عربي21:
2025-12-14@23:27:41 GMT

حصون الثورة السورية المهددة من الداخل

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

فوجئت كما فوجئ الكثيرون بالزيارة التي قام بها وفد من معهد جسور برئاسة السيد محمد سرميني إلى العراق، ولقائه مع عمار الحكيم الذي شاركت مليشياته الطائفية في قتل السوريين والعراقيين، وكان جزءا من العملية السياسية العراقية الممهدة للاحتلال الأمريكي والإيراني.. وفوجئت بهذا الانحدار والانعطاف عن طريق الثورة، فالزيارة لا تشكل إضافة بحثية للمعهد، بعد أن بدت زيارة سياسية، وأقرب ما تكون إلى وفد رسمي سياسي، لا علاقة لشكل أو مضمون أو جلسة الزيارة بالبحوث والمعاهد والدراسات التي لم تعتد على مثل هذا النوع من الزيارات، إلّا إذا كانت جزءا من سياسة التطبيع مع القتلة والطائفيين، بعد أن تحولت بغداد الحشد الشعبي اليوم إلى مسوّق وواسطة للتطبيع مع العصابة الأسدية المجرمة.

.

هل يجرؤ معهد من معاهد المليشيات الطائفية على زيارة شخصية ثورية سورية أو عراقية مناهضة للمشروع الطائفي؛ الذي أجرم ولا يزال وسيظل يجرم بحق أهل السنّة؟ يحدث هذا في ظل تداعي الحصون الداخلية لثورة أهل الشام التي دفع الشعب السوري ثمنها باهظا، ولا يزال يدفع الثمن الأبهظ وسيظل، بوجود نخب تفتقر للإرادة في مواجهة المشروع الطائفي المجرم الذي يستهدف المنطقة، ولم يعد يستهدف سوريا والعراق ولبنان واليمن، فعينه غدت على حواضر ومدن جديدة.

منذ اليوم الأول للتصعيد الإيراني- الإسرائيلي لم يكن لدي شك في أن هذا التصعيد لن يقود إلى المواجهة، فكلا الطرفين يفهمان ويدركان مخاطر الانزلاق إلى حرب شاملة تفقدهما الكثير والكثير من مكتسباتهما التي لم يحلما بها طوال قرون، فإيران استطاعت أن تسطو على أربع حواضر عظمى لأهل السنة، بصمت أو تأييد واشنطن وموسكو وبكين وتل أبيب، في المقابل الكيان الصهيوني استطاع أن يتخلص من كتل ديمغرافية سنية تهدد كيانه استراتيجيا، فوجد ضالته في المليشيات الطائفية، التي أنجزت ما عجز الكيان الصهيوني عن إنجازه طوال قرون، ففرّغت مدن وحواضر أهل السنة من ساكنيها.

كان سفير عربي سابق يصف لي الصراع الإيراني- الإسرائيلي بأنه صراع المتشددين الذين يخدمون بعضهم بعضا، فالتشدد عملية تخادمية لطرفين، وهو ما جرى ويجري بين الإيراني والإسرائيلي، ولذلك فأي تخلٍ عن هدف مواجهة الحلف الطائفي، وأي عمل فردي أو قُطري في مواجهة هذا المشروع سيكون فاشلا، فالمشروع حضاري، وهو أقرب ما يكون لمواجهة المشروع الطائفي في القرن الرابع والخامس الهجريين يوم، ولذا ينبغي الحذر من هذا الخطر، والدعوة إلى مواجهته.

الكتل السنية المقاومة اليوم في سوريا وغزة تشكل خوارزم حقيقية يوم وقفت لعشر سنوات في مواجهة المد المغولي الخطير، وحين صمتت بغداد ودمشق والقاهرة عن مساعدة خوارزم في مواجهة التتار، كان مصير هذه العواصم أشبه ما يكون بخوارزم، واليوم التاريخ يكرر نفسه، إن لم يتدارك الجميع الخطر، ويستشعره، فأول مواجهة الخطر استشعاره والعمل على التصدي له، ومثل هذا التصدي لا يمكن أن يكون بشكل قُطري أو فردي، فلا بد أن يكون جماعيا، ولا بد أن يكون على مستوى الإقليم كله، فلا تدعو الحصون تتداعى أكثر فأكثر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العراق الطائفية سوريا الإيراني العراق إيران سوريا غزة الطائفية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی مواجهة

إقرأ أيضاً:

هل يكون فصل الدين عن الدولة سببا في نجاحها؟

 

وقد تناولت حلقة 2025/12/14 من برنامج "باب حوار"، هذه القضية التي تجادل الضيوف بشأنها وقدم كل واحد منهم دليله على صحة ما يقول من وجهة نظره.

ففصل الدين عن الدولة أصبح ضرورة في العصر الحديث لأن ربط بلد بدين معين يعني عدم أنصاف من لا يدينون بهذا الدين من مواطنيه، كما تقول الناشطة الحقوقية العراقية زينة الصباغ، والباحث القانوني والحقوقي المغربي سامي بوعجاجة، الذي يرى بضرورة إخضاع الدين للدولة وليس العكس.

