هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية: الاحتلال يواصل التنكيل بالأسرى
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
أفادت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية -اليوم الأربعاء- بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 30 فلسطينيا على الأقل منذ مساء أمس الثلاثاء في الضفة الغربية المحتلة، من بينهم أطفال وأسرى سابقون.
وأكدت الهيئة أن وضع الأسرى في سجون الاحتلال ما زال سيئا، مع استمرار العقوبات الانتقامية والتهديدات المستمرة، إذ تشن إدارة سجون الاحتلال حربا نفسية وجسدية على الأسرى تحت ذرائع وهمية وبلا مبررات.
وأضافت أن الاحتلال يواصل ممارسات التنكيل والتعذيب والحرب الانتقامية بحق الأسرى في سجن النقب.
تفشي الأمراض المعديةومن جهة أخرى، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن تفشي الأمراض المعدية بين الأسرى الفلسطينيين هو دليل جديد على الظروف الكارثية التي يعيشونها في السجون الإسرائيلية.
وقالت حماس إن تعذيب الأسرى وإهمالهم الطبي والقمع الذي يتعرضون له؛ كل ذلك يشير إلى أن حكومة الاحتلال تنتهج سياسة القتل العمد بحقهم.
كذلك أفادت مؤسسات الأسرى الفلسطينية بأن سلطات الاحتلال تواصل استخدام جريمة الإخفاء القسري بحق معتقلي قطاع غزة، التي تعدّ جريمة ضد الإنسانية.
وطلبت هذه المؤسسات من المنظومة الحقوقية الدولية اتخاذ خطوات لمحاسبة الاحتلال، مشيرة إلى نقص في المعلومات الدقيقة لأعداد المعتقلين من غزة، التي تقدر بـ1584 معتقلا تصفهم سلطات الاحتلال "بالمقاتلين غير الشرعيين".
وبلغت حصيلة الاعتقالات المؤكدة منذ إعلان الاحتلال الحملة العسكرية الأخيرة في الضفة الغربية أكثر من 180 فلسطينيا، وفقا لهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني. وتشمل هذه الاعتقالات أطفالا وأسرى سابقين، فضلا عن عمليات تحقيق ميداني وضرب مبرح، واستخدام الكلاب البوليسية، وتخريب المنازل.
وذكرت الهيئة أن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 10 آلاف و400 مواطن من الضفة الغربية، بما في ذلك القدس، منذ بدء حرب الإبادة المستمرة على الشعب الفلسطيني، وأن المعطيات حول الاعتقالات في غزة -التي تقدر أعدادها بالآلاف- ليست كاملة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
تهويد وقرابين توراتية وغياب للمرجعيات الفلسطينية
الثورة
حذّر الخبير في شؤون المسجد الأقصى علي إبراهيم، من أن المسجد يمرّ بإحدى أخطر مراحله منذ احتلال القدس عام 1967م، مشيرًا إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة لم تعد تقتصر على الاقتحامات اليومية، بل باتت تسعى إلى فرض وقائع دينية ومكانية جديدة داخل المسجد، ترمي إلى ترسيخ وجود يهودي دائم فيه.
وقال إبراهيم إن الاحتلال يعمل على تثبيت الحضور اليهودي داخل “الأقصى” عبر منح المستوطنين موطئ قدم دائم، وتحويل ساحاته إلى مسرح للطقوس التوراتية، معتبرًا ذلك تحولًا نوعيًا في استهداف هوية المسجد ومكانته الإسلامية.
وأوضح أن الأمر لم يعد يقتصر على تنظيم الاقتحامات، بل يشمل محاولات إدخال قرابين حيوانية إلى المسجد، في إطار ما تُعرف بـ”استراتيجية التأسيس المعنوي للمعبد”، وهي خطة أطلقتها جماعات “منظمات المعبد” بهدف نقل طقوس “المعبد” المزعوم إلى داخل “الأقصى”.
وأشار إلى أن خطورة إدخال القرابين تكمن في رمزيتها الدينية، لافتًا إلى أنها تمثل “ذروة العبادة” في الفكر التوراتي، وأن نجاح المستوطنين في فرض هذا الطقس سيعني – عمليًا – تحويل المسجد الأقصى إلى مساحة يُمارَس فيها الدين اليهودي بشكل علني ورسمي.
ونوّه إبراهيم إلى أن المحاولة الأخيرة، التي جرت في 2 يونيو 2025م لإدخال قطع لحم إلى الأقصى خارج سياق عيد “الفصح العبري”، تعبّر عن تصعيد جديد، يهدف إلى فكّ ارتباط هذه الطقوس بالمناسبات الدينية الموسمية، وتحويلها إلى شعائر دائمة ومستمرة.
وأضاف أن هذه السياسات تأتي امتدادًا لتوجهات تيار “الصهيونية الدينية”، الذي يرى في بناء “المعبد” واستعادة شعائره طريقًا لتحقيق “الخلاص الإلهي”، ويربط الأساطير التوراتية بمشاريع سياسية واقعية تسعى إلى إنهاء الوجود الإسلامي في المسجد الأقصى.
ولفت إلى أن المستويين الأمني والسياسي في دولة الاحتلال منخرطان في دعم هذا التوجّه، من خلال تمديد أوقات اقتحام المستوطنين للمسجد، وتمويل الجولات الإرشادية داخله، وتعيين قيادات أمنية معروفة بتسهيل الاعتداءات على “الأقصى”.
وشدد إبراهيم على أن هذه الإجراءات تعكس “رغبة صريحة لدى سلطات الاحتلال بفرض السيادة الفعلية على المسجد الأقصى”، محذرًا من أن استمرار الصمت العربي والإسلامي سيؤدي إلى تحوّلات لا يمكن التراجع عنها.
وفي ما يتعلّق بالموقف الفلسطيني، أشار الخبير إلى أن المرجعيات الدينية داخل القدس تعاني من غياب التنسيق الفعّال، مبينًا أن المرجعيات غير الرسمية، مثل الشيخ عكرمة صبري، تؤدي دورًا بارزًا في التحذير ورفع الصوت، في حين يقتصر دور دائرة الأوقاف الإسلامية – كما قال – على إصدار بيانات بالأعداد اليومية للمقتحمين، دون ردود فعل ميدانية حقيقية.
ودعا إبراهيم إلى ضرورة استعادة روح الهبّات الشعبية التي شهدها المسجد في السنوات الماضية، وعلى رأسها هبّتا باب الأسباط وباب الرحمة، مشيرًا إلى أن التحام المرجعيات الدينية مع الجماهير هو السبيل الوحيد لوقف هذه السياسات و”منع الاحتلال من الاستفراد بالأقصى”.
وختم حديثه بالتأكيد على أن ما يجري في المسجد الأقصى “ليس حادثًا عابرًا، بل مشروع ممنهج يستهدف هوية المكان وروحه”، مشددًا على أن الوقت لم يعد يسمح بالمجاملات أو الاكتفاء بالبيانات، بل يتطلب تحرّكًا جادًا على كل المستويات، دفاعًا عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
قدس برس