«الميمز» مفهوم أطلقه العالم الأمريكي ريتشارد دوكينز عام 1976، ويشير إلى أن الثقافة يمكن أن تنتقل وتتطور عبر الأجيال بشكل مشابه لنقل الجينات، ويقترح دوكينز وجود عنصر ثقافي يشابه في وظيفته «الجين» في علم الأحياء، فالجين ينقل الصفات الوراثية بين الأجيال المتعاقبة، بينما ينقل «الميم» الأفكار أوالأساليب أو العادات داخل النظم الثقافية المتوارثة.
أن تملك الثقافة هذه الحتمية والجبرية مثل الحتمية والجبرية الجينية، فهذا يدل على سطوة الثقافات السائدة، وبذا يسهل فهم الآية الكريمة بوضوح: «بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ».
استخدمت مفردة «ميمز Memes» كمصطلح لوصف الصور أو الأفكار أو النصوص أوالفيديوهات التي يتم تداولها ومشاركتها عبر الإنترنت، طريفة أو ذات طابع ساخر، تنتشر بسرعة كبيرة عبر وسائل التواصل والمنصات، وتهدف إلى إيصال رسالة معينة أو إثارة الضحك أو تفاعل رواد وسائل التواصل الاجتماعي.
لقد أصبحت «الميمز» جزءًا من ثقافة الإنترنت الضاحكة والساخرة لدى الشباب، وتعكس تفاعلاتهم وتوجهاتهم، فشاعت بسرعة كبيرة في الأوساط الرقمية، لتشكل تيارا من البث الذي يتابعه الشباب بشغف كبير، يتناسب مع السرعة والاختصار والبسمة الساخرة.
حسب المراقبين، إنه صار هناك من يوجه «الميمز» بين الشبيبة والشباب، فلم تعد رسائله الظاهرية والباطنية بريئة، بل موجهة بذكاء لتشكيل ثقافة الشباب حسبما يرغب، وهكذا تنشر الثقافة الموجهة بينهم، وتمارس حتميتها وجبريتها عليهم، وعلى الأجيال اللاحقة، فلا يمثل شكل «الميمز» أحيانًا أهمية بقدر جوهر الأفكار التي تعززها مضامينه، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بتسخيف فئات اجتماعية معينة، أو تعزيز لمحتوى عنصري، أو تدمير الثقافات المحلية أوالمأثور الديني، أو القيم والعادات والتقاليد والأعراف والثوابت الإنسانية.
تحد إعلامي جديد يضيف عبئا على الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام ومؤسسات التنشئة الاجتماعية، والأندية الرياضية والثقافية، لمواجهة هذا الغزو الناعم واللطيف جدا، يأتي في صورة طرفة أو صورة ضاحكة أو ساخرة أو فيديو قصير ينشر الابتسامة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. “منيرة مجدي” قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة
فجر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مفاجأة من العيار الثقيل, بكشفهم حقيقة حسناء سودانية, نالت شهرة واسعة على السوشيال ميديا في الفترة الماضية.
وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد كشف النشطاء حقيقة الحسناء التي اشتهرت على مواقع التواصل الاجتماعي باسم “منيرة مجدي”.
ووفقاً لما أوردت عدد من الصفحات فإن الفتاة قامت بسرقة صورة حسناء مغربية تدعى “خولة”, من حسابها على “انستغرام”, وأدعت أنها صاحبة الصورة وأنها قبطية, من مواليد مدينة أم درمان.
وبحسب متابعات محرر موقع النيلين, فقد كشفت الصفحات أيضاً عن خداع الفتاة لنشطاء بارزين, أصبحت تجمعهم بها علاقة صداقة دون أن يعلموا خداعها لهم بإنتحالها شخصية صاحبة الصورة.
جمهور مواقع التواصل الاجتماعي وبعد فضح الفتاة بعد الوصول لصورة “خولة”, أطلق حملة ساخرة من النشطاء والشباب الذين وقعوا ضحية للفتاة التي ادعت أن اسمها “منيرة مجدي”.
محمد عثمان _ الخرطوم
النيلين
إنضم لقناة النيلين على واتساب