موقع النيلين:
2025-10-15@12:16:46 GMT

د. مزمل أبو القاسم: الوِلَيد الضال (1)

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

* في لقاءٍ له مع (قناة الجزيرة مباشر) ادعى الدكتور الوليد مادبو أن الجيش السوداني حاله كحال الدعم السريع، وأنه يمثل مليشيا غير مسئولة، ظلت تقتل السودانيين وتشعل الحروب منذ خمسينات القرن الماضي!

* وعندما فاجأه الأستاذ أحمد طه (مذيع قناة الجزيرة) بسؤالٍ مباغتٍ عن انتماء والده لتلك المؤسسة بتقلده منصب وزير الدفاع وإشرافه على تلك المؤسسة في عهد سابق (كأصغر وزير للدفاع في تاريخ السودان عام 1967) لحس صاحبنا كلامه وتراجع عنه من فوره، وقال إن الجيش يمثل (مؤسسةً وطنيةً ذات نكهة قومية، ضمت قيادات عسكرية بارزة، وكان فيها قادة محترفون يخضعون لإرادة وطنية، وفيها الخيرون وأنها تتأثر سلباً أو إيجاباً بالمناخ السياسي، وأن الجيش ما زال يضم ضباطاً وطنيين لديهم قدر كبير من النزاهة الأخلاقية)، فانظر ماذا قال عن الجيش بدءاً، وكيف استدار ونكص على عقبيه ليلحس كلامه عندما دخل (حوشه) ومسّ حوضه!!

* وبسذاجةٍ لا يحسد عليها لخص الوليد مشكلة الجيش في وجود ثلاثة ضباط فقط في قيادته، قاصداً البرهان والكباشي وياسر العطا، وطالب بتنحيهم ووصفهم (بالثلاثي المرح) بصفاقةٍ لا نستغربها فيه، فأي تناقض ذاك وأي منطق سقيم، يجعل هذا الوليد يقول الشيء ونقيضه عن أعرق مؤسسة وطنية في الدولة السودانية؟

* وصف الوليد الجيش بأنه (مجرد مليشيا تشعل الحروب وتقتل السودانيين) ساعياً إلى ذمه فذمَّ والده وأساء إليه من دون أن يدري، فأصبح حاله كحال من أصاب قدمه بسلاحه، ثم حاول أن يتدارك سقطته المريعة بسحب ما قال فوقع في حبال تناقض مضحك نسف حجته، وأبان هزال منطقه، وأوضح حقيقة منطلقاته الموغلة في الجهوية والعنصرية.

* تمنيت لو أن الزميل أحمد طه (دبّل ليهو) وسأله عن تولي والده الكريم منصب وزير الطاقة والتعدين في حكومة (الجلابة) برئاسة الإمام الصادق المهدي (رحمة الله عليه) في ثمانينات القرن الماضي، وعن ابتعاث والده الكريم إلى أمريكا لنيل درجة الدكتوراه، لنرى هل كان سيكرر (اليوتيرن) ثانيةً، ليلحس حديثه عن دولة الجلابة مثلما لحس حديثه المنكر عن الجيش، أم يستمر في نقده لها ويتمادى في تهديده الآثم لأهل الشمال بغزو أجنبي بجيشٍ قوامه أكثر من مائة ألف مرتزق أجنبي، يأتون من ليبيا لغزو الشمالية ونهر النيل والتنكيل بأهلها عن طريق مدينة الدبة!!

* كشف الدكتور الوليد مادبو (خبير الحوكمة المثقف المتعلم حامل درجة الدكتوراه) عن وجهٍ عنصري قبيح ونزعة دموية غير مسبوقة، لم نر لها مثيلاً حتى عند كبير القتلة حميدتي وشقيقه عبد الرحيم دقلو وعبد الرحمن جمعة (الملقب بسفاح الجنينة) وقجة وشيريا وجلحة ويأجوج ومأجوج وكرشوم وبعشوم وغيرهم من قادة المليشيات المجرمة، عندما نادى (باستئصال شأفة) واحدة من أكبر وأشهر قبائل السودان، بدعوة جاهلية لم يسبقه عليها أي متمرد في تاريخ السودان الحديث والقديم!

* خلال الحلقة ردّ الدكتور الوليد آدم مادبو على انتقادي له باتهامي بأنني (مَكْرِي)، أي مُرتشي، لمجرد أنني دافعت عن وطني وأهلي وانتقدت وقوفه ضد جيش بلاده وطعنه فيه وتهديده لأهله، علماً أن صاحبنا شدَّ الرحال إلى المنامة عاصمة البحرين ليجتمع مع المتمرد يوسف عزت من دون إعلان أثناء الحرب الحالية، وقد لاحظنا جميعاً كيف تغيرت لهجته، وكيف تبدل نهجه واعوجّ خطه ليصبح من غلاة الداعمين للمليشيات بقلمه ولسانه، وكيف انطلق لتهديد أهل الشمال بالموت الزؤام وكيف تفنن في ذم دولة الجلابة والنخب النيلية، وكيف انحطّ بنفسه عندما نادى باستئصال قبيلة كاملة لمجرد أنها تنتمي إلى الشمال، ليثبت صحة مقولة (القلم ما بزيد بلم).. فأينا الضال والمكري يا تُرى؟

