مع انطلاق الصواريخ والقذائف عبر سماء لبنان وإسرائيل، الأحد، بدت اللحظة التي يخشاها الناس في أنحاء المنطقة وكأنها قد وقعت، إنها الحرب الشاملة، ولكن سرعان ما أنهت إسرائيل وميليشيا حزب الله تبادل النيران، مع ادعاء الجانبين النصر، والتلميح إلى أن القتال، في الوقت الحاضر، قد توقف.   

لن يكون هناك ملاذ آمن للقيادة الإيرانية في أي مكان


ومع ذلك، تقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن هذه النتيجة الغامضة كشفت أمراً ما، وهو أن لا حزب الله ولا راعيته الإقليمية، إيران، لم يجدا طريقة أفضل يمكن أن تمنع إسرائيل من هجوم آخر، دون إثارة حرب أكبر، تكون مدمرة بالنسبة لهم.


ويبقى رد إيران -إذا جاء- غير معروف، ولا يزال بإمكان طهران اختيار مسار عمل لا يتوقعه المراقبون الإقليميون. لكن خيار حزب الله التزام هجوم محدود، هو خيار يعتقد بعض الخبراء الإقليميين الآن، أنه قد يعكس خطط إيران، حيث تدرس كيفية تسوية حساباتها مع إسرائيل.

 

 

With Hezbollah-Israel Conflict Contained, Iran’s Next Move May Be Modest https://t.co/A8Cl29CeUt

— Thomas Berg (@ThomasBerg10) August 28, 2024


وقال المحلل الإيراني ورئيس تحرير موقع "أمواج دوت ميديا" الإقليمي المستقل محمد علي شعباني: "يستمر الإيرانيون في إطلاق تلميحات حول ضرب الهدف بدقة... الدقة والتناسب هما الآن المفتاح للكيفية التي ننظر بها إلى هذا".
بدأت الجولة الأخيرة من سياسة حافة الهاوية في الشرق الأوسط الشهر الماضي، عندما ألقت إسرائيل باللوم على حزب الله في إطلاق صاروخ أصاب ملعباً لكرة القدم وقتل أطفالاً في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، ونفى حزب الله مسؤوليته.
ثم أطلقت إسرائيل تصعيداً انتقامياً، سرعان ما وضع المنطقة بأكملها على حافة الهاوية.
في 30 يوليو (تموز)، قصفت إسرائيل العاصمة اللبنانية بيروت وقتلت أحد كبار قادة حزب الله، فؤاد شكر. وبعد ساعات، أدى انفجار إلى مقتل الزعيم السياسي الأعلى لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، حيث كان يحضر حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
وشكل اغتيال هنية، الذي حمّلت حماس وإيران المسؤولية عنه لإسرائيل، بمثابة استفزاز شديد لقادة إيران.

 

 

.@jonathan_spyer: It appears likely that Hezbollah will indeed conclude that sufficient revenge has been exacted for the loss of Shukr.https://t.co/f5B4umqTeC

— Middle East Forum (@meforum) August 26, 2024


وقال مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي واعظ: "إذا تمكنت إسرائيل من الإفلات من العقاب بعد قتل حلفاء إيران في وسط طهران، فلن يكون هناك ملاذاً آمناً للقيادة الإيرانية في أي مكان. إن إشارة الضعف هذه للمعارضين، في الداخل والخارج، أمر لا يطاق بالنسبة للقادة الإيرانيين.. كانت معضلتهم هي أنه لا توجد طريقة يمكن من خلالها تحقيق هذا الهدف بتكلفة منخفضة، والعديد من الطرق يمكن من خلالها أن تأتي بنتائج عكسية".

تهديد وجودي


ومع ذلك، قال إن عدم الرد يمثل تهديداً وجودياً مثل مخاطر الانتقام.
وأضاف أن جزءاً من تعقيدات أي رد بالنسبة لإيران هو أنها استعرضت بالفعل عضلاتها العسكرية رداً على ضربة إسرائيلية واضحة في أبريل (نيسان) استهدفت بنجاح مجمع سفارتها في دمشق. وقتذاك، ردت طهران بإطلاق وابل من أكثر من 300 صاروخ وطائرة من دون طيار على إسرائيل، ولكن يبدو أنها أبلغت عن هذا الهجوم مقدماً، مما أتاح لإسرائيل والولايات المتحدة فرصة لإعداد الدفاعات الجوية، وإسقاط كل ما تم إطلاقه تقريباً.
وبصرف النظر عن كيفية تقييم رد حزب الله في طهران، أشار ديبلوماسيون إقليميون إلى العديد من التعليقات الأخيرة التي أدلى بها القادة الإيرانيون، والتي صدرت قبل فترة وجيزة من ضربات حزب الله وبعدها، والتي تشير إلى انتقام وشيك، ولكن ربما يكون مستهدفاً ومحدوداً.

 

With Hezbollah-Israel Conflict Contained, Iran’s Next Move May Be Modest | NYT https://t.co/6cVqORSJcJ After weeks of regional fears about a broader war, Hezbollah’s limited attack on Israel suggests that Iran, like its ally, wants to hem in the risk of escalation.

