حذرت «إدارة سلامة الطفل» بالشارقة من مخاطر ترك الأطفال في المركبات المغلقة خاصة خلال فترة الصيف، وكشفت لأولياء الأمور أثر ذلك في حياة الصغار وحتى البالغين من مختلف الأعمار، حيث أجرت لأول مرة في الإمارات والمنطقة، تجربة اجتماعية تحت شعار «تفقّدهم.. لكي لا تفقِدهم»، تبيّن بالاختبار العملي ما يمكن أن يتعرض له الإنسان من مخاطر في مثل هذه الحالات، تصل إلى الوفاة الحتمية، وارتفاع ضغط الدم، وتباطؤ دقات القلب، وبلوغ مستويات عالية من الجفاف في أعضاء الجسم خلال فترة زمنية قصيرة.

وجاءت التجربة التي نفذتها الإدارة، ضمن استراتيجيتها في رفع الوعي بما يهدد سلامة الأطفال البدنية، والنفسية، والذهنية، وفي إطار دعمها لتوجهات وجهود دولة الإمارات العربية المتحدة للحفاظ على صحة الصغار، حيث استضافت عدداً من مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي والمتطوعين لتجربة ما يمر به الأطفال في حال تركوا في مركبات مغلقة في الصيف، وذلك تحت إشراف طبي وفريق من المتخصصين ورجال الدفاع المدني لتسجيل قراءات المؤشرات الحيوية مع بيان واضح بموافقة المتطوعين على المشاركة في التجربة.

وكشفت التجربة التي أقيمت على مدار 8 ساعات متواصلة، مدى قدرة المشاركين على تحمل البقاء لمدة عشر دقائق داخل مركبة مغلقة من دون تكييف وفي ظل حرارة تتراوح بين 40 - 45 درجة مئوية، وتزداد بمقدار 20 درجة خلال 10 دقائق داخل المركبة المغلقة.

وأظهرت نتائج التجربة، التي جاءت بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة الشارقة وهيئة الشارقة للدفاع المدني، أن معظم المشاركين شعروا بالدوار والإجهاد والصداع والغثيان، وانخفاض كبير في مستوى الأوكسجين في الدم لديهم في مؤشر على خطورة مثل هذا الموقف في حال تعرض له الأطفال لوقت أطول دون إنقاذ.

وقالت هنادي اليافعي، مدير إدارة سلامة الطفل بالشارقة: «التحذيرات وحدها لا تكفي عندما يتعلق الأمر بسلامة الأطفال، خاصة عند الحديث عن مواقف يصعب على ذويهم وأولياء أمورهم تخيّل وتقدير حجم خطورتها، لهذا استندنا إلى البرهان العملي والتجربة الحية، لنرفع وعي المجتمع بخطورة المواقف والسلوكيات التي يمارسونها بقصد أو بإهمال ويمكن أن تهدد سلامة الأطفال، وتودي بحياتهم أو تضر بصحتهم البدنية أو النفسية أو الذهنية، فما يغيب عن ذهن الكثير أن مثل هذه الحوادث قد لا يظهر تأثيرها المباشر في صحة الطفل، إلا أنها قد تشكل له أزمة نفسية تجاه الضيق والشعور بالاختناق في الأماكن المغلقة، وقد تسبب تلفاً في خلايا دماغه، في حال تزايدت درجات الحرارة إلى مستويات عالية».

وأضافت: «كانت هذه التجربة صعبة للغاية، وقد حرصت على اختبارها بنفسي لتخيل مدى المعاناة التي تواجه أي إنسان يتعرض لهذا الموقف، لهذا رسالتنا في إدارة سلامة الطفل لكل ولي أمر ومسؤول عن التعامل مع الأطفال، ألاّ يستهين بممارساته تجاه الأطفال، وأن يظل يقظاً ومتنبهاً لكل سلوك يقوم به برفقة الصغار، فلا مجال للسهو أو النسيان أو التغافل، ونقول لكل واحد منهم: (تفقّدهم.. لكي لا تفقِدهم)».

وأكد النقيب سعود الشيبة، مدير فرع التوعية والإعلام المروري في شرطة الشارقة، أن مشاركة شرطة الشارقة في التجربة يأتي استكمالاً لجهود وزارة الداخلية لرعاية الأطفال في الدولة.

وأشار إلى تخصيص عدد كبير من البرامج التدريبية الخاصة للتعامل مع الأطفال في الإدارات الميدانية، لمكافحة كل ما من شأنه أن يشكل خطورة على سلامة الأطفال وحالتهم الصحية والنفسية.

ولفت إلى أن المشاكل والقضايا المتعلقة بسلامة الطفل باتت تشهد انخفاضاً مستمراً بفضل زيادة الوعي بين أفراد المجتمع، حيث أن مهام الأجهزة الحكومية لا تقتصر على مكافحة المظاهر والسلوكيات السلبية؛ بل زيادة التوعية بمخاطرها والعمل على تلافيها بشكل استباقي.

