"التنحي عن السلطة هروب".. بشار الأسد يكشف سيناريوهات الحرب في سوريا
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
قال الرئيس السوري بشار الأسد، أمس الأربعاء، إن مسألة تنحيه عن السلطة خلال الحرب لم تكن مطروحة، موضحًا أن رئيس الدولة يجب أن يرحل عندما تكون ثمة مطالب داخلية بحصول ذلك وليس بسبب ضغط خارجي، مؤكدًا أن هذا اسمه "هروب وليس تخلي عن السلطة".
اندلاع حريق ضخم في مخيم الهول شمال شرق سوريا سوريا تُناشد بإدانة الاعتداء الإسرائيلي على مُحيط دمشق
وأضاف بشار الأسد ، أنه من الناحية النظرية، كانت هناك إمكانية لتفادي ما حصل في سوريا، لو جرى الإذعان لمطالب تعاكس مصالح الدولة، والتخلي عن الحقوق السورية، وعندئذ، كان الثمن سيكون أكبر بكثير، وذلك خلال مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية"، في قصر المهاجرين بدمشق.
وأوضح أن من طالبوا برحيله داخل سوريا عددهم محدود، مشيرا إلى أنهم لم يتجاوزوا مئة ألف، في مقابل عشرات الملايين من السوريين، بحسب تعبيره.
وأشار الرئيس السوري إلى المظاهرات التي رفعت شعار رحيله حينها، قائلًا: "حتى العدد الكبير في تلك المظاهرات لم يتجاوز في أحسن الأحوال مئة ألف ونيف وفي كل المحافظات، مقابل عشرات الملايين من السوريين.
وأكد بشار الأسد أنه بقي لأن العدد الأكبر من الشعب يدعم القضايا التي يدعمها الرئيس، مشيرًا إلى أنه في حالة وقوف أغنى الدول وأقواها في العالم ضد أي رئيس، ويقف القسم الكبير من الشعب ضده فمن المنطق مغادرة هذا الرئيس.
وأضاف الرئيس السوري "بالنسبة للمظاهرات - التي سُميت سلمية - تعاملنا معها في البداية على هذا الأساس، وكنا نعرف أن الكثير من الجماعات الإخونجية وغيرهم انزجّوا بها وبدؤوا بإطلاق النار على الشرطة رغم أننا كنا نعلم أنها غير سلمية؛ رغم عدم إيمان الكثير من الناس بذلك، وكان لابد من القيام بإجراءات من أجل أن نثبت لهؤلاء الأشخاص بأن المشكلة لا في الدستور ولا المظاهرات السلمية، لكن اقتناعهم جاء متأخرًا ".
وأكد بشار الأسد عدم خضوعه لمطالب "التخلي عن الحقوق والمصالح السورية" من أجل تفادي الحرب، قائلا: "من الناحية النظرية كان من الممكن تفادي الحرب في سوريا؛ لو أننا خضعنا لكل المطالب التي كانت تُطلب أو تُفرض على سوريا بقضايا مختلفة، في مقدمتها التخلي عن الحقوق والمصالح السورية"، موضحة أن الرؤية كانت الدفاع عن المصالح السورية، وعن سوريا في وجه الإرهاب، وعن استقلالية القرار السوري، فلو عدنا بالزمن إلى الوراء فسوف نبني ونتبنى السياسة نفسها".
الإرهاب من كان يقتل ويحرق
وعند حديثه عن الخسائر التي وقعت وسط المدنيين، قال الأسد إن الإرهاب هو الذي كان يقتل ويحرق، وليس الدولة السورية "ليست ثمة دولة تقوم بتدمير الوطن، حتى وإن كانت دولة سيئة".
وأضاف بشار الأسد أن مسؤولية الخسائر التي وقعت تقع على عاتق من قدم الدعم للإرهاب، "ومن نوى وخطط للحرب، أي المعتدي وليس المعتدى عليه".
واستطرد أن التعامل مع الوضع يحتمل عدة طرق، لكن ما جرى اتباعه بعد 2011 كان يجري في إطار سياسة الدفاع عن سوريا واستقلالية قرارها "فلو عدنا بالزمن إلى الوراء، كنا سنتبع نفس السياسة".
وأردف "كنا نعرف بأن هناك شيئا يحضر لسوريا، وبأن الحرب ستكون طويلة، وليست أزمة عابرة"، ثم قال "كنا نخوض معركة وجودية".
معركة وجودية
وعقد الرئيس السوري مقارنة بما حدث في بعض الدول العربية من سيناريوهات للتدمير، وبين الحالة السورية، حيث إنها سيناريوهات متشابها، غير أنه قال إنه "كان لدينا في سوريا وعي للسيناريوهات التي وُضعت وكنا نخوض معركة وجودية".
وشدد الأسد على نفي مزاعم أن الدولة السورية تقوم بالقتل والتهجير وتدمير الوطن، قائلا: "هناك إرهاب وكانت الدولة تقاتل الإرهاب، والإرهاب هو الذي كان يقتل ويدمر ويحرق فلا توجد دولة حتى ولو كانت تُسمى دولة بين معترضتين سيئة، تقوم بتدمير الوطن، هي غير موجودة حسب معلوماتي؛ إذاً فالإرهاب هو من قام بالتدمير، ومن يتحمل المسؤولية هو من وقف مع الإرهاب، وليس من دافع ضد الإرهاب. من يتحمل المسئولية هو من نوى على الحرب، من خطط للحرب، ومن اعتدى، وليس المعتدى عليه".
