احمد شموخ يكتب : المكالمة الأمريكية مع البرهان
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
لأول مرة وزير الخارجية الأميركي يتصل بالبرهان وبيان الخارجية يصدر بصفة “رئيس مجلس السيادة” وليس قائد القوات المسلحة. مجرد وجود من يُلاحظ الأمر ونقله “كأول مرة” فدة بيعني إنه تطور، لكن هل ثمن الاعتراف برئيس مجلس السيادة هو التخلي عن مطلوب تنفيذ اعلان جدة!؟ هل مجرد الاتصال يعني تغيّر في السياسات؟ هل لو اتصل بايدن أو هاريس المرة القادمة سيطرحوا الاستسلام؟!
هل كُنّا محتاجين نقعد ١٥ شهر حتى يحصل الأمر دة؟ أم مفروض يكون الطبيعي من أول يوم؟! لازم نحاول نفهم التطور دة بيخدم منو، وهل هو جاي في سياق محاولة الأميركان تقديم ترضية للبرهان في شخصه عشان يمشي جنيف؟ ولا محاولة لحرف النقاش عن دعوة جنيف للاتجاه الخاطئ؟ وبدل ما يكون النقاش عن الشكل والمحتوى، يصبح النقاش عن الشكل فقط؟ ولا دة تغير استراتيجي؟.
النقاط التالية هي أفكار أولى:
– حسب بيان الخارجية الأميركية ما تزال دعوة المنبر موجهة للقوات المسلحة في مقابل مليشيا الدعم السريع، وليس للحكومة السودانية، فما معنى الاعتراف برئيس مجلس السيادة بدون الاعتراف بالحكومة التي يرأس مجلس سيادتها؟! هل ذلك مجرد جزرة تُلقى لبرهان في شخصه؟! هل ما يزال البرهان عند موقفه برفض مشاركة الإمارات في أي منبر تفاوضي؟!
– مشكلة دعوة منبر جنيف الأساسية انها منبر جديد بالكُليّة تقوم عليه الولايات المتحدة بدون المملكة العربية السعودية، رغم محاولة بيان الخارجية الأميركية وضع نص تهويمي عن “البناء على عمليات جدة” دون ذكر اعلان المبادئ نصّاً، ورغم محاولة المبعوث الأميركي تسويق جنيف بالأمس مع سعد الكابلي وتسميتها “جدة ٣”، وهو منبر يعلم المبعوث وغيره بأنه لا علاقة له بمنبر جدة. سعي الولايات المتحدة لإنشاء منبر جديد تنفرد بإدارته وبدون أي مرجعيات تفاوضية واضحة. هل هذا التنازل يُراد به محاولة لإدخال السودانيين في نموذج فلسطيني يصبح التفاوض لأجل التفاوض وبدون أي مرجعيات، وتنعقد الجولات وتنفض لأنها صارت سوقاً سياسياً لذاتها؟
– الولايات المتحدة لأول مرة منذ ١٥ شهراً تعترف برئيس مجلس السيادة، وبالتأكيد ليس لأنها اكتشفت ذلك اليوم، بل لأنها في حوجة لانعقاد منبر جنيف بعد فشلها في التأثير على مسار الحربين الأخريتين في العالم -غزة وأوكرانيا- ولذلك فهي تسعى لتقديم أقل حدّ ممكن من التنازلات للسودان، وتحصد مقابله أكبر قدر من المكاسب السياسية خصوصاً عشيّة انتخاباتها الرئاسية، وما نقل المنبر لسويسرا إلا لكثافة التركيز الإعلامي غير المتوفر في جدة.
– الحكومة السودانية صنّفت مليشيا الدعم السريع كقوة إرهابية بعد حلّها وإلغاء قانونها، فليس هناك أي مبرر للقبول بإنشاء منبر تفاوض جديد، ويجب الاكتفاء بضرورة الضغط للإيفاء بمقررات منبر جدة وإعلان مبادئ ١١ مايو ٢٠٢٣ قبل المُضي في أي خطوات أخرى.
