، فازت الروبوتات بنسبة 45% من أصل 29 مباراة ضد بشر، وتفوقت على لاعبين متوسطين بنسبة بلغت 55%. فالأداء الإجمالي يُصنّف في مستوى لاعب هاوٍ، لكنه يزداد تعقيدًا مع الوقت، خصوصًا مع إدخال تقنيات جديدة لمراقبة الأداء وتحسينه.

عندما يعلّم الفيديو الذكاء الاصطناعي

التحسينات لم تتوقف على التمرين الفعلي، إذ استخدم الباحثون نموذج جيمناي (Gemini) للرؤية واللغة من غوغل لتوليد ملاحظات من مقاطع الفيديو الخاصة بالمباريات.

ويمكن للروبوت الآن تعديل سلوكه بناء على أوامر نصيّة، مثل "اضرب الكرة إلى أقصى اليمين" أو "قرّب الشبكة". هذه التغذية الراجعة البصرية اللغوية تعزز قدرات الروبوت على اتخاذ قرارات دقيقة خلال اللعب.

إعلان تنس الطاولة بوابة لروبوتات المستقبل

تُعد لعبة تنس الطاولة بيئة مثالية لاختبار الذكاء الاصطناعي، لما فيها من توازن بين السرعة والدقة واتخاذ القرار. وهي تتيح تدريب الروبوتات على مهارات تتجاوز مجرد الحركة، لتشمل التحليل والاستجابة في الوقت الحقيقي، وهي مهارات ضرورية للروبوتات المستقبلية في البيئات الواقعية.

ورغم أن الروبوتات المتقدمة ما زالت تتعثر في مهام بسيطة بالنسبة للبشر، مثل ربط الحذاء أو الكتابة، فإن التطورات الأخيرة -كنجاح ديب مايند في تعليم روبوت ربط الحذاء، أو نموذج "أطلس" الجديد الذي قدّمته بوسطن ديناميكس- تشير إلى تقارب تدريجي بين أداء الآلة والإنسان.

نحو ذكاء عام قابل للتكيف

يرى خبراء ديب مايند أن هذا النهج في التعلم، القائم على المنافسة والتحسين الذاتي، قد يكون المفتاح لتطوير ذكاء اصطناعي عام متعدد الاستخدامات. والهدف النهائي هو تمكين الروبوتات من أداء مهام متنوعة، ليس فقط في بيئات صناعية بل أيضًا في الحياة اليومية، بأسلوب طبيعي وآمن.

حتى ذلك الحين، ستبقى ذراعا ديب مايند في مباراة مفتوحة، تتبادلان الكرات والمهارات، في طريق طويل نحو مستقبل روبوتي أكثر ذكاء ومرونة.

مقالات مشابهة

  • دعوة لمقاربة شاملة لتنظيم الذكاء الاصطناعي
  • أندية كبرى تستثمر في الذكاء الاصطناعي للوقاية من إصابات اللاعبين
  • "سدايا" تدعم الدور المحوري للمملكة في رسم سياسات وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي
  • الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي 1/5
  • الذكاء الاصطناعي يفضّل الاستشهاد بالمحتوى الصحفي
  • فيديو.. مباراة تنس بلا نهاية بين روبوتات غوغل لتدريب الذكاء الاصطناعي
  • البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا
  • الذكاء الاصطناعي يساعد على توقع الخصائص الكيميائية
  • الذكاء الاصطناعي يسلّح جهاز المناعة بـصواريخ لمهاجمة الخلايا السرطانية
  • أهم ما يميز أداة الذكاء الاصطناعي نوت بوك إل إم من غوغل