سودانايل:
2025-07-04@21:03:07 GMT

هواهم يجافي جنيف والجنينة!

تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT

بثينة تروس

اَفة حكم الإسلاميين ان الذين خارج تمكينهم، لا يعبئون بحياتهم او مماتهم! فحين تعلقت افئدة السودانيين بمحادثات جنيف أملاً في اتفاق يحقن الدماء ويحفظ أرواحهم، ويمدهم بالمساعدات الإنسانية من المواد الغذائية والعلاج، نشط سماسرة حرب أبريل ومستثمرو الازمات في تعويق المحادثات، وعلت موجة التهديد للبرهان في امتداد لظاهرة قادة الجيش الذين يهابون الفلول، سماسرة الموت، فهم يجلبون لهم أبناء المساكين لساحات الفداء، في الوقت الذي أمنوا لأبنائهم في الحركة الإسلامية العيش الاَمن واستمرار الحياة خارج البلاد بعيدا عن (البل) و(الجغم)! فشهدنا اثناء تلك المباحثات تباري طرفي الحرب في المزيد من إراقة دماء للمواطنين، كل فريق يعلن انه بصدد دك مناطق تواجد حواضن الطرف الآخر، والمحصلة البائنة أن الطرفين يزهقان أرواح المدنيين بدم بارد.

ثم يتبارى اعلام كل طرف ببراعة في تبادل الاتهامات بقصف المستشفيات والمساجد، من سخرية الأقدار أن قيادة المعارك في الجيش والدعم السريع قيادات اخوانية، لها ماض وحاضر مشترك في انتهاكات حقوق الإنسان. بالطبع لابد من اقرار أن قيادات الدعم السريع تخضع في كل جولة حوار للتعاون مع المنظمين لإيجاد حلول للسلام، وفي واقع الحال لا نستطيع انكار انهم متقدمين عسكرياً على الجيش! وهو الشيء الذي دفع بقيادات الجيش لإفشال مباحثات جنيف، اذ أنهم الطرف الأضعف ميدانياً، وهذا مربط تخوفهم من وقف الحرب، وقيام حكومة مدنية تقودهم لمحاكم العدالة عن مجزرة القيادة العامة، ومسؤولية اشعال حرب 15 ابريل التي دمرت البلاد! وشردت جيلاً كاملاً من الشباب كان هو امل نهضة هذه البلاد المنكوبة.
الشاهد قط لم تكن الأوضاع الإنسانية والكوارث شغل شاغل للحركة الإسلامية في دست الحكم، فلقد ظل المواطن يدفع فاتورة سوء سياساتهم، وتحمل كلفتها الباهظة، وجبلت الحكومة علي تطفيف الموت الجماعي بسبب حمي الضنك والكوليرا في زمان الامطار والفيضانات، ولم يحدث قط ان أعلنت عن الكارثة الصحية للمواطنين، بل يزعم اعلامها المضلل انها مجرد (اسهالات مائية) ولو مات جميع من بتلك المناطق المنكوبة. اما ما كان يحدث من مجازر الموت والاغتصابات في مناطق دارفور وجبال النوبة وكردفان والنيل الأزرق تبرر له الحكومة بذرائع صد الاحتراب القبلي والجهوي، متخذين أداة سلطة الاعلام في تغبيش الراي العام حول تطفيف اعداد القتلى وليس نفي القتل، لذلك كان نصيب المواطنين في تلك المناطق المهمشة (الموت لأتفه الأسباب). فما يحدث في الجنينة اليوم من تناثر أشلاء النساء والشيوخ والأطفال بعد قصف طيران الجيش لا يعني شيئا للمتأسلمين، وبالمقابل كانت قضايا تلك المناطق هي هم المعارضين السياسيين الذين قال في حقهم الخبير الاستراتيجي للجيش من منفاه في (بورتكيزان) موتوا في منافيكم!
وشتان ما بين الموت في المنافي من أجل الوطن، وبين الموت في سبيل السلطة، فموت المنافي شرف بسقوف أخلاقية تناهض الظلم وتنشد العدالة لمطلق مواطن سوداني في أي بقعة من أرضه، وهذا ما لم يتيسر للفلول الذين يموتون متخمين في بلدان باعوا لها موارد البلاد احتساباً وإعداداً مستطاعاً للهروب عند سقوط مشروعهم الإسلاموي.. لذلك كان المجدين في إجهاض المفاوضات بجنيف يتلكؤون ويحتمون باتفاق جدة وتنفيذ بنوده كاملة، مع العلم ان منبر جدة لم يسهم ولو في هدنة طويلة الأمد بين الأشقاء المتقاتلين! لكي يتيسر توصيل المساعدات.. ولذلك تجد ان هواهم ليس بجنيف ولا يؤلم ضمائرهم ما يواجهه النازحون الفارون من جحيم الحرب الذين يعيشون في أسوأ حالات العوز واللجوء وانسداد أفق الرجوع لمنازلهم التي صارت ورقة اتجار في المفاوضات لدى مليشيا الدعم السريع والجيش، والموت يحصد من انسدت لديهم سبل الفرار وظلوا حبيسي الموت بل موعودين بمزيد من إراقة الدماء في سبيل تحقيق اماني الجيش في الانتصار!ـ إذ يستقبل الدعم السريع احدث الاسلحة الفتاكة من حليفتها الامارات، ومصر لم تبخل علي الجيش السوداني بما يمكنه من استطالة أمد الحرب لتصير البلاد خرابا وضيعة مفتوحة للدولتين ترعى فيها متى ما شحت المياه والمعادن والثروة الحيوانية والأراضي الخصبة! وعلي التحقيق يظل الواقع ان تلك الدول لم تتمكن من تلابيب الدولة إلا بعد أن مكنها الإخوان المسلمين من ذلك، في خلال معركتهم مع المواطن وحربه الدائمة ضده لأكثر من ثلاث عقود! فلا نعيب زماننا والعيب فينا، فمن الذي فرط في سيادة بلده؟ ولا يزالون؟ انهم هم الذين لا تستهويهم دعوات إيقاف الحرب لا يهمهم ان تطاول امدها او تغيرت ديمغرافيا البلاد وتم تدمير بنيتها الاقتصادية ونهبها من الدول الطامعة في خيراتها، فهواهم يجافي السلام وسعيهم أن يحارب من تبقى من شعب جائع ومذعور ويحلم بالسلام، ان يحمل السلاح ويقاتل الجنجويد الذين فشلت المؤسسة العسكرية المؤهلة من قتالهم، فبعد جنيف سينصرف العالم عن حرب السودان، والبلاد موعودة بمزيد من نزيف الدماء وأرتال من الجوعى والمشردين وتراب بلد تفوح منها رائحة الموتى!

