احترام عفيف المشرف
ها هو ربيع النور يطل علينا لنرتوي من ذكرى ميلاد خير من وطئ الثرى، فتتزكى أنفسنا وتسمو أرواحنا ونجعل لأنفسنا فسحة من هذا الوقت المهدور عبثًا طوال عام. لندخل الرياض المحمدية ونعيش في نشوة الاستبشار والفرح بمولد الهادي الأمين،
ففي ربيع الشهور ولد ربيع القلوب، وازدانت الدنيا وتزينت، ونزلت البشرى على البشرية جمعاء، وتزينت المجرة، وفتحت أبواب الجنان وأغلقت النيران، وخمدت نار فارس وكُسِر أيوانُ قيصر.
ونحن إذ نحتفل بمولده الكريم لأننا أحوج ما نكون لذلك، وله في قلوبنا واحتفالنا بمولده الكريم ما تعجز الألسن عن وصفه، وإن منحت البلاغة والفصاحة. فهو حبيب القلوب، وطبيب الأرواح والأبدان، ونور البصيرة والأبصار، الذي بمولده زال عنا البؤس والعناء.
ومن هنا من اليمن، من مساجدها والمترددين عليها من منازلها وساكنيها، ومن روضات الشهداء الأحياء من بلد كل ما فيه من سهول وجبال وواديان وأشجار وورود وجزر وبحار، ومن سكن وترعرع فيها،، من غصص الأوجاع في اليمن، يحتفلون بمولدك، ولن يثنيهم شيء عنك وعن مولدك فكلهم عاشقون متيمون بحبهم للنبي العدنان. تراهم يشدون ويترنمون بصلواتهم وسلامهم على نبيهم وهم يعدون ويتأهبون للاحتفال بيوم وليلة ميلاده. وهم في ذكره يداوون أوجاعهم. ويدملون جراحاتهم بحبه وبكثرة الصلاة والسلام عليه.
ويقولون له في كل عام “سيدي يا رسول الله، إن لك في اليمن محبين ما تراجعوا عن حبك منذ عرفوك، ولا عن شغفهم بك وولائهم لك ولاآل بيتك، وبيوم ميلادك، وبسيرتك وشمائلك. فهم، وكما وصفتهم الأرق قلوبًا والألين أفئدة، وتراهم أرق ما يكونوا إذا كانوا في حضرتك، فأنت على الدوام حاضر فيهم. وفي خواطرهم وأما مجالسهم فهي على الدوام معطرة بذكرك، والصلاة والسلام عليك. فحضورك دائمًا معهم في مناسباتهم وأفراحهم وأتراحهم، وذكرك دائمًا على ألسنتهم التي هي ترجمان قلوبهم.
فأنت معشوقهم طيلة عامهم. وكان وما زال وسيظل ذكرى مولدك عيدهم، لا يثنيهم عن ذلك حكم حاكم، ولا فتوى عالم، ولا فلسفة متكلم. فقد يصغون لهم في عدة أمور إلا في ثنيهم عن الاحتفال بمولدك، فهم لا يرهفون سمعهم إلا لذكرك”.
فهذا النور المحمدي باقٍ مادام حب رسول الله في القلوب، ولأن تراجع الأعراب عن عهدهم ونقضوا ودهم، فإن لك في اليمن من أمتك من تقر به عينك. ولك في اليمن محبون ما زال القرآن منهجهم ومدرستهم. وقد قرأوا: “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم، والله غفور رحيم”. فاتبعوك وأحبوك وأحبهم الله، أنهم من قلت عنهم: “إنني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن”. فكانت أنفسهم وأنفاسهم تعشقك وتعشق مولدك وتحتفل به. فليس للعاشق إلا الانقياد والطاعة لمعشوقه، وأنت يا سيدي يا رسول الله معشوقهم الأزلي وحبهم الأبدي..،
يا سيدي، إن لنا قلوبًا أنت نبضها، ولنا أجسادًا أنت روحها، ولنا مقل أنت ضياؤها. فلك منا أزكى الصلاة والسلام ما تعاقب الليل والنهار وما سجع في أيكة الحمام، وما توالى لنا النصر ولأعدائنا الإنهزام، وعلى آل بيتك الأطهار وصحابك الأخيار.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مجلة أمريكية: إسرائيل لا تمتلك ورقة رابحة ضد الحوثيين سوى قصف ما تبقى من بنية تحتية في اليمن (ترجمة خاصة)
قالت مجلة "فوربس" الأمريكية إن إسرائيل لا تمتلك أي ورقة رابحة ضد الحوثيين تُضاهي في أهميتها عملية النداء ضد حزب الله في لبنان.
