لبنان الخاسر الأكبر من تعثّر مفاوضات الدوحة - القاهرة
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
مَن خرج خاسرًا أو رابحًا من مفاوضات القاهرة - الدوحة المتعثرة؟ سؤال طرحه أكثر من معني بهذه المفاوضات، سواء أكان الجانب الأميركي الذي بذل أقصى جهوده للتوصل إلى الحدّ الأدنى من الاتفاق، أو الجانب المصري المعني أكثر من غيره بنجاح المسرى التفاوضي بين إسرائيل وحركة "حماس"، باعتباره الجار الأقرب إلى المكان غير المتفق على إيجاد حل له، أو الجانب القطري الذي يهمّه أن يراكم مستوى النجاحات في مساعيه الديبلوماسية على خط التوترات العالية في المنطقة.
هل خرجت إسرائيل "منتصرة" من مفاوضات غير متكافئة ظروف نجاحها أم هي باقية في دورانها اللولبي في الحلقة المفرغة؟ وهل يمكن أن يعتبر المراقب، ولو من بعيد، أن حركة "حماس" لم تنجرّ إلى ما كانت تل أبيب تنصب لها من أفخاخ، مع أنها قد خرجت من "المونة من دون حمّص"؟ وهل يمكن الذهاب بعيدًا في التحليل إذا أُجيز للمراقبين القول بأن كلًا من إسرائيل وحركة "حماس" قد خرجا من باب المفاوضات من دون معرفة إذا كان في الإمكان العودة إليها قريبًا، وقد خرجا من دون نتيجة تُذكر، بل ما هو أسوأ أن إسرائيل، التي لم تقبل التراجع عن شروطها قيد أنملة، كانت تخطّط منذ البداية لنسف هذه المفاوضات لأنها غير مقتنعة بأن مفاعيل حربها قد انتهت، وهي لا تكتفي بما أقدمت عليه من مجازر في حق فلسطينيي قطاع غزة، بل تسعى من خلال تصعيدها التدرجي والممنهج على الجبهة الجنوبية والبقاعية للبنان إلى جرّ "حزب الله" إلى حرب شاملة، وهو الذي لم يردّ بعد على عملية اغتيال الحاج فؤاد شكر في عقر داره، وقد "حرّره" تعثّر مفاوضات القاهرة - الدوحة من التزامه بعدم الردّ طوال فترة انعقادها.
من هنا، يمكن اعتبار أن الخاسر الأكبر من تعثّر مفاوضات القاهرة - الدوحة هو لبنان، الذي يعيش حاليًا بين حالتي الحرب واللاحرب. وهذا أسوأ ما يمكن أن يعيشه بلد غير معروف إذا كان ذاهبًا إلى حرب فيما يكون الآخرون راجعين منها، خصوصًا إذا كان من في داخل هذا البيت من أبنائه غير متفقين بعد على "مشروعية" حق امتلاك "حزب الله" قرار الحرب والسلم، وأن هذا الانقسام العمودي من شأنه أن يجعل العدو أكثر عدائية في مواجهاته السياسية قبل العسكرية على رغم ما يعانيه هو ايضًا من انقسام داخلي بالنسبة إلى الخيارات التي تتخذها حكومة نتنياهو من قرارات غير شعبوية.
ولكن في المقابل فإن ما سبق أن قاله الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله في حرب تموز من أن "المقاومة الإسلامية" لم تكن لتحقّق ما حققته من إنجازات في ذاك الوقت لو لم تكن مغطاة بوحدة الموقف الوطني، وإن كان من يعارض فتح جبهة الجنوب اليوم كان له الموقف نفسه في حرب "لو كنت أعرف"، لا ينطبق على ما هو حاصل اليوم. فـ "فتح" الجبهة الجنوبية من قِبل "حزب الله" جاء بقرار انفرادي بهدف مساندة مقاومة الشعب الفلسطيني في غزة ولتخفيف الضغط عنه لم تحظَ بتغطية بعض القوى اللبنانية، ومن بينها "التيار الوطني الحر"، الذي أمّن لـ "الحزب" الغطاء المسيحي في حرب تموز، على رغم محاولات النائب جبران باسيل "استلحاق حاله" بموقف رمادي بعد شعوره بأنه لم يحقّق في الشارع المسيحي ما كان يسعى إليه من حضانة من خلال معارضته مبدأ "وحدة الساحات".
ما يقوله البعض بالنسبة إلى خطر انزلاق المنطقة إلى حرب قد تبدأ من جنوب لبنان أو من بقاعه فيه الكثير من الحذر، خصوصًا أن ما يقولونه قد يبدو للبعض خارجًا عن المألوف، إذ أن الكلام عن الحرب لا يعني أنها ستقع حتمًا، على رغم أن الجميع يتهيّأ لها. فالحرب التي يمكن أن تنشب بين لحظة وأخرى معروفة النتائج سلفًا، وهي أن لا أحد سيخرج منها منتصرًا، بل أسوأ ما يمكن أن تؤول إليها هو المزيد من الضحايا والمزيد من الخسائر والمزيد من الدمار والتآكل الاقتصادي. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله یمکن أن
إقرأ أيضاً:
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: يمكن هزيمة "حماس" خلال أشهر
أبلغ رئيس أركان جيش الدفاع الاسرائيلي إيال زامير زعماء المستوطنات الإسرائيلية في محيط غزة أنه "لن يسمح باستمرار هذه الحرب إلى أجل غير مسمى"، حسبما ذكرت القناة 12 يوم الجمعة، نقلا عن محادثات خلف الأبواب المغلقة.
وذكر التقرير الذي أورد موقع "تايمز أوف إسرائيل" تفاصيله، أن زامير أضاف أنه "عندما يحين الوقت ونحقق أهدافنا العسكرية، سأقول: لقد هُزمت حماس، وستأتي تلك اللحظة".
وأضاف زامير: "عندما ننجز المهمة، أعد سكان المنطقة أنه لن يكون هناك 7 أكتوبر آخر هنا. لن يتمكنوا من اقتحام بلداتنا مرة أخرى".
وتابع قائلا: "حماس قد تُهزم هزيمة ساحقة في غضون بضعة أشهر".
وتعمل 5 فرق من الجيش الإسرائيلي في غزة، في إطار الهجوم المتجدد الذي تشنه إسرائيل هناك، والذي يهدف إلى احتلال 75 بالمئة من القطاع خلال شهرين.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد أكد الجمعة، أن اتفاقا حول وقف لاطلاق النار في غزة بات "قريبا جدا".
وفي مؤتمر صحفي مشترك لترامب وإيلون ماسك، قال الرئيس الأميركي: "نقترب جدا من التوصل إلى اتفاق في قطاع غزة، وسابغلكم اليوم أو غدا".
وأكدت حركة "حماس" أنها "تتشاور" مع القوى والفصائل الفلسطينية حول مقترح وقف إطلاق النار في غزة الذي تسلمته من المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
وكشفت وثيقة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لوقف حرب غزة أن مصر وقطر وأميركا ستضمن استمرار وقف النار لمدة 60 يوما، ولأي تمديد محتمل لوقف إطلاق النار، بحسب وسائل إعلام فلسطينية.
كما تضمنت الوثيقة "تسليم الأسرى سيتم دون مظاهر أو احتفالات علنية وسيتم توزيع المساعدات بواسطة الأمم المتحدة والهلال الأحمر".