فيلم "ملفات بيبي" يفتح النار على فساد نتنياهو بمهرجان تورنتو السينمائي
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
حقق الفيلم الوثائقي "ملفات بيبي" الذي أنتجه أليكس جيبني عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإخراج أليكسيس بلوم، مبيعات قياسية قبل عرضه في تورنتو .
وبحسب موقع "ديدلاين"، يسلط الفيلم الضوء عالميًا على نتنياهو مع استمرار ارتفاع حصيلة القتلى في الحرب القائمة على قطاع غزة والتي اندلعت منذ 7 أكتوبر الماضي، يعد الفيلم الوثائقي بإلقاء نظرة غير مسبوقة على القصة وراء محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي الجارية بتهمة الفساد وكيف تؤثر على أفعاله الحالية.
يتضمن العمل لقطات مسربة من مقاطع فيديو تحقيقات الشرطة مع نتنياهو وزوجته سارة وابنه يائير، والتي أجريت من عام 2016 إلى عام 2018 كجزء من التحقيق الجنائي الذي استمر 8 سنوات والذي أدى إلى توجيه الاتهام للسياسي المثير للجدل في نوفمبر 2019، بتهمة خيانة الثقة والرشوة والاحتيال.
وتخلل هذه المادة مقابلات مع شخصيات إسرائيلية رئيسية بما في ذلك رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، والمتحدث السابق باسم نتنياهو نير هيفيتز، ورئيس جهاز الأمن الداخلي السابق عامي أيالون، والصحفي الاستقصائي رافيف دراكر وغيرهم.
وأثارت أنباء عرض الفيلم في تورنتو حالة من الإثارة في وسائل الإعلام في إسرائيل، حيث تخضع المواد المتعلقة بالتحقيق والمحاكمات لحظر النشر، حيث أشار المعلقون إلى أن العمل لن يحصل على إصدار رسمي في إسرائيل أبدًا.
وتأمل المخرجة الحائزة على جائزة الأوسكار، والتي تنتج الفيلم تحت راية شركتها Jigsaw Productions التي يقع مقرها في نيويورك ، في إثارة الجدل العالمي والتواصل مع شركاء التوزيع الدوليين من خلال عرض الفيلم في مهرجان تورنتو الدولي كعمل قيد التنفيذ.
ووصف موقع TIFF Docs فيلم نتنياهو بأنه "كشف صحفي عاجل"، وهو من إخراج المخرجة بلوم المولودة في جوهانسبرج والمقيمة في الولايات المتحدة، والتي بدأت المشروع قبل السابع من أكتوبر.
كما يتناول الفيلم الوثائقي أيضًا محاولة بنيامين نتنياهو في عام 2023 إحداث تعديلات قضائية من شأنها أن تمنحه سيطرة أكبر على المحكمة العليا في إسرائيل.، ووصفت بلوم هذا التطور، الذي أثار احتجاجات واسعة النطاق في جميع أنحاء إسرائيل، بأنه المحفز لمشاركتها في المشروع.
وتتناول المخرجة أيضًا اتهامات الفساد التي أثرت على الرد العسكري الذي قاده نتنياهو على هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وتردده في الدخول في مفاوضات جادة بشأن الرهائن.
رشحت بلوم ثلاث مرات لجائزة إيمي برايم تايم عن فيلم Divide and Conquer: The Story of Roger Ailes (2018)، والذي أنتجه جيبني تنفيذيًا، وفيلم Bright Lights: Starring Carrie Fisher وDebbie Reynolds (2017).
وتتضمن الاعتمادات الأحدث فيلم Catching Fire: The Story Of Anita Pallenberg ، الذي أخرجته بالاشتراك مع سفيتلانا زيل، والذي عُرض لأول مرة في كان في عام 2023.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الفيلم الوثائقي الإسرائيلى بنيامين نتنياهو التحقيق الحرب السينما الأوسكار
إقرأ أيضاً:
عودة الهذالين.. صوت النضال الذي أسكتته إسرائيل
أستاذ وناشط حقوقي فلسطيني ولد عام 1994 في محافظة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، عُرف بموقفه الثابت في الدفاع عن قريته ومناهضة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في منطقة مسافر يطا. ساهم عام 2019 في إنتاج الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الذي حاز جائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل عام 2025، ووثق معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال. واستشهد في 28 يوليو/تموز 2025 برصاص مستوطن إسرائيلي قرب منزله أثناء تصديه لعملية استيطانية.
المولد والنشأةوُلد عودة محمد خليل الهذالين عام 1994 في قرية أم الخير شرق بلدة يطا بمحافظة الخليل، في قلب الضفة الغربية المحتلة.
وتعود أصوله إلى قبيلة الهذالين، إحدى القبائل البدوية العريقة التي استقرت في المنطقة بعد أن أجبرها الاحتلال الإسرائيلي على النزوح من موطنها الأصلي في بئر السبع عام 1948.
نشأ في كنف أسرة بدوية تعتز بأرضها، وتربى على قيم الصمود والتشبث بالأرض وعدم الاستسلام.
