عربي21:
2025-07-09@01:51:28 GMT

الأفارقة يهربون من قطرة إلى ما هو أسوأ

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

عادت أفريقيا لتتصدر من جديد الواجهة الدولية، فالنظام العالمي الجديد الذي بصدد التشكل ستكون أفريقيا احدى ساحاته الرئيسية. وهو ما أدركه فلاديمير بوتين عندما تمكن من جمع 49 رئيسا من القارة السمراء؛ الذين لم يترددوا في الاستجابة لدعوته رغم صعوبة الأوضاع الإقليمية والعالمية.

فربط العلاقة مع روسيا اليوم هو مجازفة يمكن أن تكون مكلفة لأصحابها نظرا للحرب الشرسة الدائرة في أوكرانيا وتداعياتها، والتي أصبحت تهدد السلم العالمي بحرب نووية قد تكون وشيكة، وقد تستعمل فيها أسلحة عسكرية، وهو ما جعل بوتين يهدد فرنسا ليس عسكريا فقط إن اقتضى الأمر، وإنما يعتقد بأن استقرارها الاقتصادي والسياسي مرتهن بقرار الدول الأفريقية الفرنكفونية يقضي بإصدار عملة مشتركة مما سيؤدي إلى انهيار ذاتي لفرنسا "مثلما يحصل للثمرة المتعفنة".

وهو يعتقد في نفس السياق أن أفريقيا أغنى ألف مرة من أوروبا بفضل ثروتها المدفونة تحت الأرض، ويكفي أن تنشئ الحكومات الأفريقية عملتها الموحدة حتى تنقلب المعادلة ليصبح الأوروبيون هم الذين يهاجرون نحو أفريقيا.

بعد نزعة التعالي التي مارسها السياسيون الفرنسيون على الأفارقة والتي دفعت الرئيس السابق نيكولا ساركوزي لأن يخاطب قادة الدول الأفريقية في سنة 2007 قائلا "الإنسان الأفريقي لم يدخل بما يكفي دائرة التاريخ"؛ ها هي تطرد في وقت وجيز من أربعة دول بدءا من مالي وصولا إلى النيجر، تم ذلك في أجواء معادية لفرنسا في جميع مستعمراتها السابقة. لقد تحولت عاصمة النور إلى دولة الشر لدى قطاعات واسعة من المواطنين الأفارقة
يدرك الفرنسيون جيدا هشاشة وضعهم، ويخشون أن تُستغل ضدهم نقاط ضعفهم بشكل خطير، إذ تكفي متابعة وسائل إعلامهم في الفترة الأخيرة حتى تتجلى مخاوف نخبتهم من احتمال السقوط الدراماتيكي لدولتهم بسبب سوء إدارة قيادتهم السياسية لثلاث ملفات خطيرة؛ أولها الاندفاع غير المدروس في دعم أوكرانيا ضد روسيا رغم كثرة التحذيرات التي تلقتها من بعض محلليها الاستراتيجيين. ويتعلق الملف الثاني بعلاقاتها مع الولايات المتحدة، والتي تبين أن باريس تحولت إلى مجرد بيدق من بيادق السياسة الأمريكية، أما الملف الثالث والأخير في هذا السياق فيتعلق بالضربات المتتالية التي تلقتها فرنسا من عديد الدول الأفريقية التي كانت من قبل ضمن مستعمراتها السابقة، وإحدى المناطق الخاضعة لها اقتصاديا وعسكريا.

فبعد نزعة التعالي التي مارسها السياسيون الفرنسيون على الأفارقة والتي دفعت الرئيس السابق نيكولا ساركوزي لأن يخاطب قادة الدول الأفريقية في سنة 2007 قائلا "الإنسان الأفريقي لم يدخل بما يكفي دائرة التاريخ"؛ ها هي تطرد في وقت وجيز من أربعة دول بدءا من مالي وصولا إلى النيجر، تم ذلك في أجواء معادية لفرنسا في جميع مستعمراتها السابقة. لقد تحولت عاصمة النور إلى دولة الشر لدى قطاعات واسعة من المواطنين الأفارقة، رغم أن عشرات الآلاف منهم لا يزالون ينخرطون في قوافل الهجرة غير النظامية نحو فرنسا عن طريق إيطاليا. هذا الأمر دفع برئيسة الحكومة الإيطالية إلى شن هجوم قبل فترة على جارتها فرنسا، وحمّلتها مسؤولية المصائب التي تعاني منها هذه الدول الأفريقية.

تكمن المشكلة حاليا في أن جزءا واسعا من القيادات الأفريقية التي أظهرت تمردها على الغرب عموما، وعلى فرنسا خصوصا، تعتقد بأن الذي سيساعدها على التحرر هو الارتماء في أحضان روسيا والصين، وكأنهما الأفضل والأصلح والأنقى. إذ تكفي الإشارة إلى وصول مجموعات فاغنر إلى الأراضي النيجيرية تحسبا لعدوان فرنسي منتظر، في حين أن هذه المليشيات المنظمة ليست سوى ورقة تستعملها موسكو لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في كثير من مناطق العالم.

