كيف نعيش الأمان والسكينة بذكر الله؟
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
يُعد ذكر الله تعالى من أعظم الأعمال وأعلاها أجرًا، وتجلب السكينة واطمئنان القلب، مصداقًا لقول الله تعالى: "أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"، ولكن يشتكي البعض من استمرار المخاوف رغم ذكر الله تعالى، وهنا يُجيب أمين الفتوى الدكتور عمرو الورداني أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن سؤال يشغل أذهاننا دائمًا وهو: أزاي نعيش الأمان والسكينة بذكر الله؟
. الورداني يوضح الفرق
أزاي نعيش الأمان والسكينة بذكر الله؟
قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى، ومدير مكتب الإرشاد الزواجي بدار الإفتاء المصري، أنه كثير من الناس تتعامل مع ذكر الله وكأنه دواء، عند تناوله يتحقق قول الله سبحانه وتعالى: "أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"، ورغم وجود جزء كبير من ذكر الله يشعرنا بتلك السكينة والراحة، إلا أن معنى الآية أوسع من ذلك بكثير.
ويتابع الورداني أن قوله تعالى :"أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"، يمكن أن يكون الله هو الذاكر، ويمكن أن يكون المذكور، وهذا يعني أن هناك منظور أعمق للآية، وهو اطمئنان الإنسان أن الله يذكره، وأن الكريم لا يغفل عنه، وأن يتيقن الإنسان أن الله عزوجل لا تختلط عليه مسائله، ولا يضيع حاله وسط أحوال الناس.
وأشار الورداني إلى أن إدراك الإنسان لتلك المعاني، يجعله يفهم المعنى الأقرب للقوب لكي تطمئن، وأنه في اللغة العربية المصدر ممكن أن يكون يضاف إلى فاعله، وهذا يعني أن قوله: "أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"، يمكن أن يُفهم: ( ألا بذكر الله لي يطمئن قلبي)، وحينما يدرك الإنسان ذلك يستطيع أن يعيش في أمان وسكينة لأن الرحمن لا ينسانا.
قالت دار الإفتاء المصرية أن نصوص الشرع الحنيف قد اجتمعت على بيان فضل ذكر الله سبحانه وتعالى وقراءة القرآن الكريم، فقال تعالى: ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 35]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب 41- 42]، وقال عزَّ وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُور﴾ [فاطر: 29]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ» رواه مسلم من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، إلى غير ذلك من النصوص الواردة في فضل ذكر الله تعالى ودعائه.
وتذكير الآخرين بهذا -أي بذكر الله تعالى وآياته- والدعوة إليه، والترغيب فيه ممَّن هو أهله -هو من الأعمال الصالحة التي يثاب عليها الإنسان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا» أخرجه مسلم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ذكر الله ذكر الل السكينة والراحة ذ ك ر الل ه عمرو الورداني ذکر الله تعالى أ لا ب ذ ک ر بذکر الله
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا بأداء الصلاة
أجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد من سيدة تُدعى "بدرية من المنوفية" تسأل فيه: "ابني لا يُصلي، وكلما نصحته قال لي: ربنا يسهل، فهل عليّ ذنب؟"
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فتوى له، اليوم الخميس: " لا إثم عليكِ، ولكن يجب أن نبحث عن السبب الذي يجعل الابن لا يُصلي، فقد تكون هناك تحديات أو مؤثرات خارجية، مثل غياب الصحبة الصالحة أو الانشغال بأمور الحياة".
وأوضح الشيخ محمد كمال أن الأم ينبغي أن تنصح ولدها بالحسنى، مستشهدًا بقول الله تعالى: (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، مضيفا: "مش من الصح نقوله: لو ما صليتش هتروح النار، أو ربنا هيمنع عنك كذا وكذا.. الأفضل نرغّبه في الصلاة بلطف، ونشجعه على صلاتها جماعة".
وتابع: "قولي له: تعالَ نصلي سوا، صوّتك جميل، اقرأ لينا، صلي بيا أنا والدتك.. وشوفي لو له أصحاب بيصلوا، خليه يروح معاهم، لأن الصاحب ساحب، والرفقة الصالحة لها تأثير كبير".
وأَضاف: "أكثري من الدعاء له، فدعاء الأم مستجاب كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم.. قولي: يا رب اجعل ابني من المحافظين على الصلاة، من البارين، وكرري الدعاء ليلًا ونهارًا، وإن شاء الله ربنا يهديه ويشرح صدره للصلاة".