– لا يجب بأي حال السماح لأي طرف داخلي -قحت/تقدم- أو الخارجية -الولايات المتحدة- أن تقوم بحصر قضية وطنية كهزيمة غزو مليشيا أبوظبي وتجاوز تحدي بقاء الدولة والسيادة الوطنية في طابعها الإنساني. تحاول الولايات المتحدة وقحت/تقدم تصوير الحرب في السودان كمأساة إنسانية فقط، ويسكتون، هي مأساة إنسانية ومعاناة لأهلنا وأحبابنا واصدقائنا ولا شك، ولكن لا يجب السكوت دون الخوض في أسبابها من الفاعلين والداعمين المحليين والخارجيين.
– لماذا يجب أن نقبل العودة للتفاوض مع “الضنب” بعد ان بدأ مسار مع “صاحب الضنب”!؟
احمد شموخ
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الولایات المتحدة مجلس السیادة
إقرأ أيضاً:
الخارجية الأمريكية تعود إلى خط Times New Roman رسمياً في مراسلاتها
أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن اعتماد خط Times New Roman كخط رسمي لجميع مراسلات وزارة الخارجية الأميركية.
جاء القرار بإلغاء العمل بخط Calibri الذي كان قد اعتمده الوزير السابق قبل عدة سنوات.
تم تعميم القرار في مذكرة داخلية وُجّهت إلى جميع السفارات والقنصليات الأميركية حول العالم.
أوضح روبيو أن الخط الجديد يمنح الطابع الرسمي المطلوب للمراسلات الحكومية والدبلوماسية.
أشار القرار إلى أن خط Calibri أعطى انطباعاً أقل رسمية للوثائق الرسمية خلال الفترة الماضية.
شددت المذكرة على ضرورة الالتزام الفوري باستخدام الخط الجديد في جميع المستندات الصادرة عن الوزارة.
استثنى القرار بعض الوثائق القانونية الخاصة التي ستستمر كتابتها بخط مختلف وفق القواعد المتبعة.
تقرر أيضاً تعديل حجم الخط ليعود إلى 14 نقطة بعد أن كان 15 نقطة خلال الفترة السابقة.
أكد روبيو في مذكرته أن الهدف من هذا التغيير هو استعادة هيبة المراسلات الرسمية للدولة الأميركية.
أوضح أن الخطوط المستخدمة تعكس صورة المؤسسات الحكومية أمام الداخل والخارج.
اعتبر أن العودة إلى Times New Roman تمثل التزامًا بالأسلوب التقليدي الرسمي الذي تعارف عليه العمل الدبلوماسي لسنوات طويلة.
شدد على أن توحيد شكل الخط والمظهر العام للمستندات أمر ضروري لضمان الانضباط الإداري.
القرار أثار تفاعلًا واسعاً داخل الأوساط السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة.
رأى بعض المؤيدين أن الخطوة تعيد الانضباط والجدية إلى المراسلات الدبلوماسية.
اعتبر آخرون أن التغيير يحمل طابعاً رمزياً أكثر من كونه إدارياً ..
أشار منتقدون إلى أن خط Calibri كان أسهل في القراءة على الشاشات الرقمية قال عدد من موظفي الوزارة إنهم سيلتزمون بالتعليمات الجديدة فورًا دون استثناء.
يأتي هذا القرار في إطار توجه أوسع داخل الإدارة الأميركية لإعادة النظر في بعض السياسات الإدارية المعتمدة خلال السنوات الماضية.
شددت الوزارة على أن التغيير لا يؤثر على مضمون المراسلات وإنما على شكلها فقط.
أكدت أن الهدف الأساسي هو الحفاظ على صورة رسمية موحدة تعكس مكانة الولايات المتحدة في العمل الدبلوماسي.
أوضحت أن جميع البعثات الدبلوماسية مطالبة بتطبيق القرار دون تأخير.
ومع بدء التنفيذ الفوري لهذا القرار أصبحت جميع المراسلات الرسمية للوزارة تصدر بخط Times New Roman لتوحيد الشكل العام وضمان الطابع الرسمي للمستندات.