SUMMARY:… pic.twitter.com/k5kagDYS9j

— Venik (@venik44) August 28, 2024


وبعيد ضربات حزب الله، قال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي للطلاب في أحد التجمعات، إن الرد "لا يعني دائماً حمل السلاح، بل يعني التفكير بشكل صحيح، والتحدث بشكل صحيح، وفهم الأشياء بدقة، وضرب الهدف بدقة".  
ومع ذلك، يقول الخبراء إن هذه التعليقات الأخيرة تشير إلى أن رد إيران سيبدو أقل شبهاً بما فعلته في أبريل، رغم أنه لا يمكن استبعاد ذلك، وسيكون أكثر شبهاً بهجوم محسوب.

هدف سهل


وتتمثل حسابات طهران الرئيسية في إيجاد رد لا ينطوي على خطر جر الولايات المتحدة إلى المنطقة، بعدما نشرت سفنها الحربية في الأنحاء.
وقال القائد السابق للقيادة المركزية للبنتاغون التي تشرف على عمليات الشرق الأوسط الجنرال كينيث ماكينزي جونيور: "لقد شعر الإيرانيون بالخوف". وأضاف أن إيران ربما تنتقم بضرب "هدف سهل" - هدف ليس محمياً بشكل كبير - مثل سفارة أو منشأة أخرى في أوروبا أو إفريقيا أو أمريكا الجنوبية.
وأفاد بعض المسؤولين الأمريكيين، إنه من المرجح أيضاً أن يؤجل القادة الإيرانيون أي رد، طالما أن المحادثات مستمرة للتوسط في وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأشار بعض الخبراء الإقليميين أيضاً، إلى جهود ديبلوماسية مكثفة في شأن احتمال إجراء مفاوضات حول رفع العقوبات.
وبحسب مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت مها يحيى، فإن "إيران براغماتية جداً، وهي تتساءل بالطبع عن كيفية الاستفادة من هذا" الجهد، الذي يبذله الدبلوماسيون الغربيون.
وقال خامنئي، في تصريحات اعتبرت أنها تؤكد الرغبة في استئناف المحادثات مع الغرب، الثلاثاء، إنه "لا يوجد عائق"، أمام استئناف المفاوضات في شأن برنامج إيران النووي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح يوم المرأة الإماراتية أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الهجوم الإيراني على إسرائيل حزب الله

إقرأ أيضاً:

رويترز: إيران سترفض الاقتراح الأمريكي حول ملفها النووي

2 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: أفادت وكالة “رويترز” نقلا عن دبلوماسي إيراني كبير، اليوم الاثنين، بأن طهران تعتزم رفض الاقتراح الأمريكي لإنهاء النزاع النووي باعتباره “قابل للتنفيذ” ولا يراعي مصالح طهران.

وقال الدبلوماسي الذي وصفته “رويترز” بأنه مقرب من فريق التفاوض الإيراني، إن “إيران تعد ردا سلبيا على المقترح الأمريكي، والذي قد يفسر على أنه رفض للعرض الأمريكي”.

وعرض المقترح الأمريكي لاتفاق نووي جديد على إيران يوم السبت من قبل وزير الخارجية العماني السيد بدر البوسعيدي الذي كان في زيارة قصيرة إلى طهران وقد قام بدور الوسيط في المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن.

وأضاف الدبلوماسي الإيراني الذي فضل عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع: “في هذا المقترح يبقى الموقف الأمريكي من التخصيب على الأراضي الإيرانية دون تغيير، ولا يوجد توضيح بشأن رفع العقوبات”.

وأشار الدبلوماسي إلى أن تقييم “لجنة المفاوضات النووية الإيرانية” التي تعمل تحت إشراف المرشد الأعلى علي خامنئي، هو أن المقترح الأمريكي “منحاز بالكامل” ولا يمكن أن يخدم مصالح طهران.

وبالتالي، ترى طهران أن هذا المقترح “غير مجد من الأساس” وتعتقد أنه يحاول فرض “صفقة سيئة” على إيران بشكل أحادي عبر مطالب مفرطة.

وفي وقت سابق اليوم أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن إيران سترد على المقترحات الأمريكية المقدمة لها في إطار محادثات الملف النووي بناء على مصالحها الوطنية ومبادئها، مؤكدا أن طهران لن تقبل أي مطالب متطرفة أو تجاهل لحقوقها المشروعة، خصوصا في ما يتعلق بالتخصيب النووي ورفع العقوبات. قابل للتنفيذ” ولا يراعي مصالح طهران.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • واشنطن ترسل مقترح الاتفاق النووي إلى إيران
  • تراجع مفاجئ في سياسة الضغط القصوى.. واشنطن تُجمّد العقوبات على إيران
  • رويترز: إيران سترفض الاقتراح الأمريكي حول ملفها النووي
  • إيران تدرس الرد على رسالة أمريكية قبل جولة محادثات نووية مرتقبة
  • القناة 12 العبرية: رد حماس على وسطاء التهدئة لم يُنقل بعد إلى إسرائيل
  • البيت الأبيض يؤكد تقديم مقترح نووي لإيران.. وطهران تدرس الرد وفق «مصالحها الوطنية»
  • "مقترح أميركي" على طاولة إيران.. والبيت الأبيض يعلق
  • الاتفاق النووي.. إيران تعلن تسلم مقترح أمريكي وتلمح بشأن الرد
  • إيران تعلن تسلّم مقترح أميركي حول برنامجها النووي
  • "أوقفوا إيران فورًا".. أول تعليق من إسرائيل على تقرير وكالة الطاقة الذرية