مُذَكِّرات مُغْترِب في دُوَل الخَلِيج العَرَبي (11)
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
فاتَني أنْْ أذْكُر قبلَ رَحِيلي مِن الخُبر والدّمام أنَّ الأخَ العَزِيز عادِل الحَسَن مُؤسِّس مَجموعةِ تَربِية ٨٢ على الواتس آب قد كانَ في تلك الحِقبَة مِن سُكَّان الخُبر ومُدرِّسيها النَّاشِطين هو ومجموعةً أخْرى مِنهم خِرِّيجو التَّربية وآخَرُون مِن غيرِها . مِن هؤلاءِ الأخُ الأستَاذ عوض محمد سليمان الجِميعابِي والأخُ الأستَاذ إبرَاهيم سُليمان .
" لنْ نَنسَى أيَّاماً مَضتْ لنْ ننسَى ذِكراها
لنْ ننسَى أيَّاماً خَلَتْ مَرَحاً قضَينَاها " .
" كانتْ لنا أيَّام لا زِلتُ أطْرَاها يا ليتنا عُدنا أو عادَتْ الأيَّام " .
في عام ٨٨ - ١٩٨٩ الدِّراسِي ، انتهتْ عَلاقَتي العَمَليَّة بالخُبر والدّمام . فقد جاءَني خطابُ نقلٍ مِن إدارةِ التَّعليم يأمُرُني بالتَّوجُّه إلى البَوادِي مرّةً أُخرَى ، يبدُو أنَّني كنتُ " الحيطة القصيرة " في تعليمِ المَنطِقة الشَّرقِية . كانَ النَّقلُ هذه المَرَّة إلى مَدرَسةِ "مِليجَة" الثَّانوية. وبلدةُ مليجة هذه تتبعُ ل " مُحافَظةِ النِّعيرِيّة " وهذه الأخِيرة بالطبعِ تتْبعُ للمَنطِقة الشَّرقية . المسافةُ بينَ النعيرية ومليجة 11 كلم . تقعُ مُحافظةُالنعيرية إلى الجَّنوبِ الشَّرقي مِن الدّمام ، أمَّا المَسافةُ بين النعيرية والدمام فتَبلُغ ١٩٥ كم . تَخيَّل نفسَك وأنتَ تَرفُل في المَدَنيّة والحَضَارةِ والأسواقِ الرَّاقيةِ والسَّواحِل البَحرِية العامِرة بالبَشَر والمُتَنزَهات في مدينةٍ مِثل الخُبر ، ثُمَّ فَجأةً تَنزِلُ عليك لعنةُ الصَّحراءِ مرةً أخْرَى
( على وزن لعنة الفراعنة ) لِتعُودَ إليها رغمَ أنفِك !!! ألمْ أقُل لكُم قبلاً " إنَّ حَظِّى كَدَقيقٍ فوقَ شَوكٍ نَثَرُوه " ؟؟؟
رَفضَ الأسْتَاذ سَعد سَعِيد الشَّهراني مُديرُ مدرسةِ المُعتصِم بالله المُتوَسِطة ، والذي كانَ رُجلاً قوياً وشَهماً وإدارِيّا ناجحاً - كما قلتُ لكم مِن قبلْ - رفضَ تَنفِيذ نَقلِي إلى تِلكُم الدِّيار القَصِّية ، وماطلَ أُسْبُوعين كامِلين حتّى جاءَهُ إتصالٌ مُباشِر مِن مُدير إدارة تعليم الشرقية يأمُرُه فيه بِمقَابَلتِه هو والأستاذ محمد عمر . فَفَعلنَا . وكانَ الأستاذ سعد مُستاءً ويلعنُ طولَ الطَّريق إلى إدارة التعليم ، وبعد أنْ قابلَ المُدير - وأنا في انتظارِه مع سِكرتير المُدير - خرجَ غاضِباً ومُكفَهِرّاً . فأدركتُ أنَّ المُدير قد فَرَضَ عليه الأمرَ فَرْضاً ! فأوجزَ لي ما دارَ بينهما وقال : " لا بُدَّ مِن تنفيذِ النَّقل لأنَّ هذا ال ........ رفضَ أنْ يَترُكَك بِالرَّغم من إصراري على بقائِك بِمدرَستي " ! فقلتُ له : " لا بأسَ ا نُنفِّذ وأمرُنا لله " . إذنْ أصَابتني لعنةُ الصَّحراء !!!
