دارسون بكلية الدفاع الوطني: تُقدم مواجهة حاسمة للحروب الحديثة وتدعم الأمن القومي
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
كتب- محمد سامي:
أشاد الدارسون بكلية الدفاع الوطني بما لمسوه من تطور واستخدام التكنولوجيا الحديثة والخدمات المقدمة لهم في العملية التعليمية، مشيرين إلى أنه تم استغلال التكنولوجيا في تنمية فكر وعقل الدارس ووجود بدائل كثيرة للإطلاع سهلة من خلال المكتبة الإلكترونية والشاشات التفاعلية الموجودة.
المستشار سامح رمضان السيد، نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية وعضو المكتب الفني لمساعد وزير العدل، سرد كيف تم ترشيحه للدراسة في كلية الدفاع الوطني الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية بناءً على ترشيح من المستشار يوسف الكومي، مساعد وزير العدل لشؤون الشهر العقاري والتوثيق، ومن المستشار عمر مروان، وزير العدل السابق، ثم اجتيازه للاختبارات التي عقدتها الأكاديمية للطلبة المرشحين للدراسة في الأكاديمية.
وأشار "السيد"، في حديثه إلى "مصراوي"، إلى أن زمالة كلية الدفاع الوطني هي درجة علمية تجمع بين الجانب العلمي والتطبيقي الوظيفي بدراسات حيوية مدتها عام تقريبا تتناول مجال الاستراتيجية والأمن القومي لإعداد الصف الأول للقيادة بالإضافة إلى مستقبل العلاقات المصرية مع دول العالم ودراسة تفاعلية وشمولية في المجال الاقتصادي والاجتماعي والرأي العام وقياسه وأثره في صنع القرار، حيث يتخلل ذلك زيارات ميدانية واستراتيجية داخل مصر للمواقع الحيوية بها.
وأضاف: كما ندرس الحروب التقليدية وحروب الجيل الرابع والحروب النفسية والمعلوماتية وحروب الجيل الخامس والحرب بالوكالة وغيرها من أنواع الحروب، كما أنها تثقل الوعي لدى الدارس بأمور الدولة وتسعى إلى تعزيز مكانة مصر بين دول العالم كما أن الدراسة في الكلية معنيه بأهمية الرأي والرأي الآخر بطريقة علمية لتحقيق المنفعة الجادة وتنمي لدى الدارس روح المبادرة والابتكار وخلال الدراس نبحث عن أنسب الحلول ووضع الأولويات والأسبقيات لما ينتج عن دراسة أي موقف أو تحليله.
ونوه بعملية التطوير والتكنولوجيا المستخدمة في العملية التعليمية داخل الكلية، مشيدًا بما لمسه من التطور واستخدام التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية والمواقع والمكتبة الرقمية والتفاعل الإلكتروني الكامل بما يتيح للدارس الرجوع إلى المراجع اللازمة في أي وقت والكيفية التي يريدها.
وقال الباحث إسلام كمال، رئيس التحرير التنفيذي لـ "روزاليوسف" وممثل الهيئة الوطنية للصحافة، عن مشاركته في دورة زمالة الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا الاستراتيجية، إن التحاقه بهذه المؤسسة الأكاديمية العريقة ودورة الزمالة بكلية الدفاع الوطني المميزة جدا، كان حلمًا من أحلام الترقي العلمي، خاصة أن علومها لا تقدم في أية كلية أخرى، وخلفيتها العسكرية الاستراتيجية صك مهم جدًا في سيرته الذاتية الشخصية.
وأضاف كمال، في حديه إلى "مصراوي"، أن دورة زمالة كلية الدفاع الوطني بالأكاديمية العسكرية المصرية للدراسات العليا والاستراتيجية، تمثل مواجهة حاسمة من نوع خاص للحروب الحديثة بكل أنواعها وأجيالها، ودعما للأمن القومي المصري، في كل دوائره القريبة والمتوسطة والبعيدة.
