خبراء يجيبون لـ «الفجر».. ماذا وراء إرسال الأمم المتحدة قوات عسكرية إلى السودان؟
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
دعت الأمم المتحدة، الجمعة، إلى نشر قوة دولية "مستقلة ومحايدة" في السودان بشكل عاجل، بهدف حماية المدنيين من الانتهاكات المتزايدة التي يرتكبها طرفا النزاع. جاء هذا النداء ضمن تقرير أصدرته بعثة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان، الذي أكد ارتكاب الجيش السوداني وقوات الدعم السريع انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، تشمل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
حيث يرى الخبراء أن استمرار تعنت الأطراف السودانية في الحل العسكري يزيد من تفاقم الأزمة، ما يجعل التدخل الدولي عبر قوات أممية أمرًا ضروريًا لحماية المدنيين وفرض الاستقرار، ورغم التحديات المحتملة، قد يكون هذا التدخل السبيل الوحيد لإنقاذ السودان ووقف نزيف الدم.
تقرير البعثةالتقرير، الذي أعدته البعثة التي تأسست في أكتوبر 2023، وثّق عمليات قتل وتعذيب واعتقال تعسفي بحق المدنيين. واعتمد التقرير على 182 مقابلة مع ناجين وشهود عيان، مؤكدًا تورط الطرفين المتنازعين في هذه الجرائم. كما أوصى التقرير بفرض حظر دولي على توريد الأسلحة إلى السودان وإرسال قوة لحفظ السلام بشكل فوري. النزاع المستمر منذ أبريل 2023 أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف وتهجير الملايين.
تعنت الأطراف السودانية والمخاوف من التدخل الدوليقال الكاتب الصحفي السوداني، كمال إدريس، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، إن استمرار العمليات العسكرية حوّل حياة المدنيين إلى "جحيم غير مسبوق"، مع تحول مدن السودان إلى خراب بسبب تعنت الطرفين في إصرارهما على الحل العسكري.
وأضاف إدريس أن المحاولات التي تبذلها دول الجوار، مثل مصر والسعودية، لوقف الحرب عبر المبادرات المتعددة باءت بالفشل، مما يفتح الباب أمام اللجوء إلى الفصل السابع للأمم المتحدة، وهو ما قد يؤدي إلى تدخل عسكري دولي.
أشار المحلل السياسي السوداني إلى أن دخول قوات أممية قد يكون الحل الوحيد لإنقاذ المدنيين ووقف نزيف الدم، لافتًا إلى أن النزاع أدى إلى نزوح 10 ملايين شخص نحو دول الجوار، ما أضاف أعباء اقتصادية كبيرة على تلك الدول. كما أكد أن التدخل الأممي قد يوجه رسائل تحذيرية لبؤر توتر أخرى في المنطقة، ويساعد في تعزيز جهود المنظمات الإقليمية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وإفريقيا.
التحديات أمام التدخل الأمميوأوضح محمد ضياء الدين، المحلل السياسي السوداني، أن تنفيذ القرار قد يكون ممكنًا بدعم دولي ومشاركة فعالة من الدول المحايدة، لكنه نبه إلى احتمال وجود صعوبات داخلية، مثل مقاومة الأطراف المتنازعة وعدم استقرار الأوضاع الأمنية، إلى جانب تردد بعض الدول في التدخل العسكري.
وأضاف ضياء الدين في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن حماية المدنيين دون تأجيج الصراع قد تكون معضلة كبرى، محذرًا من أن الفشل في تنفيذ التدخل الأممي قد يؤدي إلى تكرار سيناريو مشابه للأزمة السورية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأمم المتحدة السودان الجيش السوداني الدعم السريع حميدتي البرهان الصراع في السودان
إقرأ أيضاً:
من نواكشوط للخرطوم.. سفارات أوكرانية تتحول لغرف عمليات عسكرية خارج القانون
قال ياسين الحمد الباحث السياسي، إن الحديث في الأوساط الإعلامية وتحديدا في الآونة الأخيرة تصاعد حول النشاط الاوكرانى التخريبي في القارة الأفريقية، مضيفا أن النشاط العسكري والاستخباراتي واللوجستي يشمل عدّة دول أفريقية مثل السودان ومالي والصومال والتشاد ودول أخرى.
نشاطات استخباراتية وقتالية في أفريقياوأضاف الحمد، في تصريحات صحفية اليوم أنه وفقا للوثائق المرفقة فإن القوات الأوكرانية والخبراء والاستشاريين يشاركون بعمليات قتالية على الأرض، بينما تقوم سفارات كييف بتنسيق المهام اللوجيستية والاتصالات ما سبب بعض الأزمات الدبلوماسية والإشكالات مع ممثليات كييف.
وأوضح أن أن الجيش المالي كشف عن معلومات حول تحضير جماعات إرهابية لـ عملية كبيرة في مقاطعة كيدال في إقليم أزواد شمالي البلاد، وذلك بدعم من مدربين أجانب بينهم أوكرانيون ومن دول غربية أوروبية.
تدريب جماعات مسلحة ودعم الإرهابوتابع الحمد أن سفارة أوكرانيا في نواكشوط أدّت دوراً رئيسياً في تنظيم نقل المسلحين الأوكرانيين، والأسلحة للإرهابيين في البلاد، حيث سلّمت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، الإرهابيين في البلاد، مسيّرة من طراز "مافيك"، مزوّدة بنظام إطلاق، وفق ما نقلت وسائل الإعلام نفسها عن الجيش.
