أخبارنا:
2025-10-16@08:37:24 GMT

هل يشكل الذكاء الاصطناعي ”خطر وجودي على البشر؟

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

هل يشكل الذكاء الاصطناعي ”خطر وجودي على البشر؟

في محاولة لتحديد الآثار التي يمكن أن تترتب على ظهورها وعلى عكس ما يخشاه البعض، توصلت دراسة حديثة إلي أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي والنماذج اللغوية المتطورة مثل شات جي بي تي ChatGPT ربما لا تشكل ”تهديد وجودي" حقيقي للبشرية.

وأجرى باحثون من جامعة باث البريطانية وجامعة دارمشتات التقنية في ألمانيا تجارب لاختبار قدرة الروبوتات على إنجاز مهام لم يسبق أن واجهتها نماذج الذكاء الاصطناعي من قبل بما يسمى بـ"القدرات الناشئة".

ويشرح الباحثون أن هذه الروبوتات تستطيع الإجابة على أسئلةحول المواقف الاجتماعية دون أن يتم تدريبها أو برمجتها بشكل صريح على القيام بذلك، وذلك نتيجة ”التعلم من السياق".

ويقول الباحث في جامعة باث والمشارك في الدراسة، الدكتور هاريش تايار مادابوشي: ”كان الخوف من أنه مع ازدياد حجم النماذج أكثر فأكثر، فإنها ستكون قادرة على حل مشاكل جديدة لا يمكننا التنبؤ بها حاليًا، مما يشكل تهديدًا بأن هذه النماذج الأكبر حجمًا قد تكتسب قدرات خطرة بما في ذلك التفكير والتخطيط".

إلا أن فريق البحث توصل من خلال آلاف التجارب إلى أن مزيج من الذاكرة والكفاءة والقدرة على اتباع التعليمات يمكن أن يفسر القدرات والقيود التي تظهرها هذه البرمجيات، وفقًا لموقع جامعة باث، حيث أنها تتمتع فقط بـ”قدرة سطحية على اتباع التعليمات والتفوق في إتقان اللغة".

وأكدت الدراسة أن هذه البرمجيات تفتقر إلى القدرة على إتقان أو اكتساب مهارات جديدة بشكل مستقل ”دون تعليمات صريحة"، وهو ما يعني استمرار خضوعها للتحكم من قبل البشر وإمكانية التنبؤ بنشاطها.

وقد خلص فريق البحث إلى أنه يمكن الاستمرار في استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي القابلة للتعلم، والتي يتم تدريبها على جمع بيانات أكبر من أي وقت مضى، دون مخاوف تتعلق بالسلامة.

ومن المرجح أن تولد هذه النماذج لغة أكثر تعقيداً وتصبح أفضل في اتباع التعليمات الواضحة والمفصلة.

وعلي الرغم من أنه ”من غير المرجح أن تكتسب مهارات التفكير المعقدة" كتلك التي يتمتع بها البشر، ينبه الباحثون إلى إمكانية إساءة استخدام هذه التكنولوجيا الحديثة لتزيف الأخبار أو للاحتيال.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

هل يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة بيئة التعلم؟

 

 

أمل بنت سيف الحميدية **

يشهد التعليم العالمي تحوّلًا مُتسارعًا بفعل الذكاء الاصطناعي، الذي لم يعد مجرد تقنية مساعدة؛ بل أصبح محركًا رئيسًا يُعيد تشكيل العملية التعليمية؛ ففي العقود الماضية كان التعليم يعتمد على التلقين والمناهج الثابتة، أما اليوم فقد دخلت أدوات التحليل الذكي والتعلم التكيفي والفصول الافتراضية إلى المدارس والجامعات، لتفتح آفاقًا جديدة أمام الطلبة والمعلمين.

هذا التحول ليس خيارًا ترفيهيًا؛ بل ضرورة تفرضها متغيرات العصر ومتطلبات بناء رأس مال بشري قادر على المنافسة، وهو ما أكدته رؤية "عُمان 2040" التي وضعت التعليم أولوية وطنية للتنمية.

وتكمُن أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم في قدرته على جعل العملية التعليمية أكثر عدلًا وتخصيصًا ومرونة. فقد أوضحت منظمة اليونسكو في تقرير "الذكاء الاصطناعي في التعليم" الصادر عام 2023، أنَّ النماذج التعليمية الذكية تتيح مُتابعة تقدم الطلبة بشكل فردي، وتقديم محتوى يتناسب مع مستوياتهم وسرعتهم في الاستيعاب. كما إن الاستثمار في هذه الأدوات يدعم المعلمين في أدوارهم التربوية والإبداعية، ويحررهم من المهام الروتينية مثل إعداد الاختبارات أو متابعة الحضور. وفي السياق العُماني، يعدّ هذا التحول مُتسقًا مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم 2040 التي تستهدف بناء نظام تعليمي متطور قادر على استيعاب الثورة الرقمية.

