جهود حثيثة لوقف حرب غزة.. ما فرص نجاح مفاوضات الفرصة الأخيرة؟
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
في خضم التصعيد المستمر على قطاع غزة، والجهود الدولية الحثيثة لوقف الحرب، تتجه الأنظار نحو مفاوضات الدوحة الأخيرة، التي اختتمت جولتها الأخيرة في 16 أغسطس الجاري، ومن المتوقع أن تستأنف الجلسات القادمة في القاهرة هذا الأسبوع.
وتأتي هذه المفاوضات في سياق إقليمي ودولي معقد، حيث تلعب الضغوط الأمريكية دوراً محورياً في محاولة إنجاح الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب.
ومع استمرار الصراع، يبقى السؤال الأهم، هل ستكون هذه المفاوضات حاسمة في إنهاء القتال أم أنها ستواجه نفس العقبات التي أعاقت المحاولات السابقة؟
مفاوضات مستمرة
تجري مفاوضات مكثفة في العديد من عواصم دول المنطقة، أبرزها الدوحة والقاهرة، بهدف التوصل إلى صيغة لإيقاف الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزة، والتي بدأت في 7 أكتوبر 2023.
وفي هذا السياق، أصدرت قطر ومصر والولايات المتحدة، في 16 أغسطس الجاري، بياناً مشتركاً حول المحادثات التي استمرت لمدة 48 ساعة بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وجاء في البيان: "على مدى الـ48 ساعة الماضية في الدوحة، انخرط كبار المسؤولين من حكوماتنا في محادثات مكثفة كوسطاء بهدف إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، وكانت هذه المحادثات جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية".
وأضاف البيان أنه "ستواصل الفرق الفنية العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل التنفيذ، بما في ذلك الترتيبات لتنفيذ الجزئيات الإنسانية الشاملة للاتفاق، بالإضافة إلى الجزئيات المتعلقة بالرهائن والمحتجزين".
وقالت الدول الثلاث: "سيجتمع كبار المسؤولين من حكوماتنا مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل آملين التوصل إلى اتفاق وفقاً للشروط المطروحة اليوم".
كما ذكر قادة الدول الثلاث الأسبوع الماضي "لم يعد هناك وقتاً نضيعه ولا أعذار يمكن أن تقبل من أي طرف تبرر مزيداً من التأخير، لقد حان الوقت لإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وبدء وقف إطلاق النار، وتنفيذ هذا الاتفاق".
وعلى إثر ذلك، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر أمنية، في 16 أغسطس الجاري، بأن عمليات جيش الاحتلال في قطاع غزة قد انتهت "بشكل عام".
وأشار المسؤولون إلى أن المؤسسة الأمنية قد أبلغت القيادة السياسية بأنه "حان الوقت لإبرام صفقة لاستعادة الإسرائيليين المحتجزين".
وأكدت المصادر ذاتها أن "إسرائيل يمكنها الدخول إلى قطاع غزة مجددًا عند توفر معلومات استخباراتية جديدة."
وبحسب ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية، فإن "قيادة الجيش أخبرت صناع القرار أن لواء رفح التابع لحركة حماس قد تم تفكيكه، وأنه غير موجود تقريباً".
فرص وتحديات
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة "سكاريا" التركية، محمد سليمان الزواوي، إنه من الواضح هناك إصراراً من الإدارة الأمريكية لتسريع الوصول إلى حل، محاولة لتلافي ضربة إيرانية لـ"إسرائيل".
ونقل موقع"الخليج أونلاين" عن محمد سليمان بـ أن الرد الإيراني في حال تنفيذه، من المتوقع أن يؤدي إلى إشعال المنطقة، مشيراً إلى تحركات بعض المسؤولين في المنطقة لاسيما القطريين، لزيارة إيران بهدف منع حصول ضربة إيرانية.
ويعتقد أن فرص نجاح المفاوضات الحالية قليلة، رغم وجود الضغط الأمريكي فيها، لكن حتى الآن هناك بعض النقاط الخلافية بين الجانبين، مثل قضية الانسحاب الإسرائيلي من محوري نتساريم (يفصل شمال غزة عن جنوبه)، وفيلادلفيا (على الحدود مع مصر) بالإضافة إلى ملف إدارة معابر غزة من قبل الجانب الفلسطيني.
ويوضح الزواوي أن بايدن يسعى إلى أن يصل إلى لقطة تمثل له انتصاراً يختم به إدارته، تتمثل بصورة نجاح تنفي صورة "العجوز الخرف غير المسيطر على الإدارة الأمريكية"، بعد تنازله عن الترشح للرئاسة الجديدة.
وحول التحديات أمام نجاح المفاوضات، يرى الزواوي أنها تتمثل في الخلافات حول ملف معابر القطاع وإدارتها، وكذلك ملف الأسرى وأصحاب المحكوميات الطويلة، وتقليص الاحتلال لبعض هذه الأسماء في صفقة تبادل الأسرى.
ويلفت إلى أنه من الممكن التوصل إلى وقف إطلاق النار، لكن الاحتلال الاسرائيلي لا أمان له ولا عهد، إذ من المتوقع أن يقوم بعملية اغتيالات حتى بعد اتفاق وقف إطلاق النار، لا سيما ضد كبار قادة حركة حماس.
ويؤكد الزواوي بأنه في حال توصلت الأطراف في مفاوضات الهدنة الحالية إلى وقف إطلاق مؤقت للنار، هو لن يمنع اشتعال الأوضاع مرة ثانية، لكن الجميع الآن يريد الوصول إلى الهدنة، وثم اتفاق وقف كامل لإطلاق النار في أقرب وقت.