وأضافت المجلة أن تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن إسرائيل لا يبدو أنها تملك أي وسيلة أخرى للرد على هجمات الحوثيين الصاروخية وهجمات الطائرات المسيرة سوى قصف أهداف ثابتة تُشكّل جزءًا من البنية التحتية اليمنية التي تسيطر عليها الجماعة.
في الوقت الحالي، رجحت المجلة أن تكتفي إسرائيل بإرسال طائراتها المقاتلة مئات الأميال كل بضعة أسابيع لضرب ما تبقى من البنية التحتية الاقتصادية في المناطق الفقيرة التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وقالت المجلة "من المحتمل أنه إذا فشلت الضربات الانتقامية المتكررة لإسرائيل على اليمن في ردع الحوثيين، وهو أمر يبدو مرجحًا، فقد تميل إسرائيل أكثر إلى إصدار أوامر لسلاحها الجوي بالتحليق لمسافة مماثلة لمهاجمة إيران الداعم الرئيسي للجماعة".
وذكرت أن إسرائيل نفذت غاراتها الجوية الأخيرة على مطار صنعاء الدولي في اليمن يوم الأربعاء، وهي ثاني غارة بعيدة المدى تستهدف البنية التحتية التي يسيطر عليها الحوثيون منذ أن أنهت الولايات المتحدة حملتها الجوية التي استمرت شهرين ضد الجماعة في أوائل مايو.
وحسب المجلة الأمريكية فإن هذه الضربات تُذكّر بأن إسرائيل تواجه الحوثيين بمفردها مجددًا، ويبدو أنها لا تملك أي وسيلة أخرى للرد على الجماعة على هجماتها الصاروخية والطائرات المسيرة سوى قصف أهداف ثابتة تُشكل جزءًا من البنية التحتية اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد غارة الأربعاء: "نعمل وفق مبدأ بسيط: من يؤذينا سنؤذيه. من لا يفهم هذا بالقوة سيفهمه بمزيد من القوة".
في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية على الحديدة والصليف في 16 مايو/أيار، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس بقتل زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي إذا استمرت جماعته في استهداف إسرائيل.
وقال خبراء، نقلاً عن صحيفة فاينانشيال تايمز، إنهم يعتقدون أنه محتجز في معقل الحوثيين في صعدة، في أقصى شمال اليمن الجبلي، حيث لا يستطيع الوصول إليه إلا السكان المحليون الموثوق بهم.
وذكر كاتس تحديدًا زعيم حزب الله الراحل، حسن نصر الله، عند تهديده لزعيم الحوثيين. اغتالت إسرائيل زعيم حزب الله المخضرم في مخبأه ببيروت في سبتمبر/أيلول 2024، عقب تفجيرها آلاف أجهزة النداء المفخخة التابعة لحزب الله، والتي أسفرت عن إصابة ومقتل عدد من أعضاء الجماعة، وشلّت قيادتها وسيطرتها. قبل تلك العملية السرية والحملة الجوية الإسرائيلية المدمرة المصاحبة لها، كان حزب الله يُشكّل التهديد الاستراتيجي الرئيسي لإسرائيل، نظرًا لترسانته الهائلة من الصواريخ والقذائف أرض-أرض، التي كانت على أعتابها مباشرة، والموجهة إلى مدنها الرئيسية وبنيتها التحتية.
تضيف "فوربس" إنه في حين استشهد كاتس بسلسلة هزائم حزب الله الاستراتيجية، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل قادرة على تكرارها ضد الحوثيين. على سبيل المثال، وعلى عكس حزب الله، تمتلك إسرائيل معلومات استخباراتية أقل بكثير عن الحوثيين، وعليها محاربتهم على مسافات أبعد بكثير.
وختمت المجلة الأمريكية تحليلها بالقول إن "اليمن منطقة جغرافية مختلفة تمامًا عن منطقة حزب الله في شمال إسرائيل القريب. ونظرًا للمسافات الأكبر والتضاريس المختلفة، لا تستطيع إسرائيل نشر المدرعات والقوات كما تفعل في لبنان أو غزة. ولا يُعرف أنها شنت أي غارات كوماندوز في اليمن. ومن غير المعروف أيضًا ما إذا كانت إسرائيل قد نفذت أي عمليات سرية كبيرة في اليمن أم لا".