تكمن المشكلة حاليا في أن جزءا واسعا من القيادات الأفريقية التي أظهرت تمردها على الغرب عموما، وعلى فرنسا خصوصا، تعتقد بأن الذي سيساعدها على التحرر هو الارتماء في أحضان روسيا والصين، وكأنهما الأفضل والأصلح والأنقى
كما أن الذين يقودون هذا التغيير في السياسة الخارجية للدول الأفريقية عسكريون قاموا بانقلابات وسيطروا على السلطة في بلدانهم بوسائل غير شرعية، وتعمّد الكثير منهم الخلط بين العداء للسياسات الإمبريالية لفرنسا وغيرها من الحكومات الغربية وبين رفض الديمقراطية وآلياتها الشعبية، أي التعلل برفض الهيمنة والوصاية الخارجية لتثبيت أنظمة عسكرية بلا أفق ولا برامج بديلة سوى التحالف مع أنظمة غير ديمقراطية.

فوارق عديدة تميّز بين ما يجري حاليا على ركح السياسة الأفريقية وبين جيل سابق من الزعماء الأفارقة الذين حاولوا أن يتصدوا للقوى الاستعمارية في ظرف صعب ومعقد، وقدم بعضهم ثمنا غاليا خلال تلك المعركة، وكان حصاد تلك المرحلة مرّا.

الدفاع عن أفريقيا من قبل أبنائها عنوان رئيسي من عناوين المرحلة الجديدة، لكنها معركة يجب أن يتحصن القائمون عليها بوعي شديد. فالدول الكبرى دون تمييز بين شرق وغرب تندفع بقوة نحو أفريقيا للقيام بأدوار متشابهة من أجل الاستحواذ على الثروات الحيوية المدفونة في القارة السمراء.. خذوا حذركم أيها الأفارقة حتى لا تتخلصوا من هينة غربية لتقعوا في خدعة قد تكون أشد قسوة ومرارة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أفريقيا روسيا فرنسا النيجر انقلاب فرنسا النيجر روسيا أفريقيا مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد مقالات سياسة سياسة رياضة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول الأفریقیة

إقرأ أيضاً:

11 عاما على أسوأ إهانة لمنتخب البرازيل في تاريخه أمام ألمانيا

في مثل هذا اليوم قبل 11 عاما شهد العالم واحدة من النتائج المدوية والصادمة في تاريخ كرة القدم على الإطلاق، وذلك خلال نهائيات كأس العالم 2014 التي استضافتها البرازيل حاملة الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بالبطولة.

ففي الثامن من يوليو/تموز 2014، كان عشاق كرة القدم يترقبون مشاهدة معركة كروية بكل ما تحمل الكلمة من معنى بين البرازيل الدولة المضيفة وألمانيا في الدور النصف النهائي من النسخة العشرين للمونديال.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ريفالدو.. من بيع العصائر في البرازيل إلى الكرة الذهبية مع برشلونةlist 2 of 25 من أعظم نجوم الكرة لم يشاركوا في كأس العالمend of list

كان المنتخب البرازيلي بقيادة مدربه لويس فيليبي سكولاري قد وصل إلى هذه المرحلة بعد فوزين شاقين في الأدوار الإقصائية على تشيلي 3-2 بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1 وعلى كولومبيا 2-1 تواليا، فيما بلغ الألمان تحت إشراف يواكيم لوف الدور ذاته بتجاوز عقبتي الجزائر 2-0 بعد التمديد وفرنسا 1-0.

في الواقع أُحيطت الشكوك حول قدرة البرازيل على تحقيق الفوز خاصة أن "السيليساو" فقد اثنين من أبرز نجومه قبل تلك الموقعة، وهما نيمار دا سيلفا بداعي الإصابة والقائد تياغو سيلفا الموقوف لتراكم البطاقات الملونة.

ورغم ذلك لم يكن أشد المتشائمين بالبرازيل أو أكبر المتفائلين بألمانيا يتوقع أن تكون المباراة شاهدة على تلك النتيجة المدوية، انتصار ألماني كاسح بنتيجة 7-1 أمام مرأى ومسمع الجماهير المحلية والعالم أجمع، وسط أخطاء دفاعية فادحة وغير مقبولة في الدفاع البرازيلي.

بداية صاعقة

انطلقت تلك المباراة على ملعب مينيراو الواقع بمدينة بيلو هوريزونتي أمام عشرات الآلاف من الجماهير البرازيلية الحالمة بالوصول إلى النهائي، في طريقهم لتحقيق اللقب للمرة الأولى على أرضهم.

