لماذا يخاطر عرب ومسلمون بحياتهم في قوارب الموت للهجرة من بلادهم؟
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
٦٩٪ من لاجئي القوارب الذين وصلوا المملكة المتحدة خلال عامٍ مضى هم من دول عربية ومسلمة، وتتصدر أفغانستان وإيران وتركيا القائمة، تليهم #سورية والعراق، ولا يغيب #السودان ومصر عن قائمة العشر الأُوَل!
بين آذار ٢٠٢٣ وآذار ٢٠٢٤ خاطر ٣١٠٧٩ لاجئاً بحياتهم للوصول إلى الشواطئ البريطانية بعد أن اعتراهم اليأس من أوضاع بلدانهم، لأسباب سياسية واقتصادية، والواقع أن فقدان الأمل في التغيير، وتردي الأوضاع، يلعب دوراً جوهرياً في دفع مئات الآلاف من العرب والمسلمين والأفارقة للهجرة، بوسائل تعتريها خطورة ومجازفة، بغية وصول عالمٍ يعتقدون أنَّ بوسعهم بدءُ حياة جديدة فيه.
لستُ من مشجعي اللجوء والهجرة غير الشرعية، وأحزنُ لفقدان أرواح شبان يافعين، وهم يعبرون البحار أو الغابات أو طرقاً وعرة وخطرة، سعياً لحياة جديدة، وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أن ٢٢٦ شخصاً، بينهم ٣٥ طفلاً فقدوا أو ماتوا أثناء محاولتهم وصول بريطانيا عبر البحر، بينما تعتزم حكومة العمال ترحيل ٩ آلاف لاجئ غير شرعي هذا العام.
ما يجري أبعدُ من هجرة ولجوء، ويقترب ليكون تغييراً ديمغرافياً يُعيد تشكيل مجتمعات بأكملها، في ظل تقارير عن تسريبات بعشرات الآلاف لقادمين من إيران وباكستان إلى #العراق وسورية، والحديث عن عمليات تجنيس وتوطين وسلب ممتلكاتِ مُهجرين.تستحق أزمة اللجوء والهجرة غير الشرعية بحثاً عميقاً من قبل النخبة الفكرية والسياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي، والأسباب الطاردة لهؤلاء، وهم ركيزة أساسية وشابة في مجتمعاتهم، وتتحمل الحكومات والأنظمة، مسؤولية كبرى في ذلك، سواء لجهة تفشي الاستبداد في عدد من الدول، أو فشل مشروع التنمية، أو انهيار المنظومات الاقتصادية والاجتماعية، وغلق الباب أمام التغيير بأدوات سلمية.
لا يكفي أن تعمد دولٌ غربية لترحيل اللاجئين غير الشرعيين، أو زيادة الإجراءات الرادعة، ولكن يتوجب عليها العمل مع النخبة في تلك الدول، لإيجاد حلول بناءة تضمن مسارات ديمقراطية تحيي الحياة السياسية، وتكافح الفساد، وتضمن النهضة الاقتصادية، وتحقق عقداً اجتماعياً يحدُّ من حالة الفوضى والإقصاء والنزاعات البينية.
ما يجري أبعدُ من هجرة ولجوء، ويقترب ليكون تغييراً ديمغرافياً يُعيد تشكيل مجتمعات بأكملها، في ظل تقارير عن تسريبات بعشرات الآلاف لقادمين من إيران وباكستان إلى #العراق وسورية، والحديث عن عمليات تجنيس وتوطين وسلب ممتلكاتِ مُهجرين.
الأمر يحتاجُ نقاشاً من أبعاده المختلفة، مع ضمان حقوق الناس في حياة كريمة وآمنة خارج دول غارقة في الفوضى والإرهاب والاستبداد.