* لو كان هذا الوليد منصفاً لما سمح لنفسه بالاستفراغ في الإناء الذي أكل فيه، لأن دولة 56 لم تقصر معه في شخصه، إذ وفرت له تعليماً نوعياً في أرقى المدارس الخاصة بالسودان، سيما وأنه لم ينتظم في أي مدرسةٍ حكوميةٍ داخل بلاده طيلة عمره، خلافاً لنا نحن أبناء الغبش الذين لم يتمرغوا في تراب الميري مثله، حيث درسنا كل مراحل التعليم الأساسي (الابتدائي والمتوسط والثانوي) في مدارس حكومية رثّة يغني حالها عن سؤالها، مع أنها كانت داخل مدينة شندي المتهمة عند العنصريين من أمثال الوليد مادبو ومن لف لفه وتعنصّر مثله بالهيمنة على خيرات دولة الجلابة والسيطرة على غالب الثروة والسلطة في السودان!
* درست أنا الصف الأول الابتدائي في مدرسة شندي الغربية، وكنا نجلس على الأرض ونفترش التراب لعدم توافر مقاعد ولا (كنَب) في المدرسة المذكورة وقتها، أما بقية المدارس فلم يكن بها مبرد ماء ولا حتى مروحة سقف ولا حمامات نظيفة، فأينا رتع من خيرات دولة 56 وأيَّنا تمرغ في نعيمها وذاق خيراتها؟

* لو كانت لدولة 56 عورةً ومنقصة فتتمثل في أنها وفرت لغالب قادة الإدارات الأهلية وأسرهم مكاسب جمة، وحياةً رغِدة، ومنحتهم فرصةً لتوفير تعليم نوعي لأبنائهم، فابتعثوهم للدراسة في أوروبا وأمريكا، تاركين بقية أبناء قبائلهم يرزحون في جهلٍ مطبق وفقر مدقع، كحال من يعيثون في بلادنا فساداً لأكثر من عام!

* من توعد أهل الشمالية بجيش من المرتزقة الليبين سار على الدرب الزلِق نفسه وتوعد أهل الفاشر قبل شهور من الآن بسقوط مدينتهم خلال عشرة أيام، وزعم أن القوات المسلحة مصنفةً في الفاشر (كمستوطِنة)، ولو صحَّ زعمه الأخرق فسيعني أن والده الكريم كان وزيراً لدفاع (الاستيطان)!!

* على الصعيد الشخصي لا أستغرب إمعان الوليد في الإساءة لي، بعد أن تورط سابقاً في الإساءة إلى الإمام الصادق المهدي رحمة الله عليه، واصفاً إياه بالكهنوت والطاغوت، كما خاض في سلوكه وأخلاقه، وأساء لأبنائه وعموم أسرته حتى اضطرّ البشرى للرد عليه بما يلزم!
* سبق للوليد مادبو أن كتب ما يلي: (عهدي بالرزيقات أن نساءهم لم يزل يمتن في الولادة من جراء الإهمال وأن 90% من أبنائهم لا يستطيعون مواصلة تعليمهم بعد الأساس تأثراً بالفقر)؛ فهلَّا خبرنا كيف تميز هو عنهم، وكيف حظي بتعليم نوعي في أوروبا وأمريكا بينما بقي أقرانه من أبناء عامة الرزيقات بلا تعليم ويرزحون تحت وطأة الفقر والعوز بشهادة شاهد من أهلهم، تمرّغ في نعيم دولة الجلابة دونهم؟

* ومن (الجليطات) المشهورة لخبير الحوكمة المزعوم قوله (إن قبيلة الرزيقات انتصرت على قبيلة الجعليين قبلاً، وأنهم -أي الرزيقات- قادرون على تكرار ذلك الانتصار الآن)، ناسياً أن الجيش الذي غزا المتمة على أيام (الكتلة) كان جيشاً للسلطة الحاكمة وليس جيشاً للرزيقات، وأنا وكما ذكر الأخ الصديق حسام عامر جمال الدين أستنكر أن ينسب الوليد تلك السقطة المنكرة إلى قبيلته، سيما وأن السلطة التي قتلت المدنيين بدم بارد وسبت النساء في المتمة وقتها قامت بإعدام ناظر قبيلة الرزيقات (مادبو علي) جهاراً نهاراً، وقطعت رأسه وعلقته في مدخل جامع الخليفة ليصبح عبرةً لكل من تسول له نفسه معارضتها.. فعن أي قبيلة وأي نصرٍ يتحدث هذا الوليد الضال؟
نواصل

د. مزمل أبو القاسم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

رام الله تستقبل المحررين بالتهاليل والزغاريد

ريبورتاج: شعور لا يوصف .. يولدون من جديد

رام الله (الاراضي الفلسطينية)":أ ف ب" استقبلت رام الله بالضفة الغربية المحتلة اليوم بالتهاليل والزغاريد عشرات المعتقلين الفلسطينيين الذين شقوا طريقهم بصعوبة وسط حشود كثيفة كانت في انتظار الإفراج عنهم.

