جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-02@06:05:45 GMT

قراءة الحدث

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

قراءة الحدث

 

سعيدة بنت أحمد البرعمية

 

 

بعد اغتيال إسماعيل هنية واستشهاده، يبدو أنَّ حرب الطوفان أخذت مسارًا مختلفًا عمّا كانت عليه، وكأنَّ ما سبق هي المرحلة التمهيدية للحدث الأعظم، الحدث الذي فجّر القنبلة الموقوتة بتنصيب يحيى السنوار قائدًا للمكتب السياسي لحركة حماس، الحدث الذي أسرع بظهور جدية غير مُعتادة على طاولة المفاوضات، "الآن الآن وليس غدًا" أمريكا وإسرائيل وأذنابهما وجميع عبيدهما والأحزاب معًا جادّون للتفاوض، وفي هذا الوقت الذي أدركوا فيه جميعًا أن نتنياهو كان مُخطئًا في قتل الأطفال والصحفيين والمدنيين، يُقابل جميع ذلك بمذبحة الفجر لتسجل في سجل الصهاينة بحرًا متجمدًا آخر من الإجرام يركن إلى مفاوضات السلام العالقة.

لكن يبدو أنَّ السنوار يُدرك ما حدث وما يحدث وما سيحدث ويركز اهتمامه وحده في صناعة نصر محتّم يرى فجره قادمًا لا محالة، وهكذا بتنا كشعوب سئمت الذل وتسممت من شرب ألاعيب المفاوضات والسلام الرمادي الفجر ذاته ونترقبه.

"قرّبا مربط النعامة منّي"

لم تشأ إيران الدخول المُباشر في حرب حماس مع الكيان رغم مساندتها ووقوفها معها، ولكن اختلف الأمر بعد استشهاد إسماعيل هنية في عقر دارها، فرفعت الراية الحمراء وتعهدت بأن ردها سيكون قاسيًا وفريدًا وغير مُتوقع، وبدأ التكتيك الإيراني بإشعال الحرب النفسية في صفوف الكيان العسكري والمدني على حد سواء، ولسان حالها يقول: "قرِّبا مربط النعامة مِنِّي" كلسان حال الحارث بن عباد قبل ضربته القاضية للزير سالم، حينما ثأر لمقتل ابنه بعد أن كان واقفًا مدّة أربعين عامًا على الحياد في حرب "بكر وتغلب"؛ فالحرب النفسية الإيرانية حتى الآن زادت من هشاشة كيانهم اللعين وزاد من سخطهم على حكومتهم المُتخبطة.

وعلى هامش انتظار الضربة الإيرانية يُثار الجدل كالجدل ذاته الذي أثير بين قصيدتي النّعامة للحارث ابن عباد وقصيدة المُشهّر للزير سالم اللتين كانتا بمثابة الحرب النفسية في الوقت السابق للضربة القاضية في حرب تغلب وبكر، وما نراه الآن من المشهد الإعلامي والذباب الإلكتروني واضطراب الآراء وزرع الفتن ليس بغريب عن جدلية قصيدتي النعامة والمشهر ولكن لكل زمن أدواته.

بعد تلك الجدلية كانت ضربة الحارث قاضية أوقفت الحرب بكفّ سيف الزير الجائر على البكريين أربعين عامًا،فهل ستقوم إيران بالدور ذاته وتكون لها اليد المباشرة في قطع دابر الاحتلال والمشهد الدامي منذ أكثر من نصف قرن؟ هذا ما ستحدده الأحداث القادمة.

في ملعب السنوار

كانت الكرة منذ بداية الحرب في ملعب السنوار المطارد منذ بداية الحرب والمصنف على أنه مجرم حرب؛ ولكن ما حدث الآن أن الملعب كاملا صار في قبضة يد السنوار، لا أستطيع التكهن بما هو قادم؛ لكني أشعر أن قرار حماس بتنصيب السنوار وإجماعهم عليه  كسر القاعدة بانتقال رئاسة المكتب من عتبات السياسة والمفاوضات والدبلوماسية والمساعي والوعود إلى الميدان مباشرة؛ فحينما يُصرح الناطق الرسمي للحركة بأن اختيار السنوار قائدًا للحركة جاء عن اقتناع مدروس وتوجد جاهزية مطلقة من الكتائب بتنفيد قرارات السنوار؛ فهذا ما أحدث خللًا في توازن قوى الاحتلال وجعل من نتنياهو يتوسل للوصول إلى مفاوضات، المفاوضات التي باتت الآن لا تعني للسنوار شيئًا كما يبدو من المشهد، المفاوضات التي كان السنوار منذ بداية الحرب وحده واضع شروطها وقراراتها والمتحكم في نجاحها.

لقد حلّت لغة القوة أخيرًا في هذا الوقت بالذات في طرف المقاومة بدلًا من لغة السياسة والدبلوماسية، وهذا ما جعل المفاوضات السريعة لوقف إطلاق النار تبدو غبية ومضحكة ومكشوفة، ويبدو أنَّ الجميع بات يخشى اللعب في ملعب السنوار.

برأيي يصعب اللعب مع رجل يقول عن نفسه: "إنه يحب دائمًا يحبّ الخروج عن السطر" يتحدّث قليلًا وعندما يتحدّث يتحدّث بأعلى صوته! لا يحبّ الظهور أمام الكاميرات ولكن تظهر أفعاله وتُحدِث الخلل في توازن القوى!