كان محبا للرياضة لا سيما كرة القدم، وشارك في مباريات ودية أقيمت في قريته ضمن فرق محلية مثل نادي مسافر يطا ونادي سوسيا، وآمن بأن الرياضة تعزز الانتماء وتُنمّي روح التحدي.
تلقى عودة تعليمه الأساسي في مدارس مسافر يطا، والتحق بمدرسة أم الخير الابتدائية عام 2000، وواصل دراسته رغم ضعف البنية التحتية وصعوبة الوصول إلى المدارس بسبب مضايقات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
أظهر منذ صغره حبه لتعلم اللغات، وأبدى اهتماما خاصا باللغة الإنجليزية، مما دفعه لإكمال تعليمه الإعدادي والثانوي في مدرسة الصرايعة التي تخرج فيها عام 2012. وواصل دراسته الجامعية في جامعة الخليل، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية عام 2016.
تزوج الهذالين وأنجب ثلاثة أطفال وهم وطن ومحمد وكنان.
المسيرة النضاليةعمل عودة بعد تخرجه مدرسا للغة الإنجليزية في مدرسة الصرايعة الثانوية الواقعة في البادية الفلسطينية، لكنه لم يكتف بالدور التعليمي، بل سرعان ما برز ناشطا في مجال حقوق الإنسان ومقاومة الاستيطان جنوب الضفة الغربية.
وعرفه المحليون والدوليون بأنه صوت قرية "أم الخير" والمدافع الأول عن سكانها، وأصبح المتحدث غير الرسمي باسمها، خاصة في الأوساط الحقوقية والإعلامية.
تولى لفترة طويلة مسؤولية المرافعة الميدانية، واستقبل الوفود الأجنبية من دبلوماسيين وصحفيين ونشطاء حقوقيين، وقادهم في جولات توثيقية داخل المناطق المهددة بالهدم، موضحا واقع البيوت التي أصبحت خياما، والأراضي التي صودرت لصالح التوسع الاستيطاني.
إعلانبالعربية والإنجليزية، قدّم الهذالين شهادات حية ومؤثرة نقلت معاناة قريته إلى العالم، مستخدما لغة بسيطة لكنها قادرة على النفاذ إلى الضمير الإنساني.
شارك الهذالين في إنتاج الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الذي صُوّر على مدى أربع سنوات (2019-2023) وانتهى العمل عليه قبل أيام قليلة من اندلاع عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وهو إنتاج مشترك بين فلسطين والنرويج، حصد أصداء واسعة في الأوساط السينمائية والحقوقية، وفاز بجائزتي "أفضل فيلم وثائقي" و"جائزة الجمهور" في مهرجان برلين السينمائي عام 2024، ثم حقق إنجازا تاريخيا بفوزه بجائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل في الدورة الـ97 للأكاديمية، التي أُقيمت يوم 2 مارس/آذار 2025 على مسرح دولبي في هوليود.
وسلّط الفيلم الضوء على معاناة الفلسطينيين في قرية مسافر يطا جنوب محافظة الخليل، وركز على حياتهم التي يقضونها في المقاومة للبقاء والعيش في أرضهم رغم القمع والاستيطان.
وأثار فوز الفيلم بجائزة أوسكار موجة غضب كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية، واعتبرته الحكومة الإسرائيلية "لحظة حزينة للسينما العالمية"، ذلك أنه جسّد حقيقة النكبة التي ترفض روايتها.
الاستشهاداستشهد عودة محمد خليل الهذالين مساء يوم الاثنين 28 يوليو/تموز 2025، وذلك بعدما أطلق مستوطن إسرائيلي النار مباشرة على رأسه أمام منزله في قرية أم الخير.
ووفقا لشهادات الأهالي، جاء الاعتداء في سياق اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي برفقة جرافة عسكرية أراضي القرية لتوسيع مستوطنة "كرميئيل" المقامة على الأراضي المصادرة.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن المستوطن المسؤول عن إطلاق النار هو ينون ليفي، أحد أبرز المستوطنين المعروفين بتورطهم في اعتداءات ممنهجة ضد الفلسطينيين جنوب الضفة الغربية.
ويُذكر أن ليفي هذا مُدرج منذ عام 2023 في قوائم العقوبات الأميركية والبريطانية والأوروبية والكندية، ضمن حزمة شُرعت لمحاسبة المستوطنين المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة (ج) من الضفة الغربية.
سياسات قمع إسرائيليةوفي 29 يوليو/تموز 2025، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي خيمة عزاء الشهيد عودة الهذالين في قرية أم الخير، واعتدت على عدد من النشطاء والصحفيين الأجانب ثم طردتهم بالقوة، وأعلنت المنطقة "عسكرية مغلقة"، في محاولة واضحة لمنع أي مظاهر للتضامن المحلي والدولي.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن القوات طردت المعزين بالقوة من العزاء واعتقلت ناشطتين أجنبيتين كانتا ضمن المتضامنين.