ورسم البعض علامة النصر بأصابعهم، بينما ابتسم معظمهم وهم يخرجون من الحافلة التي نقلتهم من سجن إسرائيلي إلى مركز ثقافي في المدينة حيث يقع المقر الرئيسي للسلطة الفلسطينية.

يقول مهدي رمضان وإلى جانبه والده ووالدته اللذان كانا في استقباله، "إنه شعور لا يوصف، الولادة من جديد".

بعناقات وبكاء، يلتقي العديد من المعتقلين المفرج عنهم أحباءهم لأول مرة خارج السجن منذ سنوات، بل وحتى عقود.

ونتظر نور صوفان لقاء والده مباشرة للمرة الأولى، إذ ولد الشاب البالغ 27 عاما بعد أشهر قليلة من اعتقال والده، وجاء مع العائلة من نابلس وأمضوا الليلة في سيارتهم.

يقول نور "هناك فرحة، لكن الفرحة ليست مكتملة لأن هناك حربا، لا أحد يحب الحرب في العالم كله، نتمنى أن يعم السلام كل العالم".

مثله، جاء آخرون من مناطق بعيدة وواجهوا عراقيل للوصول إلى رام الله في وسط الضفة الغربية. ويتحدث كثيرون عن صعوبات التنقل بسبب الحواجز الإسرائيلية العديدة التي أُقيمت في الضفة الغربية منذ بدء الحرب في غزة.

ونقلت وسائل إعلام فلسطينية الأحد عن عائلات معتقلين أن أفرادها تلقوا اتصالات من السلطات الإسرائيلية تهددهم من تنظيم احتفالات جماهيرية بمناسبة الإفراج عنهم.

وقال علاء بني عودة الذي جاء لاستقبال ابنه محمد البالغ 20 عاما والمعتقل منذ أربع سنوات "إنهم (إسرائيل) يمنعون التجمعات والاحتفالات والاستقبالات".

ويواجه بعض المفرج عنهم صعوبة في المشي بدون مساعدة، في حين يبدو آخرون متفاجئين بالتغيرات التي طرأت على المنطقة.

ويجلي المسعفون العديد من الأشخاص الذين يعانون وعكات، من بينهم معتقلون وأقاربهم.

يقول المعتقل المفرج عنه سامر الحلبية "يعيش الأسرى على الأمل.. العودة إلى ديارنا تساوي ذهب الدنيا"، مضيفا "الآن أريد فقط أن أعيش حياتي".

وتسارع مجموعات من الصحافيين إلى طرح الأسئلة على المعتقلين، لكن بعضهم أكدوا أنهم هددوا قبل إطلاق سراحهم بعدم الإدلاء بتصريحات.

وفي خان يونس جنوب قطاع غزة، تجمّعت حشود حول مستشفى ناصر منذ الصباح، قبل أن تصل بعد الظهر حافلات تقلّ معتقلين فلسطينيين.

وتجمعت الحشود الغفيرة من الفلسطينيين لاستقبال المعتقلين والترحيب بهم، وشرع الكثيرون في التكبير بينما هلَّل آخرون وصفَّروا وصفقوا وعلت حناجرهم بالهتاف.

مقالات مشابهة

  • نذر مواجهات.. قيادات حوثية من قبيلة آنس ترفض "تحكم" المقدشي
  • مَن الأسرى الأردنيون المفرج عنهم وكيف شملتهم صفقة التبادل الأخيرة؟
  • فتاوى تشغل الأذهان.. ما حكم ولادة المرأة عند طبيب رجل؟.. وهل السجود بعد التسليم من الصلاة بدعة؟.. وكيف تحسب المطلقة عدتها عند انقطاع الحيض؟
  • ما هو القولون العصبي وكيف يمكن اكتشافه.. تفاصيل تغنيك عن زيارة الطبيب
  • تقدم الى محكمة شرق الأمانة الأخ عبدالرحمن الانسي مدعيا ان والده توفي وفاة طبيعية
  • رام الله تستقبل المحررين بالتهاليل والزغاريد
  • المقدشي يُحَكّم قبيلة آنس ويُلزم قيادات حوثية بالتحقيق في قضايا "القتل والنهب"
  • مادبو مدافع قطر: مواجهة الإمارات من أهم المباريات في تاريخ العنابي
  • عاصم مادبو نجم منتخبنا: مونديال 2026 حلم.. وسنقاتل لتحقيقه
  • بسبب الأزمة المالية.. وقفة احتجاجية لإدارة وجماهير نادي القاسم الرياضي