الفتح الموعود يقترب وكيان العدو يترنّح
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
وسط أزيز الصواريخ ولهيب المواجهة المشتعلة بين إيران الإسلام والكيان الصهيوني، تتكشّف حقائق حاول الغرب طمسها لعقود، الحرب الحالية لم تكن مفاجئة، بل هي انفجارٌ طبيعي لتراكم الظلم والاحتلال والعدوان الذي مارسه هذا الكيان الهجين منذ لحظة زراعته في قلب الأمة.
الكيان الإسرائيلي لم يكن يومًا نتاج قوة ذاتية أو مشروع حضاري بل هو صنيعة استعمارية زرعها الغرب في خاصرة هذه الأمة لضمان تفكيكها وإشغالها واستنزافها.
اليوم تتصدر إيران المشهد لا بخطاب شعاراتي بل بواقع ناري يعيد التوازن إلى معادلة طال اختلالها. فمن أراد تغيير خارطة المنطقة بالتخويف يتلقى الرد بالصواريخ. ومن ظن أن هذه الأمة قد استكانت يكتشف أن النار كانت تحت الرماد وأن الشرق الذي حسبوه أرضاً ساكنة إنما هو بركان من العزة ينتظر لحظة الانفجار.
تصريحات ترامب ومن خلفه نتنياهو ليست سوى صدى متأخر لحقبة انتهت. فالمعادلة تغيّرت والميدان بات يقول كلمته. أما الكيان الصهيوني فبانت عورته أكثر من أي وقت مضى: كيان قائم على الدعم الأجنبي مهزوز أمام أي مواجهة حقيقية وعاجز عن الصمود لولا قبضة واشنطن التي لا تزال تمسك به من عنقه.
هذه الحرب لا تعيد فقط تشكيل المشهد العسكري بل تفضح المشروع برمّته. فلا الغرب قادر على إنقاذ صنيعته إلى الأبد ولا شعوب هذه المنطقة مستعدة لمزيد من الانبطاح. الأرض تعرف أهلها، والتاريخ لا يرحم الطارئين. ومن أراد أن يفهم الشرق فليتخل أولا ًعن غروره… ثم ليصغي إلى هدير الجبهات.
في النتيجة، لا يستطيع الغرب أن يُنقذ مشروعًا وُلد بالخطيئة ويعيش على الإنعاش. ولا تستطيع أمريكا أن تحمي كياناً يلفظه التاريخ وترفضه الجغرافيا وتنبذه الفطرة. ومن يعتقد أن بإمكانه تشكيل الشرق وفق هواه عليه أولاً أن يفهم أن هذه الأرض لا تنكسر وأن شعوبها حين تنهض تُسقط ما هو أعتى من الجيوش.
إنها لحظة الحقيقة… والشرق كما عرفناه دومًا لا يُدار من الخارج وولا يُطوّع بالإملاء ولا يُسكت بالصمت. إنه يصنع المعجزات حين يثور ويحفر مصيره بيديه حتى ولو كره المتغطرسون.
ومن قلب هذه المعادلة الجديدة، يبرز الموقف اليمني كصوت لا يساوم وركن صلب من أركان معركة الوعي والتحرر. فاليمن الذي يخوض معاركه في وجه العدوان منذ سنوات، لم يتخلّف يومًا عن ساحة المواجهة الكبرى. بل كان سبّاقًا في الانخراط في معركة الفتح الموعود التي يرى فيها امتدادًا لجهاده المقدس في وجه الهيمنة الأمريكية والصهيونية، وواجبًا دينيًا وأخلاقيًا لا يقبل التأجيل.
اليمن اليوم لا يقف متفرجاً على العدوان على إيران من قبل الكيان المؤقت، بل يُسهم فيها بفعالية استراتيجية وإعلامية وروحية. من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط رسائل اليمن تُقرأ جيداً في تل أبيب حيث الطائرات المسيّرة وصواريخ الفرط صوتية والمواقف النارية من صنعاء ترعب العدو، وتبعث برسالة واضحة: إن المعركة ليست معركة حدود بل معركة مصير وقضية أمة.
اليمن بشعبه الحر وقيادته المؤمنة وبطولاته التي سطّرها بدماء الشهداء دخل المعركة من موقع الشراكة الصادقة في الجهاد ضد الطغيان العالمي. إنه يدرك أن الكيان الإسرائيلي لن يسقط إلا حين تنهض الأمة كلها وأن الانتصار الحقيقي يبدأ من وضوح البوصلة ومن رفع شعار الحق في وجه الاستكبار، تمامًا كما فعل منذ انطلاق صرخته الأولى.
