الثورة نت:
2025-12-07@19:40:32 GMT

الفتح الموعود يقترب وكيان العدو يترنّح

تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT

 

 

وسط أزيز الصواريخ ولهيب المواجهة المشتعلة بين إيران الإسلام والكيان الصهيوني، تتكشّف حقائق حاول الغرب طمسها لعقود، الحرب الحالية لم تكن مفاجئة، بل هي انفجارٌ طبيعي لتراكم الظلم والاحتلال والعدوان الذي مارسه هذا الكيان الهجين منذ لحظة زراعته في قلب الأمة.
الكيان الإسرائيلي لم يكن يومًا نتاج قوة ذاتية أو مشروع حضاري بل هو صنيعة استعمارية زرعها الغرب في خاصرة هذه الأمة لضمان تفكيكها وإشغالها واستنزافها.

ومن دون الحبل السري الأمريكي والغربي لكان هذا الكيان في طيّات النسيان مدفوناً تحت أنقاض الرفض الشعبي والتاريخي الذي لا يقبل اللقيط مهما تقنّع بالشرعية.
اليوم تتصدر إيران المشهد لا بخطاب شعاراتي بل بواقع ناري يعيد التوازن إلى معادلة طال اختلالها. فمن أراد تغيير خارطة المنطقة بالتخويف يتلقى الرد بالصواريخ. ومن ظن أن هذه الأمة قد استكانت يكتشف أن النار كانت تحت الرماد وأن الشرق الذي حسبوه أرضاً ساكنة إنما هو بركان من العزة ينتظر لحظة الانفجار.
تصريحات ترامب ومن خلفه نتنياهو ليست سوى صدى متأخر لحقبة انتهت. فالمعادلة تغيّرت والميدان بات يقول كلمته. أما الكيان الصهيوني فبانت عورته أكثر من أي وقت مضى: كيان قائم على الدعم الأجنبي مهزوز أمام أي مواجهة حقيقية وعاجز عن الصمود لولا قبضة واشنطن التي لا تزال تمسك به من عنقه.
هذه الحرب لا تعيد فقط تشكيل المشهد العسكري بل تفضح المشروع برمّته. فلا الغرب قادر على إنقاذ صنيعته إلى الأبد ولا شعوب هذه المنطقة مستعدة لمزيد من الانبطاح. الأرض تعرف أهلها، والتاريخ لا يرحم الطارئين. ومن أراد أن يفهم الشرق فليتخل أولا ًعن غروره… ثم ليصغي إلى هدير الجبهات.
في النتيجة، لا يستطيع الغرب أن يُنقذ مشروعًا وُلد بالخطيئة ويعيش على الإنعاش. ولا تستطيع أمريكا أن تحمي كياناً يلفظه التاريخ وترفضه الجغرافيا وتنبذه الفطرة. ومن يعتقد أن بإمكانه تشكيل الشرق وفق هواه عليه أولاً أن يفهم أن هذه الأرض لا تنكسر وأن شعوبها حين تنهض تُسقط ما هو أعتى من الجيوش.
إنها لحظة الحقيقة… والشرق كما عرفناه دومًا لا يُدار من الخارج وولا يُطوّع بالإملاء ولا يُسكت بالصمت. إنه يصنع المعجزات حين يثور ويحفر مصيره بيديه حتى ولو كره المتغطرسون.
ومن قلب هذه المعادلة الجديدة، يبرز الموقف اليمني كصوت لا يساوم وركن صلب من أركان معركة الوعي والتحرر. فاليمن الذي يخوض معاركه في وجه العدوان منذ سنوات، لم يتخلّف يومًا عن ساحة المواجهة الكبرى. بل كان سبّاقًا في الانخراط في معركة الفتح الموعود التي يرى فيها امتدادًا لجهاده المقدس في وجه الهيمنة الأمريكية والصهيونية، وواجبًا دينيًا وأخلاقيًا لا يقبل التأجيل.
اليمن اليوم لا يقف متفرجاً على العدوان على إيران من قبل الكيان المؤقت، بل يُسهم فيها بفعالية استراتيجية وإعلامية وروحية. من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط رسائل اليمن تُقرأ جيداً في تل أبيب حيث الطائرات المسيّرة وصواريخ الفرط صوتية والمواقف النارية من صنعاء ترعب العدو، وتبعث برسالة واضحة: إن المعركة ليست معركة حدود بل معركة مصير وقضية أمة.
اليمن بشعبه الحر وقيادته المؤمنة وبطولاته التي سطّرها بدماء الشهداء دخل المعركة من موقع الشراكة الصادقة في الجهاد ضد الطغيان العالمي. إنه يدرك أن الكيان الإسرائيلي لن يسقط إلا حين تنهض الأمة كلها وأن الانتصار الحقيقي يبدأ من وضوح البوصلة ومن رفع شعار الحق في وجه الاستكبار، تمامًا كما فعل منذ انطلاق صرخته الأولى.
ولذلك فصوت اليمن اليوم في هذه المعركة ليس صوتًا عابراً بل نداءٌ قرآني يتردد صداه في كل الميادين: الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل… وهو نداء لم يبق شعاراً بل تحوّل إلى موقف وموقف إلى فعل وفعل إلى جبهة لا تعرف التراجع.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حملة شيطنة الإسلام