لكن الواقع كان قاسيا على أحلامهم، ففي غمرة الآمال والأحلام اهتزت الشباك البرازيلية 5 مرات على نحو صادم وغير قابل للتصديق، كل ذلك في الدقائق الثلاثين الأولى من البداية.

إعلان

ففي الدقيقة الـ11 وضع توماس مولر المنتخب الألماني في المقدمة، وهو سيناريو اعتيادي يحدث في الكثير من المباريات، وعليه آمن البرازيليون بقدرة منتخبهم على التعديل والعودة إلى نقطة البداية.

هذه العودة تبخّرت وانتهت تماما في ظرف 6 دقائق فقط حين انهالت الأهداف الألمانية تواليا في الشباك البرازيلية عبر ميروسلاف كلوزه وتوني كروس (هدفين) وسامي خضيرة في الدقائق 23 و24 و26 و29، وسط ذهول وصدمة جميع الجماهير والمتابعين في العالم.

وفي الشوط الثاني حاول "راقصو السامبا" الذين فقدوا إيقاعهم حفظ ماء وجههم وتقليص الفارق على أقل تقدير، لكن هدفين آخرين من البديل أندريه شورله في الدقيقتين 69 و79 عمّقا الجراح البرازيلية وضاعفا ألم الصفعة المهينة التي تلقّاها أصحاب الأرض.

???? On this day, exactly 11-years ago, perhaps the biggest humiliation in football history happened.

Germany smashed Brazil 7-1 in the semi-final of the 2014 World Cup in Brazil. ???????????????????? pic.twitter.com/UNl7eqWjK8

— Football Tweet ⚽ (@Football__Tweet) July 8, 2025

وفي الوقت الذي كان فيه حكم الساحة المكسيكي ماركو أنطونيو رودريغيز يستعد لإطلاق صافرة النهاية تمّكن اللاعب أوسكار أخيرا من الوصول إلى الشباك الألمانية، محرزا الهدف اليتيم للبرازيليين.

وكان لهذه النتيجة صدى إعلامي كبير في جميع وسائل الإعلام محليا وعالميا، وهو أمر متوقع بالنظر إلى قيمة وحجم وتاريخ المنتخبين عالميا.

وتاليا أبرز العناوين التي كتبتها وسائل الإعلام البرازيلية والأوروبية عن المباراة: صحيفة لانس الصادرة في ريو دي جانيرو وصفت الهزيمة بأنها "أكبر عار في التاريخ". صحيفة فوليا دي ساو باولو كتبت "إهانة تاريخية"، مضيفة "البرازيل تُهان مجددا أثناء محاولتها الفوز بكأس العالم على أرضها" في إشارة منها إلى خسارة نهائي مونديال 1950 أمام أورغواي 1-2. شبكة أو غلوبو كتبت "ألمانيا تذبح البرازيل وتلحق بها أكبر هزيمة في تاريخها". صحيفة بيلد الألمانية: "جنون 7-1. المنتخب الألماني يطيح بالبرازيل". صحيفة ليكيب الفرنسية: وضعت صورة عملاقة للمدافع البرازيلي ديفيد لويز وعنونت "الكارثة". صحيفة ديلي تلغراف البريطانية وصفت هزيمة البرازيل بأنها "أعظم إهانة في تاريخ كأس العالم". صحيفة ديلي ستار البريطانية وصفت فوز ألمانيا بأنه "مذبحة". صحيفة ديلي ميرور البريطانية كتبت "دمرت ألمانيا الدولة المضيفة".

مقالات مشابهة

  • 4 أسباب بارزة.. لماذا سيطر الفشل على الدول التي دخلتها إيران؟
  • إطلاق حملة لترميم الجبال التي احترقت باللاذقية ووزير الطوارئ يشكر الدول المشاركة في إخماد الحرائق
  • 11 عاما على أسوأ إهانة لمنتخب البرازيل في تاريخه أمام ألمانيا
  • شاهد بالفيديو.. خلال حفل أحيته بإحدى الدول الأفريقية.. الفنانة منى ماروكو تدخل في وصلة رقص مثيرة وتحصل مقابلها على أموال طائلة من النقطة
  • ترامب: سنفرض رسوم إضافية على الدول التي تتبنى سياسات مجموعة بريكس
  • أحمد سمير فرج: علاء عبد العال أسوأ مدرب تعاملت معه
  • هؤلاء هم الرجال الذين تريد القيادة إبدالهم بالشعراء والفنانين والنشطاء في زمن الحرب !!
  • «قويرب» يبحث مع سفير فرنسا القضايا التي لها علاقة بدول البحر الأبيض المتوسط
  • تحديات تعيق قوة السلام الأفريقية في الصومال
  • رسالة بن فرحان… التزموا ورقة برّاك وإلا الآتي أسوأ