tina.terwis@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

لمطالبتهم بإنهاء الحرب.. الاحتلال يعتقل متظاهرين قرب مقر قيادة الجيش في تل أبيب

أعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقال متظاهرين خلال مظاهرة نظمتها حركة «ووتش 101» الحقوقية قرب بوابة «شاؤول» في مقر قيادة الجيش أو ما يسمى بمجمع «الكرياه» العسكري، وسط تل أبيب.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أن عددًا من أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس شاركوا في الاحتجاجات وطالبوا بوقف الحرب في قطاع غزة والعمل الفوري على إعادة جميع المحتجزين إلى إسرائيل. وشهدت الوقفة الاحتجاجية توترًا محدودًا أسفر عن تدخل الشرطة واعتقال اثنين من المشاركين.

تأتي هذه الاحتجاجات في ظل تزايد الضغوط الشعبية على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق ينهي القتال ويعيد الأسرى، وسط تباين داخلي بشأن سبل إنهاء الأزمة.

اقرأ أيضاًفلسطين تحذر من إفشال إسرائيل جهود تحقيق وقف إطلاق النار في غزة

جيش الاحتلال يوسع قصفه شرقى غزة ويصدر أوامر بإخلاء مناطق فى خان يونس

حماس: نحذر من الأوضاع الصحية الكارثية في قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • السودان.. نزاع مسلح يودي بحياة المئات والهجمات على المستشفيات تتصاعد
  • الجيش الباكستاني يقضي على 30 مسلحًا حاولوا التسلل إلى البلاد
  • الخوي تشتعل من جديد... الجيش السوداني يقترب من استعادتها والدعم السريع تتكبد خسائر فادحة
  • مرفق: منشور معمر الذي يتواجد مع الجيش ويشجع ويشيد بالدعم السريع
  • الرئيس الشرع: لا يمكننا أن نحتفي بهذه المناسبة دون أن نوجه تحية صادقة ممتنة لكل الشباب السوري الذين ساهموا في بناء هذه الهوية، ولكل من شارك فيها داخل البلاد وخارجها مبادرين ومبدعين ومتحدين الظروف ومؤمنين بأن سوريا الحبيبة تستحق المزيد ومعلنين القطيعة بذلك
  • إعلام إسرائيلي: الجيش عاش يوما صعبا في الشجاعية أمس
  • لمطالبتهم بإنهاء الحرب.. الاحتلال يعتقل متظاهرين قرب مقر قيادة الجيش في تل أبيب
  • سويسرا تُباشر بإجراءات حل فرع "مؤسسة غزة الإنسانية" في جنيف
  • بعد زيارة البرهان لمصر.. هل يشهد السودان هدنة قريبة بين الجيش و(الدعم السريع)؟
  • الأمم المتحدة: مشاورات مع الجيش السوداني والدعم السريع من أجل هدنة إنسانية بالفاشر