حملة #شيطنة_الإسلام: حين يصبح #المسلم #ضحية في وطنه وفي منفى الغرب
بقلم: أ. د. محمد تركي بني سلامة

لم يعد الهجوم على الإسلام والمسلمين في الخطاب الغربي مجرد انحياز أعمى أو سوء فهم ثقافي؛ ما نشهده اليوم منظومة متكاملة من الشيطنة المنظمة، تُعبِّئ الرأي العام وتُشرعن السياسات وتُبرِّر الدم المسفوك. يكفي أن نتأمل موجة المقالات والتقارير التي تربط الإسلام حصراً بالتطرف، وتقدّم المسلمين كتهديد أمني دائم، كي ندرك أننا أمام سردية جديدة–قديمة تريد أن تجعل من الإسلام «مشكلة العالم»، ومن المسلم «المتهم الأبدي» أينما وُجد.

في الولايات المتحدة، يُسوَّق خطاب “التدقيق المشدّد” في الهجرة على أنه ضرورة لحماية الأمن القومي، بينما يتم التركيز على المهاجر المسلم تحديداً بوصفه الخطر الكامن. خلف هذا الخطاب تكمن فكرة أخطر: أن الانتماء إلى الإسلام قرينة اشتباه، وأن المسلم ينبغي أن يثبت براءته قبل أن يُعامَل كمواطن محتمل. وهكذا يتحوّل ملف الهجرة إلى أداة فرز أيديولوجي وثقافي، لا إجراءً إدارياً عادلاً، ويُعاد إنتاج صورة المسلم الغازي المتربص بالحضارة الغربية.

في كندا، تُصوَّر البلاد على أنها «مغناطيس لحماس»، وفي أوروبا تُربَط الجاليات المسلمة بعصابات الاستغلال الجنسي أو غسل الأموال أو الاحتيال على نظم الرعاية الاجتماعية. لا أحد ينكر وجود مجرمين في أي مجتمع، لكن الانتقائية الإعلامية والسياسية في التركيز على حالات بعينها، وتضخيمها لتصبح “دليلاً” على خلل ديني وثقافي شامل، تكشف عن نية مبيّتة لصناعة فزاعة اسمها «الإسلام السياسي» أو «التطرف الإسلامي» تُستخدم لإخافة الجمهور وتبرير التضييق على ملايين الأبرياء.

مقالات ذات صلة خلاص سوريا… ذاكرة وطن يستعيد ذاته 2025/12/06

والأخطر أن هذه الشيطنة لا تقتصر على المسلمين في الغرب، بل تمتد لتطال المسلمين في ديارهم. فحين تُصوَّر حركات المقاومة حصراً بوصفها «إرهاباً إسلامياً»، وحين تُختَزل قضايا التحرر الوطني في معادلات أمنية تُدار من عواصم غربية، يصبح دم المسلم في بلاده مباحاً تحت لافتة «مكافحة الإرهاب». يكفي أن ننظر إلى فلسطين اليوم لندرك مدى هذا الانحياز الفج: احتلال استيطاني يمارس القتل والتهجير والحصار منذ عقود، ومع ذلك يُقدَّم للعالم باعتباره ضحية، بينما يُجرَّم الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن أبسط حقوقه في الحرية والكرامة.

هذه الصورة المقلوبة ليست خطأ عارضاً، بل تعبير عن الوجه الحقيقي للمنظومة الغربية المعاصرة؛ المنظومة التي ترفع شعارات حقوق الإنسان والديمقراطية حين تخدم مصالحها، وتصمت أو تبرر حين تكون الضحية عربياً أو مسلماً. فالذي يطالب بتجريم منظماتٍ إسلامية داخل الولايات المتحدة أو أوروبا، بحجة صلات مزعومة هنا أو تقارير أمنية هناك، هو ذاته الذي يغضّ الطرف عن جرائم موثقة تُرتكب في غزة والضفة الغربية، ويمنح إسرائيل الغطاء السياسي والعسكري والمالي كي تواصل حربها المفتوحة على الشعب الفلسطيني.

