سودانايل:
2025-12-14@08:13:50 GMT

هواهم يجافي جنيف والجنينة!

تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT

بثينة تروس

اَفة حكم الإسلاميين ان الذين خارج تمكينهم، لا يعبئون بحياتهم او مماتهم! فحين تعلقت افئدة السودانيين بمحادثات جنيف أملاً في اتفاق يحقن الدماء ويحفظ أرواحهم، ويمدهم بالمساعدات الإنسانية من المواد الغذائية والعلاج، نشط سماسرة حرب أبريل ومستثمرو الازمات في تعويق المحادثات، وعلت موجة التهديد للبرهان في امتداد لظاهرة قادة الجيش الذين يهابون الفلول، سماسرة الموت، فهم يجلبون لهم أبناء المساكين لساحات الفداء، في الوقت الذي أمنوا لأبنائهم في الحركة الإسلامية العيش الاَمن واستمرار الحياة خارج البلاد بعيدا عن (البل) و(الجغم)! فشهدنا اثناء تلك المباحثات تباري طرفي الحرب في المزيد من إراقة دماء للمواطنين، كل فريق يعلن انه بصدد دك مناطق تواجد حواضن الطرف الآخر، والمحصلة البائنة أن الطرفين يزهقان أرواح المدنيين بدم بارد.

ثم يتبارى اعلام كل طرف ببراعة في تبادل الاتهامات بقصف المستشفيات والمساجد، من سخرية الأقدار أن قيادة المعارك في الجيش والدعم السريع قيادات اخوانية، لها ماض وحاضر مشترك في انتهاكات حقوق الإنسان. بالطبع لابد من اقرار أن قيادات الدعم السريع تخضع في كل جولة حوار للتعاون مع المنظمين لإيجاد حلول للسلام، وفي واقع الحال لا نستطيع انكار انهم متقدمين عسكرياً على الجيش! وهو الشيء الذي دفع بقيادات الجيش لإفشال مباحثات جنيف، اذ أنهم الطرف الأضعف ميدانياً، وهذا مربط تخوفهم من وقف الحرب، وقيام حكومة مدنية تقودهم لمحاكم العدالة عن مجزرة القيادة العامة، ومسؤولية اشعال حرب 15 ابريل التي دمرت البلاد! وشردت جيلاً كاملاً من الشباب كان هو امل نهضة هذه البلاد المنكوبة.
الشاهد قط لم تكن الأوضاع الإنسانية والكوارث شغل شاغل للحركة الإسلامية في دست الحكم، فلقد ظل المواطن يدفع فاتورة سوء سياساتهم، وتحمل كلفتها الباهظة، وجبلت الحكومة علي تطفيف الموت الجماعي بسبب حمي الضنك والكوليرا في زمان الامطار والفيضانات، ولم يحدث قط ان أعلنت عن الكارثة الصحية للمواطنين، بل يزعم اعلامها المضلل انها مجرد (اسهالات مائية) ولو مات جميع من بتلك المناطق المنكوبة. اما ما كان يحدث من مجازر الموت والاغتصابات في مناطق دارفور وجبال النوبة وكردفان والنيل الأزرق تبرر له الحكومة بذرائع صد الاحتراب القبلي والجهوي، متخذين أداة سلطة الاعلام في تغبيش الراي العام حول تطفيف اعداد القتلى وليس نفي القتل، لذلك كان نصيب المواطنين في تلك المناطق المهمشة (الموت لأتفه الأسباب). فما يحدث في الجنينة اليوم من تناثر أشلاء النساء والشيوخ والأطفال بعد قصف طيران الجيش لا يعني شيئا للمتأسلمين، وبالمقابل كانت قضايا تلك المناطق هي هم المعارضين السياسيين الذين قال في حقهم الخبير الاستراتيجي للجيش من منفاه في (بورتكيزان) موتوا في منافيكم!
وشتان ما بين الموت في المنافي من أجل الوطن، وبين الموت في سبيل السلطة، فموت المنافي شرف بسقوف أخلاقية تناهض الظلم وتنشد العدالة لمطلق مواطن سوداني في أي بقعة من أرضه، وهذا ما لم يتيسر للفلول الذين يموتون متخمين في بلدان باعوا لها موارد البلاد احتساباً وإعداداً مستطاعاً للهروب عند سقوط مشروعهم الإسلاموي.. لذلك كان المجدين في إجهاض المفاوضات بجنيف يتلكؤون ويحتمون باتفاق جدة وتنفيذ بنوده كاملة، مع العلم ان منبر جدة لم يسهم ولو في هدنة طويلة الأمد بين الأشقاء المتقاتلين! لكي يتيسر توصيل المساعدات.. ولذلك تجد ان هواهم ليس بجنيف ولا يؤلم ضمائرهم ما يواجهه النازحون الفارون من جحيم الحرب الذين يعيشون في أسوأ حالات العوز واللجوء وانسداد أفق الرجوع لمنازلهم التي صارت ورقة اتجار في المفاوضات لدى مليشيا الدعم السريع والجيش، والموت يحصد من انسدت لديهم سبل الفرار وظلوا حبيسي الموت بل موعودين بمزيد من إراقة الدماء في سبيل تحقيق اماني الجيش في الانتصار!ـ إذ يستقبل الدعم السريع احدث الاسلحة الفتاكة من حليفتها الامارات، ومصر لم تبخل علي الجيش السوداني بما يمكنه من استطالة أمد الحرب لتصير البلاد خرابا وضيعة مفتوحة للدولتين ترعى فيها متى ما شحت المياه والمعادن والثروة الحيوانية والأراضي الخصبة! وعلي التحقيق يظل الواقع ان تلك الدول لم تتمكن من تلابيب الدولة إلا بعد أن مكنها الإخوان المسلمين من ذلك، في خلال معركتهم مع المواطن وحربه الدائمة ضده لأكثر من ثلاث عقود! فلا نعيب زماننا والعيب فينا، فمن الذي فرط في سيادة بلده؟ ولا يزالون؟ انهم هم الذين لا تستهويهم دعوات إيقاف الحرب لا يهمهم ان تطاول امدها او تغيرت ديمغرافيا البلاد وتم تدمير بنيتها الاقتصادية ونهبها من الدول الطامعة في خيراتها، فهواهم يجافي السلام وسعيهم أن يحارب من تبقى من شعب جائع ومذعور ويحلم بالسلام، ان يحمل السلاح ويقاتل الجنجويد الذين فشلت المؤسسة العسكرية المؤهلة من قتالهم، فبعد جنيف سينصرف العالم عن حرب السودان، والبلاد موعودة بمزيد من نزيف الدماء وأرتال من الجوعى والمشردين وتراب بلد تفوح منها رائحة الموتى!

