سماء لبنان محاصرة... المسيّرات الإسرائيلية تُبقي البلاد تحت ضغط نفسي دائم
تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT
في تقرير نُشر بصحيفة الفايننشال تايمز البريطانية تحت عنوان "لبنان تحت حصار الطائرات المسيرة"، ترصد الكاتبة راية جلبي ملامح حرب غير معلنة يعيشها اللبنانيون منذ أشهر، عنوانها الأبرز طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي لا تفارق سماء البلاد، رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. اعلان
تقول جلبي إن الحرب لم تتوقف فعليًا، لكنها باتت تأخذ شكلاً مختلفًا، أقل صخبًا من القصف وأشد وطأة على الأعصاب.
وتشير الكاتبة إلى أن هذا الصوت الذي يصفه اللبنانيون بـ"المزعج والمخيف" يثير في النفوس حالة من الترقب اللاشعوري لغارة جوية قد تقع في أي لحظة، مما يجعله -بحسب تعبيرها- سلاحًا فعالًا في الحرب النفسية، يستخدم لبث الخوف وزعزعة الاستقرار النفسي للمدنيين.
Relatedلجنة لبنانية-فلسطينية تبدأ صياغة خطة لنزع سلاح الفصائل الفلسطينية في المخيماتبعد 25 عامًا على الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان.. هل تدخل "مزارع شبعا" مرحلة التفاوض؟جنوب لبنان: قتيل وثلاثة جرحى في غارة إسرائيلية خرقت وقف إطلاق النار مجدداًأدوار متعددة للمسيراتتوضح جلبي أن المهام التي تؤديها هذه الطائرات لا تقتصر على الرصد والمراقبة، بل تشمل عمليات أكثر تعقيدًا وخطورة. فهي تُستخدم لجمع المعلومات الاستخباراتية، ومحو الاتصالات الرقمية، وتعطيل بيانات الرادار، واعتراض المكالمات الهاتفية والرسائل، فضلًا عن تشويش نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). لكنها تضيف أن الاستخدام "الأهم" -حسب توصيفها- هو تنفيذ عمليات "القتل الأسبوعي"، ما يزيد من حدة الخوف لدى السكان الذين أثقلتهم عقود من الحروب والأزمات.
في بداية الأمر، اقتصرت حركة هذه الطائرات على المناطق الحدودية جنوب لبنان، إلا أن نطاقها توسّع تدريجيًا ليشمل العاصمة بيروت نفسها، التي أصبحت بدورها هدفًا يوميًا لتحليق هذه المسيرات، حتى بعد سريان وقف إطلاق النار، في مشهد يعكس غياب أي احترام للسيادة الجوية اللبنانية.
تأثير نفسي متصاعدينقل التقرير شهادات أطباء نفسيين في لبنان أكدوا أن أصوات المسيرات الإسرائيلية باتت عنصرًا مشتركًا في أحاديث مرضاهم، وأنها ساهمت بشكل مباشر في ارتفاع مستويات القلق والانفعال وحتى الاكتئاب. يقول أحد الأطباء: "لا يمكنك التقليل من شأن التأثير العميق لهذه الطائرات على مرضاي. الحياة في لبنان مرهقة أصلًا بسبب أزماتنا المستمرة، وهذا الضجيج الجهنمي يجعل كل شيء أسوأ".
وتصف الكاتبة شعورها الشخصي عندما سمعت أول طائرة مسيرة تحلق فوق بيروت بعد إعلان الهدنة، فتقول إنها أحسّت بـ"العجز" في تلك اللحظة، وهو شعور تشاركها فيه شريحة واسعة من اللبنانيين الذين يجدون أنفسهم تحت مراقبة دائمة دون أي قدرة على الرد أو الاعتراض.
