فهود المملكة تتصدر قصص النجاح العالمية على صفحات مجلة وايلد لايف بي بي سي العالمية
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
سلطان المواش – الرياض
تصدر إعلان المركز الوطني لتنمية لحياة الفطرية عن ولادة أربعة فهود صغيرة قائمة أهم قصص النجاح العالمية على صفحات مجلة بي بي سي وايلد لايف.
كما أشارت المجلة، في تقرير بعنوان (ولادة أربعة أشبال فهود جديدة في السعودية بعد 40 عاما من الانقراض) نُشِرَ بتاريخ 25 يوليو، إلى الاستراتيجية الشاملة التي أعلن عنها المركز لاسـتعادة الفهود من خلال اعتماد أفضل الممارسات العالمية في الإكثار وإعادة التوطين.
ويعكس هذا التقرير الصدى العالمي للجهود البيئية في المملكة ومبادرات الحماية والمحافظة وبرامج إثراء التنوع الأحيائي وإعادة تأهيل النظم البيئية لتعزيز الاستدامة البيئية.
وكان إعلان المركز الوطني للحياة الفطرية عن ولادة أشبال الفهد الصيّاد متزامنًا مع إطلاق الاستراتيجية الوطنية لإكثار وإعادة توطين الفهد الصياد في المملكة.
وأكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية د. محمد قربان على الأهمية الإقليمية والعالمية لهذا الحدث، باعتبار أن الفهد الصيّاد كان قد انقرض منذ أكثر من 40 عاماً في شبه الجزيرة العربية قائلاً: “إنّ ولادة هذه الأشبال وإطلاق استراتيجيتنا يمثلان إنجازات كبيرة في جهودنا لضمان مستقبل مستدام للفهود في المملكة”.
وتابع (الاكتشافات الأخيرة لمومياوات الفهود شمال المملكة، والتي تعود لآلاف السنين، تؤكد القيمة الثقافية والبيئية لشبه الجزيرة العربية كموطن أصلي للفهود. مما يشكل حافزاً قوياً للتوسع في الجهود المبذولة لاستعادة الفهود وإعادة تأهيلهم، وفقاً لاستراتيجية متكاملة مصممة وفقًا لأفضل الممارسات العالمية، مع مراعاة الدور المهم للمجتمع المحلي في نجاح هذه الجهود.
وقال الدكتور محمد قربان ولادة الأشبال الأربعة، “ثواب، فهدة، كشماء، وحياة”، تشكل قيمة مضافة تؤكد الدور الريادي للمملكة في تعزيز التوازن البيئي، ترجمت هذه القيمة جهود المركز في المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض وإكثارها في الأسر، ثم إعادة توطينها في البيئة الطبيعية المناسبة لها.
اقرأ أيضاًالمجتمعأمير منطقة مكة المكرمة يرعى الملتقى السنوي الرابع لإمارات المناطق
وأوضح أن الاستراتيجية تتضمن عدة مراحل حيث تركز المرحلة الأولى على تعزيز التكاثر والحفاظ على الموائل الطبيعية للفهود، وتقييم البيئات المناسبة لإعادة توطينها إضافةً إلى إشراك المجتمع المحلي في جهود الحفاظ على الحياة الفطرية، وتشمل المراحل اللاحقة إطلاق عدد من الفهود التي تم تربيتها في الأسر لتكون تجربة أولية ثم إعادة إدخال هذه الفهود إلى بيئاتها الطبيعية تدريجياً.
وبين أن إكثار الفهود يعد تحديًا عالميًا بسبب انخفاض معدل نجاح التكاثر في الأسر، ويعتبر النجاح في التغلب على هذه التحديات وتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية، إنجازا كبيراً في مجال الحفاظ على تواجد الفهود في بيئاتها.
وقدم المركز في وقت سابق تفاصيل نتائج الدراسات والأبحاث لعينات الفهود التي شكلت معلومات قيّمة في سجل برنامج الإكثار وإعادة التوطين ولتصحح الكثير من المعلومات غير المؤكدة.