فلا يجب أن يكون الدين مصدر التشريع في أي بلد يضم مواطنين من أديان مختلفة ومن ثم يصبح القانون الوضعي أكثر واقعية وعدلا لأنه يبنى على أسس تضمن جوهر الوطن وتحفظ المواطنة للجميع، وليس على أساس ما يحمي الدين فقط، حسب بوعجاجة.

ولم تختلف الباحثة في الشؤون الإنسانية نوارة الجاسم، مع الرأيين السابقين، حيث دافعت عن ضرورة إبعاد الدين عن الدولة بقولها إن "نظرة الناس للمقدس تختلف من دين لآخر ومن ثم يصبح إقحام الدين في السياسة تعزيزا للصراع".

لكن الطبيب المصري محمد الديب، يرى بأن الدين هو الضامن الوحيد للوطن والمواطن "خصوصا وأنه لا أحد يمكنه الحسم بأن من يشرعون القوانين الوضعية يعملون من أجل الوطن والمواطن".

كما أن الأصل -وفق الديب- أن الدين والوطن كلاهما لله وليس الدين لله والوطن للجميع كما يقول البعض، وعليه فإن تأسيس القوانين والسياسات انطلاقا من الدين يلزم الأغلبية بحماية الأقلية وحقوقها.

ودعم المحامي والباحث الحقوقي يزيد عمرو، هذا الموقف بقوله إن الدين "لم يحرم الأقليات من حقوقها على مدى التاريخ"، مضيفا أن مقولة الدين لله والوطن للجميع "تستخدم لإبعاد الدين عن حياة الناس في حين أن الدين هو من صنع الأوطان ولا يجب فصله عنها".

والأهم من ذلك، برأي الكاتب والصحفي إياد الدليمي، أن هناك تعسفا في استخدام هذه المقولة لأن العديد من الأوطان قامت ونضجت على أساس ديني، حسب قوله. ومن ثم فإن الدين لا يتعارض مع فكرة الدولة الوطنية والتي يمكن إقامتها على أسس دينية دون المساس بمقتضياتها.

الازدهار بين الدين والثقافة

وترفض الجاسم مقولة أن العرب لم يزدهروا إلا في ظل الدولة الدينية، وترى فيها عودة للوراء ومحاولة لإسقاط واقع دول كانت أغلبيتها مسلمة على دول لم تعد كذلك، فضلا عن حاجة الدول المسلمة اليوم للتعامل مع دول وشعوب تعتنق أديانا أخرى.

بل إن بوعجاجة يذهب لما هو أبعد من ذلك بقوله إن ازدهار الدول الإسلامية في حقب مضت كان بسبب التجارة والترجمة والتبادل الثقافي وليس بسبب الدين، في حين تعزو الصباغ ازدهار العرب إلى تطبيقهم الدين بحذافيره في حين أن حكام اليوم يحيدون عن المنهج، فلم يعد ممكنا إيجاد ذلك الحاكم المثالي الذي يحلم به من ينادون بالدولة الدينية.

بيد أن الدليمي يرد بأن الأمم قد تزدهر بسبب التجارة والثقافة فعلا، لكن الواقع يؤكد أن العرب ازدهروا سياسيا وثقافيا في ظل الدين، حتى إن حضارة الغرب بنيت على أساس مفاهيم وضعها مسلمون.

ولا تتطلب معرفة أثر الدين في ازدهار العرب -برأي عمرو- سوى مقارنة قبل الإسلام بحالهم بعده، مضيفا "الإسلام دعا للعلم وجعله فرض كفاية مما أنتج علماء كبارا مثل ابن سينا والحسن بن الهيثم، لكن ما حصل أن الأمة حادت عن الطريق".

وتعليقا على هذا الأمر، قال الديب، إن الازدهار ليس كله ماديا لأن بعض الأمم المزدهرة اليوم منحطة أخلاقيا على نحو يهدد بانهيارها، في حين أن الإسلام جمع بين ازدهار المادة والروح، وإن كان هناك من عيب فهو في التطبيق وليس في المنهج.

Published On 14/12/202514/12/2025|آخر تحديث: 21:06 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:06 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

مقالات مشابهة

  • إصابة شاب في جريمة إطلاق نار بالداخل المحتل
  • شركة عالمية تُطمئن: الذكاء الاصطناعي لن يكون بديلاً للإنسان في كل الوظائف
  • هل يكون فصل الدين عن الدولة سببا في نجاحها؟
  • مسير وتطبيق قتالي ووقفة لخريجي دورات طوفان الأقصى في نهم
  • الشرع لأبناء الساحل: العبث بالورقة الطائفية خطر على وحدتنا
  • وقفة مسلحة لقبائل ذويب بصعدة تعلن الجاهزية لمواجهة الأعداء
  • لقاء قبلي مسلح لقبائل ومشائخ ذويب بصعدة إعلاناً للنفير العام واستمراراً للتعبئة
  • بعد فاجعة فاس.. تعليمات صارمة لإخلاء المنازل الخطرة وإحصاء دقيق للمباني المهددة بالإنهيار
  • «جلسة تحديد المصير».. سلوت يجتمع مع محمد صلاح اليوم
  • مقتل شاب بجريمة إطلاق نار في الداخل