ويُؤكد تقرير الثورة الرقمية للذكاء الاصطناعي في التعليم العالي الصادر عن البنك الدولي لعام 2023، أن الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في التعليم العالي، عبر أدوات تحليل البيانات التعليمية والتنبؤ بمعدلات النجاح وتخصيص المناهج. كما يشير تقرير المسارات الرقمية للتعليم "تمكين أثر أكبر للجميع" الصادر عن البنك الدولي عام 2023، إلى أنَّ بناء بيئة تعليمية رقمية متكاملة يتطلب خططًا استراتيجية طويلة المدى تشمل البنية التحتية والتشريعات والتدريب المستمر للكوادر.

وبحسب الدليل الصادر عن منظمة اليونسكو بعنوان الذكاء الاصطناعي والتعليم: دليل لصانعي السياسات (صدر عام 2021)، فإنه يوضح كيفية إدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم بصورة أخلاقية تكفل العدالة وتكافؤ الفرص. ويشير إلى ما ينطوي عليه الذكاء الاصطناعي من مخاطر وفوائد، داعيًا إلى استخدامه بما يضمن المساواة والشمولية. كما يتناول قضايا التحيُّز في الخوارزميات وضرورة معالجتها عند تصميم النظم التعليمية، ويؤكد على خضوع السياسات ذات الصلة لمبادئ أخلاقية تراعي الأبعاد المجتمعية، ويربط ذلك بحق التعليم العادل وإتاحة فرص متكافئة لجميع المتعلمين.

ومن الأمثلة التطبيقية، استعرضت دراسة كمالوف وزملاؤه عام 2023 المنشورة على منصة (arXiv) نماذج عملية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الصفوف الدراسية، مثل أنظمة التدريس التكيفي، التي تقوم على تخصيص عملية التعليم وفق احتياجات كل طالب، إضافة إلى الاختبارات الذكية التي تكيّف أسئلتها وفق مستوى المُتعلِّم؛ وهي نماذج يمكن أن تجد طريقها إلى المدارس في سلطنة عُمان.

إنَّ التحولات الرقمية تطرح تحديات موازية، من أبرزها الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والنامية، واحتمال انحياز الخوارزميات، وضعف جاهزية المعلمين للتعامل مع الأدوات الجديدة. وقد شددت منظمة اليونسكو في تقريرها حول الذكاء الاصطناعي التوليدي عام 2023، على أهمية تطوير سياسات واضحة لضمان الاستخدام المسؤول لهذه التقنيات، مع التركيز على مبادئ الأخلاق والشفافية وإتاحة الوصول للجميع. وتؤكد رؤية "عُمان 2040" ضرورة بناء قدرات وطنية في البحث العلمي والتعلم الرقمي، وهو ما يعزز مكانة المعلم كشريك أساسي في التحول، وليس مجرد منفّذ للتقنية.

وبناءً عليه، يمكن صياغة خارطة طريق محلية لتبني الذكاء الاصطناعي في التعليم في سلطنة عُمان. تبدأ هذه الخارطة بتقوية البنية التحتية الرقمية في المدارس والجامعات، ثم تدريب المعلمين على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بكفاءة، يلي ذلك إطلاق برامج تجريبية في عدد من المؤسسات التعليمية لتقييم جدوى النماذج المختلفة، وأخيرًا توسيع التطبيق على نطاق وطني مع مراجعة دورية للنتائج. وهذا التدرج يتوافق مع ما أوصى به تقرير التقنيات المتقدمة من أجل التعليم الصادر عن البنك الدولي عام 2023، الذي أكد أن نجاح دمج التقنيات الحديثة يتطلب التوازن بين الابتكار والبُعد الإنساني.

إنَّ مستقبل التعليم في سلطنة عُمان يسير نحو نموذج ذكي ومستدام يجمع بين التقنية والقيم الإنسانية. فالذكاء الاصطناعي لا يُراد له أن يكون بديلًا عن المُعلِّم؛ بل شريكًا يسهّل مهمته ويعزز دوره في بناء القيم وتوجيه التفكير. ويبقى الهدف الأسمى إعداد جيل قادر على التكيّف مع متغيرات العالم الرقمي، مع الحفاظ على الهوية الوطنية. وهكذا، فإن الذكاء الاصطناعي يصنع الأدوات، أمَّا التعليم فهو الذي يصنع الإنسان القادر على توظيفها لخدمة التنمية والمجتمع.

** كاتبة وباحثة تربوية

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الشباب العرب يستكشفون النماذج المبتكرة للذكاء الاصطناعي مع خبراء «مايكروسوفت»
  • هل يسدد الذكاء الاصطناعي ديون الغرب؟
  • عندما يقفز الذكاء الاصطناعي على حواجز اللغة؟
  • مستقبل مراكز مصادر التعلّم في ظل الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي.. من الإبداع إلى الخداع
  • أكثر من 65 ألف متدرب ضمن "مبادرة سمّاي" لتعليم الذكاء الاصطناعي بعسير
  • الذكاء الاصطناعي يحل لغزًا فيزيائيًا استعصى على العلماء لأكثر من قرن
  • «هاكاثون» لتطوير الذكاء الاصطناعي في طب العيون
  • وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي أداة للتعليم والمعلم يظل البوصلة التي توجه المستقبل
  • هل يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة بيئة التعلم؟