وأوضح أن العديد من جنود الجيش في مالي لقوا حتفهم، في هجوم نفّذه مسلّحون على معسكر ديورا، في منطقة موبيتي، وسط البلاد، في 27 مايو الماضي، حيث أعلنت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، التابعة لتنظيم "القاعدة"، مسؤوليتها عن الهجوم الذي خلّف خسائر في القاعدة العسكرية، وفقاً لمصادر أمنية وشهود عيان كانوا في المكان.
تورط في هجمات داميةوأوضح الحمد أن الجيش في مالي كان قد أعلن أن هجوماً مسلحاً استهدف منشأتين عسكريتين جديدتين قرب الحدود مع بوركينا فاسو والنيجر، مطلع يونيو الجاري، في أحدث سلسلة من الهجمات الإرهابية، لافتا إلى أن مالي كانت قد أعلنت في أغسطس 2024 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا، بسبب إقرار المتحدث باسم وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أندريه يوسوف حينها بضلوع أوكرانيا في هجوم أسفر عن مقتل جنود ماليين وبعض المدنيين.
السفارات الأوكرانية.. مراكز عمليات لا دبلوماسيةوأكمل الحمد أن قطع مالي لعلاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا وإغلاق سفارات وممثليات أوكرانيا هناك، بالإضافة للاتهامات التي وجهتها مالي للسفارة الأوكرانية في نواكشوط بسبب تأديتها دوراً رئيسياً في تنظيم نقل المسلحين الأوكرانيين، والأسلحة للإرهابيين في البلاد، بالتزامن مع تصاعدالعمليات الإرهابية ضد الجيش والمدنيين في مالي يشير بما لا يترك مجالاً للشك إلى تأكيد تورط السفارات الأوكرانية في عدّة دول أفريقية بالهجمات ضد منشآت وقوات حكومية في تلك البلدان وخاصة مالي والسودان.
السودان في قلب الأزمةواستطرد الحمد: "التقارير والوثائق تثبت أن السفارات الأوكرانية في أفريقيا تقوم بمهام تتعدى الدبلوماسية، إلى تنسيق أنشطة جماعات مسلحةفي تلك البلدان تلبية لمصالح بعض الدول الغربية".
وأشار إلى أن مساعي كييف بافتتاح سفارات جديدة بأفريقيا، واستخدام السفارات القديمةيأتي في إطار خطة ممنهجة لاستخدام هذه السفارات كمقرات لإدارة العمليات، وتجنيد المرتزقة والسجناء والزج بهم للقتال في أوكرانيا، والعكس أيضاً، أي استجلاب المرتزقة لمواجهة النفوذ الروسي المتنامي في أفريقيا، وهذا ما أكده تقرير "انتليجنس أون لاين"، وكل ذلك بحجة تعزيز العلاقاتالدبلوماسية.
دعوات لمحاسبة دوليةوأكد الحمد أن موقع "إنتليجنس أونلاين" كان قد نشر تقريراً حول طلب المخابرات الأوكرانية المساعدة والدعم من فرنسا لمحاربة النفوذ الروسيالمتنامي في أفريقيا وإسقاط الأنظمة الموالية لروسيا في القارة السمراء.
وأوضح أنه بعد إعلان كييف، على لسان الممثل الخاص لأوكرانيا فيالشرق الأوسط وأفريقيا مكسيم صبح، في مايو من العام الماضي، عن افتتاح عدّة سفارات وممثليات لها في عدة دول أفريقية مثل ساحل العاج، بوتسوانا، والعاصمة الرواندية كيغالي، وسط حديث عن رغبة أوكرانية بافتتاح سفارة لها في السودان، ضجت وسائل الاعلام بتصريح لمكسيم صبح نفسه، أدلى به في فبراير الماضي بأن "بعض المواطنين الأوكرانيين يشاركون في الصراع بشكل منفرد في السودان، ومعظمهم إلى جانب قوات الدعم السريع، ومعظم المقاتلين الأوكران هم من المتخصصين التقنيين".
وأشار إلى أنه قبل تصريحات صبح، كان المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني إيليا يفلاش، في يناير العام الماضي، قد كتب عبر صفحته على فيسبوك، أن مدربي ومشغلي الطائرات بدون طيار من القوات المسلحة الأوكرانية يقدمون الدعم لـ"الدعم السريع"، وأنه بحسب يفلاش فإن: "كييف ملتزمة بأكثر من 30 عقدا عسكرياً في أفريقيا، والسودان هي إحدى هذه الدول".
ولفت إلى أن مجرّد الحديث عن قبول إقامة علاقات دبلوماسية أو افتتاح سفارة لكييف في السودان، مرفوض تماما من الشعب السوداني، ويعتبر إهانة كبيرة بحقه، وخاصة بعد كل ما تم نشره من تقارير استخباراتية وإعلامية وتصريحات رسمية لمسؤولين أوكران تثبت تورطهم بالدم السوداني.
وقال: "إن الأقرب للحكومة السودانية أن تفكر بتقديم شكوى للأمم المتحدة ومجلس الأمن ضد الحكومة الأوكرانية وسفاراتها بسبب تدخلهم السافربالصراع الدائر في السودان، وتهديدهم المباشر للسلم الأهلي وتورطهم المباشر بدماء المواطنين السودانيين".
كما لفت إلى أنه من الضروري لكل حكومات الدول الأفريقية أن تحقق وتدقق جيداً بنشاط السفارات الأوكرانية لديها، وخاصة بعد ثبوت تورط سفارات كييف في مالي ونواكشوط بتنسيق بعض الأعمال العدائية ضد الجيش المالي.