حرص أمريكي
ورغم تناقض المواقف الأمريكية بين تسليح جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، ومساعيها نحو إيقاف إطلاق النار في غزة، إلا أن الولايات المتحدة، ومن خلال إدارتها الحالية، وضعت وقف القتال في غزة كأولوية دبلوماسية.
ويأتي الضغط الأمريكي على الأطراف المعنية في وقت حساس، حيث تسعى الإدارة الأمريكية إلى تحقيق استقرار نسبي في المنطقة قبل الانتخابات الرئاسية القادمة، ولكن يبقى السؤال حول مدى تأثير هذه الضغوط في ظل الانقسامات الداخلية في إسرائيل، والموقف الحازم للفصائل الفلسطينية.
وبدوره، حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن، في 16 أغسطس الجاري، كافة الأطراف في الشرق الأوسط من عرقلة المساعي الرامية إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في غزة وإتمام عملية تبادل الأسرى وفي المقابل.
وأعرب الرئيس الأمريكي في بيان، عن تفاؤله بشأن قرب التوصل إلى اتفاق، مع التأكيد على أن الأمور لم تُحسم بعد. وذلك بعدما قدمت واشنطن اقتراحاً جديداً يهدف إلى "سد الفجوات" بين حركة حماس و"إسرائيل".
وعلى الجانب الآخر، صرح القيادي في حماس، سامي أبو زهري، خلال حديثه مع وكالة "فرانس برس" في 17 أغسطس الجاري، أن تصريحات بايدن بشأن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تعتبر "وهماً".
وأوضح القيادي في حماس أن "الاحتلال يواصل تعطيل جميع الجهود الرامية لإبرام أي اتفاق"، مضيفاً: "لسنا أمام اتفاق أو مفاوضات حقيقية، بل أمام فرض إملاءات أمريكية".
ومن جانبهما، حذر وزيرا الخارجية البريطاني ديفيد لامي والفرنسي ستيفان سيجورني من احتمال تصاعد الأوضاع في الشرق الأوسط، داعين إيران إلى تجنب أي هجوم على إسرائيل.
وجاء في بيان مشترك للوزيرين صدر خلال زيارتهما للمنطقة، في 16 أغسطس الجاري، أن "خطر توسع رقعة النزاع في الشرق الأوسط لم يكن أكبر مما هو الآن".
ومن جهتها، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الوفد الإسرائيلي المعني بالمفاوضات سيتوجه إلى القاهرة، في 18 أغسطس الجاري، لاستكمال المحادثات المتعلقة بوقف القتال في قطاع غزة وتبادل المحتجزين.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
بالطبع، وزير الخارجية: مصر ترفض الإجراءات الأحادية في حوض النيل وستتخذ كافة التدابير لحماية أمنها المائي
جرى اتصال هاتفى بين د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة أنطونيو تاياني نائب رئيس الوزراء وزير خارجية إيطاليا اليوم الأحد، حيث تناول التطورات فى قطاع غزة، والمستجدات فى منطقة القرن الأفريقي، وليبيا، والامن المائى المصرى.
اتصال هاتفي بين وزيري خارجية مصر وقطر لبحث تطورات غزة وجهود وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار
وزير الخارجية يتوجه إلى نيويورك للمشاركة في المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين
الخارجية: مصر تعمل على مسارات مختلفة لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
الخارجية: مصر تطرح فكرة التعاون مع الدول الأفريقية من خلال التجارة البينية
وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن الوزير عبد العاطى اطلع نظيره الايطالى على الجهود الحثيثة التى تبذلها مصر للتوصل لوقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية الإغاثية الى قطاع غزة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى فى ظل الانتهاكات الصارخة التى ترتكبها اسرائيل فى قطاع غزة.
وقد أبدى الوزير الايطالى تقديره الكامل للجهود المصرية المبذولة للتوصل لوقف إطلاق النار وضمان نفاد المساعدات الإنسانية الإغاثية، كما أبدى دعمه الكامل لمؤتمر التعافى المبكر واعادة الإعمار المقرر ان تستضيفه مصر فور التوصل لوقف إطلاق النار، مؤكدا مشاركة إيطاليا فيه.
وأكد الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك خلال الفترة القادمة لممارسة الضغط المكثف من أجل التوصل لوقف إطلاق النار وضمان نفاذ المساعدات الى قطاع غزة.
واضاف المتحدث الرسمى ان الاتصال تناول تطورات الأوضاع فى منطقة القرن الأفريقي بشكل عام فى ظل التوترات بالمنطقة، حيث تم التأكيد على مواصلة التنسيق المشترك بين البلدين الصديقين، وفى ظل العلاقات القوية التى تربط بين القيادتين فى البلدين.
كما تناول الوزير عبد العاطى شواغل مصر فيما يتعلق بملف نهر النيل والأمن المائى المصرى، واطلع نظيره الايطالى على موقف مصر المستند الى ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي فيما يتعلق بالموارد المائية المشتركة، موضحاً ضرورة التعاون علي اساس التوافق والمنفعة المشتركة لتحقيق مصالح كافة دول حوض النيل، مشددا على رفض الإجراءات الأحادية المخالفة للقانون الدولي في حوض النيل الشرقي ومؤكدا ان مصر ستتخذ كافة التدابير المكفولة بموجب القانون الدولي لحماية المقدرات الوجودية لشعبها.
كما استعرض الوزيران الأوضاع فى ليبيا، حيث تم التأكيد على الأهمية البالغة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن فى أقرب وقت، وضرورة تفكيك المليشيات وخروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة، باعتبار ذلك الضمان الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار فى ليبيا، ومنع الهجرة غير الشرعية.