وأوضح الطبيب الذي راقب سلامة المشاركين أثناء التجربة، أن تعرض جسم الإنسان لدرجة حرارة عالية يتسبب بفقدان السوائل والأملاح نتيجة للتعرق، ما يؤدي إلى اضطرابات في التوازن الكهروكيميائي للخلايا، ويتسبب بتسارع نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم وانخفاض مستوى الأوكسجين في الدم، ما يؤدي إلى الإغماء وقد تصل إلى الاختناق والوفاة.

وتأتي التجربة الجديدة لسلامة الطفل ضمن حملاتها التوعوية، «سلامتهم أولاً» المستمرة على مدار العام، واستكمالاً للتجربة وتحقيق أكبر فاعلية مجتمعية منها، نشرت «سلامة الطفل» فيلماً توعوياً تضمن مشاهد من التجربة، وإرشادات لأولياء الأمور للتنبيه إلى أهمية تجنيب أطفالهم التعرض لأي خطر مماثل.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات سلامة الطفل إدارة سلامة الطفل سلامة الأطفال الأطفال فی

إقرأ أيضاً:

شخصيات عمانية تستعرض تجربتها في المشاركة ضمن "أسطول الصمود"

 

 

مسقط- الرؤية

نظمت مؤسسة بيت الزبير أمسية بعنوان "العُمانيون في أسطول الصمود: التجربة والأثر"، وذلك في إطار جهود المؤسسة وانسجاماً مع التوجه العام للسلطنة ومؤسساتها الرسمية والشعبية لدعم القضية الفلسطينية.

وشهدت الأمسية جلسة حوارية ملهمة ومؤثرة مع عدد من الشخصيات العُمانية التي شاركت في أسطول الصمود الإغاثي المتجه إلى غزة وهم: الدكتورة أمامة اللواتية، والدكتور سعيد المسكري، والمهندس جمال الرئيسي، إذ تبادل المشاركون شهاداتهم حول التجربة الإنسانية التي خاضوها، مسلطين الضوء على التحديات والأثر الإيجابي للمساهمة العُمانية في هذا العمل الإغاثي النبيل، مما أبرز الأبعاد الإنسانية والدينية العميقة للقضية.

وقال عمر بن محمد المعمري مدير متحف بيت الزبير: "في هذه الليلة، نريد أن نتحدث عن التجربة، ونجعل منها كاشفة عن التفاصيل الشاقة واللحظات العصية على النسيان، وأن نعود منها كما عادوا: أشخاصا آخرين، عرفوا وخبروا، فلم تعد الحياة هي الحياة، ولم يعد الصبر هو ذاته الصبر بمعانيه المرتهنة للانتظار، وأن التضامن يمكنه أن يكون ذهابا نحو الموت من أجل رسالة صغيرة قد لا تغير الواقع، ولكنها تقدم شهادة خالصة في معنى الإنسانية التي أُريد لها أن تموت، ولكنها أبت أن تفعل".

واختتمت الأمسية بافتتاح معرض الصور الفوتوغرافية "راجعين" للمصور الفلسطيني المبدع شادي العصار. وقدم المعرض مجموعة من الصور التي توثق جوانب من الحياة والتراث والصمود الفلسطيني، داعماً بذلك رسالة الأمسية في إلقاء الضوء على القضية الفلسطينية.

وتأتي هذه الأمسية امتداداً لسلسلة من الفعاليات المُنظَّمة من قبل مؤسسة بيت الزبير مناصرة للقضية الفلسطينية، والتي كان من أبرزها معرض للفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي، بحضور ابنه خالد ناجي العلي، وبمشاركة فنانين فلسطينيين جعلوا من حنظلة أيقونة منتجهم الفني.

مقالات مشابهة

  • نوبات غضب الأطفال أثناء الواجبات المدرسية.. أسبابها وحلول فعالة للتعامل معها بهدوء
  • «الصحة»: نتائج قياسية للحملة الوطنية للكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم
  • طالب من ذوي الإعاقة يشارك في برنامج تدريبي بشركة "هيلتي قطر"
  • شخصيات عمانية تستعرض تجربتها في المشاركة ضمن "أسطول الصمود"
  • بعد قليل.. نقابة الأطباء تعلن نتائج انتخابات التجديد النصفي في مؤتمر صحفي
  • وفد ماليزي يطلع على التجربة القضائية العمانية
  • الأوقاف تعلن عن حركة تنقلات لعدد من الفئات الوظيفية
  • ندوة تثقيفية للتعريف بقانون الطفل بمدرسة بني الدلنجات التجريبية
  • الجائزة الدولية لأدب الطفل العربي تعلن قائمتها القصيرة للدورة الـ17 من مكتبة الإسكندرية
  • الجائزة الدولية لأدب الطفل العربي تعلن قائمتها القصيرة من مكتبة الإسكندرية