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الجيش الإيراني يزيح الستار عن منظومة الحرب الإلكترونية “صياد 4”

الثورة نت/وكالات ازاح الجيش الإيراني الستار عن منظومة الحرب الإلكتروني “صياد 4” للغابات التي تولت تصميمها وبناؤها عالمات إيرانيات، خلال مراسم حضرها وزير الدفاع الإيراني المعيد الركن عزيز نصير زاده . وأفادت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء اليوم الخميس، بأنه تم الكشف عن المنظومة بحضور العميد الركن عزيز نصير زاده، وزير الدفاع الإيراني ودعم القوات المسلحة. ونظرًا لاعتبارات أمنية، يُستخدم نموذج مصغر من هذه المنظومة لأغراض إعلامية، وقد تولّت تصميمها وبناؤها عالمات إيرانيات في مجال الصناعات الدفاعية بحسب وكالة “مهر”. ووفقا للوكالة، تُعدّ “صياد 4” منظومة حرب إلكترونية قادرة على تعطيل أنظمة تحديد المواقع أو الملاحة لدى العدو.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يتهم «الدعم السريع» بقتل جنود أمميين في كادقلي
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذين ما زالوا في غزة
  • “أن تكون مع بوتين أفضل من الحرب”
  • الجيش السوداني يُدمر ارتكازات ومعدات عسكرية للدعم السريع
  • وزير الحرب الأمريكي: نعيد هيكلة الجيش لضمان الاستعداد لأي صراع
  • غوتيريش: اجتماعات مرتقبة في جنيف مع طرفي النزاع في السودان
  • ضرورة الحل الشامل للأزمة في السودان
  • السودان على مفترق طرق: حرب استنزاف أم مفاوضات جادة؟
  • جوتيريش: سنلتقي ممثلين عن الجيش السوداني والدعم السريع في جنيف
  • الجيش الإيراني يزيح الستار عن منظومة الحرب الإلكترونية “صياد 4”