وقبلَ أنْ أُغادِرً إدارةَ التعليم قابلتُ المُشرِفَ التَّربَوي للُّغة الانجليزية - وقد كانَ عِراقِيّا واسمُه فؤاد كِتّانة - وسألتُه عن سِرِّ إصرارِ مُدير التعليم على نقلي إلى مليجة . فقال ما معناه إنني الوحيدُ مِن بين أساتذةِ اللغة الإنجليزية داخلِ الخبر والدمام الذين بقوا على قيدِ العُزُوبة ! وأضاف :" أمّا زملاؤك الباقون فكُلُّهم بأُسَرِهم ويستأجِرون شُقق من بداية السَّنة ولا نستطيعُ نقلَهم " ! هكذا أوضَحَ السَّيِّد
كِتانة !!! هكذا إذَنْ !!!
وعندَها لعنتُ سَنسَفيل العُزُوبةِ حتّى جَدِّها العاشِر . ثُمَّ رجعتُ غضبانَ أسِفا وأغلقتُ غُرفَتي عَليّ وكتبتُ الأبياتِ التَّالية :
قُم فَوَدِّع هذي العُزُوبةَ كُلُّها لأواءْ
قُمْ فَغَادِرها ما دامَ صٍنوُها الصَّحراءْ
تأهَّل واترُك التَّرْحالَ يَمنةً عَسْراءْ
افْتِل حِبالَ الوَصلِ واضْمُم غادةً هَيْفاءْ
تُؤويكَ مِن شَرِّ بَلِّيةٍ وإدارةٍ رَعْنَاءْ
تُنجِيكَ مِن جَوْسِ الفَلا وتُخَفِّفُ الأدْوَاءْ
إنَّ العُزُوبةَ شَرٌّ مَالَهُ غيرُ النِّكاحِ دواءْ
ارْجِع وهاتِ واحدةً وذُقْ طَعْمَها سَمْرَاءْ
--------------------
محمد عمر الشريف عبد الوهاب
m.omeralshrif114@gmail.com
//////////////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
أصوات من أعماق الكون.. ناسا تحول بيانات الثقوب السوداء إلى سيمفونيات فضائية
#سواليف
في ابتكار يجمع بين العلم والفن، نجح #علماء #الفلك في تحويل البيانات الصادرة عن #التلسكوبات_الفضائية إلى مقطوعات موسيقية تروي قصة #الكون بطريقة غير مسبوقة
وهذا المشروع الفريد الذي يعرف بـ”التصوير الصوتي” يستخدم تقنيات متطورة لترجمة #الظواهر_الفلكية إلى تجربة سمعية مذهلة.
وتعتمد هذه السيمفونيات الكونية على بيانات ثلاثية المصادر: مرصد تشاندرا للأشعة السينية، تلسكوب جيمس ويب الفضائي، ومستكشف الاستقطاب بالأشعة السينية.
مقالات ذات صلةومن خلال تحويل نقاط البيانات المختلفة إلى نوتات موسيقية، أصبح بإمكاننا الآن سماع “نبض” الكون والاستماع إلى حكايات الثقوب السوداء والنجوم العملاقة.
وتقدم السيمفونيات الثلاث رحلة صوتية عبر مراحل تطور الثقوب السوداء. وتبدأ الرحلة مع النجم العملاق WR 124 الذي يبعد عنا 28 ألف سنة ضوئية، حيث تتحول عملية انفجار هذا النجم من نوع “وولف-رايت” إلى مقطوعة تبدأ بصوت يشبه الصراخ الكوني، ثم تتحول إلى مزيج من المزامير والأجراس والقيثارات التي تعكس تحول النجم إلى سديم متوهج.
ثم تأخذنا السيمفونية إلى نظام SS 434 النجمي الثنائي، حيث تتراقص نغمات موسيقية تعكس التفاعل العنيف بين نجم عادي ورفيقه الأكثر كثافة – إما نجم نيوتروني أو ثقب أسود. وهنا تتحول انبعاثات الأشعة السينية إلى نغمات متغيرة، بينما تمثل أصوات القطرات المائية النجوم في الخلفية الكونية.
وتصل الرحلة إلى ذروتها مع مجرة قنطورس A التي تبعد 12 مليون سنة ضوئية، وفي مركزها ثقب أسود فائق الكتلة يطلق دفقة قوية عبر المجرة، حيث تترجم انبعاثات الأشعة السينية إلى أصوات تشبه أجراس الرياح والنسيم والنغمات الوترية، في تعبير صوتي مذهل عن القوة الهائلة التي تشكل المجرات.
وهذا المشروع لا يمثل مجرد تجربة فنية فريدة، بل يفتح آفاقا جديدة لفهم الكون، خاصة للأشخاص ذوي الإعاقات البصرية الذين أصبح بإمكانهم الآن “رؤية” الفضاء من خلال أصواته. كما يقدم للعلماء طريقة جديدة لتحليل البيانات الفلكية، حيث يمكن للأذن البشرية أن تلتقط أنماطا قد تخفى عن العين المجردة.