خبراء عسكريون يتوقعون أن تعلن إيران نفسها قوة نووية بحلول نهاية العام
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
إيران – اعتبر خبراء عسكريون أنه لا يزال هناك احتمال واضح بأن تعلن إيران نفسها قوة نووية هذا العام، فيما مستقبل الولايات المتحدة السياسي غير مؤكد وسط انتخابات رئاسية متنازع عليها بشدة.
وفي تصريحات لـ”فوكس نيوز ديجيتال”، قال جيمس كارافانو، نائب رئيس دراسات السياسة الخارجية والدفاعية لمؤسسة “هيريتيج”: “أعتقد أن هذا خيار حقيقي.
وأضاف كارافانو: “الإسرائيليون غارقون، وهناك أشهر قبل تولي المرشح الجمهوري دونالد ترامب لانتخابات الرئاسة الأمريكية السلطة – إذا فاز طبعاً، وبحلول ذلك الوقت تكون قد أنشأت (إيران) الطاقة النووية وما يحدث سيحدث.. هو لن يبدأ الحرب العالمية الثالثة، أليس كذلك؟ لن يأتي في اليوم الأول ويقصف إيران. لن يفعل ذلك، وهم يعرفون ذلك”.
وقد حذرت إدارة بايدن مرارا وتكرارا طوال العام الماضي من أن إيران على وشك إنتاج سلاح نووي، وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في يوليو لمنتدى “أسبن” للأمن إن إيران “على بعد أسبوع أو أسبوعين على الأرجح” من تحقيق “القدرة على إنتاج المواد الانشطارية اللازمة لصنع سلاح نووي”.
وألقى بلينكن باللوم على انهيار خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، المعروفة باسم الاتفاق النووي الإيراني، في تسريع التطوير الإيراني.
وأكد أن الولايات المتحدة لم تر في ذلك الوقت أي دليل يشير إلى أن إيران تمتلك بالفعل سلاحا نوويا، حسبما ذكرت صحيفة “بارونز”.
وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لـ”فوكس نيوز ديجيتال” بالقول: “نحن ملتزمون بعدم السماح لإيران بالحصول على سلاح نووي، ونحن مستعدون لاستخدام جميع عناصر القوة الوطنية لضمان هذه النتيجة”.
من جهته، جادل كارافانو بأن عدم اليقين بشأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وخاصة وضع الرئيس بايدن كـ”بطّة عرجاء” بعد أن قرر عدم السعي لولاية ثانية، قد أدى إلى تفاقم التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، مضيفا: “لقد أعطى إيران فرصة كبرى”.
وتابع: “لا يهم إن كان بإمكانك نشر سلاح نووي أم لا.. سيقولون ذلك فقط، وسيصاب الجميع بالذعر..يمكنهم أن يقولوا، “حسنا، أعلن نفسي قوة نووية الآن، وسأدافع عن نفسي بالأسلحة النووية”، وبالطبع، سيكون الأمر أسوأ إذا قلت ذلك وعلم الناس أنك تستطيع الدفاع عن نفسك أصلا إذا كنت تحمل أسلحة”.
واستطرد كارافانو: “بمجرد أن تصبح دولة نووية، هناك هذا النوع من الشعور، “لدي مجال قوة حولي”، مثل سفينة الفضاء إنتربرايز”.
وأردف: “إذا نظرت إلى توقيت ذلك … هل سيهاجمك الإسرائيليون؟ أعني، إنهم منشغلون بعض الشيء في الوقت الحاضر. ماذا سيفعل بايدن؟ لن يفعل بايدن أي شيء بين الآن والانتخابات ويناير، وإذا فاز ترامب، فسوف يستغرق الأمر عدة أشهر قبل توليه منصبه”.
هذا ووافق الفريق المتقاعد تشارلز مور من القوات الجوية الأمريكية على تقييم كارافانو، واصفا إياه بأنه “احتمال واضح”، لكنه أشار إلى القوة المحدودة لإعلان القدرات النووية، وخاصة أن “إعلان نفسك قوة نووية والقدرة على نشر واستخدام سلاح نووي بشكل فعال شيئان مختلفان تماما”.