كلمة السر هي الوعي
أكد الأسد أن سوريا من البداية لم تدّع بأنها دولة عظمى، ولم تقل بأنها قادرون على محاربة العالم، مشيرًا إلى أنه من الطبيعي أن تطالب الدولة بدعم من الحلفاء، قائلًا :"فلأننا بحاجة لهذا الدعم، فوقوفهم معنا كان له تأثير هام في صمود سوريا".
وأضاف أن هذا لا يعني أنه يمكن للحلفاء أن يحلوا محل حكومته في الحرب وفي المعركة وفي الصمود، مؤكدًا أن هذا شيء من البدائه، وأن الصمود الحقيقي هو صمود الشعب.
وأشار الرئيس السوري إلى أنه توجد عوامل الكثيرة لا مجال هي التي كوّنت حالة صمود الدولة بعد كل هذا الضغط الكبير على المستوى الداخلي، وحتى الخارجي، مؤكدًا أن الإيمان بالقضية، والخبرة، والمعرفة، والتمسك بالحقوق، والوعي والنضج لطريقة اللعبة التي أُديرت بها الأمور عند التحضير لهذه الحرب، وعند بدء هذه الحرب، قائلًا "كل هذه الأشياء وغيرها من العوامل الكثيرة لا مجال لذكرها الآن هي التي كوّنت تلك الحالة، وليست هي قضية لا رئيس، ولا مسؤول، ولا دولة، ولا مجرد جيش".
وأكد أن "كلمة السر هي الوعي للمخطط"، وأن الدولة لم تسقط ولا في فخ من الأفخاخ التي رُسمت لها في الخارج، إذ أن الوعي هو أساس النجاح والصمود عاجلاً أو آجلاً.
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بشار الاسد سوريا الرئيس السورى أخبار سوريا الحرب السورية الرئیس السوری بشار الأسد فی سوریا إلى أنه
إقرأ أيضاً:
سيناريوهات داخلية لمواجهة التداعيات المُحتملة.. نواب: الدولة تضع نصب أعينها الشأن الداخلي واحتياجات المواطن.. ولجنة إدارة الأزمات جاهزة لمواجهة التحديات
الحكومة: نعمل على وضع سيناريوهات لمختلف التداعيات المُحتملة لهذه الأحداثبرلماني: لجنة الأزمات ستضع كل السيناريوهات المحتملة لتداعيات الحرب الإسرائيلية - الإيرانيةنائبة: السلام العادل الطريق الوحيد لضمان الأمن الجماعيعقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أمس الاثنين، اجتماعًا بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة، مع أعضاء اللجنة الاستشارية للشئون السياسية.
وفي مستهل الاجتماع، أشار رئيس مجلس الوزراء، إلى أن الأحداث في المنطقة تتغير ليس فقط كل يوم، بل كل ساعة، مضيفا: نحن كحكومة نعمل على وضع سيناريوهات لمختلف التداعيات المُحتملة لهذه الأحداث.
وتابع الدكتور مصطفي مدبولي قائلاً: أحرص على الاستماع إلى قراءاتكم وتحليلاتكم للأحداث، والتداعيات والتأثيرات المتوقعة لها، ورؤاكم المختلفة للتحركات في الفترة المقبلة.
وخلال الاجتماع، استعرض أعضاء اللجنة رؤيتهم لمسار الاحداث الجارية وتوقعاتهم المستقبلية لها، وكذا دلالات العمليات العسكرية الإيرانية ـ الإسرائيلية والتداعيات والتأثيرات المحتملة على مصر.
في هذا الصدد، عبر النائب عبد الفتاح يحيي، عضو مجلس النواب، عن قلقه إزاء التطورات الأخيرة في إيران، مدينا التصعيد المتسارع والتوتر الدائر في المنطقة، والذي ينذر بعواقب خطيرة تهدد الأمن والسلم الاقليمى والدولى.
و أشار«يحيي» في تصريح خاص لـ «صدى البلد» إلى أن لجنة الأزمات التي تم تشكيلها من قبل رئاسة مجلس الوزراء تؤكد جاهزية الدولة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، والتي ستدرس تأثيرات الحرب على جميع القطاعات التنموية بالدولة.
كما بعث عضو النواب برسالة طمأنة للشعب المصري، قائلا:
جهود الدولة تتحرك لدعم الاستقرار الاقتصادي رغم الظروف الدولية الصعبة، وارتفاع أسعار الشحن والسلع، كل هذا يبرز قدرة القيادة السياسية على استشراف المخاطر وتأمين احتياجات الدولة والمواطنين .
وأكد عضو البرلمان على أن الحلول السياسية والمفاوضات السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة وتحقيق التسوية الدائمة.
في سياق متصل، أشادت النائبة ميرفت الكسان، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، تصريحات الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء بشأن الاستعداد لـ كل السيناريوهات المحتملة للحرب الإيرانية الإسرائيلية.
و أشارت« الكسان» في تصريح خاص لـ «صدى البلد» إلى أن الجهود التى قامت بها الحكومة بناءا على توجيهات الرئيس السيسي باتخاذ جميع الاحتياطات المالية والسلعية، تُجسد رؤية اقتصادية استباقية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، موضحة أن الدولة تبذل جهودا حثيثة لسد احتياجات المواطنين والحفاظ على المخزون الاستراتيجي من الطاقة والسلع دون تأثر، بالمخاطر التى تحيط بخطط الحكومة.
وأكدت عضو البرلمان أن دعم الاستقرار في المنطقة لن يحدث إلا من خلال وقف سياسات التصعيد والانتهاك في إيران، موضحة أن السلام العادل الطريق الوحيد لضمان الأمن الجماعي.