هذه الازدواجية القيمية ليست مجرد انحياز سياسي، بل هي جزء من بناء «عدوّ حضاري» جديد بعد سقوط الاتحاد السوفييتي. لقد تمّ تنميط الإسلام في الوعي الغربي بوصفه نقيضاً للحداثة والعقلانية والحرية، ومن ثم جرى تصوير كل ما يصدر عن العالم الإسلامي من مطالب بالعدالة أو الاستقلال أو حفظ الهوية، على أنه تهديد وجودي يجب احتواؤه أو سحقه. وهنا يتقاطع الخطاب الإعلامي مع مراكز الأبحاث والقرار السياسي في إنتاج حزمة واحدة: المسلم إرهابي محتمل، والإسلام عقيدة عنف، والعالم العربي بيئة تفرّخ التطرف.

لكن الحقيقة التي تجاهلها هذا الخطاب أن المسلم اليوم ضحية في كلتا الجبهتين: في بلاده التي تعاني من الاحتلال أو الاستبداد أو الفوضى، وفي بلاد الغرب التي يُعامل فيها كغريب دائم، مهما اندمج أو أبدع أو ساهم في بناء اقتصادها ومجتمعها. المسلم الذي يُقتل في غزة أو السودان أو أفغانستان هو الوجه الآخر للمسلم الذي يُلاحَق في المطارات، أو يُستهدَف بخطاب الكراهية في الشوارع والمدارس ووسائل الإعلام. إنهما ضحية واحدة لمنظومة واحدة، وإن اختلفت الساحات وتعددت الشعارات.

إن مواجهة هذه الحملة لا تكون بالبكاء على الأطلال ولا بردود الفعل الانفعالية، بل ببناء خطاب عربي–إسلامي جديد، واثق من نفسه، يستند إلى قوة الحجة ووضوح القيم، ويُعيد تقديم الإسلام للعالم بوصفه منظومة حضارية إنسانية لا مشروع عنف وتدمير. كما تتطلب هذه المواجهة وحدة في الصف العربي والإسلامي، وإعادة تعريف العلاقة مع الغرب على أساس الندية والاحترام المتبادل، لا على أساس التبعية الفكرية والسياسية.

لقد آن الأوان أن نكشف هذا الوجه الحقيقي الذي يحاول الغرب إخفاءه خلف شعارات براقة. فاحترام الإنسان لا يتجزأ، والعدالة لا تُطبَّق بانتقائية، وحق الشعوب في الحرية والكرامة لا يمكن أن يكون امتيازاً لأمة دون أخرى. ما لم يُدرك الغرب هذه الحقيقة، وما لم يراجع انحيازه الأعمى لإسرائيل على حساب الفلسطينيين والعرب والمسلمين، سيظل يتحدث عن السلام والديمقراطية فيما يزرع بذور الكراهية والصراع. أما نحن، فمسؤوليتنا أن نرفض هذه الشيطنة، وأن نتمسّك بحقنا في السردية والكرامة، وأن نُسمع العالم صوت الضحية لا صوت الجلاد.

مقالات مشابهة

  • طبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني في ندوة بجامعة الحديدة
  • الاستباحة الكبرى .. كيف يقود المشروع الصهيوأمريكي حرباً شاملة على الأمة أرضاً وهوية ً وقيماً
  • هل تغير معركة حضرموت خريطة اليمن؟.. قراءة في صراع النفوذ الإقليمي
  • حملة شيطنة الإسلام
  • إعادة هندسة العدوان على اليمن
  • وقفات في ريمة تُعلن النفير العام والاستعداد لمواجهة العدو وأدواته وإفشال مخططاتهم
  • وقفات في البيضاء تدعو لتوحيد الصف لمواجهة مؤامرات تمزيق اليمن
  • وقفات في حجة لتأكيد الثبات على الموقف وتنديدا بجرائم الكيان الصهيوني
  • وقفات في البيضاء تؤكد أهمية توحيد الصف لمواجهة مؤامرات تمزيق اليمن
  • أبناء الحديدة يجددون دعمهم لفلسطين ولبنان ويدعون للنفير لمواجهة مخططات تمزيق اليمن