وأوضح مور قائلا: “لا أعتقد أن من غير المعقول أن نفترض أنه بعد أي “إعلان” من قبل إيران أو في أثناء الخطوات النهائية المطلوبة لاختبار سلاح بشكل فعال وإيصاله إلى مركبة التسليم، سنرى إسرائيل و/أو الولايات المتحدة تتخذ إجراءات لمنع حدوث ذلك”.
واعترف كارافانو بأن امتلاك الأسلحة النووية في الأمد البعيد يعمل كرادع ضد الأسلحة النووية الأخرى فقط، متابعا: “”إن الأسلحة النووية لها فائدة محدودة للغاية، وهي ردع الصراع النووي مع قوة نووية أخرى، ولكن بخلاف ذلك … إذا لم تتمكن من الفوز في حرب تقليدية، فلا تبدأ حربا نووية، أليس كذلك؟ إنها ليست بطاقة الخروج من السجن مجانا للإيرانيين، و… بعد خمس ثوان من تحولهم إلى قوة نووية معلنة، يريد السعوديون والأتراك والمصريون وغيرهم أن يكونوا أيضا قوة نووية”.
من جهته، اعتبر بهنام بن طالبو، وهو شخصية بارزة في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن التدرج النووي “أفسح المجال للتقدم النووي الكبير الذي أحرزه المرشد الإيراني علي خامنئي في أثناء وجود بايدن في منصبه”، وتكهن بأن “من المعقول تماما أن تكون هذه مكاسب قد ترغب طهران في تأمينها أو تحصينها في حال عودة ترامب”.
وأكمل طالبو: “حتى لا ننسى، كانت إيران تهدف في الأصل إلى فرض الأمر الواقع النووي على العالم قبل اكتشافه في عام 2002.. لقد سعت طهران إلى تنفيذ برنامج مكثف يهدف إلى إنتاج عدد قليل من الأسلحة النووية على أمل أن تمنحها المكانة والأمن”.
تجدر الإشارة إلى أن كمال خرازي، مستشار المرشد الروحي الإيراني علي خامنئي، كان قد قال في وقت سابق إن بلاده لا تمارس في الوقت الراهن تطوير الأسلحة النووية، لكنها قد تغير عقيدتها إذا تعرض وجودها للتهديد.
وشدد خرازي على أنه إذا واجهت إيران تهديدا وجوديا، فسيتعين عليها حتما أن تغير عقيدتها النووية.
المصدر: “فوكس نيوز” + RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأسلحة النوویة قوة نوویة سلاح نووی
إقرأ أيضاً:
بريطانيا تقترب بنا من نهاية نووية للعالم
ترجمة - أحمد شافعي -
تأتي خطط حكومة كير ستارمر لتحديث ترسانة بريطانيا من الأسلحة النووية، وتوسيعها المحتمل، حسبما ورد في تقرير مراجعة الدفاع الاستراتيجي لعام 2025، لتقوض الجهود العالمية لمنع الانتشار النووي. إذ إنها سوف تؤجج سباق التسلح النووي العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة والصين وروسيا. وتزيد من فرص نشر وتفجير ما يعرف بالأسلحة النووية التكتيكية منخفضة القوة في مناطق الصراعات.
يفضي هذا الطريق الخطير إلى وجهة واحدة هي تسويغ الحرب النووية.
وهذه المقترحات الخاطئة بعيدة كل البعد عن أيام روبين كوك وزير خارجية حزب العمال في الفترة من عام 1997 إلى عام 2001 الذي كان يناصر نزع السلاح النووي من طرف واحد الذي ساعد في إلغاء قنابل الجاذبية الملقاة من الجو والمملوكة للمملكة المتحدة. أما هذه المقترحات فهي استمرار لسياسة ردع زائدة عن الحاجة وغير إنسانية وغير أخلاقية وتنطوي على انتهاك محتمل للقانون الدولي، ولا تملك بريطانيا التي تواجه مصاعب نقدية أن تحتمل تكلفتها، وسيصعب عليها تنفيذها بتكلفتها وتوقيتها، فضلا عن أنها تديم أوهام مكانة القوة العالمية.
وتبرير ستارمر لإنفاق خمسة عشر مليار جنيه استرليني إضافية على رؤوس نووية لأربع غواصات من طراز دريدنوت غير مصنعة بعد ويبلغ سعرها واحدا وأربعين مليار جنيه استرليني أو يزيد هو أن العالم يتغير وكذلك التهديد. لكن فيما يتعلق بالأسلحة النووية، لم يتغير العالم والتهديد بحق. فحتى مع انحسار توترات الحرب الباردة، تشبثت الدول النووية الثمانية المعروفة ـ وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والهند وباكستان وكوريا الشمالية وإسرائيل ـ بترساناتها. وتوسع البعض فيها.
واليوم إذ تتدهور بيئة الأمن العالمي مرة أخرى، ها هي أسباب جديدة تظهر لكي تستمر الحكومات في تجاهل الالتزام بالسعي إلى نزع السلاح النووي «بحسن نية» بموجب المادة السادسة من معاهدة عدم الانتشار لعام 1970.
فيجب على بريطانيا أن تمعن في امتناعها لعقود عن احترام روح تلك المعاهدة. ويبدو تأكيد مراجعة الدفاع الاستراتيجي أن «استمرار قيادة المملكة المتحدة في معاهدة حظر الانتشار النووي أمر لازم» هو تأكيد مخادع في ضوء نوايا الحكومة.
تقر مراجعة الدفاع الاستراتيجي بأن معاهدة عدم الانتشار ـ المنتظر مراجعتها في العام القادم ـ موشكة على الفشل. ويرد في تقرير المراجعة أن «الهياكل التاريخية للحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي والحد من المخاطر النووية لم تواكب تطور الصورة الأمنية» ويتابع التقرير أنه «مع انتهاء سريان معاهدة -البداية الجديدة، [وهي معاهدة أمريكية روسية لخفض الأسلحة الاستراتيجية لعام 2010] في فبراير 2026، لا يبدو مستقبل السيطرة على الأسلحة الاستراتيجية - على الأقل في المدى المتوسط – مستقبلا واعدا».
وهذا تهوين كبير من الواقع. فالانتشار النووي يعود مرة أخرى ليمثل مشكلة ضخمة. إذ ستنفق الولايات المتحدة قرابة ترليوني دولار خلال ثلاثين سنة على إنشاء أسلحة. وقد قال دونالد ترامب في فبراير: إنه يريد «نزع السلاح النووي». ولكم أن تتخيلوا أنه يفعل العكس! إذ يسعى البيت الأبيض إلى زيادة ميزانية الأسلحة السنوية للإدارة الوطنية للأمن النووي بنسبة 29%، لتصل إلى خمسة وعشرين مليار دولار، مع خفض تمويل الفنون والعلوم والمساعدات الخارجية. وهذا فضلا عن العديد من برامج أسلحة البنتاجون البالغة قيمتها مليارات الدولارات.
وقد ازداد حجم القوة النووية الصينية الضاربة بأكثر من الضعف منذ عام 2020، مع توجيه بعضها نحو تايوان. وتشمل قدرات روسيا المتنامية صاروخا نوويا فائق السرعة، تم إطلاقه حديثا على أوكرانيا. وتأتي خطة ترامب المعروفة بـ«القبة الذهبية» بمثابة انقلاب على التزامات سابقة بالدفاع المضاد للصواريخ.
وبانضمام بريطانيا إلى داعمي الانتشار النووي، فإنها تبعث إشارة ساخرة إلى إيران والمملكة العربية السعودية وغيرها من الدول التي تعارض بريطانيا مطامحها النووية المفترضة معارضة تتسم بالنفاق.
ومن سيناريوهات المستقبل سيناريو مرعب بصفة خاصة، وهو الخاص باحتمال استئناف بريطانيا للأسلحة النووية المنطلقة جوا للمرة الأولى منذ أن أنهاها كوك. وقد يشمل ذلك شراء مقاتلات أمريكية من طراز F-35A وتزويدها بقنابل B61-12 أمريكية التصميم. وهذه القنابل لها قوى تدميرية متفاوتة، إذ يمكن استخدامها تكتيكيا ضد هدف في ساحة معركة، أو مقر قيادة، أو مدينة. ويمكن إطلاقها عن بعد باستخدام طائرات مسيرة. وهي تجعل نشوب حرب نووية أكبر احتمالا بشكل ملحوظ.