رجلٌ يقول إنّ أهل غزة "لديهم من المخزون الثوري ما يُمكّنهم من إيقاف كلّ المؤامرات والمفاوضات ويوقف كل المتآمرين وأنّه لا يوجد من يمكنه أن يمارس علينا الضغط ولدينا من الاستعداد للتضحية والفداء ما لا يمكن أن يتصوره أحد".

هو بالفعل خارج عن السطر وخروجه عن السطر أكثر ما ميزه وصنع منه قائدًا لا يعمل إلاّ للنصر.

كِشْ عار

إنّ المشهد الواضح في لعبة السنوار يمكن اختزاله في كلمتين "كِش عار"؛ فقد آن الأوان أن يُغسل العار الذي ألحقته الهزائم والمعاهدات المدمرة والتنازلات والمؤامرات الخائنة سرًّا وعلنًا بالفلسطينيين والانبطاح السياسي منذ أكثر من نصف قرن، آن الأوان ليكفّ مصاصو الدماء عن مص دم الفلسطينيين؛ فقد رأينا وقوف الشعب المخذول الأعزل صامدًا أمام فوهات المدافع وتحت مطر الصواريخ وفي مهب ريح الخيانة ليُدفن في ترابه غاسلًا عار أمّة بأكملها بدمه فداءً للشرف والذود عن المقدسات وإثباتًا لاستحقاقه الوجودي.

تقول قراءة المشهد أو الحدث- إن صحّ التعبير- "لقد فعلها السنوار"، لكنه يقول في مقطعٍ ما "إن السابع من أكتوبر لم يكن سوى البروڤة" والحدث الأعظم قادم، نحن حقًا نشعر أننا أمام منعطف تاريخي بإمكانه إعادة الكرامة إلى نصابها ويغسل العار؛ خاصة بعد المخطط الآثم لحصد رؤوس القادة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دعم للتحول الرقمي والبنية التحتية.. مؤسسة النفط تشارك بفعالية في «يوم التقنية»

شاركت المؤسسة الوطنية للنفط، اليوم الأحد، في فعاليات اليوم الوطني للتقنية، الذي أقيم بفندق كورنثيا في العاصمة طرابلس، وذلك بصفتها راعياً استراتيجياً لهذا الحدث التقني الوطني الهام، والذي انطلق في نسخته الخامسة.

وأكد عضو مجلس إدارة المؤسسة والرئيس المكلف، حسين صافار، في كلمة ألقاها خلال مراسم الافتتاح، على التزام المؤسسة بدعم هذا الحدث الذي يمثل منصة مهمة لتعزيز التحول الرقمي في مختلف القطاعات، وتطوير البنية التحتية التكنولوجية، ودعم المشاريع والمبادرات التقنية الوطنية، كما أشاد بجهود المؤسسة الليبية للتقنية في تنظيم هذا الحدث السنوي المتميز.

وشهدت مراسم الافتتاح عرضاً مرئياً استعرض أبرز التقنيات الحديثة التي تطبقها المؤسسة الوطنية للنفط وشركاتها التابعة، في المجالات الإدارية والميدانية داخل الحقول والمواقع النفطية.

وحظيت الفعالية بحضور رفيع من مسؤولين وممثلين عن مؤسسات الدولة، من بينهم عضو مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط أحمد عمار، ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك، وممثل الشركة القابضة للاتصالات محمد الأندلسي، وممثل الهيئة العامة للاتصالات عبدالباسط الباعور، إلى جانب ممثلين عن شركتي السرير للعمليات النفطية وزلاف لاستكشاف وإنتاج وتكرير النفط والغاز، وعدد من المدراء العامين، والخبراء والفنيين من مختلف الشركات والمؤسسات التقنية.

وتضمنت فعاليات اليوم الوطني للتقنية عددًا من ورش العمل والجلسات الحوارية، إلى جانب ملتقى قادة التقنية، وقمة مطوري البرمجيات، وفعالية الأمن السيبراني، التي هدفت جميعها إلى تبادل الخبرات، واستعراض آخر المستجدات في مجال التكنولوجيا والتحول الرقمي.

آخر تحديث: 1 يونيو 2025 - 16:28

مقالات مشابهة

  • نادي عمان للجولف يختتم بنجاح “كأس الدبلوماسيين الأول للجولف” في الأردن
  • مؤسسة النفط تشارك وترعى فعاليات اليوم الوطني للتقنية 
  • كاتس يوجه الجيش بالمضي في تنفيذ أهدافه بغزة بغض النظر عن المفاوضات
  • غروندبرغ يقول إنه ناقش مع وزير الخارجية المصري الوضع بالبحر الأحمر والسلام في اليمن
  • دعم للتحول الرقمي والبنية التحتية.. مؤسسة النفط تشارك بفعالية في «يوم التقنية»
  • إعلام إسرائيلي: حماس لم تغلق الباب بشأن المفاوضات وترامب بحاجة لإنجاز
  • ما لعبة إسرائيل وأميركا في مقترح ويتكوف؟ ولماذا لم توافق حماس حتى الآن؟
  • بالفيديو... حريق كبير أمام مدخل الجامعة اللبنانيّة في الحدث
  • فتحي: الحدث عن الظروف القهرية هو مقدمة من الرابطة للتلاعب باللوائح
  • روسيا: وقف إطلاق النار ليس كافياً لإنهاء الحرب في أوكرانيا