*مدير عام مركز لندن للاستراتيجية الإعلامية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه عربية غربية هجرة غرب عرب هجرة رأي مقالات مقالات مقالات تكنولوجيا من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
رغم انقسام الاستخبارات الأميركية.. لماذا قرر ترامب ضرب إيران؟
واشنطن- لم يكن من المألوف أن يجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسط عطلة نهاية الأسبوع أمس السبت، في غرفة العمليات بالبيت الأبيض مع مجلس الأمن القومي، للمرة الرابعة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على إيران، إلا إذا كانت هناك حاجة استثنائية.
وهذا ما كان، إذ كانت قاذفات "بي 2" على بعد أقل من ساعة من أهدافها المختارة بدقة في إيران، حيث حملت هذه القاذفات 6 قنابل من نوع "جي بي يو 57" التي يتخطى وزن كل منها 30 ألف رطل، ويقدر خبراء عسكريون أن لديها أفضل فرصة لإلحاق الضرر بمنشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو.
ورغم تأكيد ترامب النجاح في استهدف 3 مواقع نووية في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان، فإنه من المبكر الحكم على تأثير الهجمات على المنشآت الإيرانية.
تخبط استخباراتيخلال الأيام الماضية، كان ترامب قد تواصل مع كبار معاونيه لاستشارتهم حول الانضمام والمشاركة بالهجمات الإسرائيلية على إيران، لكن دون حسم قراره، إذ قال يوم الخميس الماضي إنه "سيقرر في غضون أسبوعين ما الخطوة الأميركية القادمة".
ورغم مطالبة ترامب إيران بالاستسلام الكامل والتخلي عن البرنامج النووي، لم تظهر إيران إلا التحدي، وفشلت مباحثاتها مع وزراء خارجية كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا على حلحلة الوضع، بعد تأكيد إيران أنها لن تنهي تخصيبها من الوقود النووي، وأنها لن تدخل في محادثات مع الولايات المتحدة ما لم توقف إسرائيل هجماتها.
ثم جاءت الهجمات الأميركية، رغم الانقسام الكبير في تقديرات أجهزة الاستخبارات الأميركية حول قدرات ونوايا إيران النووية، إذ ظهرت إلى السطح -خلال الأيام الماضية- عمق الاختلافات الحادة بين التقييمات الإسرائيلية والأميركية حول القدرات النووية الإيرانية.
كما أظهر ترامب أيضا عدم الثقة في مجتمع الاستخبارات الخاص به، بما في ذلك مديرة المخابرات الوطنية الخاصة به تولسي غابارد، حيث غابت أكبر مسؤولة استخباراتية أميركية عن اجتماعات غرفة العمليات في البيت الأبيض، وهو ما يمثل استثناء لمنصب يشرف على 22 جهازا استخباريا ومؤسسات أمنية أميركية منها "إف بي آي" و "سي آي إيه".
إعلان
وعندما سُئل ترامب عن شهادة غابارد أمام الكونغرس، والتي ذكرت فيها أن الولايات المتحدة قيّمت أن إيران لا تتجه لتصنيع سلاح نووي، قال ترامب بشكل قاطع إنها "مخطئة".
وعلى النقيض، أشارت تقارير إلى تأكيد مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف لعدد من كبار معاونيه، أنه يعتقد أن إيران تعمل بنشاط من أجل بناء سلاح نووي بشكل سريع جدا.
وأرجع راتكليف تقديره إلى ما اعتبره جهودا إيرانية متسارعة لتكديس مخزونات من اليورانيوم عالي التخصيب، وتصنيع صواريخ باليستية يمكن من خلالها إطلاق سلاح نووي.
وبعد فترة وجيزة من حديث ترامب، انقلب موقف غابارد، وانتقدت وسائل الإعلام، ونشرت على موقع "إكس" تغريدة قالت فيها "لدى أميركا معلومات استخباراتية تفيد بأن إيران في نقطة يمكنها فيها إنتاج سلاح نووي في غضون أسابيع إلى أشهر" وأضافت "لقد كان الرئيس ترامب واضحا أن هذا لا يمكن أن يحدث، وأنا أتفق معه".