ولذلك فصوت اليمن اليوم في هذه المعركة ليس صوتًا عابراً بل نداءٌ قرآني يتردد صداه في كل الميادين: الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل… وهو نداء لم يبق شعاراً بل تحوّل إلى موقف وموقف إلى فعل وفعل إلى جبهة لا تعرف التراجع.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
خذلان الأنظمة العربية لفلسطين.. فضيحة تاريخية وجريمة بحق الأمة
يمانيون /بقلم /عبدالحكيم عامر
في كل يومٍ تمرّ به غزة تحت نيران القصف الإسرائيلي، تتجدد المجازر، وتزداد الفاجعة هولًا، بينما العالم يشاهد بصمت، لكن ما يوجع القلب أكثر من صمت العالم، هو خذلان الأمة الإسلامية، حيث يُسجَّل على صفحات التاريخ فصلٌ مخزٍ من الخذلان العربي الرسمي، مجازر تُبثّ على الهواء مباشرة، وصرخات استغاثة تتردد من قلب المحرقة الفلسطينية، بينما معظم الأنظمة العربية والإسلامية تلتزم صمتًا مطبقًا، أو تصدر بيانات باهتة لا ترتقي لمستوى الدم المسفوك، هذا هو حال أمةٍ تملك من الموارد ما يجعلها قوة عالمية، ولكنها تحوّلت إلى جسد بلا روح، وصوت بلا فعل.
لقد تجاوز صمت بعض الأنظمة العربية حدود العجز، إلى مربع التواطؤ والخنوع، لم يعد ذلك مجرد غياب موقف حازم أو فاعل، بل تغاضٍ متعمد عن جرائم موثقة يرتكبها العدو الصهيوني ضد الإنسانية في غزة، وتطبيعٌ سياسي واقتصادي وأمني لم يعد يحرج القائمين عليه، هذه الأنظمة لم تكتفِ بالصمت، بل بادرت إلى شيطنة المقاومة، وتبرير عدوان الكيان الإسرائيلي، واعتباره دفاعًا عن النفس، متبنية بذلك الرواية الصهيونية بالحرف.
الأدهى من الصمت، أن بعض الأنظمة تمارس دورًا عمليًا في الحصار، فتغلق المعابر، وتعرقل وصول المساعدات، وتمنع تدفق القوافل الإغاثية، وتضع شروطًا سياسية على نجدة المحاصرين، وكأنها شريكة في العقوبة الجماعية، لم يعد العدو وحده من يحاصر غزة، بل تشاركه في ذلك أطراف عربية قررت أن تصطف في معسكر العدو، ضد شعب غزة.
إن ما نشهده اليوم هو لحظة فارقة في التاريخ العربي المعاصر، تُعاد فيها صياغة المفاهيم: من هو العدو؟ ومن هو الصديق؟ من يقف مع قضايا الأمة، ومن باعها في سوق النفاق السياسي؟ إن خذلان الأنظمة العربية لفلسطين اليوم أصبح نهجًا راسخًا، وسياسة معلنة، وفضيحة موثقة بالصوت والصورة.
إن خذلان الأنظمة العربية لفلسطين هو فضيحة أخلاقية كبرى، وجريمة موثقة، وسقوط مدوٍّ في اختبار القيم والمبادئ والهوية، لقد كشفت المحرقة التي تتعرض لها غزة عورات كثيرة، وأسقطت أوراق التوت الأخيرة عن أنظمة كانت تتغنى زورًا بالانتماء العربي والإسلامي، فإذا بها تعتزل قضايا الأمة في لحظة الحقيقة، بل وتتحول إلى أدوات في معسكر الخصوم.
لكن، وبرغم كل هذا الخذلان الرسمي، فإن صوت الشعوب لا يزال حاضرًا، ونبض الجماهير لم يمت، والمقاومة لم تُكسر، بل تزداد قوة وصلابة وإصرارًا، فغزة اليوم لا تراهن على أنظمة مأجورة، ولا على مؤتمرات عربية باردة، بل تراهن على وعي الشعوب، وعلى صمود رجالها، وعلى الموقف الحرّ لليمن وكل محور المقاومة، الذي أثبت أن النخوة لا تزال تنبض في قلب هذه الأمة، وأن الكرامة لا تزال تُترجم إلى أفعال، لا إلى خطابات فارغة.
إن المعركة اليوم لم تعد فقط مع العدو الصهيوني، بل أيضًا مع أنظمة ساهمت في خنق فلسطين، وتحولت إلى أداة قمع لكل صوت حرّ داخل أوطانها، وما يحدث في غزة هو معيارٌ أخلاقي حاسم يُميّز بين معسكر الخيانة ومعسكر الوفاء، بين من ينتمي للأمة، ومن خانها وباعها.
سيُسجل التاريخ أن أطفال غزة كانوا أشجع من كثير من الحكام، وأن المقاومة كانت أشرف من جيوش خاضعة لم تحرّك ساكنًا، وأن الشعوب الحرة، مهما قُمعت، ستبقى تنبض بالعزة والكرامة والحقيقة، وتصرخ بها في وجه الصمت، حتى يُكسر الحصار، لأنهم أختاروا الكرامة طريقًا، لا التبعية والانبطاح.