ويعد المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية المظلة الوطنية لقطاع الحياة الفطرية في المملكة، ويعمل بالتكامل مع القطاعات الأخرى على حماية التنوع الأحيائي في البيئات البرية والبحرية بشكل مستدام وإنشاء المناطق المحمية ومراكز الإكثار وإدارتها، إضافة إلى بناء القاعدة المعرفية عن الحياة الفطرية والتنوع الاحيائي.
كما يعزز الوعي المجتمعي من خلال البرامج الارشادية والثقافية والإعلامية، ويدعم التنوع الاقتصادي من خلال المساهمة في تطوير السياحة البيئية المستدامة، ويفتح الأبواب أمام مجالات البحث والابتكار بالتعاون مع جامعات ومراكز أبحاث محلية وعالمية.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الحیاة الفطریة فی المملکة
إقرأ أيضاً:
مفتاح النجاح في العلاقات الإنسانية
د. أحمد بن موسى البلوشي
في عالم يتسم بالتواصل المُستمر والانفتاح على الثقافات المختلفة، أصبحت المهارات الاجتماعية ضرورة لا غنى عنها. ومن بين هذه المهارات يبرز الذكاء الاجتماعي بوصفه أحد أهم أنواع الذكاء التي تحدد نجاح الفرد في تعامله مع الآخرين، وفي فهمه للسلوكيات الاجتماعية المعقدة، لذلك الذكاء الاجتماعي ليس مجرد مهارة فطرية، بل يمكن تنميته وتطويره مع الوقت والممارسة.
ويُعرف بشكل عام على أنه هو القدرة على فهم الآخرين والتفاعل معهم بطريقة فعّالة ومقبولة اجتماعيًا، وقد عرّفه عالم النفس الأمريكي إدوارد ثورندايك بأنه "القدرة على فهم الرجال والنساء والفتيان والفتيات والتعامل معهم بحكمة في العلاقات الإنسانية"، ويمكن اعتباره مزيجًا من الوعي الاجتماعي والمهارات الشخصية التي تمكّن الإنسان من النجاح في البيئات الاجتماعية المختلفة.
تتجلى أهمية الذكاء الاجتماعي في عدة جوانب محورية في حياة الإنسان، إذ يُعد أساسًا لبناء علاقات شخصية ومهنية متينة تقوم على التفاهم والاحترام المتبادل. كما يسهم بشكل كبير في تعزيز قدرة الفرد على حل النزاعات بأسلوب دبلوماسي وفعّال، مما يُقلل من التوتر ويُعزز بيئة التعاون، وعلى المستوى المهني، يُعتبر الذكاء الاجتماعي من العوامل الحاسمة في النجاح الوظيفي، حيث يدعم القيادة والتفاوض والعمل الجماعي. إضافة إلى ذلك، يُساعد الفرد على التكيف مع القواعد والعادات الاجتماعية المختلفة، مما يسهل اندماجه في المجتمع. كما يُكمل الذكاء الاجتماعي الذكاء العاطفي ويعتمد عليه؛ إذ إن الفهم العميق لمشاعر الآخرين والانفعالات يلعب دورًا محوريًا في بناء تواصل فعّال وإنساني.
يتمتع الشخص ذو الذكاء الاجتماعي العالي بمجموعة من الخصائص التي تجعله قادرًا على التفاعل بفعالية مع الآخرين وبناء علاقات ناجحة. ومن أبرز هذه الخصائص: القدرة على الاستماع بفعالية، ما يُعزز من فهمه العميق للحديث والسياق. كما يتميز بوعيه بمشاعر الآخرين وفهمه لدوافعهم، مما يمكّنه من التعامل بلطف وتعاطف. وتظهر مرونته في التعامل مع أنماط شخصية متعددة، دون إصدار أحكام أو تصعيد الخلافات. إضافة إلى ذلك، يتسم باللباقة والدبلوماسية في الحديث، ويُجيد قراءة لغة الجسد والإشارات غير اللفظية التي تساعده في فهم ما لا يُقال. كما يتمتع بحس فكاهي وتعاطفي يجذب من حوله، ويُتقن إدارة انفعالاته عند التفاعل مع الآخرين، مما يُسهم في خلق بيئة تواصل إيجابية ومتوازنة.
