بعد قرارات وزارة الكهرباء التى تم تسريبها حول الزيادات الجديدة فى أسعار الاستهلاك وقرارات وزارة التموين بإلغاء السكر الحر من بطاقات التموين وتحويل عدد الأرغفة الثلاثة التى يحصل عليها المواطن إلى أوزان، ليس أمام المواطن إلا تخفيف أحمال طوعى لمواجهة لهيب أسعار الكهرباء وإلغاء سكر التموين فى رأيى أن هناك حلولاً كان يجب اللجوء إليها.
إذا لو كان الحل هو وقف سرقات الكهرباء لماذا لم تفعل الوزارة ذلك؟! ولديها مباحث الكهرباء، وغيرها من المؤسسات القادرة على التصدى لتلك الجريمة، وكيف تستقيم الأمور بتحميل المواطن الشريف فاتورة آخر مجرم وسارق للتيار.
قلنا إن الحكومة الماضية كانت دائمًا تلجأ إلى الحلول السهلة، وتعتمد على رفع أسعار الخدمات والضرائب والاقتصاد الريعى، وهو طريق لم يحل أى مشكلة اقتصادية، وإنما فاقم الأزمة تلو الأخرى.
وإن كان مقبولاً على مضض من الحكومات السابقة السير فى هذا الطريق فإنه لن يكون مقبولاً بأى حل من حكومة جديدة المفترض أن يكون لديها الرؤية الكافية للتعامل مع أزمات من سبقتها وإلا ما هو دورها الذى أوجدها، وما هى ثمرة اختيارها، نعلم أن مواردنا محدودة وإننا نراوح مكاننا للتو من أزمة اقتصادية خانقة.
ونعلم أكثر أن الرئيس السيسى يتدخل دائمًا لإحداث توازن وإنقاذ فى أوقات كثيرة.. حدث ذلك فى استحداث المظلة الاجتماعية الرائعة تكافل وكرامة وحدث فى قراراته الهامة برفع الحد الأدنى أكثر من مرة ووصوله إلى 6 آلاف جنيهًا وجميعها قرارات محمودة وحتى فى الأزمة الاقتصادية الخانقة جاءت صفقة رأس الحكمة لتخرجنا من ورطة كبيرة مع السيطرة على الدولار والقضاء على السوق السوداء بجانب حل أزمة انقطاع الكهرباء بتوفير شحنات الغاز والسولار من دول عربية شقيقة، ولكن هل سيبقى تدخل الرئيس حلاً دائمًا؟
يستحيل ذلك بدون تحرك الحكومة ووضع الخطة المناسبة لإنهاء تلك المشاكل والوصول إلى استقرار فى الأسعار ولا يتم مباغتة المواطن بارتفاعات مستمرة لا يمكن تحملها.
الخلاصة مصر تحتاج إلى أفكار -لا أقول خارج الصندوق- فتلك العبارة أصبحت مبتذلة ولا يمكن استخدامها والصحيح هو أننا نحتاج أفكار مستقبلية من الصندوق أو خارجه.
لا يمكن أن ننكر أن الحكومة الجديدة بها كفاءات كثيرة، ولكن ينقصها رؤية متكاملة وتناغم بين الوزارات خاصة الوزارات الاقتصادية والخدمية من أجل تحقيق نقلة ملموسة يشعر بها المواطنين جميعًا.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قرارات وزارة الكهرباء إلغاء السكر الحر أسعار الاستهلاك وزارة التموين المواطن
إقرأ أيضاً:
سماء لبنان محاصرة... المسيّرات الإسرائيلية تُبقي البلاد تحت ضغط نفسي دائم
في تقرير نُشر بصحيفة الفايننشال تايمز البريطانية تحت عنوان "لبنان تحت حصار الطائرات المسيرة"، ترصد الكاتبة راية جلبي ملامح حرب غير معلنة يعيشها اللبنانيون منذ أشهر، عنوانها الأبرز طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي لا تفارق سماء البلاد، رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. اعلان
تقول جلبي إن الحرب لم تتوقف فعليًا، لكنها باتت تأخذ شكلاً مختلفًا، أقل صخبًا من القصف وأشد وطأة على الأعصاب. الصوت المستمر لهذه الطائرات -وهو أشبه بأزيز جزازة عشب ضخمة- أصبح جزءًا من الحياة اليومية، لكنه ليس مجرد ضجيج عابر، بل نذير دائم بالخطر، ومصدر قلق لا يغيب.