يعتمد ستارمر اعتمادا كبيرا على زعم تقرير المراجعة بأن «الإكراه النووي» الروسي هو أكبر تهديد يواجه المملكة المتحدة، وحتى لو صح هذا، فما لأي كمية من الصواريخ والقنابل النووية أن تكفي إذا لم تتوافر إرادة سياسية كافية لمواجهة فلاديمير بوتين بشكل مباشر وذلك على سبيل المثال من خلال نشر قوات تقليدية تابعة للناتو للدفاع عن أوكرانيا والرد بقوة على الهجمات الهجينة على بريطانيا. وشأن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، يمنح ستارمر مصداقية كبيرة لتهديدات موسكو الفظة. فبوتين يعلم أنه إذا ضغط الزر النووي، فإنه سوف ينفجر في وجهه. وقد ينطبق على بوتين العديد من الصفات، لكن ليس من بينها أنه انتحاري.
هذه هي المعضلة الكامنة في قلب نظرية الردع النووي. فقصف خصم مسلح نوويا يضمن تدمير النفس (وهذا ما جعل الهند وباكستان تمتنعان عن حرب شاملة الشهر الماضي). كما أن التهديد النووي لدول وأعداء يفتقرون إليها تهديد غير فعال. لأنهم ـ
كما نرى في حالة أوكرانيا ـ يزدادون تحديا. والحق أن ثمة مغالاة كبيرة في تقدير قيمة الابتزاز النووي بوصفه سلاحا. فالخوف من الأسلحة النووية البريطانية لم يردع غزو الأرجنتين لجزر فوكلاند عام 1982. ولم توقف الأسلحة النووية تنظيم القاعدة عام 2001 أو حماس عام 2023، ففيم إذن امتلاك أسلحة نووية أصلا؟
لن تزداد بريطانيا أمانا بالاحتفاظ بالأسلحة النووية في مستوياتها الحالية أو المتزايدة. فسوف يكون استخدامها غير أخلاقي وغير عقلاني وكارثي. وهي باهظة التكلفة، وتستهلك موارد يمكن أن تستعملها المملكة المتحدة ـ التي تواجه تخفيضات مؤلمة في ميزانيتها هذا الأسبوع ـ بشكل أكثر عقلانية لبناء مستشفيات ومدارس وتجهيز قواتها المسلحة تجهيزا مناسبا.
ليس من المؤكد مدى استقلال الردع البريطاني عمليا عن الولايات المتحدة. فهل لستارمر أم لترامب الكلمة الأخيرة في الاستعمال؟ والسرية المفروضة رسميا تحول دون التدقيق الديمقراطي الكافي. وفكرة أنه بالإمكان احتواء الحرب النووية، فور أن ينتهك تحريمها، هي تذكرة سريعة إلى الجحيم. ومن ثم فإن نزع السلاح تدريجيا، وليس إعادة التسلح، هو السبيل الوحيد للنجاة من هذا الكابوس.
يحث تقرير مراجعة الدفاع الاستراتيجي الحكومة على القيام بحملة علاقات عامة لإقناع الشعب البريطاني بـ«ضرورة» وجود ترسانة نووية. معذرة، لا نريد. ففي حين تثير روسيا من جديد مخاوف حرب نووية فالمطلوب هو التوعية العامة بمخاطر انتشار الأسلحة. ذلك لأن القلق يعتري الناس بشأن كل شيء، من حالة طوارئ مناخية عالمية وجودية إلى تكاليف المعيشة. في حين أن ما نناقشه هنا هو التكلفة الكلية للموت.
إن الحرب النووية هي التهديد الأسرع للحياة على الأرض. فلينصب القلق عليها الآن أولا، لأنها أقصر طريق إلى نهاية العالم، الآن.
سيمون تيسدال معلق الشؤون الخارجية في صحيفة ذي جارديان
عن الجارديان البريطانية