وأكمل الباحث، أن مشاركة عشرات الدول العربية والإفريقية والأوروبية، أمر في حد ذاته يوصل رسالة دورة زمالة كلية الدفاع الوطنى بحق، مضيفًا: لو رسمنا خريطة للباحثين العسكريين المشاركين بالدورة من نيجيريا غربا وحتى الكويت شرقا، ومن تنزانيا جنوبا وحتى اليونان شمالا، ستدركون ماذا تمثله هذه الدورة لمصر وسلاحها الأكاديمي، على اعتبار أن المراكز البحثية وفق ما يعلمنا المستشارين والدكاترة في الدورة، من أبرز آليات الأمن القومي.
وشدد إسلام كمال، على أن "جيش العلم والبحث" هو السلاح الأول في مواجهة أي حرب حديثة، قبل الجيوش التقليدية، بل هو الحامي الأقوى للجيش التقليدي في حروب الأجيال المتوالية، والتي أوصلتها بعض النظريات حتى الجيل التاسع، وبالتبعية علينا أن ندعم جيش العلم والبحث بكل قوة.
وأشار الباحث إلى أن هذا تحقق بشكل واضح في المقر الجديد لكلية الدفاع الوطني والأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية بصورتها الأشمل، حيث نقلتها النوعية في القيادة الاستراتيجية بالكيان العسكري الجديد بتوفير كل الإمكانيات التقنية للباحثين، ومشددًا على تقديم كل الدعم للدولة المصرية بالعلم وغيره، من أجل دولة ذكية في مواجهة حروب لا يتوقف تعقيدها يوما، وأعداء لا يملون عن العلم والتطوير، ولذلك علينا أن نكون متيقظين بالمعرفة والبحث المستمر من أجل أبناءنا ووطننا.
من جانبه كشف محمد السباعي، عضو مجلس الشيوخ، عن قيمة الانضمام لدورة زمالة الدفاع الوطني الـ 54، وسعادته بتمثيل مجلس الشيوخ بالمشاركة فيها، وأنها كانت من ضمن أحلامه وأهدافه.
وأضاف "السباعي"، في حديثه إلى "مصراوي"، أن الدورة بها محتوى قوي جدا في مجال الأمن القومي والاستراتيجية والتركيز على التطور التكنولوجي، بالإضافة إلى التنوع الموجود بين المشاركين الذين يمثلون القطاع المدني والعسكري والوافدين من الدول الشقيقة والصديقة.
وأشار إلى سعادة المشاركين بوجود مستشارين كلية الدفاع الوطني بالأكاديمية العسكرية في الدراسات العليا والاستراتيجية، بالإضافة إلى الدرجات العلمية التي يتم الحصول عليها والجوانب التطبيقية.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: هيكلة الثانوية العامة سعر الدولار إيران وإسرائيل الطقس أسعار الذهب زيادة البنزين والسولار التصالح في مخالفات البناء معبر رفح تنسيق الثانوية العامة 2024 سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان كلية الدفاع الوطني الأمن القومي العلیا والاستراتیجیة الأکادیمیة العسکریة کلیة الدفاع الوطنی للدراسات العلیا
إقرأ أيضاً:
“المصمك”.. ذاكرة الوطن بلغة المتاحف الحديثة
يُخلد متحف قصر المصمك مسيرة توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، حاضرًا في وجدان الوطن وتاريخه المجيد، شامخًا منذ شُيد عام (1282هـ – 1865م) في عهد الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي آل سعود، ولا يزال حتى يومنا رمزًا عريقًا، وأيقونة لمرحلة التوحيد والبناء.
ويواصل “المصمك” رسالته التثقيفية والوطنية تحت إشراف وزارة الثقافة ممثلةً بهيئة المتاحف، عقب الانتهاء من أعمال تحديث شاملة شملت تأهيل المبنى وترميمه وتطوير بنيته التحتية، بوصفه أحد أبرز المعالم التاريخية التي شهدت تحولات مفصلية في تاريخ المملكة، وإسهامًا في تعزيز المشهد الثقافي الوطني، وفق المعايير الحديثة لإثراء تجربة الزائر للمتاحف.
وأطلق المؤرخون أسماء عدة على “المصمك” منها: الحصن، والقلعة، والحصن الداخلي، والمسمك، والمصمك، غير أن الاسم الأخير هو الأكثر تداولًا، ويرى بعض الباحثين أن التسمية تعود إلى “سماكة جدرانه وقوة تحصينه”، مما جعله حصنًا دفاعيًّا بارزًا في المنطقة.