وتشير الكاتبة إلى أن هذا الصوت الذي يصفه اللبنانيون بـ"المزعج والمخيف" يثير في النفوس حالة من الترقب اللاشعوري لغارة جوية قد تقع في أي لحظة، مما يجعله -بحسب تعبيرها- سلاحًا فعالًا في الحرب النفسية، يستخدم لبث الخوف وزعزعة الاستقرار النفسي للمدنيين.
Relatedلجنة لبنانية-فلسطينية تبدأ صياغة خطة لنزع سلاح الفصائل الفلسطينية في المخيماتبعد 25 عامًا على الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان.. هل تدخل "مزارع شبعا" مرحلة التفاوض؟جنوب لبنان: قتيل وثلاثة جرحى في غارة إسرائيلية خرقت وقف إطلاق النار مجدداًأدوار متعددة للمسيراتتوضح جلبي أن المهام التي تؤديها هذه الطائرات لا تقتصر على الرصد والمراقبة، بل تشمل عمليات أكثر تعقيدًا وخطورة. فهي تُستخدم لجمع المعلومات الاستخباراتية، ومحو الاتصالات الرقمية، وتعطيل بيانات الرادار، واعتراض المكالمات الهاتفية والرسائل، فضلًا عن تشويش نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). لكنها تضيف أن الاستخدام "الأهم" -حسب توصيفها- هو تنفيذ عمليات "القتل الأسبوعي"، ما يزيد من حدة الخوف لدى السكان الذين أثقلتهم عقود من الحروب والأزمات.
في بداية الأمر، اقتصرت حركة هذه الطائرات على المناطق الحدودية جنوب لبنان، إلا أن نطاقها توسّع تدريجيًا ليشمل العاصمة بيروت نفسها، التي أصبحت بدورها هدفًا يوميًا لتحليق هذه المسيرات، حتى بعد سريان وقف إطلاق النار، في مشهد يعكس غياب أي احترام للسيادة الجوية اللبنانية.
تأثير نفسي متصاعدينقل التقرير شهادات أطباء نفسيين في لبنان أكدوا أن أصوات المسيرات الإسرائيلية باتت عنصرًا مشتركًا في أحاديث مرضاهم، وأنها ساهمت بشكل مباشر في ارتفاع مستويات القلق والانفعال وحتى الاكتئاب. يقول أحد الأطباء: "لا يمكنك التقليل من شأن التأثير العميق لهذه الطائرات على مرضاي. الحياة في لبنان مرهقة أصلًا بسبب أزماتنا المستمرة، وهذا الضجيج الجهنمي يجعل كل شيء أسوأ".
وتصف الكاتبة شعورها الشخصي عندما سمعت أول طائرة مسيرة تحلق فوق بيروت بعد إعلان الهدنة، فتقول إنها أحسّت بـ"العجز" في تلك اللحظة، وهو شعور تشاركها فيه شريحة واسعة من اللبنانيين الذين يجدون أنفسهم تحت مراقبة دائمة دون أي قدرة على الرد أو الاعتراض.
المزاح كآلية دفاعأمام هذا الواقع، يحاول اللبنانيون التكيّف مع ما لا يمكن تغييره. بعضهم يلجأ إلى إطلاق ألقاب ساخرة على الطائرات بدون طيار، كنوع من المزاح الذي يهدف إلى التخفيف من وطأة الشعور بأنهم مراقَبون باستمرار، وفي مبادرة فنية فريدة، قام أحد الفنانين بتسجيل ساعات من أصوات هذه المسيرات وأعاد تركيبها في عمل موسيقي وصفه بـ"الموسيقى المزعجة"، في محاولة لتفريغ الإحساس بالخوف من خلال الفن.
تختم جلبي مقالها بالتأكيد أن التخلص من شعور العجز الذي تفرضه هذه المسيرات يتطلب وقتًا طويلًا، وربما أكثر مما يمكن لأي شعب تحمّلُه، خاصة في بلد يواجه أزمات اقتصادية وسياسية ومعيشية خانقة، فيما سماؤه لا تعرف الهدوء.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة