سودانايل:
2025-05-20@07:05:13 GMT

هواهم يجافي جنيف والجنينة!

تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT

بثينة تروس

اَفة حكم الإسلاميين ان الذين خارج تمكينهم، لا يعبئون بحياتهم او مماتهم! فحين تعلقت افئدة السودانيين بمحادثات جنيف أملاً في اتفاق يحقن الدماء ويحفظ أرواحهم، ويمدهم بالمساعدات الإنسانية من المواد الغذائية والعلاج، نشط سماسرة حرب أبريل ومستثمرو الازمات في تعويق المحادثات، وعلت موجة التهديد للبرهان في امتداد لظاهرة قادة الجيش الذين يهابون الفلول، سماسرة الموت، فهم يجلبون لهم أبناء المساكين لساحات الفداء، في الوقت الذي أمنوا لأبنائهم في الحركة الإسلامية العيش الاَمن واستمرار الحياة خارج البلاد بعيدا عن (البل) و(الجغم)! فشهدنا اثناء تلك المباحثات تباري طرفي الحرب في المزيد من إراقة دماء للمواطنين، كل فريق يعلن انه بصدد دك مناطق تواجد حواضن الطرف الآخر، والمحصلة البائنة أن الطرفين يزهقان أرواح المدنيين بدم بارد.

ثم يتبارى اعلام كل طرف ببراعة في تبادل الاتهامات بقصف المستشفيات والمساجد، من سخرية الأقدار أن قيادة المعارك في الجيش والدعم السريع قيادات اخوانية، لها ماض وحاضر مشترك في انتهاكات حقوق الإنسان. بالطبع لابد من اقرار أن قيادات الدعم السريع تخضع في كل جولة حوار للتعاون مع المنظمين لإيجاد حلول للسلام، وفي واقع الحال لا نستطيع انكار انهم متقدمين عسكرياً على الجيش! وهو الشيء الذي دفع بقيادات الجيش لإفشال مباحثات جنيف، اذ أنهم الطرف الأضعف ميدانياً، وهذا مربط تخوفهم من وقف الحرب، وقيام حكومة مدنية تقودهم لمحاكم العدالة عن مجزرة القيادة العامة، ومسؤولية اشعال حرب 15 ابريل التي دمرت البلاد! وشردت جيلاً كاملاً من الشباب كان هو امل نهضة هذه البلاد المنكوبة.
الشاهد قط لم تكن الأوضاع الإنسانية والكوارث شغل شاغل للحركة الإسلامية في دست الحكم، فلقد ظل المواطن يدفع فاتورة سوء سياساتهم، وتحمل كلفتها الباهظة، وجبلت الحكومة علي تطفيف الموت الجماعي بسبب حمي الضنك والكوليرا في زمان الامطار والفيضانات، ولم يحدث قط ان أعلنت عن الكارثة الصحية للمواطنين، بل يزعم اعلامها المضلل انها مجرد (اسهالات مائية) ولو مات جميع من بتلك المناطق المنكوبة. اما ما كان يحدث من مجازر الموت والاغتصابات في مناطق دارفور وجبال النوبة وكردفان والنيل الأزرق تبرر له الحكومة بذرائع صد الاحتراب القبلي والجهوي، متخذين أداة سلطة الاعلام في تغبيش الراي العام حول تطفيف اعداد القتلى وليس نفي القتل، لذلك كان نصيب المواطنين في تلك المناطق المهمشة (الموت لأتفه الأسباب). فما يحدث في الجنينة اليوم من تناثر أشلاء النساء والشيوخ والأطفال بعد قصف طيران الجيش لا يعني شيئا للمتأسلمين، وبالمقابل كانت قضايا تلك المناطق هي هم المعارضين السياسيين الذين قال في حقهم الخبير الاستراتيجي للجيش من منفاه في (بورتكيزان) موتوا في منافيكم!
وشتان ما بين الموت في المنافي من أجل الوطن، وبين الموت في سبيل السلطة، فموت المنافي شرف بسقوف أخلاقية تناهض الظلم وتنشد العدالة لمطلق مواطن سوداني في أي بقعة من أرضه، وهذا ما لم يتيسر للفلول الذين يموتون متخمين في بلدان باعوا لها موارد البلاد احتساباً وإعداداً مستطاعاً للهروب عند سقوط مشروعهم الإسلاموي.. لذلك كان المجدين في إجهاض المفاوضات بجنيف يتلكؤون ويحتمون باتفاق جدة وتنفيذ بنوده كاملة، مع العلم ان منبر جدة لم يسهم ولو في هدنة طويلة الأمد بين الأشقاء المتقاتلين! لكي يتيسر توصيل المساعدات.. ولذلك تجد ان هواهم ليس بجنيف ولا يؤلم ضمائرهم ما يواجهه النازحون الفارون من جحيم الحرب الذين يعيشون في أسوأ حالات العوز واللجوء وانسداد أفق الرجوع لمنازلهم التي صارت ورقة اتجار في المفاوضات لدى مليشيا الدعم السريع والجيش، والموت يحصد من انسدت لديهم سبل الفرار وظلوا حبيسي الموت بل موعودين بمزيد من إراقة الدماء في سبيل تحقيق اماني الجيش في الانتصار!ـ إذ يستقبل الدعم السريع احدث الاسلحة الفتاكة من حليفتها الامارات، ومصر لم تبخل علي الجيش السوداني بما يمكنه من استطالة أمد الحرب لتصير البلاد خرابا وضيعة مفتوحة للدولتين ترعى فيها متى ما شحت المياه والمعادن والثروة الحيوانية والأراضي الخصبة! وعلي التحقيق يظل الواقع ان تلك الدول لم تتمكن من تلابيب الدولة إلا بعد أن مكنها الإخوان المسلمين من ذلك، في خلال معركتهم مع المواطن وحربه الدائمة ضده لأكثر من ثلاث عقود! فلا نعيب زماننا والعيب فينا، فمن الذي فرط في سيادة بلده؟ ولا يزالون؟ انهم هم الذين لا تستهويهم دعوات إيقاف الحرب لا يهمهم ان تطاول امدها او تغيرت ديمغرافيا البلاد وتم تدمير بنيتها الاقتصادية ونهبها من الدول الطامعة في خيراتها، فهواهم يجافي السلام وسعيهم أن يحارب من تبقى من شعب جائع ومذعور ويحلم بالسلام، ان يحمل السلاح ويقاتل الجنجويد الذين فشلت المؤسسة العسكرية المؤهلة من قتالهم، فبعد جنيف سينصرف العالم عن حرب السودان، والبلاد موعودة بمزيد من نزيف الدماء وأرتال من الجوعى والمشردين وتراب بلد تفوح منها رائحة الموتى!

tina.terwis@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الجيش الليبي يحرر جنوده ويكبد مسلحين خسائر فادحة في عملية جنوب البلاد

أعلن الجيش الوطني الليبي، اليوم السبت، عن تنفيذ عملية عسكرية ناجحة في المنطقة الحدودية الجنوبية، استهدفت عناصر من المعارضة التشادية المسلحة، وذلك عقب هجوم مباغت شنته هذه العناصر أمس، الجمعة، على إحدى نقاط تمركز القوات المسلحة الليبية.

وأوضح بيان صادر عن شعبة الإعلام الحربي، أن قوة العمليات الخاصة تمكنت من تنفيذ هجوم مضاد أسفر عن تحرير الجنود الليبيين المحتجزين خلال الهجوم، مشيرًا إلى أنهم بصحة جيدة ويتلقون حالياً الرعاية الطبية اللازمة.

وأضاف البيان أن العملية أدت إلى تكبيد عناصر المعارضة خسائر كبيرة في الأرواح، كما تم القبض على قائد المجموعة المهاجمة وعدد من العناصر الرئيسيين، في حين تواصل وحدات الاستطلاع البرية والجوية عمليات الرصد والملاحقة لبقايا التشكيلات المسلحة في المنطقة.

وأسفرت العملية عن استشهاد الجندي البطل حمد عقيلة العريبي، أحد منتسبي الكتيبة 676 مشاة التابعة لرئاسة أركان القوات البرية، خلال تصديه للهجوم، حيث نعت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي روحه الطاهرة، مؤكدة أنه قدم روحه فداءً للوطن أثناء رباطه في أقصى الصحراء.

وأكدت القيادة العامة للقوات المسلحة في ختام البيان استمرارها في تأمين الحدود الجنوبية والتعامل بكل حزم مع أي تهديد من شأنه أن يمس أمن الوطن وسلامة أراضيه، مشددة على أن القوات المسلحة لن تتهاون في ملاحقة أي جهة تحاول زعزعة الاستقرار جنوب ليبيا.

طباعة شارك الجيش الليبي ليبيا حفتر

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يتقدم في أم درمان.. ومعارك ضارية مع الدعم السريع (شاهد)
  • في السجون والبحار.. كم عدد الذين اختفوا خلال الحرب السورية؟
  • الجيش السوداني يوجه ضربة موجعة لقوات الدعم السريع ويستعيد السيطرة على أهم المناطق الإستراتيجية بدارفور
  • غزة بين أنياب الحرب| ماذا يحدث بين ترامب ونتنياهو؟.. خبراء يجيبون
  • وزير الدفاع السوري يمنح الجماعات المسلحة مهلة 10 أيام للاندماج في الجيش
  • الجيش السوداني يحاصر آخر معاقل الدعم السريع غرب الخرطوم
  • اعترض طائرات مسيّرة في بورتسودان.. الجيش السوداني يقصف مواقع «الدعم» في كردفان
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين .. نتنياهو هو “ملاك الموت” الذي يقبض أرواح الأسرى
  • مرضى غزة على شفا الموت بسبب الجوع
  • الجيش الليبي يحرر جنوده ويكبد مسلحين خسائر فادحة في عملية جنوب البلاد