وأثناء إفادة بالبيت الأبيض حضرتها الجزيرة نت، مررت المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت رسالة مباشرة من الرئيس الأميركي، جاء فيها "بناء على حقيقة أن هناك فرصة كبيرة لإجراء مفاوضات قد تحدث أو لا تحدث مع إيران في المستقبل القريب، سأتخذ قراري بشأن إيران خلال الأسبوعين المقبلين".
وفي الوقت ذاته، لم تتوقف الدوائر الإسرائيلية واليهودية في واشنطن للترويج لسرديتين على مدار الأسبوع الأخير منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران:
أولهما: أن الحملة الإسرائيلية والهجمات الجوية والصاروخية على إيران مبنية على حقيقة غالبا ما يغفلهما تيار "ماغا" الانعزالي -حسب وصفهم- وهي أن الحكومة الإيرانية مصممة على امتلاك أسلحة نووية ولا يمكن ردعها أو إقناعها بفعل خلاف ذلك. والثانية: أن على إدارة ترامب وجوب مساعدة إسرائيل على تدمير منشأة فوردو النووية، من أجل "تقصير الحرب، ومنع التصعيد الأوسع نطاقا، وإنهاء التهديد الرئيسي لاستقرار الشرق الأوسط" الذي تشكله إيران، وأن إيران المسلحة نوويا ستشكل أكثر من مجرد تهديد للشعب الإسرائيلي ودولته، ويمكن أن تصل صواريخها إلى عواصم الخليج وأوروبا.ودفعت هذه السردية للتأكيد على أنه بتدمير منشأة فوردو، سيخلق الرئيس ترامب توازنا جديدا في الشرق الأوسط، ويعيد تأسيس القيادة الأميركية، وستركز الضربة فقط على القضاء على برنامج الأسلحة النووية الإيراني، ولكن يجب أن تكون مصحوبة برسالة واضحة: أنه إذا حاولت إيران استهداف الولايات المتحدة أو حلفائها الخليجيين، فإنها ستخاطر بالقضاء على نظامها.
ونجحت إسرائيل في إقناع ترامب بنقطة غيرت مسار حساباته، ودفعته لتبني الخط الأحمر الإسرائيلي ذاته بشأن التخصيب الصفري لليورانيوم الإيراني، حيث كان السبب الوحيد وراء انطلاق الدبلوماسية مع إيران في البداية هو أن الخط الأحمر الأصلي لترامب كان عدم التسلح، مما يعني أن إيران يمكن أن تستمر في تشغيل برنامج نووي مدني، لكن طرقها نحو التسلح سيتم عرقلتها.
إعلانلكن ترامب غير الأهداف في منتصف المحادثات التي مثله فيها المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، واعتمد الخط الأحمر الإسرائيلي الذي صممته إسرائيل لخلق مأزق في المحادثات وتمهيد الطريق للعمل العسكري.
وكان الرئيس ترامب قد أبلغ سرا عن قراره بقصف المواقع النووية الإيرانية بعد اجتماعه مع مستشاري الأمن القومي يوم الأربعاء الماضي، ثم أشار البيت الأبيض يوم الخميس إلى نافذة مدتها أسبوعان و"فرصة كبيرة للتفاوض" مع إيران، والتي يبدو أنها كانت خدعة تهدف إلى طمأنة الإيرانيين.
ففي فجر اليوم الأحد، قال ترامب للشعب الأميركي بعد قصف الأهداف النووية داخل إيران "لقد أتممنا هجوما ناجحا جدا استهدف 3 مواقع نووية في إيران، بما في ذلك في فوردو ونطنز وأصفهان، لقد باتت الطائرات كلها خارج المجال الجوي الإيراني".
وأضاف "تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع الرئيسي في فوردو، والطائرات في طريق عودتها إلى الوطن بأمان الآن، نهنئ محاربينا الأميركيين العظماء، إذ ما كان أي جيش آخر في العالم ليتمكن من إتمام هذه المهمة. حان وقت السلام الآن! شكرا لاهتمامكم بهذه المسألة".