يختلف الذكاء الاجتماعي عن غيره من أنواع الذكاء، لكنه يتكامل معها في العديد من المواقف. فعلى سبيل المثال، يركّز الذكاء العقلي على القدرات التحليلية والمنطقية وحل المشكلات، وهو يختلف تمامًا عن الذكاء الاجتماعي، رغم أنه قد يكمّله في بعض المهام التي تتطلب التفكير والتخطيط. من جهة أخرى، يرتبط الذكاء الاجتماعي ارتباطًا وثيقًا بالذكاء العاطفي، الذي يتمثل في فهم الفرد لمشاعره وتنظيمها والتعبير عنها، إذ يعتمد الذكاء الاجتماعي بشكل كبير على هذه القدرات لتحقيق تفاعل إنساني فعّال. أما الذكاء الثقافي، الذي يشير إلى القدرة على فهم الثقافات المختلفة والتعامل معها، فيُعد امتدادًا للذكاء الاجتماعي على المستوى العالمي، حيث يمكّن الأفراد من التَّواصل الفعّال عبر حدود الثقافة واللغة والعادات.
يُمكن تنمية الذكاء الاجتماعي من خلال مجموعة من الممارسات اليومية التي تسهم في تحسين التفاعل مع الآخرين وفهمهم بعمق. من أبرز هذه الطرق: الانخراط في الأنشطة الجماعية والتطوعية، التي توفر فرصًا للتواصل والتعاون وتبادل الخبرات. كما إنَّ تطوير مهارات الاستماع النشط يُساعد على فهم الآخرين بشكل أدق وتعزيز التفاهم المتبادل. يُعد أيضًا فهم لغة الجسد والإشارات غير اللفظية مهارة أساسية لفهم الرسائل الضمنية في التواصل، ومن المهم تقبّل النقد والتعلّم من التجارب الاجتماعية السابقة لبناء شخصية أكثر نضجًا. إلى جانب ذلك، يُنصح بالاطلاع على ثقافات مختلفة لتوسيع المدارك الاجتماعية واكتساب المرونة في التفاعل مع الآخرين. كما أن العمل على تحسين الذكاء العاطفي يعزز الذكاء الاجتماعي نظرًا للارتباط الوثيق بينهما. وأخيرًا، تسهم المشاركة في ورش العمل والدورات المتخصصة في تطوير مهارات التواصل الاجتماعي بشكل ملموس وفعّال.
يواجه الذكاء الاجتماعي في العصر الحديث عددًا من التحديات التي تعيق تطوره لدى الأفراد، وتؤثر سلبًا على جودة التفاعل الإنساني. من أبرز هذه التحديات الاعتماد المفرط على التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث بات التفاعل الافتراضي يحل محل التواصل الوجهي المُباشر، مما يقلل من فرص تطوير المهارات الاجتماعية الطبيعية. كما أن الانعزال الاجتماعي الناتج عن نمط الحياة السريع، إضافة إلى الضغوط النفسية اليومية، يؤدي إلى ضعف التواصل الفعّال وصعوبة بناء علاقات متينة. ومن التحديات الأخرى سوء فهم الاختلافات الثقافية والدينية، الأمر الذي قد يؤدي إلى مشكلات في التفاهم والتعايش السلمي. إضافة إلى ذلك، تُعاني بعض البيئات التربوية من ضعف في تنمية هذا النوع من الذكاء لدى الأطفال، نتيجة التركيز على التحصيل الأكاديمي وإهمال الجوانب الاجتماعية والانفعالية.
الذكاء الاجتماعي ليس مجرد مهارة تُكتسب لمجرد النجاح الظاهري؛ بل هو ضرورة إنسانية تُسهم في بناء علاقات صحية ومجتمع متماسك، ومع التغيرات المتسارعة في طبيعة العلاقات الاجتماعية بفعل التكنولوجيا والعولمة، تزداد الحاجة إلى أفراد يمتلكون ذكاءً اجتماعيًا عاليًا. وبما أن هذا النوع من الذكاء قابل للتطوير، فإنَّ الاستثمار في تنميته يُعد استثمارًا في الذات وفي مستقبل أكثر توازنًا ونجاحًا.