المزاح كآلية دفاعأمام هذا الواقع، يحاول اللبنانيون التكيّف مع ما لا يمكن تغييره. بعضهم يلجأ إلى إطلاق ألقاب ساخرة على الطائرات بدون طيار، كنوع من المزاح الذي يهدف إلى التخفيف من وطأة الشعور بأنهم مراقَبون باستمرار، وفي مبادرة فنية فريدة، قام أحد الفنانين بتسجيل ساعات من أصوات هذه المسيرات وأعاد تركيبها في عمل موسيقي وصفه بـ"الموسيقى المزعجة"، في محاولة لتفريغ الإحساس بالخوف من خلال الفن.
تختم جلبي مقالها بالتأكيد أن التخلص من شعور العجز الذي تفرضه هذه المسيرات يتطلب وقتًا طويلًا، وربما أكثر مما يمكن لأي شعب تحمّلُه، خاصة في بلد يواجه أزمات اقتصادية وسياسية ومعيشية خانقة، فيما سماؤه لا تعرف الهدوء.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب غزة سوريا إيران أحمد الشرع إسرائيل دونالد ترامب غزة سوريا إيران أحمد الشرع إسرائيل طائرة مسيرة عن بعد لبنان إسرائيل دونالد ترامب غزة سوريا إيران أحمد الشرع سياحة فرنسا البرنامج الايراني النووي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرس الثوري الإيراني تحطم طائرة هذه الطائرات
إقرأ أيضاً:
ارتفاع حصيلة فيضانات جنوب أفريقيا إلى 49 قتيلا
قال رئيس وزراء مقاطعة كيب الشرقية في جنوب أفريقيا أوسكار مابويان إن ما لا يقل عن 49 شخصا لقوا حتفهم في مقاطعة كيب الشرقية، بعد أن تسبّب منخفض جوي شديد البرودة في هطول أمطار كثيفة على عدد من مناطق البلاد.
وقال مسؤولون إن من المتوقع ارتفاع عدد القتلى مع بدء السلطات عمليات البحث والإنقاذ في مقاطعة الكيب الشرقية بجنوب البلاد.
وأفاد رئيس الوزراء بأن الأمطار التي دمّرت المنازل تسبّبت في وفاة 6 طلاب من الثانوية جرفتهم المياه، بعدما حاصرت السيول الحافلة التي كانت تُقلّهم قرب أحد الأنهار، مشيرا إلى أن 4 آخرين ما زالوا في عداد المفقودين.
وفي إحاطة للصحافة، قال رئيس وزراء مقاطعة كيب الشرقية إن التقرير الذي تلقّاه أفاد بالعثور على جثث 6 طلاب كانوا على متن الحافلة المدرسية التي حاصرتها السيول على أحد الطرق الواقعة قرب النهر.
كارثة كبيرةوقال المسؤول الجنوب الأفريقي إن عمليات البحث مستمرة، واصفا ما يقع من الخسائر بأنه من أسوأ الكوارث التي عرفتها المقاطعة.
ومنذ مطلع الأسبوع الجاري، شهدت أجزاء واسعة من البلاد تساقط أمطار مصحوبة بالثلوج والرياح الشديدة، تسبّبت في إغلاق عدد من الطرق الرئيسية، وخسائر كبيرة في شبكة التيار الكهربائي، مما أدى إلى تفاقم معاناة المتضررين.
إعلانوتسببت كثرة الأمطار والسيول في نزوح مئات الأشخاص من منازلهم في المناطق الشرقية، ويقيمون حاليا في قاعات وأماكن عامة.
وكانت هيئة الأرصاد الجوية قد حذّرت نهاية الأسبوع الماضي من منخفض جوي خطير، داعية المواطنين إلى أخذ الحيطة والالتزام بإجراءات السلامة.
وفي سياق متصل، وجّه رئيس البلاد سيريل رامافوزا مساء أمس الأربعاء كلمة إلى المواطنين، قدم من خلالها التعزية لعائلات الضحايا والمفقودين.
وقال رامافوزا إن الحكومة ستقّدم المساعدات لعائلات الضحايا، وجميع المتضررين من المأساة التي عاشتها بلاده هذه الأيام.