ويحظى بأهمية استثنائية في تاريخ المملكة، فقد شهد في فجر الخامس من شوال عام (1319هـ)، الموافق (15) يناير (1902م)، لحظة حاسمة باسترداد الرياض من قبل الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، إيذانًا ببدء مسيرة التوحيد الكبرى، وعلى فترات متعاقبة استخدم الحصن مستودعًا للأسلحة والذخائر مدة سنتين، إلى أن تقرر ترميمه، وتحويله إلى معلم تاريخي وتراثي يعكس أمجاد الماضي.
ويمتد قصر المصمك على مساحة (3885 م2)، في حي الثميري وسط الرياض، وشُيّد من الطين المخلوط بالتبن، ووضعت أساساته من الحجر، واستخدم الطين لتلييس الجدران من الخارج، أما من الداخل فاستخدم لها الجص.
وقُسم “المصمك” في بنائه إلى طابقين موزعين إلى قسمين، ويضم نحو (44) غرفة، يتألف الطابق الأرضي من (6) أفنية تحيط بها الغرف السفلية والعلوية، وله مدخلان، كما يضم مجلسين ومسجدًا وبئرًا للمياه، إلى جانب (3) أجنحة سكنية ومقرٍ للخدمات، استخدم أول الأجنحة لإقامة الحاكم، والثاني كان بيتًا للمال، وخُصص الأخير لنزول الضيوف. أما الدور الأول فيحتوي على روشن ومجلس، وغرف عدة مطلة على الفناء الرئيس.
وزُخرفت جدران المصمك بفتحات ذات أشكال مثلثة ومستطيلة، وظهرت على جدران الغرف الداخلية زخارف جصية على هيئة مثلثات ودوائر، ورسومات بسيطة مستوحاة من عناصر البيئة المحيطة، كالنخيل والنجوم والأهلّة، وتتميز الجدران الخارجية بنتوءات تسمى “طرمات”، وهي فتحات ذات بروز خشبي تشبه الصندوق، استخدمت للمراقبة.
ويضم الحصن معالم بارزة من بينها البوابة الغربية المصنوعة من جذوع النخل والأثل، ويبلغ ارتفاعها (3.60)م، وعرضها (2.65)م، وبها فتحة صغيرة تُعرف بـ “الخوخة”، كما يحتوي على مسجد داخلي يتوسطه عدد من الأعمدة، ومحراب مجوف، ومجلس تقليدي بديكورات نجدية، إضافةً إلى “بئر” تقع في الركن الشمالي الشرقي، وأربعة أبراج دفاعية في أركانه، وبرج خامس مربع الشكل يُعرف بـ “المربعة” يطل على كامل المبنى.
وفي عام (1400هـ)، وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، أمير منطقة الرياض آنذاك، بالمحافظة على الحصن وترميمه؛ ليكون معلمًا وطنيًّا يعكس مرحلة مهمة في تاريخ المملكة، حيث نفذت أمانة منطقة الرياض مشروع الترميم الكامل في عام (1399هـ)، وسلمته للإدارة العامة للآثار والمتاحف آنذاك عام (1403هـ)، ثم وجه -رعاه الله- بتحويله إلى متحف متخصص يحكي مراحل تأسيس المملكة وتوحيدها، وافتُتح رسميًّا في (13) محرم (1416هـ) الموافق (11) يونيو (1995م).
ويحتوي المتحف على أقسام متنوعة، من بينها قاعة اقتحام المصمك التي تسرد المعركة التاريخية، وتعرض خرائط، وأسلحة قديمة، وصورًا نادرة، إضافةً إلى قاعة العرض المرئي التي تقدم فيلمًا وثائقيًا بلغتين، وقاعة الرواد التي تحتفي بالرجال الذين شاركوا في استرداد الرياض، وقاعة الرياض التاريخية التي توثق مراحل تطور المدينة عبر خرائط وصور تاريخية، علاوةً على “فناء البئر” الذي يعرض أدوات تراثية، ومدافع استخدمت في الجيش، وقاعة حصن المصمك التي تحتوي على مجسمات، ولوحات تعريفية، وقاعة استخدامات المصمك التي تقدم لمحة عن تحولات استخدام الحصن عبر العصور، إلى جانب خزائن تحتوي على أسلحة، وملابس تراثية، وأدوات بناء قديمة.