يمانيون:
2025-05-24@00:00:45 GMT

الهُوية الإيمانية رافعة توحدنا وسر صمودنا

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

الهُوية الإيمانية رافعة توحدنا وسر صمودنا

بينما يتذكر اليمنيون بفخر دور أسلافهم في خدمة الإسلام والمساهمة في نشره في شرق آسيا، فإنهم يفعلون ذلك بشعور من الفخر الجماعي، غير ملوث بالانقسامات الطائفية أو الإقليمية أو الثقافية. ويشكل هذا الحنين إلى الماضي شهادة على القوة الدائمة للهوية الإيمانية في اليمن، والتي كانت لفترة طويلة الحبل الذي يربط اليمنيين ببعضهم البعض ويربطهم بالله سبحانه وتعالى.

لقد كان اليمنيون على مر التاريخ متحدين في التزامهم الإيماني، متجاوزين الخلافات القبلية والمناطقية والمذهبية. ولم تقتصر هذه الوحدة على نطاق الإيمان القلبي فحسب؛ بل كانت قوة توحيدية عملية تغلغلت في كل جانب من جوانب المجتمع اليمني، من السياسة إلى الثقافة، ومن التعليم إلى الأعراف الاجتماعية. وكانت الهوية الإيمانية لليمن حجر الزاوية في شخصيته الوطنية، وصاغت قيمه وتقاليده ووعيه الجماعي.

ولكن خلال العقود الأخيرة، سعى أعداء اليمن إلى تقويض هذه الوحدة من خلال استغلال خطوط الصدع الطائفية والإقليمية والثقافية. وحاولوا تفتيت الشعب اليمني، وإثارة الفتنة بين أعضائه، والعمل على تآكل نسيج هويتهم الإيمانية.
ولكن على الرغم من هذه المحاولات الكثيفة والمساعي الحثيثة، وبتوفيق من الله – سبحانه وتعالى – ظل الشعب اليمني ثابتاً على التزامه بإيمانه، رافضا الخضوع للخطابات الانقسامية والأجندات الطائفية. وقبل أن أتحدث عن شواهد ذلك أقول:
إن الحفاظ على الهوية الإيمانية لليمن ليس مجرد ضرورة أخلاقية فحسب، بل إنه ضرورة اجتماعية وسياسية أيضاً. فهو الأساس الذي تبنى عليه الوحدة الوطنية لليمن، وهو الحبل الذي يربط بين مجتمعاته المتنوعة. وبدونه، يكون اليمن معرّضاً لخطر الانزلاق إلى الفوضى والتشرذم والصراع.

لننظر إلى الواقع في بلدنا اليوم، فالمناطق التي تمكنت من مواجهة الغزو والصمود أمام تحالف العدوان الأمريكي السعودي طوال تسع سنوات وبقيت حرة متماسكة موحدة تجد أنها تزداد تمسكا بالهوية الإيمانية، على العكس من المناطق اليمنية الأخرى التي تشهد الاحتلال والانقسام والتباينات التي تتعزز كل يوم. تجد هنا شعبا يسير خلف قيادة واحدة، وهناك توهان وتشرذم وتفرّق. لذا، فلن يمكن لهذا الشعب أن يتعلب على أعدائه وغزاة أرضه أجمع إلا إن ازدادا تمسكا بهويته الإيمانية.

لقد أصبحت الهوية الإيمانية لليمن – في عصر العولمة المتزايدة وفرض الأنماط الثقافية الأمريكية ونشر وتعميم الرذيلة والفواحش والمثلية ومواسم الرقص والغناء والمجون في السعودية ودول عربية وإسلامية – أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى. فهي درع وقاية وجدار حماية وسيف جهاد ومقاومة ضد قوى الشيطان اليهودية والتغريب والتدجين. وهي تذكير بأنها هوية أصيلة لليمن غنية بالقيم الإسلامية تستوجب الحفاظ عليها والاحتفاء بها.

وباعتبارنا يمنيين، يتعين علينا أن ندرك أهمية هويتنا هذه، وأن نعمل على تعزيزها وسد الثغرات التي يحاول الأعداء أن ينفذوا من خلالها إلى مجتمعنا. ويتعين علينا مقاومة قوى الانقسام والتفتت، وتعزيز الوحدة والتسامح والتفاهم. ويتعين علينا أن نربي أطفالنا على أهمية التمسك بالهوية الإيمانية، وأن نغرس فيهم شعور الانتماء لإيمانهم والفخر بيمنهم.

وفي الختام، فإن الهوية الإيمانية لليمن كنز ثمين يجب الحفاظ عليه وحمايته، فهي أساس وحدتنا الوطنية، ومنبع ثقافتنا، وسر صمودنا وقوة روحنا الجماعية. فلنحتف بهويتنا هذه بكل فخر، ولنعمل معا على ترسيخها واستمرار حيويتها في مواجهة الاستهداف الناعم لمجتمعنا ومتغيرات العصر. وأفلحنا إن فعلنا.

بقلم / هاشم أحمد شرف الدين

وزير الإعلام في حكومة التغيير والبناء

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

الرئيس اليمني يدعو لتوحيد الخطاب وتجديد العهد في ذكرى الوحدة: “نريدها وحدة دولة لا مليشيا”

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

دعا رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليمنيين الى جعل مناسبة ذكرى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية 22 مايو 1990، محطة للمبادرات الخلاقة، وتجديد العهد، وتوحيد الخطاب الإعلامي لكافة مكونات الشرعية، والارتقاء إلى مستوى التهديد الحوثي الإيراني، المحدق بالجميع دون استثناء.

