لبنان ٢٤:
2025-05-16@21:55:44 GMT
باسيل تائه بين الخيارات.. اليمين أو الممانعة
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
مَن يراقب جمهور"التيار الوطني الحر" وانصاره على مواقع التواصل الاجتماعي يدرك جيدا حجم الضياع الذي يعاني منه هؤلاء، فبعضهم يناصر "حزب الله" بخطاب ممانع يصل الى حد التماهي مع خطاب الحزب وسلاحه وسلوكه العسكري، والبعض يرفع خطابا يمينياً اكثر راديكالية من خطاب "القوات اللبنانية" ويهاجم" حزب الله" وامينه العام السيد حسن نصرالله بشكل قاس جدا.
في السنوات الاخيرة بدّل باسيل الكثير من المواقف والاصطفافات، فمنذ التحالف مع تيار "المستقبل " والتفاهم مع "القوات" ومن ثم الخلاف معهما فالخلاف مع "حزب الله" وغيرها من المواقف الصادمة للجمهور العوني، بات العونيون يعانون من انفصام سياسي حاد، ويشعرون ان الموقف الذي يتخذونه، مهما كان، يعبر عن موقف "التيار"، وهذا الى حد ما صحيح، فكيف يمكن لناشط عوني ان يهاجم الحزب والمقاومة وقد رأى موقف حزبه المؤيد منذ العام ٢٠٠٦.
وفي المقابل كيف يمكن لناشط آخر ألا يهاجم الحزب وهو يرى مواقف رئيس تياره المعادية للحزب بين فترة واخرى.
ضاع العونيون امام الضياع الباسيلي، لكن في الحقيقة، يتمنى باسيل ان يكون رئيسا لاكثر حزب يميني في لبنان، ويقول المقربون منه ان الرجل يرى انه قادر ان يكرر تجربة بشير الجميّل، وهذا ما يضحك خصومه، لكن في المحصلة، فان اداء باسيل ومواقفه في جلساته الخاصة توحي بأنه ميال لمعاداة الحزب ويجد نفسه اكثر في الموقع السياسي المعارض له كما لباقي الاحزاب الاسلامية.
في الوقت نفسه يعرف باسيل ان مصالحه العميقة لا تمر الا من حارة حريك، حتى انه لا يستطيع مواكبة خطاب "القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية" كما يصعب عليه اقناع الرأي العام بخطاب مسيحي تقليدي، من هنا يعود بين محاولة واخرى الى حضن الحزب الذي لا يزال "قلبه كبيرا". امام هذا المشهد يجد باسيل نفسه مضطرا للعودة الى خطاب عمه عام ٢٠٠٦، اي ان الرجل يريد ان يضمن احتضان" حزب الله" له في المرحلة المقبلة في ظل الازمات التي يعاني منها تياره السياسي.
ازمة "التيار" لا تزال في بداياتها، والاقالات والاستقالات التي شهدها "تكتل لبنان القوي" ستؤثر بشكل حتمي على نتائج الانتخابات النيابية المقبلة اذ سيتحول "التيار" من حزب يمتلك كتلة نيابية كبيرة الى حزب صغير غير موثر في المعادلات الاساسية في لبنان وهذا يعني ايضا انه سيكون بحاجة جدية الى رافعة سياسية حقيقية تؤنن له استمراريته في السلطة لكي يعوض فشل خطابه السياسي بالخدمات داخل الادارة والمؤسسات الرسمية اللبنانية.
لا يهتم باسيل كثيرا بالواقع للشعبي ل"التيار"، بل يفضل ان يحافظ على قدرات الحكم والسلطة، وهذا ما لا يمكن لاي طرف مسيحي ان يؤمنه له، لان خصوم باسيل المسيحيين، وهم كثر، سيستغلون ضعفه الحزبي والشعبي ولن يساهموا في تعويمه سياسيا، في الوقت الذي سيجد الحزب انه مضطر لدعمه للحفاظ على غطاء مسيحي وان كان بسيطا في ظل انعدام الخيارات الاخرى... المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله بين التكيف والانتظار
يتجه حزب الله إلى مقاربة جديدة تمهيدا للمرحلة المقبلة، تقوم على التكيّف مع موازين القوى الإقليمية والدولية التي تشهد تبدلات عميقة. فعلى المستوى اللبناني، لا تزال الخروقات الإسرائيلية قائمة، والتوتر عند الحدود الجنوبية مستمر بشكل متقطّع، وإن كان مضبوطًا ضمن سقف محدد. في المقابل، تتجه البلاد نحو محطة مفصلية تتمثل بالانتخابات النيابية المرتقبة، والتي يسعى الحزب من خلالها إلى تثبيت مواقعه السياسية والشعبية بعد مرحلة من الضغط والتحديات الداخلية والخارجية.على خطٍ موازٍ، لا يمكن تجاهل المؤشرات الآتية من سوريا، حيث بدأت تبرز إشارات إلى انفتاح أو تواصل غير مباشر بين النظام السوري وإسرائيل، ولو تحت مظلة تفاهمات أمنية أو ميدانية محدودة. هذا التطور لا يُقرأ في "حزب الله" على أنه قطيعة بالضرورة، لكنه بلا شك يعكس مسارًا متبدّلًا في مقاربة دمشق للصراع الإقليمي، وهو ما يعمّق، بحسب بعض المصادر، الهوّة بين الحزب والنظام، في ظل وجود خصومة سياسية تاريخية معه.
في السياق الإقليمي، تعود المفاوضات الاميركية - الإيرانية لتتصدر الواجهة، مدفوعة بحاجة الطرفين إلى تهدئة شاملة. وإذا ما كُتب لهذه المفاوضات أن تتقدّم، فإن الحزب سيكون أحد أبرز المستفيدين من مناخ الاستقرار الناتج عنها، خصوصًا أنه بات يدرك أن أي مواجهة واسعة ليست في مصلحته في الوقت الراهن. ووفق مصادر مطلعة، فإن الحزب يُظهر استعدادًا واضحًا للتعايش مع المرحلة، بل ينظر إليها كفرصة لترتيب أوراقه الداخلية، السياسية والتنظيمية والمالية.
هذا المناخ الهادئ نسبيًا، والذي قد يفرضه التفاهم الإيراني - الاميركي، لا يبدو أن الحزب سيعارضه، بل على العكس، قد يراه مناسبًا لإعادة التموضع داخل الساحة اللبنانية، لا سيما إذا ترافقت التهدئة مع انشغال إسرائيل بتحدياتها الداخلية، سواء السياسية أو الأمنية. أما في ما يخص العلاقة مع سوريا، فسيبقي الحزب تعاطيه في حدود الضرورة، باعتبارها دولة شقيقة، وإن تباعدت الخيارات في الملف الفلسطيني.
خلاصة المشهد تفيد بأن حزب الله يدخل في مرحلة من التهدئة المدروسة، ستتيح له استعادة التوازن داخليًا، والبقاء على تماس مع الملفات الإقليمية من دون التورط فيها. مرحلة السلم المقبلة ليست مرحلة انسحاب، بل هي، بالنسبة إليه، فرصة لإعادة الانتشار السياسي تمهيدًا لجولة جديدة في المشهد اللبناني المعقّد.
المصدر: لبنان24 مواضيع ذات صلة لقاء نقابي في الهرمل بين "حزب الله" وحركة "أمل" Lebanon 24 لقاء نقابي في الهرمل بين "حزب الله" وحركة "أمل"