وقال العليمي خطاب بمناسبة الذكرى 35 للعيد “إن الوحدة الوطنية التي ننشدها اليوم ليست شعارًا، بل ممارسة واقعية، تتجسد في مؤسسات عادلة، وسلطات مستقلة، ودولة مدنية تُدار بالحكم الرشيد، وتكافؤ الفرص”.

وأكد “أن الوحدة الوطنية تقف اليوم نقيضاً لمشاريع الإمامة الكهنوتية، وثقافة الموت، والكراهية، والعنصرية”.

وأضاف ”هذه هي الوحدة الوطنية التي نؤمن بها “وحدة من أجل الدولة لا المليشيا، وحدة من أجل الجمهورية لا الإمامة، وحدة من أجل المواطنة والشراكة والتنوع لا الهيمنة، والإقصاء”.

واعتبر الرئيس العليمي، ان الاحتفاء بهذا اليوم المجيد هو وفاء لكل من ضحّى من أجل مشروع دولة قوية، كما انه اعتراف متجدد بالأخطاء، والتزام قاطع بتصحيح المسار.

وقال “لقد كانت الروح الجنوبية سبّاقة إلى الحلم الوحدوي، نشأةً وفكرًا، وكفاحًا، فكان النشيد جنوبياً، والراية جنوبية، والمبادرة جنوبيّة بامتياز، في مشهد تاريخي يعكس صدق النوايا، ونبل المقاصد”.

في هذا السياق جدد الرئيس اليمني، التأكيد بأن القضية الجنوبية تمثل جوهر أي تسوية سياسية عادلة، وأن معالجتها لن تتحقق من خلال تسويات شكلية، بل بالإنصاف الكامل، والضمانات الكافية التي تُمكن أبناء الجنوب من صياغة مستقبلهم، وتقرير مركزهم السياسي والاقتصادي، والثقافي، بما يعزز مبدأ الشراكة في السلطة والثروة، وفقا للمرجعيات الوطنية، والإقليمية، والدولية.

وقال “لقد أثبتت التجارب المريرة لاسيما عقب انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، أن بناء اليمن الحديث لا يمكن أن يتم إلا بتحقيق ثلاثة شروط رئيسية: حماية النظام الجمهوري، وترسيخ التعددية، وبناء وحدة متكافئة تقوم على العدل والمساواة، لا على الهيمنة، والإقصاء”.

واكد أن “هذه الأركان الثلاثة تمثل خلاصة التاريخ النضالي لشعبنا العظيم، كما انها تمثل ضمانة الحاضر، والمستقبل لبناء دولة العدالة، والمواطنة المتساوية..”

وأشار العليمي في هذا السياق أن المجلس والحكومة قد شرعوا بالفعل في خطوات جادة لتصحيح المسار، بدءًا بتعزيز استقلال السلطات، وتفعيل أجهزة انفاذ القانون، ومعالجة بعض آثار حرب صيف 1994، وتوسيع اللامركزية المالية والادارية، وفقاً للدستور، ومرجعيات المرحلة الانتقالية.

وأضاف “نحن اليوم لا نطرح وعوداً، بل نتحدث عن إجراءات ملموسة، وخيارات مفتوحة، نحرص على ادارتها بحكمة ومسؤولية، بعيداً عن ردود الفعل، وبما يحفظ وحدة الصف الوطني، ويعيد الاعتبار للدولة كضامن حقيقي للحقوق، والحريات العامة.

وأشار إلى جهود مجلس القيادة الرئاسي خلال السنوات الماضية، في استلهام روح الوحدة الوطنية وتحويلها إلى واقع عملي، من خلال تعزيز التوافق، ودعم الشراكة، وتمكين الحكم المحلي، والتشديد على مركزية القضية الجنوبية.

وأوضح قائلا: “رغم التحديات الهائلة، وأزمة الموارد، التي فاقمتها هجمات المليشيات الحوثية الإرهابية على موانئ تصدير النفط، وسفن الشحن البحري، لم نتخل يوماً عن مسؤولياتنا، ولم نقمع احتجاجاً سلمياً، بل نظرنا إلى أصواتكم – وفي مقدمتها تظاهرات النساء الملهمات في عدن وغيرها من المحافظات- كحافز صادق لتسريع وتيرة العمل، وتخفيف المعاناة بالشراكة مع اشقائنا في تحالف دعم الشرعية، وشركائنا الدوليين”.

وجدد العليمي التزام المجلس والحكومة بمواصلة الإصلاحات في مجالات الكهرباء، والطاقة، والخدمات الأساسية، استكمالًا لما أُنجز خلال السنوات الأخيرة”.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى الوحدة.. أبرز الصراعات في اليمن خلال 35 عاما
  • الوحدة التي يخافونها..!!
  • الملك سلمان وولي عهده يهنئان الرئيس اليمني بذكرى يوم الوحدة
  • الإمارات ترسل برقيات تهنئة رسمية لليمن بمناسبة حلول ذكرى الوحدة
  • القيادة تهنئ رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني بذكرى يوم الوحدة لبلاده
  • المساوى: دعم اليمن لقضية غزة جزء من الهوية الإيمانية والوطنية في رفض الهيمنة الخارجية
  • الرئيس اليمني يدعو لتوحيد الخطاب وتجديد العهد في ذكرى الوحدة: “نريدها وحدة دولة لا مليشيا”
  • محافظ عدن: الوحدة اليمنية حدث مفصلي.. ودول الاحتلال تريد لليمن أن يتمزق ويتحول إلى كنتونات صغيرة لصالحها
  • الراعي يهنئ القيادة والشعب اليمني بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية
  • القائم بأعمال محافظ الضالع: ستظل الوحدة صمام أمان الشعب اليمني